أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - الشهبي أحمد - الحيط القصير… أطباء وممرضون وأساتذة تحت أنقاض المنظومة














المزيد.....

الحيط القصير… أطباء وممرضون وأساتذة تحت أنقاض المنظومة


الشهبي أحمد
كاتب ومدون الرأي وروائي

(Echahby Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 8473 - 2025 / 9 / 22 - 20:47
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


بعدما كان الأطباء والممرضون في الصفوف الأمامية خلال جائحة كورونا، يواجهون الموت كل يوم، ويحملون على عاتقهم مسؤولية حماية حياة الناس، ها هم اليوم "يُكرَّمون" بالاعتداءات والتحريض ضدهم، في مشهد يُعيد إلى الأذهان ما يحدث مع رجال ونساء التعليم. نفس السيناريو يتكرر: عندما تنهار المنظومات، يُحمَّل العبء على الحلقة الأضعف، على الموظف البسيط، الطبيب أو الممرض أو الأستاذ، وكأنهم أصل الداء ومصدر كل الأعطاب.

لكن الواقع أوضح من أن يُزوَّر. الأطباء والممرضون، مثل الأساتذة، ليسوا سوى ضحايا لمنظومة فاسدة من الأعلى إلى الأسفل. من يعتقد أن تدني الوضع الصحي سببه الطبيب الذي يعمل لساعات طويلة في قسم طوارئ مكتظ بلا تجهيزات، أو الممرض الذي يتنقل بين عشرات المرضى وهو يفتقر حتى لوسائل الوقاية، فهو يختزل الحقيقة في صورة كاذبة. تمامًا كما يُقال عن الأستاذ إنه سبب ضعف المستوى التعليمي، بينما الحقيقة أن المنظومة التربوية بأكملها تنهار فوق رأسه، وهو لا يملك إلا وزرها.

في المغرب، حين يُطرح سؤال: من المسؤول عن تدهور التعليم والصحة؟ يُوجَّه الإصبع فورًا نحو "الحيط القصير". نحو من يسهل شتمه وضربه وتخوينه، بدل مواجهة جذور الأزمة في السياسات العمومية، في الميزانيات الموجهة، في الفساد المستشري داخل مؤسسات القرار، وفي غياب الرؤية الاستراتيجية. الطب والتعليم لا يبدآن من القسم أو قاعة العمليات، بل من المكاتب العليا حيث تُرسم الخرائط، وتُحدَّد الأولويات، وتُقتسم الصفقات.

الطبيب والممرض والأستاذ هم فقط آخر السلسلة، الوجه المكشوف أمام الناس، المصدّ الذي يتحمل الغضب والاحتقان. لكنهم ليسوا أصل الخراب، بل ضحاياه. ومن يصر على شيطنتهم إنما يُشارك، بوعي أو بدونه، في تكريس الوهم وتبرئة المسؤولين الحقيقيين.

إذا كان هناك درس وحيد من الجائحة، فهو أن هذه الفئات كانت وحدها من واجهت العاصفة. ومن المخزي أن يُجازى من وقف في الصفوف الأمامية يوم كان الجميع يختبئ في بيته بالتحريض والاعتداء اليوم. الإصلاح يبدأ من الأعلى، لا من جلد الحلقة الأضعف.
هؤلاء ليسوا مجرمين، بل مجرد أكباش فداء. لكن الفرق بين الكبش الحقيقي والكبش المغربي، أن الأول يُذبح مرة واحدة في عيد الأضحى، أما الثاني فيُذبح كل يوم على مذبح فساد منظومتين، وسط تصفيق جمهور يظن أنه انتصر، بينما اللحم الفاسد ما زال محفوظًا في ثلاجات الكبار.



#الشهبي_أحمد (هاشتاغ)       Echahby_Ahmed#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحافة الطبل والغيطة
- أقلام للتلاميذ… وديون للآباء
- أمّة اقرأ لا تقرأ
- رسالة مفتوحة إلى أحمد عصيد: دفاعك عن الحرية… أم هوايتك في اس ...
- الربا حرام… والغيبة من فُنون الجلوس
- المستشفى بعين شاهد على الحدث
- -بين خطابين: حين تتحاور الحداثة والهوية-
- الصحافي الحرباء… حين يكتب اللون لا الحقيقة
- شدولارين: عندما يكتب القلب نفسه ويتطهر بالحبر والحنين
- شدولارين: قراءة نقدية وتحليلية في رواية د. فتحية الفرارجي – ...
- عن البغال التي اعتلت التلال
- ركلة حمار
- مثالب الولادة: صرخة سيوران في وجه العبث
- وصمةُ عارٍ لا تُمحى: فلسطين بين الجوع والخذلان
- حين رفعت المرأة سيفها على الرجل… فمزّقت قلبها
- اذا أردنا إصلاح المجتمع ...من أين سنبدأ؟
- محمد عبد السميع نوح في رواية حركة تنقلات: هجاء السلطة وفضح ا ...
- بوحمارة... حين امتطى المغربَ رجلٌ فوق حمارة
- ثورة الكوميرة: حين صرخ الفقراء فدوّى الرصاص
- إيران بين الضربة والصفقة: من يرسم حدود الشرق القادم؟


المزيد.....




- توم هولاند يأخد استراحة من تصوير -Spider Man- بسبب إصابة
- ماكرون يعلن اعتراف فرنسا بدولة فلسطينية
- -كيف وصلت من القاعدة لرئاسة سوريا؟- هكذا رد الشرع على سؤال م ...
- القسام تبث فيديو رهينة إسرائيلي يهاجم نتنياهو.. وإسرائيل تحذ ...
- وسط خلاف تجاري مع واشنطن.. كوريا الجنوبية تحذر من أزمة مالية ...
- مناورات -بحر الصداقة-: مصر وتركيا تعيدان تشكيل المشهد في شرق ...
- دولة فلسطين: كيف سيترجم الاعتراف بها عمليا؟
- السعودية تعتمد ضوابط جديدة للمحتوى الإعلامي والرقمي لحماية ا ...
- قطر: الهجوم الإسرائيلي يهدد كل الاتفاقات المبرمة بالمنطقة
- إسرائيل تتوعد أسطول الصمود


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - الشهبي أحمد - الحيط القصير… أطباء وممرضون وأساتذة تحت أنقاض المنظومة