خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 8380 - 2025 / 6 / 21 - 18:47
المحور:
الادب والفن
جلس السجين حائرا في أمره إذ لم يسبق له أن تشاجر في حياته مع أحد. فلقد جاء هاربا في قارب صغير من جحيم أرضه و هو طفل لم يصل البلوغ. سألته المحامية عن أحواله و كيف يتعايش مع الآخرين في السجن، ثم قدمت شروحا حول المسطرة القانونية و هي تشرح الإدانة حسب الإعتراف و أسهبت أنه سيكون من الصعوبة على المدعي إثبات التهمة نظرا لقلة الأدلة.
أكد الشاب العشريني أنه لم تكن لديه فكرة إيذاء أحد من المعتدين و أنه تعرض خلال مدة للإهانة و التهديد و الإعتداأت اللفظية من طرف الجماعة و أنه كان تصرفا دفاعا عن النفس. ثم طلب من المحامية أن تساعده على تقديم تسجيل الكآميرات كدليل إثبات على أنه لم تكن بحوزته معدات حادة أثناء الواقعة.
كان الشاب في غاية الهدوء و هو يتحدث في إستغراب عما حدث له لدى خروجه من العمل ذلك المساء و كيف إعترضت المجموعة طريقه.
كان يبتسم أحيانا في صفاء تام دون إرتباك أو توتر كأنه ملاك و كأنه لم يمر من مجازفات البحار التي خاضها أملا في حياة أفضل و لا من أهوال العشرية السوداء التي أتت على الأخضر و اليابس والتي أنهت حياة ربع مليون إنسان دون إستشارتهم و تشريد ما تبقى منهم.
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟