مشتاق الربيعي
Mushtaq alrubaie
الحوار المتمدن-العدد: 8388 - 2025 / 6 / 29 - 10:38
المحور:
قضايا ثقافية
كثيرون منّا يعيشون على قيد الحياة، لكن أرواحهم غائبة عن الإحساس الحقيقي بالآخرين. أصبحنا نمرّ ببعضنا مرور الكرام، لا نلتفت لمعاناة من حولنا، ولا نصغي لأنين القلوب التي تخفي الألم خلف ابتسامات باهتة.
في عالم طغت فيه المظاهر وتفشى فيه حب الذات، بات التعاطف عملة نادرة. غلبت الأنانية على نفوس الكثيرين، وأصبح همّ كل فرد أن ينجو بنفسه، ولو على حساب مشاعر الآخرين. لكن الحقيقة التي يجب ألا تغيب عنّا أن الإنسان خُلق ليكون جزءًا من محيطه، متفاعلًا مع مجتمعه، ساعيًا لبذل الخير، لا أن يغرق في أنانيته.
علينا أن نستعيد المعنى الحقيقي للإنسانية؛ أن نُحسن الظن، ونلين القول، ونفتح قلوبنا للناس من حولنا. أن نكون الملجأ لمن يحتاج، والكلمة الطيبة لمن تاه، واليد التي تمسح دمعةً أو ترفع سقطة. أن نشعر بوجع القريب والغريب، ونواسي من تكسّرت روحه في صمت، ونعين من أرهقته الحياة دون أن يطلب شيئًا.
الإنسان الحقيقي لا يُقاس بعدد إنجازاته الشخصية فقط، بل يُقاس أيضًا بمدى أثره الإيجابي في حياة الآخرين. فخير الناس أنفعهم للناس، وهذا هو المعيار الذي يجب أن نقيس به ذواتنا، ونقوّم به سلوكنا.
فلنكن ممن يزرعون بذور الطمأنينة في قلوب الآخرين، ممن تُذكر أسماؤهم في دعوات الصالحين، ممن تظلّ أفعالهم الطيبة تتردد في الأحاديث حتى بعد الغياب.
في النهاية، لسنا مخلوقين لنعبر الحياة وحدنا، بل لنعبرها معًا، بالحب، بالعون، وبالرحمة. فكن إنسانًا بحق، تكن الحياة أجمل بك
#مشتاق_الربيعي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟