خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 8363 - 2025 / 6 / 4 - 14:01
المحور:
الادب والفن
ثم إرتأت في أن تتريث قليلا قبل أن تأخذ قرار الرحيل. وقفت جامدة في مكانها كما ولدتها أمها، بين حطام مخلوط من إسمنت و أسلاك و خزائن و أقمشة و طاولة طعام كسرت أقدامها من هول الإنفجار. تدلت قليلا لتنظر في مرآة نفسها علها تجد ما يسد رمقها بخصوص ما حدث. فالأهوال تقع على أصحابها دون سابق إنذار. و هنا تكمن اللعبة، لعبة الحياة. فإما أن نأخذها بمحمل الجد و إما أن نتركها للملهاة، لكن كلاهما خطأ، رددت في أعماق نفسها المتهاوية. دنت باتجاه نافذتها المفضلة التي كثيرا ما كانت تستعملها للإسترخاء و مشاهدة الأطفال يلعبون خارجا و هم يصيحون.
كانت النافذة متهاوية بحائطها على أرضية السيراميك الذي كثيرا ما أغرمت به و الحقيقة أنها هي من ٱختارت اللون و الزركشة أيام البناء و كثيرا ما كانت تستمتع بتنظيف الأرضية و الإهتمام بها خصوصا أيام الصيف.
دنت باتجاه الحائط أكثر، أشلاء في كل مكان، زجاج يتراقص أمام عينيها بفعل شعاع شمس ضبابية رفضت الحضور لهول ما حدث، فإما الرضوخ أو الموت، أعلنت و هي تداعب بين أناملها ما تبقى من صورة الحبيب. ثم حملت نفسها و هي ترتدي الدموع معلنة عن قرار الرحيل تاركة الحب وراءها في.. غزة.
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟