أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الشهبي أحمد - وصمةُ عارٍ لا تُمحى: فلسطين بين الجوع والخذلان














المزيد.....

وصمةُ عارٍ لا تُمحى: فلسطين بين الجوع والخذلان


الشهبي أحمد
كاتب ومدون الرأي وروائي

(Echahby Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 8409 - 2025 / 7 / 20 - 18:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما يجري في فلسطين، لا سيّما في غزة والضفة الغربية، لم يعد مجرد مأساةٍ إنسانية متكررة، بل تحوّل إلى عارٍ معلّق على جبين كل من كان يستطيع أن يتخذ موقفًا عمليًا ولم يفعل. أمام أعين العالم، تتكشف واحدة من أفظع الكوارث الحديثة: تهجير جماعي، وتجويع ممنهج، وقتلٌ بدمٍ بارد، فيما الصمت الدولي يراوح مكانه بين الإدانات الخجولة والتقاعس المتواطئ.

في الضفة الغربية، ووفقًا لمنظمة "أوكسفام"، تم تهجير أكثر من أربعين ألف فلسطيني قسرًا منذ يناير 2025، في ما يُعتبر أكبر عملية ترحيل منذ نكسة 1967. منازل تُهدم، ومستوطنون يشنّون الهجمات تحت غطاء من الإفلات التام من العقاب، والسلطات الإسرائيلية تمضي في نهجها دون توقف. وقد تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة، منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023، 960 قتيلًا، في عمليات استهداف ممنهجة لم تميز بين مقاوم ومدني.

أما في غزة، فالوضع يقترب من الكارثة المطلقة. يعيش أكثر من مليوني إنسان في حصار خانق منذ أشهر، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء، وانهيار شبه كامل للبنية التحتية. أسعار المواد الغذائية ارتفعت بأكثر من 1400٪، فيما تشير تقديرات المنظمات الإنسانية إلى أن نصف السكان تقريبًا يعانون من نقص حاد في الأمن الغذائي، وأكثر من 500 ألف شخص مهددون بالمجاعة الفعلية.

ولم يقتصر الأمر على الحصار، بل تجاوزه إلى استهداف مباشر للمدنيين أثناء انتظارهم للمساعدات. ففي رفح ووسط غزة، قُتل العشرات أمام مراكز توزيع الغذاء، بينهم أطفال ونساء. تكررت المشاهد ذاتها عند معبر زيكيم، حيث سقط عشرات القتلى والمصابين. وكأن القتل لم يعد يختار ساحات المواجهة، بل صار يقصد صفوف الجوعى والمعدمين.

تزامنًا مع ذلك، شهد قطاع غزة انهيارًا تامًا للخدمات الأساسية. توقفت أغلب المستشفيات عن العمل بسبب نقص الوقود، وتفشت الأمراض في ظل غياب شبه كلي للرعاية الصحية. الأطفال والحوامل باتوا في صدارة ضحايا هذا الانهيار، فيما العجز عن إدخال مواد الإغاثة والدواء يزيد من فداحة الكارثة.

المنظمات الحقوقية الدولية لم تعد تملك سوى وصفٍ صريح لما يحدث: جرائم حرب تُنفّذ ضد مدنيين عزل، واستعمال للتجويع كسلاحٍ حربي، في خرقٍ فجٍّ للقانون الدولي الإنساني. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نفسه طالب بفتح تحقيقات مستقلة، لكنه عبّر في الوقت ذاته عن قلقه من أن مرتكبي هذه الانتهاكات لن يُحاسبوا أبدًا. حتى شخصيات إسرائيلية سابقة، من بينها رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، شبّهت مخطط "المدينة الإنسانية" في رفح بمعسكرات الاعتقال، لِما فيها من حبسٍ جماعي وتقييدٍ للحرية في ظروفٍ مهينة.

إنّ هذه الوقائع لا تُبقي مجالًا للغموض أو التساؤل: ما يجري في فلسطين، وخصوصًا في غزة، هو تطهيرٌ ممنهج لشعبٍ كامل، تُرتكب ضده كل الجرائم الممكنة في وضح النهار، بينما يراقب العالم بصمتٍ يساوي التواطؤ. وكل من يستطيع أن يقول "لا"، أن يضغط، أن يناصر، ثم يختار السكوت أو الحياد، فقد أصبح جزءًا من الجريمة، ولو بصمته.

وصمة العار لن تقتصر على الجناة وحدهم، بل ستطال أيضًا كل من تواطأ بالصمت، وكل من رأى ولم يتحرك، وكل من خذل شعبًا يُجَوَّع ويُشرّد ويُباد ببطء.



#الشهبي_أحمد (هاشتاغ)       Echahby_Ahmed#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين رفعت المرأة سيفها على الرجل… فمزّقت قلبها
- اذا أردنا إصلاح المجتمع ...من أين سنبدأ؟
- محمد عبد السميع نوح في رواية حركة تنقلات: هجاء السلطة وفضح ا ...
- بوحمارة... حين امتطى المغربَ رجلٌ فوق حمارة
- ثورة الكوميرة: حين صرخ الفقراء فدوّى الرصاص
- إيران بين الضربة والصفقة: من يرسم حدود الشرق القادم؟
- بوجلود بين الذاكرة والتشويه
- مديونية المغرب: حين يتحوّل الدين إلى أسلوب حياة
- بين رصاص الحدود وظلال الوطن: مأساة العودة في قلب التوتر المغ ...
- مقبرة الصمت: لماذا تخشى الأمم المريضة أصوات المهرطقين؟
- من سيقود المغرب؟ سباق الأحزاب نحو حكومة ما بعد الإحباط
- ابن كيران: سياسة -الزواق- بخطاب -بلا نفاق-
- سبعة دراهم لفنجان قهوة... والقدرة الشرائية في غرفة الإنعاش
- الضباع تلتهم قيمنا
- سردٌ يُنصت لصوت الإنسان العربي بين جذور الماضي وتقلبات الحاض ...
- -شيء من بعيد نادني-: بين الهويّة المتجددة والاغتراب الوجودي
- -متتالية حياة-: نشيد الصبر في زمن الانكسارات الصغيرة
- حكايات الهدوء النبيل في زمن الاضطراب: تأملات الناصر التومي ف ...
- -الوقوف على عتبات الأمس-: كتابة ضد النسيان في زمن القطيعة
- -المتشابهون-: احتجاج ناعم على صمت الأجيال


المزيد.....




- تونس - غزة: تأجيل انطلاق أسطول -الصمود المغاربي- إلى الأحد و ...
- فرنسا - الجزائر: الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي يدعو لنهج أكث ...
- ديمقراطيون يطالبون الخارجية الأمريكية بوقف تمويل -مؤسسة غزة ...
- اعتراضًا على مشاركة الفريق الإسرائيلي.. متظاهرون يوقفون سباق ...
- ماذا نعرف عن محاكمة الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو بتهمة ...
- السجن 30 شهرا للناشطة النسوية المغربية ابتسام لشكر بتهمة الإ ...
- القضاء المغربي يصدر حكما بالسجن 30 شهرا في حق الناشطة ابتسام ...
- ليبيا: هل تؤدي -التعبئة العسكرية- إلى -مواجهة مسلحة-؟
- مرسيليا: ما الذي قاله المدعي العام الفرنسي عن مقتل مهاجم تون ...
- -وضعوه في الأكل-.. المنصات تتهم تل أبيب بدس الفيروس المنتشر ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - الشهبي أحمد - وصمةُ عارٍ لا تُمحى: فلسطين بين الجوع والخذلان