|
برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية
رحيم فرحان صدام
الحوار المتمدن-العدد: 8464 - 2025 / 9 / 13 - 23:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الملخص اشاع المسلمون المتشددون وشيوخهم في مجال الدعاية للإسلام في خطبهم وكتاباتهم من ان الكثير من عظماء العالم ومفكريهم وفلاسفتهم قد امتدحوا النبي محمد وكتبوا الكثير في مدحه ويأتون بأمثلة واقوال مزورة على لسان اؤلئك الفلاسفة وعظماء التاريخ اقوال محرفة لم يقلها احد منهم في مدح النبي والاسلام ، ومن الامثلة على كذب الشيوخ وتزويرهم لأقوال عظماء العالم ومفكريهم قولهم المشهور الذي يتداوله الواحد عن الاخر دون ذكر الدليل عليه هو قول عن برنارد شو الفيلسوف البريطاني والكاتب الكبير انه قال عن النبي محمد ما يلي: " ما احوج العالم الى محمد ليحل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجان قهوة " . يحاول الكتاب الاسلاميون الإستشهاد بالأديب البريطاني؛ لأنه رمز من رموز الأدب وادعوا عليه كلمات لم يقلها برغم أهميته لديهم كعالم وعظيم من عظماء الغرب أثروا في تاريخ العالم، وهو عالم ومُطلِع ومُثقف ومُفَكِر يُلفقون له الكلام الكاذب والمُصطنع في مدح الاسلام . الحقيقة ان برنارد شو لا يمتدح الاسلام ولا القرآن ولا النبي محمد كما تروج الالة الاعلامية الاسلامية بل انه يذم الاسلام اشد الذم ، ونحن نريد ان يتضح هذا الامر للناس لكي لا يبقوا مخدوعين بأن هناك غربيين " منصفين " يثنون على الاسلام فهذه اسطورة لا وجود لها على ارض الواقع .
المقدمة لقد قرأنا الكثير ورأينا الأكثر من جمل تفيد بأن علماء وعظماء الغرب يتحدثون عن نبي الإسلام، وأن الكثيرون منهم تعلموا وتثقفوا على مدرسته وأنهم إمتدحوه في كتبهم وتصريحاتهم بالعديد والعديد من الكلمات والجمل المعسولة التي يسترق لها سمع المسلم . لم نسمع البوذيين يتحدثون عن ماذا قال العظماء عن بوذا.. أو الهندوس أنهم ألفوا في هذا أيضاً لكن وحدهم المسلمون وشيوخ الإسلام يفعلون ذلك . هل هي عقدة الشعور بالنقص؟؟؟… هل هو الإحتياج للغرب الكافر؟؟ بما أنه عنوان العظمة.. والعلم.. والدراسات…!؟ . إن كان هؤلاء مدحوا النبي وإعترفوا بعظمتهِ.. فلماذا لم يؤمنوا به إذاً ؟! . أليس عدم إيمانهم به هو تكذيب صريح لنبوتِهِ؟؟! لقد حاولوا غَسل أدمِغتنا وإِيهَامَنَا أن العالم كله يهيم عشقاً بالنبي محمد ! وأن العباقرة والأذكياء والمُنصفين والعُلماء يُشِيدون بعظمته . هل يُحاولون تزوير التاريخ؟ هل فعلاً أغلب العُظماء مَدَحوا الاسلام او النبي مُحمد؟ أم أن العُظماء قد أنتقدوا النبي نَقداً لاذعاً ؟ فالدين العظيم لا يُخاف النقد…! بل يُرحِب به… مع الإنترنت والفضائيات لن يستطيعوا إخفاء الحقيقة، ولن تستطيع الرقابة الإسلامية أن تُبقي الشباب المُسلم تحت الوصاية لأنه ببساطة انتهى عصر الوصاية، وصاية الشيوخ ووصاية الحكومات. اشاع المسلمون المتشددون وشيوخهم في مجال الدعاية للإسلام في خطبهم او كتاباتهم من ان الكثير من عظماء العالم ومفكريهم وفلاسفتهم قد امتدحوا النبي محمد وكتبوا الكثير في مدحه ويأتون بأمثلة واقوال مزورة على لسان اؤلئك الفلاسفة وعظماء التاريخ اقوال محرفة لم يقلها احد منهم في مدح النبي محمد والاسلام ، ومن الامثلة على كذب الشيوخ وتزويرهم لأقوال عظماء العالم ومفكريهم هو الاقوال المنسوبة الى برنارد شو، وهو من اكثر الشخصيات الغربية التي نسبت لها الدعاية الاسلامية اقوالا مزيفة في مدح الاسلام والرسول . وسندرس في هذا البحث بشكل مفصل الاقوال التي نسبتها الدعاية الاسلامية له ، كما ندرس آراءه ومواقفه من كتبه باللغة الانكليزية ، ونقارنها بما نسبته له الدعاية الاسلامية لمعرفة حقيقة موقفه من الاسلام . قبل الحديث عن هذا المفكر الكبير لا بد من توضيح موقفنا من آراءه ومواقفه الذي ننقل نصوصه في هذا البحث فنقول أننا لا نتبنى آرائه وأقواله ومواقفه من الإسلام والقرآن والنبي ، كل ما في الأمر اننا نريد ان نكشف الحقيقة: ان برنارد شو لا يمدح الإسلام ولا القرآن ولا النبي محمد كما تروج الالة الإعلامية الإسلامية بل انه يذم الإسلام اشد الذم ، ونحن نريد ان يتضح هذا الأمر للناس لكي لا يبقوا مخدوعين بأن هناك غربيين " منصفين " يثنون على الإسلام فهذه اسطورة لا وجود لها على ارض الواقع . وكانت رؤيتنا هي أن النبي ليس بحاجة إلى مدح وشهادة أحد من الغربيين ، أما نقل كلام منسوب الى الغربيين فهو تلاعب بمشاعر البسطاء.
اولا ترجمة : جورج برنارد شو (George Bernard Shaw) : ولد جورج برنارد شو في (26 تموز عام 1856) في مدينة دبلن بإيرلندا وهو من الطبقة المتوسطة وقد ترك المدرسة في سن مبكرة وهو في الخامسة عشرة من عمره ليعمل موظفاً. كان والده سكيراً مدمناً للكحول مما شكل لديه ردة فعل بعدم قرب الخمر طوال حياته، كما كان نباتياً لا يقرب اللحم الأمر الذي كان له أثراً في طول عمره وصحته الدائمة. تركت أمه المنزل مغادرة إلى لندن مع ابنتيها ولحق بهم شو سنة (1876م). ولم يعد لإيرلندا لما يقرب الثلاثين عاماً. فقد عاش حياة فقيرة وبائسة أيام شبابه وعندما أصبح غنياً لم يكن بحاجة لتلك الجائزة التي تُمنح أحياناً لمن لا يستحقها ؛ ولأن حياته كانت في بدايتها نضالاً ضد الفقر، فقد جعل من مكافحة الفقر هدفاً رئيسياً لكل ما يكتب وكان يرى أن الفقر مصدر لكل الآثام والشرور كالسرقة والإدمان والانحراف، وأن الفقر معناه الضّعف والجهل والمرض والقمع والنفاق. ويظهر ذلك جلياً في مسرحيته "الرائد باربرا" التي يتناول فيها موضوع الفقر والرأسمالية ونفاق الجمعيات الخيرية. عندما غادر إلى لندن بدأ يتردد على المتحف البريطاني لتثقيف نفسه الأمر الذي كان له الفضل الكبير في أصالة فكره واستقلاليته. بدأت مسيرته الأدبية في لندن حيث كتب خمس روايات لم تلق نجاحاً كبيراً وهي:( عدم النضج ) و ( العقدة اللاعقلانية) و (الحب بين الفنانين) و ( مهنة كاشل بايرون ) و( الاشتراكي و اللا اشتراكي ) لكنه اشتُهِر فيما بعد كناقد موسيقي في أحد الصحف. ثم انخرط في العمل السياسي وبدأ نشاطه في مجال الحركة الاشتراكية socialism وانضم للجمعية الفابيّة (وهي جمعية إنكليزية سعى أعضاؤها إلى نشر المبادئ الاشتراكية بالوسائل السلمية.) كان شو معجباً بالشاعر والكاتب المسرحي النروجي هنريك إبسن (الذي يعتبر أعظم الكتاب المسرحيين في كل العصور. وكان السبّاق في استخدام المسرح لمعالجة القضايا الاجتماعية). فكان تأثير إبسن واضحاً على شو في بداياته. رغم تركه للمدرسة مبكراً إلا أنه استمر بالقراءة وتعلّم اللاتينية والاغريقية والفرنسية وكان بذلك كشكسبير الذي غادر المدرسة وهو طفل ليساعد والده ومع ذلك لم يثنه عدم التعلم في المدارس عن اكتساب المعرفة والتعلّم الذاتي. فالمدارس برأيه : " ليست سوى سجون ومعتقلات". كان مناهضاً لحقوق المرأة ومنادياً بالمساواة في الدخل. وكان من أشهر من رفض جائزة نوبل حين قدمت له وقال: " إن هذا طوق نجاة يلقى به إلى رجل وصل فعلا إلى بر الأمان، ولم يعد عليه من خطر" عن سيناريو (مسرحية بيجماليون) (1) في العام 1938، توفي في (2 تشرين الثاني 1950).(2) يعد برنارد شو من أعلام المفكرين العالميين في العصر الحديث . فقد ذاعت مؤلفاته في جميع أنحاء العالم. وترجمت الى مختلف اللغات الحية ، وانتشرت افكاره وآراؤه بين المثقفين على اختلاف عقائدهم ومثلهم . ويعتمد نجاح « شو » في نشر أفكاره بهذا الاتساع على براعته في مزج الفلسفة بالعبارات الرشيقة والنكات المليحة واللمحات الطريفة البارعة . ولو أنه اقتصر في نشر آرائه على عرضها في كتب عادية ، لما قدر لها الذيوع الا بين الخاصة من المثقفين . وعندما نقرأ مسرحياته نجد في أكثرها لفتات تحمل طابع القصة المسلية ، ولكن اذا أمعنا النظر وجدنا أهداف المؤلف واضحة جلية أهداف المعلم المصلح الذي حاول أن يجعل من نظريته في ( التطور الخلاق ) فلسفة خاصة قائمة بذاتها على أنه لم يكتف بمسرحياته وما مزج فيها من هزل وجد ، بل كتب لكل مسرحية مقدمة مطولة كانت تزيد أحيانا على حجم المسرحية ذاتها. وفي تلك المقدمات المشهورة شرح نظرياته وأفكاره وآرائه في كل ما يمكن أن يخطر على بال الانسان الذكي الحصيف المستنير. ولا يهدف هذا البحث لعرض أفكار «شو» وشرح نظرياته الفلسفية وآرائه في السياسة والدين والاجتماع ، ولكن نود التحدث عما جاء في مؤلفاته ومسرحياته عن العرب والاسلام والمسلمين ، لما في ذلك من فائدة للقارئ .
ثانيا الشيوخ يكذبون على برنارد شو : اشاع الشيوخ في مجال الدعاية للإسلام في خطبهم او كتاباتهم عن برنارد شو انه اثنى على النبي وسنتناول اقوالهم بالتفصيل :
1- الشيخ محمّد جواد مغنيّة ( ت1979م) كتب تحت عنوان :( الإسلام وقادة الفكر الأوروبي) ما نصه :" وقال برنارد شو الأديب الانكليزي العالمي :« يجب أن يدعى محمد منقذ الإنسانية ... انني أعتقد انه لو تولى رجل مثله زعامة العالم الحديث لنجح في حل مشاكله بطريقة تجلب إلى العالم السلام والسعادة . . ان محمدا هو أكمل البشر من الغابرين والحاضرين ، ولا يتصور وجود مثله في الآتين »(3). وقول برنارد شو : « محمد أكمل البشر من الغابرين والحاضرين » معناه ان رسالة محمد ( ص ) لا تغني عنها أية رسالة من رسائل الأنبياء السابقين . . حتى عيسى وإبراهيم . أما قول برنادشو : « ولا يتصور وجود مثل محمد في الآتين » فمعناه لا أحد يستطيع بعد محمد أن يأتي الإنسانية بجديد يفيدها وينفعها أكثر مما أتى به محمد ، ومعناه أيضا ان دعوة محمد ودين محمد يغني عن كل دين وكل دعوة وشريعة ونظام ، ولا يغني عنه شيء . وكلنا يعلم ان برنارد شو في طليعة قادة الفكر الأوروبي في القرن العشرين ، عصر الذرة والفضاء ، وان شهادته هذه هي نتاج البحث الطويل ، والتفكير العميق ، والتحليل الدقيق . وهذه الشهادة من برنارد شو هي تعبير ثان أو تفسير لقوله تعالى : « وما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ » سورة الأنبياء، الآية 107. أي كل العالمين في كل زمان وكل مكان . وأيضا هي تفسير لقوله سبحانه : « ولكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وخاتَمَ النَّبِيِّينَ » سورة الأحزاب، الآية 40. وأيضا هي أي شهادة برنارد شو دليل قاطع على صدق المسلمين في عقيدتهم بأن محمدا هو أكمل البشر من الغابرين والحاضرين ، ولا يتصور وجود مثله في الآتين على حد قول برنارد شو . وبعد ، فما هو رأي الشباب المتنكرين لدين آبائهم وأجدادهم ؟ ما رأيهم في قول برنادشو ؟ وهل هم أعلم وأحرص منه على الإنسانية ، أم انهم يتكلمون بوحي من أعداء الإسلام والإنسانية من حيث لا يشعرون ؟ ".(4) وكتب الشيخ مغنيّة ايضا :" لقد أذهلت وأدهشت شخصية محمد ( ص ) العلماء الأجانب الذين يهتمون بالدراسات الإنسانية ، وقالوا عنها الكثير حتى رسم لها برنارد شو هذه الصورة : « لو تسلَّم محمد زمام الحكم المطلق اليوم لحلّ مشكلات العالم بأسره ، وحقق له السلام والسعادة المنشودة » ومن هنا كان محمد خاتم النبيين وسيد الأولين والآخرين ." (5) وفضلا عما تقدم كتب الشيخ مغنيّة ما نصه : " وقرأت في جريدة الجمهورية المصرية عدد 14 مايو « أيار » سنة 1970 : قال برنارد شو الفيلسوف العالمي : ان دين محمد هو الدين الوحيد الذي يلوح لي أنه حائز على أهلية الهضم لأطوار الحياة المختلفة بحيث يستطيع أن يكون جاذبا لكل جيل . . ان محمدا يجب أن يدعى منقذ الانسانية"(6). ونسأل الشيخ مغنية هل جريدة الجمهورية المصرية كتاب ألفه برنارد شو للنقل اقواله منها لا سيما انها صحيفة لا تخجل من الكذب على عظماء الغرب في سبيل الدعاية للإسلام .
2- اما الشيخ عبد الكريم الخطيب (ت 1985م) صاحب كتاب التفسير القرآني للقرآن، الذي يزعم ان الحب والتقدير للنبي ، ليس وقفا على أتباعه ، بل إن كثيرا من أحرار العقول والقلوب ، من مفكري الغرب ، قد انتصروا للحق ، فرأوا « محمدا » على صورة أقرب إلى تلك الصورة التي يراها عليه أكثر أتباعه معرفة به ، وحبا وإكبارا له.. على حد زعمه اذ قال ما نصه : " يقول « برنارد شو » فيلسوف الغرب في القرن العشرين الميلادي : « لقد كان دين محمد موضع تقديري السامي ، دائما . . لما ينطوي عليه من حيوية مدهشة . . لأنه - على ما يلوح لي - هو الدين الوحيد الذي له ملكة الهضم لأطوار الحياة المختلفة . اليوم »"(7) ثم يعلق الشيخ الخطيب بقوله :" وحسبنا هذه الشهادة ، من رجل لا يدين بالإسلام ، ولا يتهم بتعصب لنبي الإسلام ، تحت مشاعر الولاء الديني له . . بل إنه ليقول هذه الحقيقة عن منطق العقل الحر ، البعيد عن كل تأثير عاطفي " (8) نعم سماحة الشيخ حسبكم هذه الشهادة من رجل لا يدين بالإسلام ليقول الحقيقة –بزعمكم- عن منطق العقل الحر ، البعيد عن كل تأثير عاطفي . 3- وكتب الكاتب الاسلامي محمد عمارة في جريدة الاهرام ما نصه : " وعلى درب الانصاف هذا يسير الفيلسوف الاجتماعي الايرلندي الشهير برنارد شو(1856 ـ1950م) الذي قال عن رسول الإسلام ـ صلي الله عليه وسلم ـ كلاما نفيسا... والذي تنبأ بما نراه اليوم من إقبال الأوروبيين على اعتناق الإسلام ـ قال: إن محمدا هو منقذ الانسانية... وإنني أعتقد أن رجلا كمحمد لو تسلم زمام الحكم في العالم كله لتم النجاح في حكمه. ولقاده إلى الخير وحل مشكلاته حلا يكفل للعالم السلام والطمأنينة والسعادة المنشودة. " (9)
4- علاء الدين المدرس والفيلسوف البريطاني يعد الكاتب علاء الدين شمس الدين المدرس من ابرز ابواق الدعاية الاسلامية المضللة التي تخدع المسلمين وتضحك على عقولهم بكتبه المضللة التي لا تعتمد المنهج العلمي والتوثيق من المصادر الاصلية للمؤلفين انما ينقل الاقوال والآراء والعقائد لا من كتب مؤلفيها بل من مصادر خصومها وغالبا ما ينقله غير صحيح ولا دقيق ألم اقل كذبا ، وسنتناول احد كتبه وهو كتاب (القرآن يقوم وحده )، وقد كتب الاستاذ المدرس تحت عنوان :(أقوال غربية منصفة في القرآن ونبي الإسلام) ما نصه : " وعلى مدار التاريخ كان هنالك الكثير من الشواهد على التقييم الرائع والقمة السامقة التي وصفه بها الخصوم قبل الأصحاب والأصدقاء، من خلال سيرته العطرة، فضلاً عن الأثر العظيم الذي خلفه ظهوره في البشرية جمعاء، فنرى أن الثقة بهذا النبي لكاتب انكليزي شهير هو (برنارد شو) تصل إلى أقصاها حين يقول: لو أن محمداً موجود الآن بيننا لحل مشكلات العالم جميعها ريثما يتناول فنجاناً من القهوة." (10) نلاحظ ان الكاتب علاء الدين المدرس نسب اليه هذا القول من دون ذكر مصدر ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى انه قول مكذوب عليه ، بعد التدقيق في ما كتبه الفيلسوف البريطاني في كتبه ظهر زيف ما لفقه الكتاب والدعاة المسلمون .
5- الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، والاديب البريطاني نواصل حديثنا عن الدعاية الاسلامية المضللة والتي يمثل لها الاديب الانكليزي برنارد شو عقدة العقد فلا نكاد نجد شيخا من شيوخ الاسلام الا واستشهد بقول مزور منسوب اليه في الثناء على الاسلام والشهادة له وللنبي بالعظمة واخر ما طالعنا في الموضوع هو الشيخ ناصر مكارم الشيرازي الذي كتب يقول : " يقول الكاتب الإنجليزي الشهير ( برنارد شو ) في أحد كتبه حول عظمة نبي الإسلام صلى الله عليه وآله : « إنني أنظر دائماً إلى دين محمد صلى الله عليه وآله باحترام كبير ، لأنّه يتمتع بحركة وطراوة عجيبة ، وأعتقد بأنّ الإسلام هو الدين الوحيد الذي يتطابق مع أدوار الحياة المختلفة ، ويتلائم مع كل عصر وزمان . . . نحن ننظر إلى القرآن ككتاب لمحمد صلى الله عليه وآله بنفس التعظيم والثقة التي ينظر فيها المسلمون له ويعتبرونه كتاب اللَّه »... يتنبأ هذا العالم الإنجليزي ( برنارد شو ) في مقال عن جاذبية الإسلام وانتشاره ويقول : « إنّ الإسلام وبما يمتلكه من نفوذ معنوي يزيد باضطراد من اتباعه خاصةً في البلدان الأوربية »"(11). والشيخ كما هو واضح ينقل هذه الاقوال المزيفة المنسوبة زورا وبهتانا الى الاديب البريطاني من مصدر اسلامي كما اشار في الهامش :" ( قاموس دارسي الشؤون الإسلامية الأجانب ، ج 1 ، ص 60 ، تأليف حسين عبد اللهي خوروش ( باللغة الفارسية ) ".(12) ونقول للشيخ متى تتبعون المنهج الاكاديمي والنقل من المرجع الاصلي وبلغته الاجنبية بدل النقل من بعض المراجع الاسلامية المزيفة التي تكذب على المسلمين ؟!!! والسؤال الثاني للشيخ الشيرازي ما هو اسم الكتاب الذي تزعم أن برنارد شو تحدث فيه عن عظمة نبي الإسلام ؟!!! ام هي دعوى مجردة من دون دليل ولا مرجع اللهم الا الكتب الاسلامية المضللة ! والسؤال الثالث هل برأيكم – كما هو واضح – لا يكون الاسلام ولا نبيه عظيما الا اذا شهد له الاديب البريطاني ؟!!!
6- شيخ الازهر والكاتب البريطاني ادعى شيخ الازهر احمد الطيب إن هناك الكثير والكثير مِمَّا قاله عيون المفكرين والعلماء والفلاسفة، والأدباء ومؤرخي الحضارات في الشرق والغرب من غير المسلمين عن نبي الإسلام محمد من أمثال «غاندي» و«مونتجمري وات» و«زويمر» و«تولستوي» و«مونتيه» وغيرهم ، وسرد ما نسبته الصحف الاسلامية اليهم من اقوال عن النبي وعن أخلاقه، وعن شريعته وآمالهم – حسب زعمه- في أن تعود لتُصحح مسيرة العالم اليوم، وتُنقذ مصيره من هلاك مرتقب ودمار مُتوقَّع ، وأوضح ، خلال كلمته بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي ، أن من بين ما كتبه هؤلاء، ما قاله « برنارد شو» - حسب زعمه- الكاتب والناقد الإنجليزي الذائع الصِّيت ، الذي وصفه الشيخ بالمفكر العملاق :" عن رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أوروبا الآن بدأت تحسُّ بحكمة محمد، وبدأت تَعشَقُ دِينه، وإنَّ أوروبا سوف تُبرِّئ الإسلام ممَّا اتَّهمته به من أراجيف رجالها ومُفكِّريها في العصور الوسطى، وسيكون دين محمد هو النظام الذي تُؤسِّس عليه دعائم السلام والسعادة، وتستندُ على فلسفته في حل المعضلات وفك المشكلات، وحَلِّ العُقَد، وإنِّي لأعتقد أنَّ رجلًا كمحمد لو تسلَّم زمام الحكم المطلق في العالم بأجمعه اليوم لتم له النجاح في حكمة ولقاد العالم إلى الخير، وحلَّ مشاكله على وجه يحقق للعالم السلام والسعادة المنشودة، ثم يقول: أجل.. ما أحوج العالم اليوم إلى رجل كمحمد لِيَحُلَّ قضاياه المعقدة بينما هو يتناول فنجانًا من القهوة»"(13). إن ما قاله شيخ الأزهر من أن المؤلف الأيرلندي الشهير كتب أنه يعتقد أن رجلًا كمحمد لو تسلم زمام الحكم المطلق في العالم لتم له النجاح وقاد العالم إلى الخير، وأنه لو كان حاكمًا للعالم لاستطاع حل مشاكله وهو يحتسي كوبًا من القهوة، غير صحيح ، اذ لا يوجد في جميع كتبه ورسائله ومسرحياته باللغة الانكليزية ، بل يوجد في الصحف والمواقع الاسلامية حصرا ومن دون مراجع . 7- الكاتب سليمان موسى : نشر الأستاذ سليمان موسى عمان، مقالة بعنوان: ( برنارد شو... والعرب: رأيه في التوراة وقصص ألف ليلة ومأساة فلسطين) في مجلة العربي الكويتية زعم فيه ان برنارد شو كان معجبا بشخصية النبي محمد وتعاليم الاسلام وانه قال في بعض كتاباته: « اما انا فأرى واجبا أن يدعى محمد منقذ الانسانية . واعتقد أن رجلا مثله لو تولى زعامة العالم الحديث لنجح في حل مشكلاته وأحل فيه السلام والسعادة ، وما اشد حاجة العالم اليهما ».(14) كما هو واضح فان الأستاذ سليمان لم يوثق النص الذي ذكره رغم ان مقاله منشور في مجلة عرفت برصانتها العلمية والثقافية في الوطن العربي لا سيما في المواضيع الثقافية المتنوعة، الا انها تسمح غالبا بنشر مقالات ذات توجه سلفي غير علمي ولا توثيقي من المصادر والمراجع الاصلية للكتاب ، مما يضعف قيمتها في المواضيع الدينية والتاريخية على الرغم من انها تصدر في الكويت التي اشتهرت بعلمانيتها . ثالثا رواية (الزنجيّة الباحثة عن ربّها) وموقف برنارد شو من الاديان : اغلب القرّاء العرب لا يعرفون أنّ للناقد الايرلندي رواية اسمها (الزنجية الباحثة عن ربّها)، وقد قال مُستهلاً الحديث عنها أنّه استلهم أحداثها خلال زيارةٍ له لأفريقيا، وعندما بدأ يكتبها أراد لها أن تكون مسرحيّةً جديدةً له، لكنّها أخذت تمضي على الورق كأنّها روايةٌ قصيرة فأتمّها على هذا النهج ونشرها عام (١٩٢٢م). (15) _ ومنذ ذلك الحين لم يجرؤ مترجمٌ عربي أو أيّة دار نشر على ترجمة الرواية إلى العربية (باستثناء دارٍ واحدة طبعت نُسخاً محدودة) ؛ لأنّ الرواية تقتحم المسلّماتٍ والخطوط الحمراء في العقائد والأديان السماوية أتى على ذكرها الكاتب من دون أن يستثنيَ أحداً، وحتى الأديان الوضعيّة لم تسلم من قلمه السليط. تدور أحداث الرواية في أفريقيا، وتروي قصة فتاة زنجية تُدعى( نيانجا)، التي تبحث عن معرفة الله والتقرّب منه . تنشأ ( نيانجا) في قرية أفريقية ، حيث تتعلم عن الآلهة والأرواح المحلية. ومع ذلك، فهي لا تشعر بالرضا عن هذه الآلهة؛ لأنها لا ترى أنها تلبي احتياجاتها الروحية. تهاجر نيانجا إلى المدينة، حيث تلتقي بأشخاص من ديانات مختلفة حيث تتعلم عن المسيحية واليهودية والإسلام ، لكنها لا تجد أيضًا ما تبحث عنه في هذه الاديان . تستمر نيانجا في رحلتها الروحية، وتلتقي بأشخاص من مختلف الثقافات والخلفيات تتعلم من هؤلاء الأشخاص عن أفكارهم وتجاربهم الدينية. كلهم يفشلون في إعطاءها إجاباتٍ دقيقةٍ وصادقة عن الله ، ومحصّلة ذلك إمّا أن تناقشهم، أو تستفزّها أجوبتهم فتضربهم بهراوتها وترحل عنهم. ختم شو روايته بطريقة ساخرة جداً، فالزنجيّة تزوّجت آخر الأمر من شابٍ أشقر وسيم وأنجبت منه خلفةً كثيرة انشغلت بهم عن ربّها ودينها، بل إنّها كلما تذكرت ماضيها في البحث عن الله سبحانه تضحك وتهزأ بسخافة عقلها. يُستشفّ من أحداث الرواية وطريقة عرض المعلومات الدينيّة والفلسفيّة أن المؤلف أراد الترويج لأفكاره الإلحاديّة ، ولغرض الوصول لذلك جعل الشخصيات التي تمثّل الأديان مفرطةً في السذاجة والغباء. رابعا حقيقة موقف برنارد شو من الاسلام : تتميز الدعاية الإسلامية بأنها لا تحتاج الى مصادر او مراجع ؛ فهي مصنوعة للاستهلاك السريع بين الناس ولترهق الخصوم؛ لأننا نقوم بتتبع الاقوال المزورة المنسوبة زورا وبهتانا الى شخصيات غربية في الغالب ! انها حرب الاشاعات واستنزاف للطاقات . فالدعاية تخترع والباحث يجري وراءها يقضي الساعات في البحث والتدقيق. تستنزف وقته ومجهوده ، بينما لا تتطلب الدعاية اي مجهود. يمكن اختراع قول في بضعة دقائق ونسبتها الى شخصية اوربية او امريكية. وسيصدقها المسلمون الذين يسمعونها في اية خطبة جمعة ، وستتلقفها المواقع على شبكات الانترنيت ، وستروج لها الاذاعات العربية والإسلامية لا سميا في المناسبات الدينية ، و ستقوم الصحف بتحليلها وكتابة المقالات عنها ، وهكذا وبقدرة قادر تتحول الى حقيقة . وسيكون كل مكذب لها موضع هجوم من قبل مروجي هذه الاقوال المزورة وذوي التوجه الإسلامي. ومن الامثلة على كذب الشيوخ وتزويرهم لأقوال مفكري الغرب قولهم المشهور الذي يتداوله الواحد عن الاخر دون ذكر الدليل عليه هو قول عن برنارد شو الكاتب الكبير انه قال عن الرسول ما يلي: " ما احوج العالم الى محمد ليحل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجان قهوة ".(16) وغالبا لا يذكرون مرجعا لهذا الكلام وبعضهم يذكر مجلة The Genuine Islam وهى مجلة إسلامية كانت تصدر في عام (1936م) وصدرت في Singapore إلى عام 1939 عن منظمة إسلامية تدعي: ” International --union-- of Islamic propaganda ” أي هي عبارة عن منظمة للدعاية الإسلامية . والعبارة المنسوبة اليه حول عظمة الإسلام ونبيه كثيراً ما تتردد على ألسنة الشيوخ وفي مقالاتهم وخطبهم في المناسبات الدينية، لكن هل قال برنارد شو فعلاً تلك العبارة؟ تفحصنا أكثر مصدر للعبارة وجدناها متكررة بشكل واسع في كتب ومحاضرات الشيخ محمد الغزالي(17) (1917- 1996م) وهو كان قريب من تنظيم الإخوان المسلمين ويمثل قيادة روحية لتيار الإسلام السياسي . و كانت هذه العبارة منتشرة على ألسنة خطباء الصحوة السلفية ، وشاعت جداً مع اقتباسات أخرى للفيلسوف والاديب الأيرلندي يظهر منها أنه سلفي على منهج اهل السنة والجماعة، وليس لا دينياً. وعند البحث عن مصدر العبارة المنسوبة الى الاديب البريطاني ، وجدناها في كتاب (رسائل حسن البنا) (18) وهو أول ذكر لها ضمن كتابات تيار الإسلام السياسي العربي، ثم تكررت في مجلة الأزهر في الثلاثينيات بقلم محمد فريد وجدي(19) لكن من دون ذكر لمصدرها بين كتابات الاديب الايرلندي . وقد عثرنا على تحقيق جيد مدعوم بالمصادر للجماعة الأحمدية في لاهور الباكستانية يثبت تزوير هذه المقولة المنسوبة إليه . التحقيق يبين أن العبارة المنسوبة اليه ظهرت أولاً في مجلة النور The Light بتاريخ 16 يناير/ كانون الثاني 1933. لكن التحقيق ينتهي بحوار للمجلة الإسلامية الأحمدية في العدد الصادر في شهر كانون الثاني سنة (1949م) مع الفيلسوف برنارد شو، وقد عرض المحاور هذه العبارة عليه مستفسراً عن صحة ما نسب إليه، فكان الرد المباشر له: " أن هذه التصريحات ليست حقيقية These quotations are not authentic " . من الواضح ان الاديب الايرلندي ينفي قدرة النبي على حل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجانا من القهوة ، والاقوال المنسوبة له زورا وبهتانا بالثناء على الاسلام ، ثم تأتيك المواقع الإسلامية والكتاب ليحدثوك عن شهادته على عظمة محمد ، فهل سيكف الاعلام العربي والإسلامي عن ترديد الاشاعات ، وهل سيكفون عن الكذب على البسطاء من المسلمين ؟ !!! كانت الحقيقة فيما قاله الفيلسوف البريطاني عن رسول الله بالضد تماما من ادعاءات الاسلاميين، حيث كتب برنارد شو عام (1933) في صفحة (322 ) من المجلد الرابع من سلسلة كتبه Collected Letters (الرسائل الجامعة) قائلا : " being ferociously intolerant ، Islam is very different Mahomet rose up at the risk of his life and insulted the stones shockingly, declaring that there is only one God, Allah, the glorious, the great… And there was to be no nonsense about toleration. . You accepted Allah´-or-you had your throat cut by someone who did accept him, and who went to Paradise for having sent you to Hel. وترجمتها : " الاسلام مختلف جدا ، فهو غير متسامح بشكل شرس ." " قام محمد مخاطرا بحياته وشتم الاصنام بشكل صادم ، معلنا انه يوجد اله واحد ، الله المجيد العظيم ، ملصقا نفسه بالوصية الثانية انه لا ينبغي لأي انسان ان يصور الله او اي من مخلوقاته باي صورة ، وصار التسامح مجرد هراء . اما ان تؤمن بالله او يتم قطع عنقك من طرف من يؤمن به فيذهب هو للجنة لأنه ارسلك للجحيم ". (20) فان كان هذا رأي الفيلسوف برنارد شو في الاسلام ونبي الاسلام والمثبتة في كتبه فكيف يقول عن النبي انه لو كان موجودا الان سيحل مشاكل العالم كلها ! اليس هذا تزويرا وتحريفا لأقواله من قبل رجال الدعاية الاسلامية ؟ وهل هذه هي الشهادة عن النبي التي يحسبها الشيخ مغنية هي نتاج البحث الطويل ، والتفكير العميق ، والتحليل الدقيق ، ولكنها جاءت لتؤكد ان النبي محمد هو مؤلف القرآن ، وان التسامح في الاسلام مجرد هراء؟ !!!. وهل هذه هي الشهادة من رجل غير مسلم عن الرسول التي يحسبها الشيخ عبد الكريم الخطيب تمثل الحقيقة ناتجة عن منطق العقل الحر ، البعيد عن كل تأثير عاطفي، ولكنها جاءت لتؤكد ان الاسلام غير متسامح بشكل شرس ؟!!!. وهل هذا هو الانصاف الذي يسير عليه الفيلسوف الايرلندي ، وهل هذا الكلام النفيس الذي قاله عن رسول الاسلام كما ادعى محمد عمارة ؟ !!! وهل تعد شهادته عن النبي من الشواهد على التقييم الرائع والقمة السامقة التي وصفه بها الخصوم قبل الأصحاب والأصدقاء، من خلال سيرته العطرة، فضلاً عن الأثر العظيم الذي خلفه ظهوره في البشرية جمعاء كما يدعي علاء الدين المدرس ؟!. وهل هذه هي الثقة التي بلغت اقصاها بالنبي محمد عند الفيلسوف الايرلندي -كما يزعم المدرس- حين يقول ان التسامح في الاسلام مجرد هراء ؟!!! . والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه . اما موقفه الحقيقي من النبي فقد اوضحه في كتبه ومسرحياته اذ يقول على لسان احد شخصيات مسرحيته Saint Joan ما نصه : " Let me tell you that the writing of such letters was the practice of the accursed Mahomet, the anti-Christ ." وترجمتها : "دعني أخبرك أن كتابة مثل هذه الرسائل كانت عادة محمد اللعين ، ضد المسيح"(21) فما هو رأي شيخ الازهر اعلى الله مقامه ؟!!! وما هو رأيه في قول برنارد شو على لسان احد شخصيات مسرحيته Buoyant Billions: " with Mahomet the slaying of the infidel was a passport to Heaven ". ترجمتها : " مع محمد كان ذبح الكافر جواز سفر إلى الجنة " . وما رأي فضيلته بقول برنارد شو على لسان احد شخصيات مسرحيته Buoyant Billions ايضا : " Just as Mahomet found that he could not govern the Arabs without inventing a very sensual paradise and a very disgusting hell to keep them (22) " in order
ترجمتها : " وجد محمد نفسه لا يستطيع أن يحكم العرب دون أن يخترع جنة حسية وجحيم مقرف للغاية للحفاظ على النظام" ، اذا كان النبي - في نظره - لا يستطيع أن يحكم العرب دون أن يخترع جنة حسية فكيف يمكن ان يقول انه سيحل مشاكل العالم ؟!!! خلاصة اراء برنارد شو في مسرحياته : 1- انه يصف النبي محمد عليه السلام باللعين ، وضد السيد المسيح . 2- ان النبي كان سفاكا للدماء . 3- كما ان النبي لا يستطيع أن يحكم العرب ؛ لذلك اخترع جنة حسية للغاية وجحيم مقرف للغاية للسيطرة عليهم . وفضيلة شيخ الازهر حاصل على شهادة الدكتوراه من فرنسا ويعرف اللغة الانكليزية فيفترض انه اكاديمي ، يوثق النصوص من المراجع الاصلية ، لا ان ينسب اقوال مزورة لعظماء الغرب ومن دون مراجع !!! فضلا عن ما تقدم فان برنارد شو يقول: " ما انا بكاتب مسرحي عادي . انا متخصص في المسرحيات المنافية للأخلاق(23) والدين." (24) يتضح من كلامه انه متخصص في كتابة المسرحيات المنافية للأديان بشكل عام؛ لأنه غير مؤمن بالإله الذي تعتمد عليه الكتب المقدسة ، وينكر فكرة الفداء والتضحية والآخرة. (25) وعلى أية حال هو يعتقد أن (التطور الخلَّاق) صالح لأنَ يصبح ديانة جديدة لأبناء القرن العشرين(26) وليس الاسلام كما يزعم محمد عمارة (27) ، ولم يتحدث هذا الفيلسوف الإنجليزي في مقال عن جاذبية الإسلام وانتشاره في البلدان الأوربية كما يدعي الشيرازي(28) . وكان يعتقد :" إن ماركس أثر في العالم أكثر مما أثر فيه المسيح أو محمد "(29) فكيف يتنبأ بإقبال الأوروبيين على اعتناق الإسلام كم يدعي عمارة ؟!
خامسا مسرحية (جان دارك): يعد برناد شو من اكثر الشخصيات الغربية التي نسبت لها الدعاية الاسلامية اقوالا مزيفة في تمجيد الاسلام والنبي محمد ، ومنها ما تنسبه له المواقع على الانترنيت والمجلات ، وقد نسب له الكاتب المدرس القول:" أتباع محمد أوفر أدباً في كلامهم عن المسيح "(30) اذ يستدل بهذا القول انه يثني على أصحاب النبي ويفضلهم على اتباع السيد المسيح . وهذا غير صحيح اطلاقا اذ ذكر الاستاذ عباس محمود العقاد عن برنارد شو :" تقرر تدريس روايته « جان دارك » في الجامعة المصرية ، فأثار القرار اعتراضًا شديدًا ممَّن سمعوا الرواية ولم يطَّلِعوا عليها؛ لأن النبي عليه السلام يُذكَر فيها باسم راعي الإبل. وقلتُ إن العبارة المشار إليها قد وردت على لسان شخص من شخوص الرواية لا على لسان المؤلف ، وإن المؤلف وضع على لسان شخص آخَر ردَّه المفحم عليها، فقال إن أتباع محمد عليه السلام أوفر أدبًا من هذا في كلامهم عن السيد المسيح، وإنهم يوقرون الحواريين، ولا يقولون عن واحد منهم :« صياد أسماك » . ونمى الخبر في أثناء ذلك إلى برنارد شو، فقال لمندوب صحيفة « نيوز كرونيكل » الذي قصد اليه لمحادثته في شأنه : « ما جاء في الرواية لم يكن رأيي أنا، بل هو رأي الكنيسة في القرون الوسطى»"(31) . يمكن ان نلاحظ عدد من النقاط في كلام الاديب الكبير: 1- انه ذكر النبي عليه السلام في روايته « جان دارك » باسم راعي الإبل ثم تبرأ من هذا الوصف بقوله انه ليس رأيه بل رأي الكنيسة في العصور الوسطى . 2- اما مدحه للصحابة فهو ليس رأيه ايضا بل ورد في الرواية على لسان شخص من شخوص الرواية لا على لسان المؤلف ، وسبب الثناء هو أدبهم في كلامهم عن السيد المسيح ، وإنهم يوقرون الحواريين ، والحقيقة ان المسلمين يوقرون السيد المسيح والحواريين تبعا للقرآن الكريم . اما رأيه في أصحاب النبي بالضد تماما من ادعاء الكاتب علاء الدين المدرس ، اذ كتب برنارد شو عام (1933م) في صفحة (322) من المجلد الرابع من سلسلة كتبه Collected Letters (الرسائل الجامعة) قائلا : " عندما حقق محمد نصره بتحويل العرب من وثنيتهم الفضة (وثنية الحجارة والعصي) الى ايمان متعصب بالله الحي ، وجد ان هذا الاقصاء لم ينتج بأي حال من الاحوال تصرفات افضل من جانبهم ، بل بالعكس جعلهم يكسرون الاخلاق الاجتماعية العادية، فاضطر الى اعادة اختراع جهنم واملاء كتاب مقدس جديد(القرآن) مدعيا أنه وحي. وذكر في كتابه :" كانت جهنم مخيفة، فيها أمراض قبيحة وليس فيها حور عين ، لكنها كانت المكان الذي يمكن للعرب فهمه والايمان به ليزرع الخوف من الله فيهم ". كما نلاحظ فانه يعد النبي مخترع جهنم ومؤلف القرآن الكريم ؛ لان اصحابه يكسرون الاخلاق الاجتماعية العادية وتصرفاتهم سيئة ، فهل هذه الشهادة حول عظمة نبي الإسلام التي صدع بها رؤوسنا الشيخ الشيرازي ؟ّ!!! فان كان هذا رأيه في النبي والقرآن والصحابة والمثبتة في كتبه فكيف يقول عنهم انهم أوفر أدبًا! وهكذا يستمر رجال الدعاية الاسلامية في التزوير والتحريف لأقوال عظماء الغرب . وكان برنارد شو يؤمن بنهائية الموت، فلا يؤمن بالجنة ولا بالنار، ولا حساب في عالم آخر. (32) اما مدحه للصحابة فهو ليس رأيه ايضا بل ورد في الرواية على لسان شخص من شخوص الرواية لا على لسان المؤلف . والنقطة البارزة في هذه الرواية هي موقف (جان دارك) بأنها تفهم الديانة المسيحية بعقلها المستقل، وأنها لا تتوسل إلى الله بالكنيسة أو رجال الدين ، ويشرح القاضي في محكمة التفتيش خطيئتها بأنها تسلك سلوك المسلمين، ويسب نبي الاسلام؛ لأنه أيضًا يقول بأن للإنسان الحق في الشكوى إلى الله ومناجاته من دون وسيط من كاهن أو قسيس، ولكن برنارد شو وهو يضع كلمات السباب على لسان هذا القاضي لا يتبنى موقفه ؛ بل يتبنى موقف (جان دارك) ويبرره ضد القاضي، أي إن الإنسان لا يحتاج إلى وسيط بينه وبين ربه. (33) سادسا مسرحية محمد يعد برنارد شو أحد أشهر الكتاب المسرحيين في العالَم ، وهو الكاتب الوحيد في التاريخ الذي حازَ جائزة نوبل للآداب عام(1925م)، وجائزة الأوسكار لأحسن سيناريو( عن مسرحية بِجماليون عام 1938م). وهو يعد كاتبا (اشتراكيا) استطاع بلورة المفاهيم (الاشتراكية) بشكل سليم في مسرحياته التي تميزت بطابعها الاجتماعي العقلاني والتربوي والتثقيفي، ليجل من شخصياته محاورا لمعالجة الكثير من مشاكل الفلسفية التي طرحت من خلالها والتي واكبت عصر النهضة وما أفرزته من أفكار؛ ليتخذ لنفسه اتجاه لم يحد عنه لإرساء قيم (الاشتراكية) التي تزكي مصالح المجتمع على المصالحة الأفراد الذاتية الأنانية، وهذا الموقف الذي تبناه عبر عنها بأسلوب جاد وصادق وهادف؛ ليعطي صورة واقعية لما يتناوله، فهو لم يسعى للمبالغة في عملية تجديد للأشكال الفنية للمسرح ؛ بقدر ما سعى إلى تجديد مضامين النص المسرحي وتحديدا في مساعيه في إيجاد أعلى درجات (السخرية) ولا سيما في المواضيع الجادة؛ لكي تصل الفكرة إلى المتلقي بشكل مؤثر ومقبول، ولهذا اشتهر موضوعات مسرحياته بهذه (السخرية) الهادفة، لتتحول النصوص عنده إلى نصوص فكاه.. وتعليق ساخر.. ونكتة خفيفة.. ولكن لها مغزى ودلاله عميقة في الفكر، كونه حول كل ما تناول قلمه من موضوعات جادة إلى (سخرية) هادفة لها دلالات فكرية في غاية الأهمية في أسلوب النقد الغير المباشر؛ سواء ما كان يتعلق أمرها بالحرب أو الحب أو العنف أو القضايا الاجتماعية الأخرى لدرجة التي باتت (السخرية) الحسنة والهادفة نقطة متميزة في عالمه المسرحي . ادعى الكاتب الاردني إبراهيم أبو عواد، في صحيفة (القدس العربي) ان هناك مفارَقة عجيبة هي أن برنارد شو لا ديني:" ومعَ هذا كان مَثَلُه الأعلى هو النبيَّ محمداً صَلَّى الله عليه وسَلَّم ، فقد كان يرى أن حياة الجهاد التي عاشها النبيُّ هي الحياة المثالية التي أراد هو نفْسه أن يعيشها. وبلغ به الإعجاب أن حاولَ كتابة مسرحية « محمد « من أجل نشر تعاليمه الدينية، والكفاح في سبيل حرية الرَّأي والخلاص من التعصب الأعمى واستبداد السُّلطة. وقد قامت الرقابة في البلاط الملكي برفض تمثيل النبيِّ محمد على خشبة المسرح، خَوفاً من ردود الأفعال، وحرصاً على رضا السفير التركي لدى بريطانيا في ذلك الوقت"(34). كما زعم سلیمان موسى ان برنارد شو كان ينوى تأليف مسرحية عن حياة محمد ، ولكن بسبب خشيته أن لا يتقبل العالم الاسلامي مسرحية عن محمد ، اضطر الى تغيير فكرته . (35) وكل هذا الكلام عبارة عن هراء لا قيمة له لا سيما انه دعوى مجردة بلا مرجع ولا دليل، فلم يكن النبي محمد مثله الاعلى ، ولم يكن يرى أن حياة الجهاد التي عاشها النبيُّ هي الحياة المثالية التي أراد هو نفْسه أن يعيشها ، لسبب بسيط انه كاتب اشتراكي لا ديني فكيف يكون النبي مثله الاعلى ؟!!! يبدو ان متاهة التناقضات هي عقل الكاتب الاردني إبراهيم أبو عواد لا في عقل الاديب البريطاني . كما لم يبلغ به الإعجاب أن حاولَ كتابة (مسرحية محمد ) من أجل نشر تعاليمه الدينية، والكفاح في سبيل حرية الرَّأي والخلاص من التعصب الأعمى واستبداد السُّلطة بل حاولَ كتابة ( مسرحية محمد ) لنقده والسخرية منه اذ اشتهر موضوعات مسرحياته بهذه (السخرية) الهادفة، لتتحول النصوص عنده إلى نصوص فكاه.. وتعليق ساخر.. ونكتة خفيفة.. ولها دلالات فكرية في غاية الأهمية في أسلوب النقد الغير المباشر . اذ يقول ما نصه :
" One author—the writer of these lines, in fact—has long desired to dramatize the life of Mahomet. But the possibility of a protest from the Turkish Ambassador—or the fear of it—causing the Lord Chamberlain to refuse to license such a play has prevented the play from being written. Now, if the censorship were abolished, nobody but the author could be held responsible for the play. The Turkish Ambassador does not now protest against the publication of Carlyle s essay on the prophet,´-or-of the English translations of the Koran in the prefaces to which Mahomet is criticized as an impostor,´-or-of the older books in which he is reviled as Mahound and classed with the devil himself." . ترجمها : " رغب أحد المؤلفين - كاتب هذه السطور - منذ فترة طويلة في تحويل حياة محمد الى عمل درامي. لكن احتمال احتجاج السفير التركي - أو الخوف من ذلك - جعل اللورد تشامبرلين يرفض الترخيص لكتابة مسرحية مثل هذه ، لو تم إلغاء الرقابة ، لن يتحمل أحد مسؤولية المسرحية سوى الكاتب نفسه . لا يحتج السفير التركي الآن على نشر مقال كارلايل عن النبي ، أو الترجمات الإنجليزية للقرآن في المقدمات التي انتقد فيها محمد على أنه محتال ، أو على الكتب القديمة التي شتم فيها محمد ويصنف مع الشيطان نفسه." (36) نلاحظ ان برنارد شو يصرح انه يرغب في كتابة مسرحية عن النبي وقد قامت الرقابة في البلاط الملكي برفض كتابة المسرحية، خَوفاً من احتجاج السفير التركي ليس لأنها رفضت تمثيل النبيِّ محمد على خشبة المسرح كما زعم إبراهيم أبو عواد في مقاله الموسوم:( جورج برنارد شو ومتاهة التناقضات) المنشور في صحيفة القدس العربي بل لأنه يريد انتقاد النبي بدليل قوله :" ان السفير التركي لا يحتج على نشر مقال كارلايل عن النبي ، أو الترجمات الإنجليزية للقرآن في المقدمات التي انتقد فيها محمد على أنه محتال ، أو على الكتب القديمة التي شتم فيها النبي محمد ويصنف مع الشيطان". سابعا كِتَابِ (الاستعداد للزواج): تناول برنارد شو في المقدمة الطويلة التي كتبها لمسرحية (الاستعداد للزواج) وبحث فيها موضوع الزواج من جميع نواحيها الاجتماعية والاقتصادية والدينية والسياسية والجنسية ، وجاء فيها بآراء غاية في التطرف والطرافة - حاول أن يدلل على صحة نظرياته بقوله : ولو أن حربا ما قضت على ثلاثة أرباع الذكور في بلادنا لوجب علينا في تلك الحالة الأخذ بالطريقة الاسلامية التي تبيح للرجل الزواج من أربع نساء ، هذا اذا أردنا أن نقى امتنا خطر الانحلال والفناء ، بينما على العكس لو قفت الحرب على ثلاثة ارباع النساء لوجدنا انفسنا في مأزق حرج يهدد كياننا ووجودنا ، ومن هنا جاء مصدر النظرية الأساسية في عدم الزج بالنساء في ميادين القتال بدافع حفظ النسل لا بدافع من عواطف الشرف والفروسية كما يدعى عامة الناس". (37) ادعى الشيخ محمد رشيد رضا وجود :" الَّذِينَ أَنْصَفُوا الْإِسْلَامَ مِنْ أَحْرَارِ عُلَمَائِهِمْ أَصْرَحُ قَوْلًا، وَلَعَلَّهُمْ أَكْثَرُ مِنَ اللَّاتِينِ عَدَدًا، وَكَذَلِكَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا بِهِ، وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ الْحُرِّيَّةَ وَالِاسْتِقْلَالَ فِي تَرْبِيَتِهِمْ أَقْوَى، وَسَيَكُونُونَ هُمُ الَّذِينَ يَنْشُرُونَ الْإِسْلَامَ فِي أُورُبَّةَ وَالْوِلَايَاتِ الْمُتَّحِدَةِ الْأَمِيرْكَانِيَّةِ، ثُمَّ فِي سَائِرِ الْعَالَمِ كَمَا جَزَمَ الْعَلَّامَةُ بِرْنَارْدُ شُو الْإِنْكِلِيزِيُّ فِي كِتَابِهِ (الْحَيَاةُ الزَّوْجِيَّةُ)." (38) الحقيقة ان برنارد شو دعا الى تبني نظام تعدد الزوجات وفق الشريعة الاسلامية بعد تعديها لتناسب المجتمع البريطاني لا سيما في ظروف الحروب التي يشترك فيها الرجال فقط وقد تؤدي الى مقتل ثلاث ارباعهم على حد تعبيره لا انه امتدح الاسلام ودعا الى الامبراطورية البريطانية والعالم الغربي الاوربي والامريكي الى اعتناقه كما يروج بعض افذاذ الدعاية الاسلامية المضللة لا سيما ان ما ذكره الشيخ محمد رشيد رضا غير موجود في كتابه (الزواج) سواء في نسخته العربية التي ترجمها عبد الحليم البشلاوي والتي اعتراها شيء من التحريف لصالح الدعاية للإسلام وسواء النسخة الانكليزية . (39)
استشهد الكاتب سلیمان موسی بكلام ورد على لسان (هو تشكس) احد شخصيات مسرحية ( الاستعداد للزواج ) الذي قال ما نصه: " هو تشكس ( مخاطبا الراهب سومس ) : أنا لا أو من الا بارادتي وكبريائي وشرفي . أن تعاليمك الدينية توافقك كل الموافقة ولكنها لا تلائمني اني ، کنابليون ، أفضل الاسلام ، واعتقد أن الامبراطورية البريطانية كلها ستعتنق الإسلام قبل نهاية هذا القرن . أنا معجب بمحمد ، وأوافق على آرائه في الحياة الى حد بعيد . هذا القول يطرحك أرضا يا سومس . ان الدين قوة عظيمة ، القوة الدافعة الحقيقية الوحيدة في العالم ، ولكنك وأمثالك لا تدركون أن أفضل وسيلة لتألف انسان ما ، هي الولوج اليه على ضوء ديانته هو . وبدلا من هذا تحاولون أن تجعلوا الناس يؤمنون بديانتكم أنتم ، وفي حماقتكم تفضلون أن يموت الطفل في جهالته على أن يحيا بالعلم على يد سواكم" (40). وهذا القول الذي استشهد به الكاتب على تفضيل برنارد شو للإسلام والثناء عليه هو استشهاد غير صحيح ؛ لأنه لا يمثل وجهة نظر المؤلف، بل وجهة نظر احد شخصيات المسرحية بدليل ان المؤلف صرح برغبته في كتابة مسرحية عن النبي محمد ؛ لغرض انتقاده فيها والسخرية منه. (41) فضلا عن نفيه ما نسب له من تمجيد للنبي بتأكيده ان هذه التصريحات ليست حقيقية وذلك في (مجلة النور The Light) الصادرة عن الجماعة الأحمدية في شهر كانون الثاني سنة (1949م) . ثامنا كِتَابِ ( العودة إلى متوشالح) ومسرحية ( معضلة الطبيب) يعد كتاب (العودة إلى متوشالح ) معالجة مُستقبليّة لأسفار موسى الخمسة ، وهو من الأعمال المسرحية الفلسفية الرمزية . وجاء في تقديم الكتاب: « نحن هنا أمام كتابٍ يتخذ فيه برنارد شو من المسرحية والحوار والنقد السياسي طريقاً نحو البشرية وهي تعيش إحدى لحظاتها التاريخية الأكثر دماراً، ولنَكُن بعد قراءة الاستهلال حيالَ نظرياتٍ فلسفية وسياسية وأدبية تدفعنا للتفكير في طريقة تفاعلنا مع العالم وقد أمسى نموذج الحضارة على المحك، اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى، فلا محيد عن الكوارث التي يُلحقها الإنسان بنفسه وبالطبيعة. فما الذي يحتاج إليه ليصبح أكثر نضجاً وحكمةً؟ يفترض شو أن ثلاثة قرون أو أكثر من عمر الإنسان كفيلة بأن تجعله يبلغ كماله العقلي في مسار تطوّرهِ وتحقيقه غايات وجوده السامية، فهل الامتداد الأفقي للزمن يحقق ذلك؟ من أين نبدأ؟ وأين ننتهي؟ هذا ما يقدمه لنا كتاب (العودة إلى متوشالح) كونه كتاباً يتحدّى الفناء! منطلقُه الأزل ومنتهاه الأبد. يبدأ من آدم وحواء في جنة عدن، وينتهي في عام (31920) ميلادي وقد أمسى بمقدور الإنسان العيش لما يتجاوز الثلاثمائة عام، وصولاً إلى ولادته من بيضة! إنه كتاب عصيٌّ على التصنيف، له أن يجسد تماماً ماهية (الخيال العلمي)، بوصف الخيال مع جورج برنارد شو (1856 - 1950)، يستدعي العلم والفلسفة والفكر بحق، مقدّماً هجائية كبرى لداروين والانتقاء الظرفي، مفضلاً تسميته الانتقاء التصادفي، فإذا استطعنا أن نُثبت أنَّ الكون بأكمله خُلِقَ عبر ذلك الانتقاء، فلن يطيق عيش الحياة إلّا الأغبياء والأوغاد.
يتخذ الكتاب معبره إلى الخيال من حقيقة أن البشر لا يعيشون مدةً كافية، وعندما يموتون يكونون مجرد أطفال، واجداً في لامارك والنشوء الخلّاق سنده، لنكون حيال عملٍ خالدٍ، لا هو مسرحية ولا رواية، بل مزيج بينهما، مسرحية تُقرأ ولا تُجسّد، ورواية يتسيّدها الحوار..." (42)
من الممكن ان يستشهد احدهم بما ورد على لسان احدى شخصيات المسرحية (السيد المسن) الذي قال : " أن محمدًا كان رجلاً حكيمًا حقًا؛ لأنه أسس دينًا بدون كنيسة ؛ وبالتالي عندما حان وقت إصلاح المساجد لم يكن هناك أساقفة وكهنة ليمنعوه" (43) ، وقوله " ترك لأتباعه ميزة هائلة تتمثل في وجود الدين الوحيد الراسخ في العالم الذي يمكن لأي شخص ذكي ومتعلم أن يؤمن بمبادئه." (44) وقد يقول بعضهم ان برنارد شو اثنى على النبي محمد بأنه رجلاً حكيمًا، وامتدح الاسلام ووصفه بالدين الوحيد الراسخ في العالم الذي يمكن لأي شخص ذكي ومتعلم أن يؤمن بمبادئه . ولكننا لا نستطيع قبول هذا الكلام؛ لأنه ورد على لسان احدى شخصيات المسرحية لا رأي المؤلف نفسه ؛ فضلاً عن ان المؤلف سخر في هذه المسرحية من النبي بقوله : Mahomet decided that the mountains are great weights to keep the world from " (45) " being blown away into space. But we refuted these orientals. " لقد قرر محمد ان الجبال اثقال كبيرة تمنع العالم من يتطاير في الفضاء ، ولكننا دحضنا هؤلاء الشرقيين " من الواضح سخريته من النبي واعتباره مؤلف القران الكريم ؛ لان قوله يشير الى الآيات القرآنية كقوله تعالى :{وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ }(46) ، وقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ }(47) ، وقوله سبحانه :{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ }(48) اما في مسرحيته ( معضلة الطبيب) فانه تهكم على النبي مرة اخرى فقال ما نصه : "If the mountain will not come to Mahomet, Mahomet must come to the mountain. "
" إذا لم يأت الجبل لمحمد فعلى محمد أن يأتي للجبل".(49)
الخاتمة توصل البحث الى عدد من النتائج وهي: 1- يحاول الكتاب الاسلاميون الإستشهاد بالأديب البريطاني برنارد شو ؛ لأنه رمز من رموز الأدب وادعوا عليه كلمات لم يقلها برغم أهميته لديهم كعالم وعظيم من عظماء الغرب أثروا في تاريخ العالم، وهو عالم ومُطلِع ومُثقف ومُفَكِر يُلفقون له الكلام الكاذب والمُصطنع في مدح الاسلام . 2- الحقيقة ان المفكر الايرلندي لا يمدح الاسلام ولا القرآن ولا النبي كما تروج الالة الاعلامية الاسلامية بل انه يذمهم اشد الذم ، ونحن نريد ان يتضح هذا الامر للناس لكي لا يبقوا مخدوعين بأن هناك غربيين " منصفين " يثنون على الاسلام فهذه اسطورة لا وجود لها على ارض الواقع . 3- يؤكد برنارد شو ان النبي محمد هو مؤلف القرآن ، ومخترع جهنم ، وكان سفاكا للدماء، وان الاسلام غير متسامح بشكل شرس على حد زعمه . 4- نلاحظ ان برنارد شو يصرح انه يرغب في كتابة مسرحية عن النبي محمد وقد قامت الرقابة في البلاط الملكي برفض كتابة المسرحية، خَوفاً من احتجاج السفير التركي ليس لأنها رفضت تمثيله على خشبة المسرح كما زعم كاتب اردني؛ بل لأنه يريد انتقاد النبي. 5- ان برنارد شو نفى ما ينسب له من مدح النبي محمد ، وحله لمشاكل العالم ريثما يحتسي فنجانا من القهوة وأكد ان هذا لم يحدث. الهوامش (1) قدم برنارد شو مسرحية ( بيجماليون) في عام 1913م، وهي أشهر الصياغات الحديثة لهذه القصة. وتحكي المسرحية كيف استطاع الرجل الإنجليزي أن يجعل من الفتاة الجاهلة امرأة ممتازة بعد أن علمها التصرف والكلام الصحيح. ينظر: George Bernard Shaw, Androcles and the Lion: Overrule Pygmalion (New York City: Brentano s, 1918), page 109. (Note: Alexander M. Bell s first wife was named Eliza.) نسخة محفوظة بتاريخ (14 ديسمبر 2016م) على موقع واي باك مشين. (2) Encyclopædia Britannica Online (الإنجليزية). (3) محمد جواد مغنية ( ت1979م) ، التفسير الكاشف ، دار العلم للملايين، الطبعة الثالثة ، ( بيروت-1981). ج7 ص 222، في ظلال الصحيفة السجادية ، تحقيق : غريري ، سامى الناشر ، دار الكتاب الإسلامي - ايران – قم، الطبعة4، ١٤٢٨ ه . ص ٧٥. (4) محمد جواد مغنية ، التفسير الكاشف. ج7 ص 223. (5) محمد جواد مغنية ، التفسير المبين ، مؤسسة دار الكتاب الإسلامي ، ط2، ( قم- 1403 ه / 1983م ). ص 750 . (6) محمد جواد مغنية ، في ظلال نهج البلاغة ، الناشر : انتشارات كلمة الحق الطبعة الأولى، 1427. ج ١، ص ٥ . (7) عبد الكريم الخطيب (ت1985م) ، التفسير القرآني للقرآن ، الناشر دار الفكر العربي، بيروت ، الطبعة الأولى- 1424ه . ج ١٠، ص ١٦٧. (8) عبد الكريم الخطيب : التفسير القرآني للقرآن . ج ١٠، ص ١٦٧. (9) محمد عمارة (ت 2020 م) ، نعم.. فالغربيون ليسوا سواء، جريدة الاهرام ، بتاريخ 27 فبراير 2013 ، العدد 46104؛ وينظر: أنور الجندي (ـت2002م)، آفاق جديدة للدعوة الإسلامية في عالم الغرب ، الناشر : مؤسسة الرسالة،2005. ص 177 . (10) علاء الدين شمس الدين المدرس، القرآن يقوم وحده، مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية، الطبعة الأولى،2009 م / 1430هـ. ص 14. (11) الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، نفحات القرآن ، الناشر مدرسة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، الطبعة الأولى ، 1426 ه، قم .ج ٨ ، ص ٢٨١. (12) الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، نفحات القرآن .ج ٨، ص ٢٨١. (13) احمد الطيب ، صحيفة اليوم السابع ، الأحد، 17 أكتوبر 2021. (14) سلیمان موسی عمان، عنوان المقالة: برنارد شو... والعرب: رأيه في التوراة وقصص ألف ليلة ومأساة فلسطين ، مجلة العربي، رقم العدد: 27، تاريخ الإصدار:1 فبراير 1961. ص 17. (15) برنارد شو ، ( الزنجية الباحثة عن ربها ) رواية ، المترجم : محمد التونجي، الناشر : دار البيروني للنشر والتوزيع (الأردن) عام ٢٠١٠. ص3. (16) George Bernard Shaw, The Genuine Islam, Singapore, Vo. 1, No. 8, 1936. (17) محاضرات في إصلاح الفرد والمجتمع، الناشر : دار نهضة مصر، الطبعة : الأولى، 1989.(ص: 210). (18) حسن البنا(ت 1949)، رسائل حسن البنا، دار النداء ، اسطنبول ، الطبعة الاولى، 2015.ج 1ص 292 . (19) شهادة كبار الفلاسفة للإسلام برنارد شو يعتقد بأن أوربا ستدخل فيه، الأستاذ عبد الفتاح الزيات . السلسلة: مجلة الأزهر من خمسين عاماً، التوثيق: مجلة الأزهر - الجزء الحادي عشر - السنة السابعة والخمسون - ذي القعدة 1405 هـ - يوليه - أغسطس 1985م. (20) Letter to the Reverend Ensor Walters (1933), as quoted in Bernard Shaw : Collected Letters, 1926-1950 (1988) by Dan H. Laurence, p. 322. (21)
Saint Joan: A Chronicle Play in Six Scenes and an Epilogue Author: George Bernard Shaw (Irish, Dublin 1856–1950 Ayot St Lawrence, Hertfordshire Publisher: Constable & Co., Ltd. (British, London) --print--er: R. & R. Clark (Edinburgh , p48. 1924.) (22) Buoyant Billions. A Comedy of No Manners in Prose London: Constable & Co. 1949 (23) دعا برنارد شو إلى أخلاق جديدة أساسها العلم، وكلمة أخلاق تعني العقائد السياسية والاقتصادية والثقافية، والأخلاق عنده هي مسئولية الانسان قبل كل شيء نحو الحياة التي تفرض علينا التطور والتعلم، وأن نربي أنفسنا، وأن نتوسع في وجداننا، وأن نطيل أعمارنا ونصون صحة أجسامنا وعقائدنا، وأن نرتقي، وأن نحس الولاء لهذا العالم وليس لعالم غيبي آخر. لسنا مسئولين أمام لله ، أو أمام القانون، أو أمام المجتمع، وإنما مسئولون أمام الحياة التي تضطرنا في النهاية إلى أن تكون مسئوليتنا أمام المجتمع والقانون إذا كانا على عدل، أما إذا اصطدمت مسئوليتنا أمام الحياة بمسئوليتنا أمام القانون والمجتمع، فإننا يجب أن ندافع عن الحياة ضد القانون والمجتمع. للمزيد ينظر: سلامة موسى(ت 1958م)، برنارد شو ، الناشر: مؤسسة هنداوي ، المملكة المتحدة، ٢٠㿑م . ص72 ، 136. (24) Joad, C.E.M. Shaw Published by Victor Gollancz Ltd, 1949. p35 (25) سلامة موسى: برنارد شو . ص72. (26) يقول العقاد:" فديانته هي إيمان التطور الذي يخطئ ويصيب من طريق المحاولة بعد المحاولة، وهو علامة على ارتقاء الإنسان في معارج التطور، يدين به طواعية بغير مثوبة ولا عقاب، والأمل في زيادة الارتقاء. « التطور الخلاق » ولكنها طواعية مستمدة من ضروريات والديانات التي تؤمن بها الجماعات البشرية عامة لازمة محترمة في نظره وتقديره، ويغلب أن يكون لزومها عنده لزوم المصلحة الاجتماعية والنفسانية التي لا غنى عنها للجماعات أو الآحاد. ولا يصلح الإنسان على كل حال بغير إيمان". ينظر : عباس محمود العقاد ، برنارد شو. ص 46 . (27) مقال ( نعم.. فالغربيون ليسوا سواء) ، جريدة الاهرام ، بتاريخ 27 فبراير 2013 ، العدد 46104. (28) الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، نفحات القرآن .ج ٨ ، ص ٢٨١. (29) سلامة موسى: برنارد شو . ص157. (30) علاء الدين المدرس، القرآن يقوم وحده. ص 17. (31) عباس محمود العقاد(ت1964م)، برنارد شو ، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة ، القاهرة -٢٠١٣. ص88 . (32) سلامة موسى: برنارد شو . ص131. (33) سلامة موسى: برنارد شو . ص 134. (34) إبراهيم أبو عواد،جورج برنارد شو ومتاهة التناقضات، صحيفة القدس العربي،6 - أكتوبر – 2016 . (35) سلیمان موسی ، عنوان المقالة: برنارد شو... والعرب: رأيه في التوراة وقصص ألف ليلة ومأساة فلسطين ، مجلة العربي، رقم العدد: 27. ص 17؛ محمود السمرة (ت 2018م) ، كتاب الشهر: جورج برنارد شو صنو شكبير في عبقرية ونقيضه في شذوذه ، مجلة العربي، رقم العدد: 47، تاريخ الإصدار:1 أكتوبر 1962م. ص 138. (36) George Bernard Shaw (1856–1950) The Shewing-Up of Blanco Posnet London, Constable and Company Ltd., 1909.p713..
(37) برنارد شو: مسرحية الزواج ، ترجمة عبد الحليم البشلاوي ، مكتبة الفنون الدرامية تصدرها مكتبة مصر ، 1961 م. ص 194. (38) محمد رشيد رضا (ت 1935م)، تفسير المنار، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب ، سنة النشر: 1990م. (11/ 128). (39) برنارد شو: مسرحية الزواج. ص 194. (40) سلیمان موسی ، عنوان المقالة: برنارد شو... والعرب: رأيه في التوراة وقصص ألف ليلة ومأساة فلسطين ، مجلة العربي، رقم العدد: 27. ص 19؛ ينظر : برنارد شو: مسرحية الزواج . ص 194. (41) George Bernard Shaw: The Shewing-Up of Blanco Posnet. p713. (42) ينظر : جورج برنارد شو ، ( العودة إلى متوشالح: معالجة مُستقبليّة لأسفار موسى الخمسة)، ترجمة أسامة منزلجي، الناشر : محترف أوكسجين للنشر، أونتاريو، كندا ،2024. مقدمة الناشر . (43) BACK TO METHUSELAH, Project Gutenberg London ,1922. p.110. (44) p.110. . BACK TO METHUSELAH, George Bernard Shaw (45) p.80. . BACK TO METHUSELAH, George Bernard Shaw (46) [النحل: 15]. (47) [الأنبياء: 31]. (48) [لقمان: 10]. (49) The Doctor s Dilemma, London Constable,1906. p.83.
#رحيم_فرحان_صدام (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السيرة النبوية لابن كثير( دراسة نقدية) The Prophets Biograph
...
-
هل قتل ابو عبيدة اباه ؟
-
الترجمة العربية لكتاب (المائة - الترتيب للأشخاص الاكثر تأثير
...
-
الكتب المصنفة في تاريخ خراسان القسم الرابع
-
الكتب المصنفة في تاريخ خراسان القسم الثالث
-
الكتب المصنفة في تاريخ خراسان القسم الثاني
-
الكتب المصنفة في تاريخ خراسان
-
موارد الطبري (ت 310 /923 م) عن كتاب فتوح خراسان للمدائني (ت
...
-
الذهبي ومنهجه في كتابة تاريخ الاسلام (دراسة نقدية) المبحث ال
...
-
الذهبي ومنهجه في كتابة تاريخ الاسلام (دراسة نقدية) المبحث ال
...
-
الذهبي ومنهجه في كتابة تاريخ الاسلام (دراسة نقدية) المبحث ال
...
-
الذهبي ومنهجه في كتابة تاريخ الاسلام (دراسة نقدية) المبحث ال
...
-
الذهبي ومنهجه في كتابة تاريخ الاسلام (دراسة نقدية) المبحث ال
...
-
الذهبي ومنهجه في كتابة تاريخ الاسلام (دراسة نقدية) المبحث ال
...
-
الذهبي ومنهجه في كتابة تاريخ الاسلام (دراسة نقدية)
-
كتب التفسير في العصر الأموي ( دراسة تاريخية )
-
الحسن المثنى وتأويل حديث الغدير ) دراسة نقدية)
-
دراسة في كتاب سير الملوك للشعبي
-
اضواء جديدة على مؤلفات المدائني
-
كتب العقائد في العصر الأموي
المزيد.....
-
ما المطلوب من القمة الاسلامية في الدوحة؟
-
خوري يبحث مع مطران الكنيسة السريانية في القدس سبل دعم صمود ا
...
-
وزير الخارجية التركي يزور قطر للمشاركة في اجتماع تحضيري لقمة
...
-
قطر: القمة العربية الإسلامية تناقش مشروع بيان بشأن الهجوم ال
...
-
قمة عربية إسلامية في الدوحة الأثنين، والجيش الإسرائيلي يعلن
...
-
لاريجاني مخاطبا الحكومات الإسلامية: شكلوا غرفة عمليات مشتركة
...
-
مقتل 12 جنديا باكستانيا في كمين لحركة طالبان باكستان
-
مقتل 12 جنديا باكستانيا في كمين لحركة طالبان باكستان
-
الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية الإسلامية الطارئة با
...
-
الكفن الذي يُقال إنه لفّ جسد المسيح.. حقيقة أم أسطورة؟
المزيد.....
-
القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق
...
/ مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
المزيد.....
|