مشتاق الربيعي
Mushtaq alrubaie
الحوار المتمدن-العدد: 8454 - 2025 / 9 / 3 - 08:27
المحور:
قضايا ثقافية
من أسمى وانبل أنواع الحب أن تحب إنسانًا دون أن تدري سببًا لذلك؛ تحبه بلا تفسير، وتعشقه بلا مبرر، ويبقى السؤال حاضرًا في مخيلتك: لماذا هو بالذات؟ كأن روحك قد تعرّفته قبل أن تلتقيه، وكأن بينكما عهدًا قديمًا سابقًا على هذه الدنيا. الحب في جوهره سرّ غامض لا يخضع للمنطق ولا لقوانين العقل، بل يقتحم القلب بلا استئذان ويستوطنه وكأنه كُتب له منذ الأزل.
وربما يشاء القدر أن يبعث الله لك شخصًا يكون بمثابة هدية من السماء. فبعض هدايا الله لا تأتي على شكل أشياء ملموسة، بل على هيئة بشر، يحملون إلينا الطمأنينة، ويضيئون عتمة أيامنا، ويجعلون الحياة أكثر احتمالًا. هؤلاء الأشخاص هم رسائل ربانية، نلتقي بهم في اللحظة التي نظن أننا لم نعد قادرين على الاستمرار، فيعيدون إلينا الأمل ويذكّروننا أن في الحياة جمالًا يستحق العيش.
الحب سلطان، ولهذا فهو فوق القوانين والأعراف. كم من غني اختار فقيرة رغم اعتراض المجتمع، وكم من متعلم ارتبط بإنسانة بسيطة لا تحمل شهادات عليا لكنها تملك قلبًا نقيًا، وكم من روحين التقتا رغم فرق العمر بينهما… كلها أمثلة حيّة تؤكد أن الحب الصادق لا يعترف بالفوارق الطبقية ولا بقيود التقاليد، لأنه وحده القادر على جمع القلوب في نقاء وصفاء. إنه القانون الوحيد الذي لا يُكسر، بل يكسر كل القوانين الأخرى.
الحب حين يكون صادقًا، لا يُقاس بالمكانة أو المال أو المظهر، بل يُقاس بما يزرعه فينا من طمأنينة وسكينة، وما يوقظه في أعماقنا من إنسانية ونقاء. إنه شعور يبدّل نظرتنا للعالم، فيجعل الأشياء أبسط، والأيام أجمل، والقلب أكثر سلامًا. ومن عاش تجربة الحب النقي يدرك أنه ليس مجرد عاطفة عابرة، بل قوة تبني، وتشفي، وتُعلّمنا أن الحياة تستحق أن تُعاش.
ولذلك يقال: ليس الحب أن تجد من تعيش معه، بل أن تجد من لا تستطيع أن تعيش بدونه. وفي النهاية، يبقى الحب الصادق أرقى هدية يمكن أن نحصل عليها، وأجمل معجزة يمكن أن نعيشها، لأنه وحده القادر على تجاوز القوانين والأعراف، ليُعلن انتصار القلب على كل شيء
#مشتاق_الربيعي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟