أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - عبد الرحمن الراشد.. وضياع البوصلة الأخلاقية في مهاجمة حماس والمقاومة الفلسطينية














المزيد.....

عبد الرحمن الراشد.. وضياع البوصلة الأخلاقية في مهاجمة حماس والمقاومة الفلسطينية


عاطف زيد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 8456 - 2025 / 9 / 5 - 02:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقاله الأخير في الشرق الأوسط تحت عنوان "نتنياهو لم يجد أرضاً لمهجري غزة"، يكشف عبد الرحمن الراشد عن ضياع أخلاقي صارخ، وتحليل سياسي مشوّه لا يصب إلا في خدمة آلة الحرب الصهيونية، متجاهلاً عن عمد جرائم الإبادة الجماعية في غزة، ومتجاوزاً خطوط الإنصاف والموضوعية حين يحمّل الضحية وزر المذبحة، في مشهد يعيد إلى الأذهان خطابات دعاة الاستعمار الذين يبرّرون الجرائم بـ"عناد" الشعوب التي تقاوم.
ليس غريبا أن يكون الراشد قد قرر أن ينضم إلى جوقة تبرير العدوان عبر بوابة "الواقعية السياسية"، وهي واقعية مهترئة مبنية على منطق القوة لا على قوة المنطق، ولا على القيم الإنسانية أو المبادئ الأخلاقية.
== شيطنة حماس مقابل تبرئة المجرم
يلمح الراشد إلى أن حركة حماس، لا نتنياهو، هي المسؤولة عن المجازر! يصفها بأنها السبب في الدمار، ويدعوها إلى الانسحاب – وكأنها تحتل أرضًا لا تملكها، وكأنها غزت تل أبيب، لا أن تل أبيب هي التي حاصرتها وخنقتها وقصفتها بكل ما أوتيت من صواريخ وقنابل محرّمة.
هل يُعقل أن نطلب من حركة مقاومة أن "تنسحب" من أرضها كي لا تغضب القاتل؟ وهل المطلوب من الفلسطيني أن يتخلى عن أرذه وعن المقاومة حتى يرضى عنه المحتل؟ ألم يكتفِ الراشد بأربعة عقود من اتفاقيات الاستسلام التي لم تجلب سوى المستوطنات والجدران والقتل والتهجير؟
== تحريف التاريخ والمواقف
يقارن الراشد بين موقف ياسر عرفات في بيروت عام 1982 وبين ما يجري في غزة اليوم.
وهذه مقارنة مضللة وخبيثة.
فخروج عرفات من بيروت لم يمنع مجازر صبرا وشاتيلا، ولم ينهِ معاناة الشعب الفلسطيني، بل فُتح الباب أمام مزيد من التصفية السياسية، وتكرست الهيمنة الصهيونية على القرار الدولي.
ثم إن المقارنة تخون الواقع: غزة محاصرة، ولا توجد دول تستقبل المقاتلين ولا سفن تنتظرهم في الميناء، وهذه ليست حرب جيوش بل حرب إبادة جماعية يمارسها العدو ضد شعب أعزل.
هل المطلوب من المقاومة أن تسلم رقاب الناس بلا مقاومة؟ ألم يعلمنا التاريخ أن الاحتلال لا يرحم الضعفاء؟
== ترديد الدعاية الصهيونية بحذافيرها
الراشد يعيد نسخ ما تقوله المؤسسة العسكرية الإسرائيلية: "حماس أداة لتقسيم الفلسطينيين"، "حماس تُستخدم لتخويف الغرب"، "حماس مسؤولة عن تعثر الحل السياسي"... إلخ.
لكن الراشد يغفل أن من قصف غزة هي طائرات إسرائيل، ومن دمر أكثر من نصف مستشفياتها هو الاحتلال، ومن قتل أكثر من 50 ألف إنسان هو جيش الاحتلال، لا "بيانات حماس" ولا "خطابها السياسي".
ثم لنتحدث عن "الحل السياسي" الذي يدّعي الراشد أن حماس تعرقله:
ما هو هذا الحل؟
وأين هو؟
منذ اتفاق أوسلو، كم شبراً استردّه الفلسطينيون؟
كم لاجئاً عاد؟
كم أسيراً أُفرج عنه؟
أم أن "الحل السياسي" عند الراشد يعني إدارة شؤون المقبرة الفلسطينية تحت سقف الاحتلال؟
== الاستهزاء بالمكاسب المعنوية للمقاومة
يقلل الراشد من أهمية الانتصار في معركة الوعي العالمي، فيقول إن "الرأي العام انتصار هلامي"، وكأن انتفاض مئات الجامعات العالمية، والشارع الغربي الذي تحرك لأول مرة بهذا الزخم ضد إسرائيل، والضغوط الشعبية التي تهز الحكومات الغربية، لا تعني شيئًا!
يبدو أن الراشد لا يرى أن من واجب أي حركة تحرر أن تخوض المعركة الإعلامية كما تخوض العسكرية، وأن تحاصر المحتل في الميادين السياسية والاقتصادية والإعلامية، وهذا ما فعلته حماس وحلف المقاومة، فهزّت شرعية الاحتلال في عواصم القرار، وعرّت النفاق الغربي.
== فلسطين ليست مشروع ترحيل
يتعامل الراشد مع مشروع نتنياهو لتهجير مليون غزّي وكأنه خطة "إسكان" تحتاج فقط إلى تحسين الوجهة.
يطرح "جنوب السودان"، و"أرض الصومال"، و"إندونيسيا" وكأن الفلسطينيين لا أرض لهم، ولا تاريخ، ولا وطن.
هل هذا هو منطق العربي الذي من المفترض أن يتضامن مع قضايا أمته؟ أم منطق الموظف في ماكينة تبييض الجرائم؟
الراشد لا يُدين الجريمة، بل فقط ينتقد "فشل" الجلاد في إكمال التهجير! وهذه سقطة أخلاقية لا تُغتفر.
إنّ الذين يشككون في مشروعية مقاومة شعب يُباد تحت أنقاض وطنه، لا يختلفون كثيرًا عن الذين يطلقون النار، لأن الحرب اليوم ليست فقط حرب دبابات، بل حرب رواية. ومن يكتب نصًا يسوّغ فيه الجريمة، هو جزء من الجريمة.
ما كتبَه الراشد ليس تحليلًا سياسيًا، بل دعاية سوداء موجهة ضد شعب أعزل يُذبح ويُدفن حيًا.
وما كتبه لا يعبر عن رأي "معتدل" بل عن موقف منحاز، سقطت منه آخر أوراق التوت.
فلسطين ستبقى، والمقاومة باقية، شاء من شاء وكره من كره.



#عاطف_زيد_الكيلاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدوان الأمريكي على فنزويلا: إرهاب دولة تحت غطاء مكافحة الم ...
- إلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني شرط ضروريّ لبناء نظام عالمي ج ...
- توماس براك يفضح وجه أمريكا القبيح: وقاحة رسمية واستعلاء وقح ...
- اللواء أسامة العلي: وجه التطبيع المسموم وصدى نباح العدو الصه ...
- حزب الله ومحور المقاومة: بين فحيح التشويه وصوت الكرامة
- عندما خان حكام دمشق الجدد العروبة ... كيف سقطت سورية في حضن ...
- عبد الرحمن الراشد وتكرار نغمة الهزيمة: رد على مقال -أين اختف ...
- المناضل الأممي جورج إبراهيم عبد الله: أيقونة النضال الأممي  ...
- في الموقف من سوريا اليوم: يساريّون مع الدولة والشعب... لا مع ...
- السلطة الوطنية الفلسطينية: من مشروع تحرري إلى أداة وظيفية لخ ...
- لا لتزييف مفهوم السلام: ثلاثي الدم والإجرام ( ترمب، نتنياهو ...
- هل سيكون مصير قبرص نفس مصير فلسطين؟
- إجرام الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم منذ تأسيسها وحتى ...
- تشرذم اليسار الأردني: أحزاب صغيرة، خلافات تافهة، ومسؤولية ثق ...
- التعليم الخاص في الدول الفقيرة: فرصة للنخبة أم خطر على بنية ...
- ضرورة التحالف بين القوى اليسارية والماركسية في العالم العربي ...
- هذا هو التوحّش الإمبريالي الأمريكي … ديمقراطيا كان الرئيس أم ...
- دونالد ترمب: الوجه الأقبح للإمبريالية ورأس المال المتوحش
- إيران في مواجهة الكيان الصهيوني: صراع سيادة أم مقاومة مشروع ...
- عيد العمال (الأول من أيار): تحية للنضال الإنساني من أجل العد ...


المزيد.....




- زيلينسكي ردا على دعوة بوتين للمجيء إلى موسكو: -لا أستطيع الذ ...
- تقرير يكشف تفاصيل عملية أميركية فاشلة للتجسس على كيم جونغ أو ...
- رئيس وزراء السنغال يعتذر عن عدم تلبية أول دعوة رسمية لزيارة ...
- فريق إغاثي يصل قرية سودانية منكوبة على ظهر الحمير
- فيديو.. حماس تضع رهينتين في سيارة وتجوب بهما شوارع مدينة غزة ...
- القوات الروسية تسيطر على بلدتين جديدتين في دونيتسك
- لبنان.. انتشار للجيش ولافتات -دعم- قبيل بحث خطة -نزع السلاح- ...
- الضربات التوراتية العشر.. رموز دينية تهيمن على جيش إسرائيل
- كاتس يعلن -فتح باب الجحيم- في غزة وتدمير برج شاهق
- إسرائيل تعلن اغتيال قيادي في -قسم المالية- بحركة حماس


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عاطف زيد الكيلاني - عبد الرحمن الراشد.. وضياع البوصلة الأخلاقية في مهاجمة حماس والمقاومة الفلسطينية