أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - مشتاق الربيعي - الاعتذار طريق النضج والمسؤولية الاجتماعية














المزيد.....

الاعتذار طريق النضج والمسؤولية الاجتماعية


مشتاق الربيعي
Mushtaq alrubaie


الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 14:21
المحور: قضايا ثقافية
    


الاعتذار عن الخطأ ليس مجرد كلمة، بل هو فضيلة تعكس وعي الإنسان وقوة شخصيته. الاعتراف بالخطأ لا يدل على ضعف، بل على شجاعة حقيقية، لأنه يتطلب القدرة على مواجهة الذات أولاً، والاعتراف بالمسؤولية قبل مواجهة الآخرين. الشخص الذي يمتلك القدرة على الاعتذار يُظهر نضجاً في التفكير ووعيًا بعواقب تصرفاته، ويعزز ثقته بنفسه من خلال التحكم في كبريائه والمكابرة التي كثيراً ما تهدم العلاقات.

كلمة “أعتذر” تحمل أثراً كبيراً في العلاقات الإنسانية. فهي تعمل على تهدئة التوتر، وتخفف من حدة الخلافات، وتعيد بناء جسور الثقة بين الأطراف. سواء في الأسرة أو الصداقة أو بيئة العمل، فإن الاعتذار الصادق قادر على إصلاح ما أفسده الغضب أو سوء الفهم، ويفتح المجال للتفاهم والتعاون. المجتمعات التي تنتشر فيها ثقافة الاعتذار تصبح أكثر تسامحاً وتماسكاً، لأنها تضع قيمة الإصلاح والاعتراف بالخطأ فوق الكبرياء والمكابرة.

غياب هذه الثقافة يؤدي إلى تراكم الأحقاد والخلافات، ويجعل المشكلات البسيطة تتضخم إلى نزاعات طويلة الأمد، مؤثرة بذلك على العلاقات الاجتماعية والاستقرار النفسي للأفراد. لهذا السبب، من الضروري غرس هذه القيمة في التربية منذ الصغر، بحيث يفهم الأطفال أن الاعتراف بالخطأ لا يقلل من شأنهم، بل يزيدهم احترامًا وتقديراً من الآخرين، ويُنمّي قدراتهم الاجتماعية والنفسية، ويجعلهم أكثر وعياً بمسؤولياتهم.

الاعتذار يعكس أيضاً نضج المجتمع بأسره. فهو معيار للشفافية والمصداقية والقدرة على التعامل مع الأخطاء بشكل بناء. على المستوى المؤسسي، عندما تعترف الجهات الرسمية أو المؤسسات بأخطائها وتعتذر، فإنها تعزز ثقة الناس بها وتحد من الاحتكاكات الاجتماعية، وهو ما يسهم في بناء مجتمع أكثر استقراراً وانسجاماً.

في النهاية، الاعتذار ليس مجرد لفظ، بل سلوك حضاري يعكس الاحترام للنفس وللآخرين. الاعتذار الصادق يحول الأخطاء إلى فرص للتعلم والنمو، ويقوي العلاقات الإنسانية، ويجعل الفرد والمجتمع أكثر توازناً ونضجاً. الاعتذار شجاعة وفضيلة، وهو سلوك يترك أثراً إيجابياً دائماً في حياة من يمارسه وفي حياة من يتعامل معهم. من يتبنى ثقافة الاعتذار يعيش حياة أكثر هدوءًا واتزانًا، ويصبح نموذجًا يُحتذى به في المحيط الاجتماعي



#مشتاق_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احترام الرأي وتقبل الرأي الآخر
- اغتيال الطفولة بأسم القانون
- حين يصبح الحبيب صديقًا… وتصبح الصداقة عشقًا
- أسلوبك بالكلام اهم من الكلام نفسه
- الديمقراطية لا تبني بالقمع
- العنف الأسري
- الصراع ما بين القلب والعقل
- الإنسانية ليست دينًا، بل رتبة يصل إليها بعض البشر”
- المرأة بين مطرقة المجتمع وسندان التشريع
- ألوان الحب وجمال العشق
- العلاقات المسمومة
- الحب لا يقتصر للحبيب فقط
- فسحة امل
- الحب فوق القانون
- بعض هداية الرب بشر
- حب الذات لا يهزم
- الأرواح البريئة
- كن إنسان بين الناس ومن اجل الناس
- حتما بحاجة إلى وعي اكثر
- ينبغي إنصاف المرأة


المزيد.....




- مصر تفتتح معرض -أسرار المدينة الغارقة- في المتحف القومي بالإ ...
- تقرير يؤكد: كوريا الشمالية تمتلك ترسانة سرية قد تهدد الولايا ...
- لأول مرة.. تأكيد أممي على وقوع مجاعة في غزة
- مصادر: سوريا تنوي طرح أوراق نقدية جديدة وحذف صفرين من العملة ...
- السوريون يحيون الذكرى الـ12 لمجزرة الكيماوي في الغوطتين
- دمار هائل خلّفه الاحتلال بمنازل الفلسطينيين شمال الضفة الغرب ...
- الطفلة نور طبيبل.. عيون وآذان والديها الأصمين وسط القصف على ...
- القنصلية الفرنسية في القدس.. هل تُغلق بذريعة مخالفة القانون؟ ...
- وثائق قضائية: صحفيو فوكس نيوز سعوا لدعم ترامب بانتخابات 202 ...
- دمج -قسد- في الجيش السوري.. عقدة عسكرية أم أزمة سياسية وقانو ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - مشتاق الربيعي - الاعتذار طريق النضج والمسؤولية الاجتماعية