خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 8366 - 2025 / 6 / 7 - 18:11
المحور:
الادب والفن
خرجت تبحث عما بداخلها في نوبة خوف غير معهودة. فلقد بدأ الطقس في الإعتدال بعد مطر خفيف و تكاثر رواد الحانات و المقاهي و أصبح حي سوهو ممتلئا عن آخره. كانت تتمايل من زقاق لآخر و ألم بها التفكير حول المصير الذي آلت إليه في الأيام الأخيرة و عن سبب النوستالجيا و الإهتمام المتزايد بالذات و خيل إليها أنها تعيش في الزمن الشبح و أن المارة و رواد المطاعم الجالسون على التّيراس أشكالا منمقة تفوح منها رائحة الإلتباس.هادئة، كانت تمشي مستمعة لأغاني فرنسية عتيقة لسيرج لاما و دانييل كيشار و هي تلف حول نفسها متفكرة أيام الإعتزاز. فللأماكن روح كالأشخاص تماما وأن الأشخاص هم أماكن بدورهم يستقبلون و يرفضون، و لا أحد يقدر على التمييز بينهما. كانت لا تزال تبحث عن شيئها المفقود محدقة في المباني والبشر و فيما بينهما. ثم أخذت تسرع في الخطى أكثر غير عابئة بٱلتفاتات المارة. كان شعرها يتطاير على نغمات ريح خفيف و هي تهمس بكلمات أغاني لم ترددها منذ عهد بعيد و خيل إليها أنها تنظر للزمن كشريط أفقي مسترسل من خلال نظاراتها البنية ذات القلوب و أن أمواجا ناعمة تتقاذفها. شعرت ببلل طارئ لم تعره إنتباها و استرسلت في رحلتها بحثا عن قلبها المفقود.
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟