خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 8372 - 2025 / 6 / 13 - 02:52
المحور:
الادب والفن
ألمحت إلى أن شيئا ما ينقصها. كانت القاعة شبه فارغة بعد إنطلاق الزوار نحو الخارج. فلقد تسببت موجة الحرارة المفاجئة إلى آكتظاظ غير معهود مما شل حركة الطرقات و بدت البيوت فارغة من أهلها و الشوارع هادئة . فعادة ما يتسابق المارة في ساعة كهذه لتسلم أبنائهم من المدارس و المرور بالسوق الأسبوعي. شعرت باغتباط كبير بعد أن تنزهت بمدينتها عبر لايف و عن بعد و لمحت البنايات القديمة ذات طراز الآرت ديكو تؤثثها رؤوس تماثيل و زهور وأوراق أشجار نحتت من جبص و إسمنت وتمنت أن يتم ترميمها و تأكدت أن مدينتها القديمة لا زالت كما تركتها منذ عهد بعيد و أن لا شيء تغير ما عدا سكان الحي اللذين كانوا فرنسيين و إيطاليين و إسبان فيما مضى و أن أغلبهم الآن يقطنون في المقبرة من الجهة الأخرى للمدينة على أن الجزء الآخر كان قد قرر العودة إلى الوطن في زمن ما.
تحركت قليلا و هي تتأمل الأماكن و شرفات البيوت التي ظلت كما كانت لم تؤثثها شمسية أو كرسي واحد رغم روعة المكان. و تساءلت عن العلاقة الغامضة التي تربط الإنسان بالبناء. و تأكدت أن للأمكنة أرواح تسكنها و أن البشر جزء من هذه الأرواح.
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟