أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رحيم فرحان صدام - الذهبي ومنهجه في كتابة تاريخ الاسلام (دراسة نقدية) المبحث الثاني: موارد الذهبي في كتابه تاريخ الاسلام















المزيد.....

الذهبي ومنهجه في كتابة تاريخ الاسلام (دراسة نقدية) المبحث الثاني: موارد الذهبي في كتابه تاريخ الاسلام


رحيم فرحان صدام

الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 08:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إِن أول مَا نلاحظه فِي تاريخ الاسلام للذهبي أَنه اهتم بالرواية بالأسانيد؛ لكونه مُحدث. واهم مورده هو :
1. عروة بن الزبير: بن العوام الأسدي، المتوفى سنة ( 94هـ/ 713 م) ، وهو أخو عبد الله بن الزبير . كان محدثا علم تلاميذه الحديث وقدم لهم أيضا معارفه عن حوادث صدر الإسلام. أما الخبر القائل بأن عروة صنف كتابا في «المغازي» فلم تذكره المصادر المبكرة بل ذكره الذهبي وهو من المصادر المتأخرة(1) وهو قول غير صحيح ؛ لان عامر الشَّعْبي : المتوفى سنة (104هـ/ 721 م). (2) صنف كتاب المغازي سنة ( 66ه/ 686م) بعد ان هرب من المختار الثقفي من الكوفة الى المدينة المنورة وبذلك يكون الشعبي مؤسس دراسة المغازي ورائد التدوين التاريخي واول من صنف كتابا في المغازي في الاسلام . (3) وهناك قصة يتضح منها أن إجاباته عن سيرة الرسول والتي كان يقدمها مدونة- إنما اعتمدت على الاحاديث التي جمعها هو بنفسه. (4) وَأكْثر مرويات الذهبي عَن هذه المغازي(5).

2. الزهري : هو أبو بكر بن محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزُهري القرشي المتوفى سنة (124هـ /722 م) (6) ؛ ونظراً لمكانته العلمية والثقافية بين فقهاء عصره فقد اتصل به بعض الخلفاء الأمويين أمثال عبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز والوليد بن يزيد وهشام بن عبد الملك ليجيب على تساؤلاتهم عن المغازي(7).
وقد اعتمد الذهبي على الزهري في كتابة السيرة النبوية لا سيما كتاب المغازي النبوية. (8)

3. موسى بن عقبة: هو أبو محمد موسى بن عقبة بن أبى عيّاش الأسدي بالولاء ؛ اذ كان من موالي آل الزبير وممثل وجهة نظرهم في كتابة السيرة النبوية والتاريخ الاسلامي عامة . كان تلميذ الزهري وعاش في المدينة. وكانت له في مسجد الرسول حلقة علم يمنح فيها كذلك إجازاته العلمية. وتوفى سنة (141هـ/ 758 م). (9)
آثاره: «كتاب المغازي» : بقيت نقول كثيرة من هذه المغازي في بطون الكتب التي تحدثت عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وكانت اغلب مروياته عن الزهري حتى عدّ المحدثون كتاب موسى بن عقبة عن الزهري(10).
وقد اعتبر الذهبي مغازي موسى بن عقبة مِنْ أَصَحِّ الْمَغَازِي(11) وهو رأي غير دقيق ؛ بل يمكن القول انه يمثل وجهة النظر ال الزبير في كتابة السيرة النبوية فضلا عن انه نقلها عن الزهري كاتب بني امية وممثل وجهة نظرهم في رواية السيرة. (12)
4. ابْن إِسْحَاق : محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي مولاهم ( ت 151ه / 768 م)، مؤلف كتاب (المبتدأ والمبعث والمغازي) لم يقتصر الذهبي الأخذ عن هذا الكتاب من رواية واحدة بل اعتمد رواية زياد بن عبد الله البكائي العامري المتوفى سنة (183هـ / 799 م) الذي عده أتقن من روى السيرة عن ابن إسحاق (13) ، ورواية يونس بن بكير بن واصل الشيباني مولاهم الكوفي(14) ، الحافظ ، المؤرخ ، المتوفى سنة (199هـ / 815 م) (15) ، وهو صاحب المغازي والسير والمكثر بالرواية عن ابن إسحاق وأحد الطرق المعتمدة عند العلماء في معرفة المغازي والسيرة لابن إسحاق حتى وصف لأجل ذلك بأنه أحد أوعية العلم بالمغازي والسير. (16)
وعلى الرغم من اعتماد الذهبي على روايته المغازي الا انه انتقده بقوله :" ومما ينقم عليه التشيع" (17) وذلك بسبب ميول الذهبي الاموية ، وقد استفاد الذهبي من ملاحظات ابن هشام المتوفى سنة (218هـ / 833 م) حينما اختصر السيرة من رواية البكائي وعلق عليها(18)
كقوله:" وَذَكَرَ الْبَكَّائِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ هَذِهِ الْقِصَّةَ بِأَطْوَلِ مِمَّا هُنَا وَأَحْسَنَ عِبَارَةً." (19) ، وقوله :" وهذا عَالٍ حَسَنُ الْإِسْنَادِ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقًا"(20).
5. الوليد بن مسلم: أبو العباس الأموي بالولاء ، ولد عام( 119هـ/ 737م) في دمشق. وكان مؤرخا مرموق المكانة ومحدثا ، وكان يلقب بعالم الشام ، وتوفي سنة (195هـ/ 810 م) ، كان الوليد ممن ألفوا في التواريخ ، ونبغوا في حفظ المغازي، كما كان صاحب أحاديث في الملاحم ، وكان من المؤلفين ، له 70 تصنيفا في الحديث والتاريخ، منها " السنن " و " المغازي ".(21)
اعمد عليه الذهبي كثيرا في رواية السيرة(22) على الرغم من كونه موصوف بالتدليس الشديد(23) ومع ذلك وصفوه بالصدق لأنه مولى بني اموية .
6. الواقدي : محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولاهم ، المديني الولادة والنشأة ، وقد إنتقل إلى بغداد في أثناء خلافة المأمون ، وولي قضاء الجانب الغربي ، ولم يزل فيها حتى وفاته سنة ( 207هـ /822 م )(24).
وهو رائد المدرسة المدينية المتخصصة في السيرة ، ومما هو جدير بالذكر ان الواقدي كان يجمع الاسانيد ولم يكن حريصا على ذكرها ، اذ يقول : " وقد جمعت كل الذي حدثوني ... بقالوا "(25) وذكره الامام احمد بن حنبل فقال " ليس انكر عليه شيئا الا جمعه الأسانيد ومجيئه بمتن واحد على سياقة واحدة عن جماعة وربما اختلفوا ..." (26)
وهذا وان لم يرض اغلب علماء الحديث والجرح والتعديل لكنه يدل على حس تاريخي جيد يعنى بسبك الروايات والتوفيق بينها لتقديم صورة من عمله هو (27).
ان كثرة المعلومات التي عليها الواقدي من تتبعه لأثار مواضع الوقائع وسؤاله من ابناء الصحابة ومواليهم عن أحوال سلفهم جعله ينفرد بروايات و اخبار لا تدخل تحت الحصر وهي ما تعرف عند المحدثين بالغرائب بسبب عدم وجود متابع له في اخباره هذه . وليست هذه الغرائب مما تنكر في الأحداث التاريخية ؛ لأن سببها عدم متابعة الآخرين له عليها.
وقد اشار الى غرائبه بعض العلماء ، فقال علي بن المديني :" كان الواقدي يروي ثلاثين ألف حديث غريب وكان ذلك إلى حفظه المنتهى في المغازي والسير والأخبار وأيام الناس والوقائع والفقه، وغير ذلك " (28) .
ولا يفوتنا ذكر موقف الامام الذهبي من الواقدي اذ قال ما نصه :
" وَقَدْ تَقَرَّرَ أَنَّ الوَاقِدِيَّ ضَعِيْفٌ، يُحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي الغَزَوَاتِ وَالتَّارِيْخِ، وَنُوْرِدُ آثَارَهُ مِنْ غَيْرِ احْتِجَاجٍ ، أَمَّا فِي الفَرَائِضِ، فَلاَ يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَرَ، فَهَذِهِ الكُتُبُ السِّتَّةُ، وَ (مُسْنَدُ أَحْمَدَ) ، وَعَامَّةُ مَنْ جَمَعَ فِي الأَحْكَامِ، نَرَاهُم يَتَرَخَّصُوْنَ فِي إِخْرَاجِ أَحَادِيْثِ أُنَاسٍ ضُعَفَاءَ، بَلْ وَمَتْرُوْكِيْنَ، وَمَعَ هَذَا لاَ يُخَرِّجُوْنَ لِمُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ شَيْئاً، مَعَ أَنَّ وَزنَهُ عِنْدِي أَنَّهُ - مَعَ ضَعْفِهِ - يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ وَيُرْوَى ؛ لأَنِّي لاَ أَتَّهِمُهُ بِالوَضْعِ، وَقَوْلُ مَنْ أَهدَرَهُ، فِيْهِ مُجَازَفَةٌ مِنْ بَعْضِ الوُجُوْهِ، كَمَا أَنَّهُ لاَ عِبْرَةَ بِتَوْثِيقِ مَنْ وَثَّقَهُ 000 وَتَمَّامِ عَشْرَةِ مُحَدِّثِيْنَ، إِذْ قَدِ انْعَقَدَ الإِجْمَاعُ اليَوْمَ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِحُجَّةٍ، وَأَنَّ حَدِيْثَهَ فِي عِدَادِ الوَاهِي -رَحِمَهُ اللهُ-."(29)
ان قراءة متمعنة للنص اعلاه يتضح ان الذهبي لم ينص بشكل واضح ودقيق على موقفه من الواقدي اذ نلمح التناقض واضحا في اقواله فبالنسبة لعلم الحديث نجده يقول : " انه ضعيف " وبعد ذلك قال:" يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ وَيُرْوَى" ؛ لأَنِّي لاَ أَتَّهِمُهُ بِالوَضْعِ ، وَقَوْلُ مَنْ أَهدَرَهُ، فِيْهِ مُجَازَفَةٌ مِنْ بَعْضِ الوُجُوْهِ ".
وبعد ان دافع عنه ضد من اتهمه بوضع الحديث رفض توثيقه بقوله " كَمَا أَنَّهُ لاَ عِبْرَةَ بِتَوْثِيقِ مَنْ وَثَّقَهُ " واخيرا نجده يدعي :ْ" قَدِ انْعَقَدَ الإِجْمَاعُ اليَوْمَ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِحُجَّةٍ، وَأَنَّ حَدِيْثَهَ فِي عِدَادِ الوَاهِي " .
هذا هو موقف الذهبي من الواقدي كمحدث فلا هو متروك الحديث ولا يضع الحديث ولا هو ثقة ويكتب حيثه ويروى من غير احتجاج وهو موقف غريب يعتريه التناقض الفاضح .
اما موقفه منه كمؤرخ فهو الآخر يمتاز بالتناقض اذ يقول ما نصه : " وَقَدْ تَقَرَّرَ أَنَّ الوَاقِدِيَّ ضَعِيْفٌ، يُحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي الغَزَوَاتِ وَالتَّارِيْخِ، وَنُوْرِدُ آثَارَهُ مِنْ غَيْرِ احْتِجَاجٍ "فاذا كان الوَاقِدِيَّ يُحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي الغَزَوَاتِ وَالتَّارِيْخِ فكيف يورد آثَارَهُ مِنْ غَيْرِ احْتِجَاجٍ. فلا استغنى عن مروياته التاريخية ولا هو يحتج بمروياته . وعلى اية حال فان عدداً آخر من علماء الحديث بنفس المستوى العلمي امتدحوه في رواية الحديث النبوي الشريف بأحسن عبارات الثناء ، لكن الجميع سواءً كان قادحاً أم مادحاً لم ينصوا بشكل واضح ودقيق على موقفهم من الواقدي في رواية أخبار المغازي والفتوح وهو الأمر الذي يهمنا، في مقابل ذلك امتدحه المؤرخين وأشادوا بعلمه وبعلو كعبه في رواية أخبار المغازي والفتوح ، فقال عنه كاتبه وتلميذه محمد بن سعد " كان عالماً بالمغازي والسيرة والفتوح(30) " وأثنى عليه محمد بن سلام الجُمحي (ت232 هـ / 846 م) بقوله " الواقدي عالم دهره"(31) وامتدحه أبو عبد الله مصعب بن عبد الله الزبيري ( ت 236 هـ/850 م) بقوله " ما رأيت مثله أحد قط "(32) وقال إبراهيم الحربي (ت 270هـ/883 م) " الواقدي أمين الناس على الإسلام" (33) فضلاً عما تقدم اثبتت احدى الدراسات الحديثة امانة الواقدي في النقل عن الكتب . (34)
ومع ذلك اعتمد الذهبي على روايات الواقدي سواء من كتابه المغازي(35) او في التاريخ الاسلامي عامة(36) مما يدل تناقضه وعدم مصداقية .
وقد ادعى الدكتور بشار عواد معروف " إن العناية بالقديم وتفضيله هو الذي حدا بالذهبي إلى عدم مسايرة أكثر المؤرخين في اعتماد الطبري في حوادث القرون الثلاثة الأولى كما فعل ابن الأثير وغيره ولو نظرنا إلى موارده في تاريخ الحوادث بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم حتى منتصف القرن الثاني - مثلا - لوجدناه يعتمد عدداً كبيراً من موارد التاريخ العام التي سبقت الطبري مثل الهيثم بن عدي ( ت ٢٠٤ه)ـ (37) وهشام ابن الكلبي ( ت٢٠٤ه) (38) والواقدي( ت207ه) (39) ، وخليفة ابن خیاط (ت ٢٤٠ه)" (40).
ان قول الدكتور اعتماد الذهبي المصادر السابقة على الطبري صحيح لكنه لم يسغني عن روايات الطبري بل كانت حاضرة في تاريخ الذهبي بما يقارب من(400) راوية(41).
وعنى الذهبي بالموارد التي تخصصت في نمط معين من التأليف سواء أكان ذلك في الحوادث أم في التراجم ؛ فقد اعتمد في الفتوح مثلا على « كتاب الفتوح » وترجع هذه الروايات عند الطبري إلى سيف بن عمر التميمي المتوفي سنة (180هـ / 796 م) ، ولكننا لا نستطيع اعتماد مروياته لعدة اسباب منها : ان علماء الجرح والتعديل قد جرحوه بل اتهمه البعض بالزندقة(42) وهذه اقوال العلماء فيه :
قال ابن حبان: "سيف بن عمر … أُتهم بالزندقة … يروي الموضوعات عن الاثبات وكان سيف يضع الحديث"(43). قال أبو نعيم الأصفهاني:" سيف بن عمر الضَّبِّيّ الْكُوفِي مُتَّهم فِي دينه مرمي بالزندقة سَاقِط الحَدِيث لَا شَيْء"(44). وقال ابن حزم: " … وليس سيف بحجة اذا خالف" (45) ، وقال الذهبي: "…سيف بن عمر…تركوه ، واتهم بالزندقة". (46) وقال ابن حجر العسقلاني: "سيف بن عمر التميمي ، صاحب كتاب الردة … ضعيف الحديث عمدة في التاريخ، افحش ابن حبان القول فيه" . وقد علق الدكتور بشار عواد معروف على قول ابن حجر قائلاً : بل متروك فحديثه ضعيف جداً واذا كان ابن حبان قد افحش القول فيه ، فابن حجر لم يصفه بما يستحق فهو متروك كما قلنا ، وحتى اخباره في التاريخ ليس بشيء، فقد قال ابو حاتم الرازي : "متروك يشبه حديثه حديث الواقدي ... " (47)
فهل يمكننا ان نثق بما رواه سيف ؟!!!
ان سبب تفضيل الطبري والذهبي سيف على الواقدي هو ان سيفا ذو ميول عثمانية اموية يذكر او يختلق روايات في تبرير اعمال معاوية وايجاد الاعذار له اذ يقول ما نصه :" فأما العاذرون مُعَاوِيَة فِي ذَلِكَ، فإنهم ذكروا فِي ذَلِكَ قصة كَتَبَ إِلَيَّ بِهَا السَّرِيُّ، يَذْكُرُ أَنَّ شُعَيْبًا حَدَّثَهُ عَنْ سَيْف " (48)
كما الواقدي له كتاب (الردة ) اوضح فيه ان خالد بن الوليد قتل الصحابي مالك بن النويرة وقومه بنو تميم بشكل متعمد وليس عن طريق الخطأ(49) كما حاول ذلك سيف بن عمر ذلك(50) ؛ ولهذا فضل المحدثون عامة رواية سيف بن عمر التي تزيف الحقائق وتبرر الجرائم على رواية الواقدي التي تتميز بأمانة النقل وقول الحقيقة التاريخية.
ان الطبري الذي اعتمد رواياته نجده يطعن بها بقوله : " وَهَذِهِ الْقِصَّةُ فِي أَمْرِ الأُبُلَّةِ وَفَتْحِهَا خِلافُ مَا يَعْرِفُهُ أَهْلُ السِّيَرِ، وَخِلافُ مَا جَاءَتْ بِهِ الآثَارُ الصِّحَاحُ" (51).
فضلا عن ان ابن أبي حاتم اسقط روايته التاريخية وأكد انه يذكر لاطلاع فقط اذ قال ما نصه :" قعقاع بن عمرو قال شهدت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه سيف بن عمر عن عمرو بن تمام عن ابيه عنه وسيف متروك الحديث فبطل الحديث وانما كتبنا ذكر ذلك للمعرفة. (52)
ومن الاسباب الاخرى التي تجعلنا لا نعتمد مروياته . إن "… هناك خرافات في الفتوح ومبالغات ومدائح ومذام كثيرة لا نستسيغها اليوم ولا نصدق حدوثها … وقد صارت طريقة سيف في عرض الحوادث في ايامنا ، هدفاً مباشر لهجوم المنطق العلمي البعيد عن التعصب والغرض …"(53) ومن الاسباب الاخرى ان سيف يروي عن رواة مجهولين(54) ، لم نجد لهم تراجم في كتب الطبقات والانساب والتراجم .
ولأنه قام باختلاق صحابة وبوضع قصص لا وجـود لها في التاريخ العربي الإسلامي. (55)
وقام بوضع واختلاق الروايات التي تمجـد بدور قبيلته تميم في أحداث الفتوحات إلى حدْ جـعله يُحرف أحداثاً تاريخية مهمة لمصلحتها . (56)
وهذه الأسباب التي ذكرناها أنفاً تجعلنا لا نعتمد مرويات سيف بن عمر، وهذا يؤكد ان منهج الذهبي غير علمي في انتقاء الاخباريين والمؤلفين بل انه يختار الرواة ذوي التوجه الاموي العثماني وان كانت رواياتهم بعيدة عن المنهج العلمي .
يتضمن كتاب (تاريخ الاسلام) سيرة مطولة، تضمنت السيرة في سياقها التاريخي ثم الشمائل والدلائل والفضائل والخصائص.
وقد جاء الكتاب نتيجة عوامل أثرت في مكوناته واتجاهه الموسوعي وطابعه العام ومنهجه التاريخي والنقدي. ومن تلك العوامل:
1-سعة اطلاع الذهبي على كثير من المصادر، ومنها كتب السنة النبوية، والسير والمغازي وكتب الدلائل وكتب التاريخ العام.
2- تأثر الذهبي بمنهج بالمؤرخين الذين كتبوا في التاريخ العام كالطبري أبو جعفر محمد بن جرير بن غالب المتوفى سنة (310ه/922م) في كتابه تاريخ الرسل والملوك، وابن الجوزي أبو الفرج عبد الرحمن بن علي القرشي المتوفى سنة (597 ه/1200م) في كتابه المنتظم في تاريخ الأمم والملوك .
3-انتماؤه إلى عصر انتشرت فيه كتب الموسوعات والمؤلفات الشاملة.
4-انتماء الذهبي إلى مدرسة الحديث والأثر، اذ يتضح أثر خلفية المؤلف في الحديث وعلومه في جانب من أقسام الكتاب ومنها السيرة النبوية وتاريخ الخلفاء الراشدين، فضلا عن تراجم العلماء والأئمة وآرائه في الرجال والآراء والمذاهب.



#رحيم_فرحان_صدام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذهبي ومنهجه في كتابة تاريخ الاسلام (دراسة نقدية)
- كتب التفسير في العصر الأموي ( دراسة تاريخية )
- الحسن المثنى وتأويل حديث الغدير ) دراسة نقدية)
- دراسة في كتاب سير الملوك للشعبي
- اضواء جديدة على مؤلفات المدائني
- كتب العقائد في العصر الأموي
- مناظرات الامام الرضا بين الكتابات التمجيدية والحقائق التاريخ ...
- مناظرات الامام الرضا بين الكتابات التمجيدية والحقائق التاريخ ...
- كتاب تطور الفكر السياسي الشيعي (دراسة نقدية) القسم الثاني
- مقولة علي بن ابي طالب عليه السلام: ( انثروا القمح على رؤوس ا ...
- حديث (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) بين الحقيقة والش ...
- خلق الارض بين القرآن الكريم والحقائق العلمية ( دراسة نقدية ل ...
- التوسع الكوني بين القرآن الكريم والعلم الحديث ( دراسة نقدية ...
- السيرة النبوية لابن كثير( دراسة نقدية) القسم الخامس
- السيرة النبوية لابن كثير( دراسة نقدية) القسم الرابع
- السيرة النبوية لابن كثير( دراسة نقدية) القسم الثالث
- السيرة النبوية لابن كثير( دراسة نقدية) القسم الثاني
- السيرة النبوية لابن كثير( دراسة نقدية) القسم الاول
- موقف البخاري من حديث الغدير
- علوم الشعبي وآثاره


المزيد.....




- مصر تفتتح معرض -أسرار المدينة الغارقة- في المتحف القومي بالإ ...
- تقرير يؤكد: كوريا الشمالية تمتلك ترسانة سرية قد تهدد الولايا ...
- لأول مرة.. تأكيد أممي على وقوع مجاعة في غزة
- مصادر: سوريا تنوي طرح أوراق نقدية جديدة وحذف صفرين من العملة ...
- السوريون يحيون الذكرى الـ12 لمجزرة الكيماوي في الغوطتين
- دمار هائل خلّفه الاحتلال بمنازل الفلسطينيين شمال الضفة الغرب ...
- الطفلة نور طبيبل.. عيون وآذان والديها الأصمين وسط القصف على ...
- القنصلية الفرنسية في القدس.. هل تُغلق بذريعة مخالفة القانون؟ ...
- وثائق قضائية: صحفيو فوكس نيوز سعوا لدعم ترامب بانتخابات 202 ...
- دمج -قسد- في الجيش السوري.. عقدة عسكرية أم أزمة سياسية وقانو ...


المزيد.....

- كتّب العقائد فى العصر الأموى / رحيم فرحان صدام
- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رحيم فرحان صدام - الذهبي ومنهجه في كتابة تاريخ الاسلام (دراسة نقدية) المبحث الثاني: موارد الذهبي في كتابه تاريخ الاسلام