خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 8355 - 2025 / 5 / 27 - 12:35
المحور:
الادب والفن
كان جالسا على الأريكة يتناول شيئا ما. ففي الأيام الأخيرة عدل عن طلب الطعام الجاهز بسبب شكوك جديدة إحتوته و أصبح غير قادر على التملص منها. إرتفع قليلا من على الأريكة و مال للتأكد من أن السحابة البيضاء إستقرت ببيته و تحديدا بالبالكون. كان لا يزال يأكل و هو يردد أغنية لطالما أعجبته فيما مضى. رفع من صوت السماعات و خيل إليه أن جمهورا غفيرا كان يردد الأغنية خارجا و هم ينادون إسمه. توقف قليلا، تردد في القيام للتأكد من أن الصحوة قد تحققت بعد إنتظار طويل. غرق في أفكاره قبل أن يطمئن من أن الجماهير المطروحة خارجا كانت تنادي إسما هو الآن غير ملمّ بصاحبه. و طرأت بباله فكرة الأسماء التي لم يكن يؤمن بها و أن الأسماء و الألقاب منظومة خارجة عن نطاق البشر و أنه كان بإمكان الإنسان إختراع كود يحدد الهوية و تفكر في أن البشر تعدى الحدود و ألصق أسماءه على الحيوانات و على أي شئ يراه رغبة في تحقيق مبدأ الخرافة و المعرفة.
ثم سمع حفيفا و شعر بحركة قادمة من الجدران الخمسة و شاهد إيقاع أغصان شجرة متخفية تننزلق من خلال ثقوب الحيطان حاملة أوراقا خضراء يافعة و زهور عطرة آسرة القلوب.
حينها علم أننا في فصل الربيع و أننا نودع آخر أيامه أملا في الإلتقاء في السنة القادمة.
كل عام و ربيعكم أيها القراء المحبّين بألف خير.
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟