خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 8432 - 2025 / 8 / 12 - 14:59
المحور:
الادب والفن
كانت الصور تهرع في سرعة فائقة حيث لم يكن الوقت سانحا في تذكر ما كان يمر أمام أعينها، ما عدا اللون الأخضر الذي أخذ يتسابق في أشكال متنوعة يصعب تحديدها.
رأت أن تتناول مشروبها الذي إبتكرته البارحة و أن تحتفظ بسر الخلطة تفاديا لما قد يخلفه ذلك من إرباك. فالأشياء الجديدة باتت مخيفة أو على الأقل مثيرة للقلق كما هو الشأن مع الزمن، فالوقت الجديد يصبح مرعبا حين يتعلق الأمر بالمستقبل و بالمستقبل المجهول تحديدا.
كان القطار يهرع في سيره و كأنه خائف من شئ ما. فليس ببعيد كانت الحيوانات هي الكائنات الوحيدة المعروفة بالسرعة و ما تبقى فمصيره البطئ الشديد.
ارتأت في أن تحسم في أمر الزمن الخائف، فلقد بات الوقت مسرعا في خطواته كالحيوان قديما وهو الآن يحاول تجاوز القطار كذلك، قالت و هي تتناول مشروبها السحري بلا مبالاة.
أخذ الزمن يحاور نفسه بين ماضيه و حاضره غير عابئ بما قد يمر به حاضره من ألم، فلقد اختلطت الأمور و لم يعد قادرا على تحديد موقفه من السرعة و من عوامل أخرى. قالت في سهو و هي تنتفض منطلقة خارج المحطة باتجاه زرقة البحر.
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟