خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 8469 - 2025 / 9 / 18 - 17:02
المحور:
الادب والفن
ثم ألقت نظرة سريعة بالمرآة، حيث لم تر وجهها منذ أزيد من سنة. فلقد تفاقم الوضع لبضع سنوات و بات التركيز على حل المعضلة أكثر إلحاحا من ذي قبل. ثم أعادت النظر و عزمت على التحقق من الصورة التي إنبثقت أمامها، فلقد كان التحدي أكثر تعقيدا و لن يفهم أحد عمق ذلك.
إرتأت أن تعيد الكرّة و أن تسرق صورة و لو خاطفة على أن تقارن بين الصورة المرتسمة و تلك التي إحتفظت بها في ذهنها قبل عهد بعيد.
تذكرت أن كل الطرق تؤدي إلى روما لكن الأمر مختلف الآن إذ لم تعد روما مركز العالم و لم تعد الصورة مركز عالمها كذلك. فناذرا ما تنجح الثورات الكبرى و غالبا ما تسلم مفاتيحها إلى ثورات صغيرة ناعمة أكثر دفئا لا يلتفت إليها أحد. و غالبا أيضا ما تنتفخ الثورات فتطفو على ورقة ملساء لتصبح رمادا، عارية كما ولدتها أمها، عاجزة عن التفكير فيما آلت إليه من غبن و شقاء.
ركزت في مرآة أصابها الضباب، فكرت في أن تمسحها بالمعطف الذي كانت ترتديه على أن اللقطة لا تقدر بثمن و لن تفوت فرصتها تلك.
نظرت في وجهها و رأت نفسا غريبة بعيدة عن نفسها إذ لم تعد روما كما عهدتها من قبل ولم تعد صورتها كما كانت كذلك.
شعرت بفوران بداخلها و بثورة قديمة في أعماقها. قامت وارتدت معطفها المبلول غارقة في اتجاه المجهول.
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟