أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - مشتاق الربيعي - الأرواح البريئة














المزيد.....

الأرواح البريئة


مشتاق الربيعي
Mushtaq alrubaie


الحوار المتمدن-العدد: 8390 - 2025 / 7 / 1 - 14:01
المحور: قضايا ثقافية
    


في حقيقة الأمر، من يرتكب جريمة قتل ضد حيوان بريء، قد تجرّد تمامًا من إنسانيته، ولا يستحق أن يُنسب إلى القيم الأخلاقية التي تُميّز الإنسان عن غيره من الكائنات. فالحيوانات، بكل أنواعها، هي أرواح بريئة خلقها الرب لتعيش بسلام بيننا، لا لتعاني من ظلم الإنسان وتعدّيه.

يؤسفنا أن نرى – في عصر يُفترض أنه عصر التقدّم والرقي – تصرفات لا تمتّ للرحمة بصلة. فكم من كلبٍ أُعدم رميًا أو حرقًا، وكم من قطّة نُكّلت بها لمجرد اللهو أو الاستعراض، وكأن أرواح هذه الكائنات لا قيمة لها! هذا السلوك لا يكشف فقط عن قسوة قلب، بل عن خلل أخلاقي عميق.

في فصل الصيف اللاهب، وفي ظلّ ارتفاع درجات الحرارة التي قد لا تُحتمل حتى للبشر، من واجبنا الأخلاقي والإنساني أن نضع شيئًا من الماء والطعام في الشرفات، أو أمام الأبواب، لعلّه يكون سببًا في بقاء نفس بريئة على قيد الحياة. هذه أبسط صور الرحمة التي لا تحتاج مالًا، بل قلبًا واعيًا.

ولنعترف، وبكل صراحة، أن بعض الحيوانات قد تمتلك من النقاء والوفاء ما يفوق بكثير بعض البشر. فالحيوان لا يخون، ولا يكذب، ولا يؤذي لمجرد الأذى. علاقته بالإنسان قائمة على الإخلاص والمحبّة الفطرية. من هنا، فإن الاعتداء عليه لا يُعبّر إلا عن عقل مريض، ونفس ظالمة.

ولأن لكل روح حقها في الحياة، فإن البلدان المتقدمة سبقتنا كثيرًا في هذا الجانب، إذ أصدرت قوانين صارمة لحماية الحيوانات، ومنحتها حقوقًا تُحترم من قبل الأفراد والمؤسسات. بينما، في المقابل، نرى في بعض بلداننا من يتعامل مع الحيوان بأبشع الطرق، دون أدنى شعور بالذنب أو حتى الحرج.

بل إنني أؤمن – كوجهة نظر شخصية – أن من يقتل حيوانًا بلا مبرر قد يُصبح قادرًا يومًا ما على إيذاء إنسان، لأن الجريمة واحدة، وإن اختلفت ضحاياها. ومن لا يرحم الضعيف، لن يعرف كيف يقدّر القوي.

لذلك، فإن مسؤولية حماية هذه الأرواح لا تقع فقط على الأفراد، بل على عاتق المنظمات الإنسانية، والمؤسسات التربوية، والمدارس، والإعلام، بأن تغرس في نفوس الأطفال منذ الصغر ثقافة “الصداقة مع الحيوان”، وأن تُربّيهم على الرحمة، لا على الخوف أو العدوان.

فالحيوان ليس عدوًا. بل هو مخلوق يستحق العيش معنا، لا أن يدفع ثمن قسوة قلوبنا



#مشتاق_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كن إنسان بين الناس ومن اجل الناس
- حتما بحاجة إلى وعي اكثر
- ينبغي إنصاف المرأة
- بغداد لن تكون قندهار
- حبيبي يا وطني
- محطة التاسع من نيسان
- لمحة عن الديمقراطية
- السلة الواحدة
- لماذا الشباب بلا عمل
- من قال الدكتاتورية لقد انتهت
- المرأة أيقونة الحياة
- نحو عراق مزدهر
- نظرة على الأغنية العراقية
- ان اردنا التغيير
- ملامح نهاية الديمقراطية
- شر البلية ما يضحك
- الاختلاف بالرأي لايفسد للود قضية
- العراقيون تحت مطرقة الاحزاب
- مظلومية المرأة
- الإنسانية اولا


المزيد.....




- مصير الرئيس التنفيذي بعد كشفه بفيديو يعانق موظفة بحفل كولدبل ...
- العدل الأمريكية تتحرك لإصدار شهادة هيئة المحلفين بقضية إبستي ...
- من هو قائد الثورة السورية الكبرى ورمز الكفاح ضد الاستعمار؟
- جايير بولسونارو يرتدي سوارًا إلكترونيًا للاشتباه في تخطيطه ل ...
- واشنطن تعلن عن اتفاق بين إسرائيل وسوريا لوقف إطلاق النار في ...
- ترامب يرفع دعوى قضائية ضد قطب الإعلام روبرت مردوخ وصحيفة وول ...
- تحذير أممي من تطبيع الحرمان بغزة وإسرائيل ترفض دخول مسؤول إن ...
- قاضية أميركية توقف تنفيذ أمر ترامب بفرض عقوبات على موظفي الج ...
- ترامب يعلن الإفراج قريبا عن 10 أسرى إسرائيليين
- اتفاق سوري إسرائيلي لوقف إطلاق النار وتواصل الاشتباكات بالسو ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - مشتاق الربيعي - الأرواح البريئة