أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مشتاق الربيعي - ينبغي إنصاف المرأة














المزيد.....

ينبغي إنصاف المرأة


مشتاق الربيعي
Mushtaq alrubaie


الحوار المتمدن-العدد: 8383 - 2025 / 6 / 24 - 19:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إنّ المرأة هي ذلك الكائن اللطيف الذي أودع الرب فيه أسرار الكون من حبٍّ وحنان، وجعل منها ركيزة أساسية في بناء المجتمعات. فهي من رُفعت لها القبعات تقديرًا لدورها الفاعل، والمسؤولة الأولى عن تربية الأجيال، ذكورًا وإناثًا، في سبيل بناء مستقبل أفضل للوطن.

المرأة هي البذرة التي تثمر قيماً وأخلاقًا تسهم في نهضة المجتمع؛ فإن صلحت، صلح المجتمع، وإن فسدت، فسدت أركانه، لأنها الأساس في تكوين الأجيال وسواعد الأمة.

ولا يمكن تجاهل أوانكار دور المرأة بالحياة ، والتي عبّر عنها الشاعر حافظ إبراهيم قائلاً:

“الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتَها
أعددتَ شعبًا طيِّبَ الأعراقِ”

واقع المرأة في العراق:

من المؤسف أن يكون بلد كالعراق — صاحب الإرث الحضاري والإنساني العريق — من أكثر الدول التي يُهمَّش فيها دور المرأة في مختلف الميادين، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الاجتماعية.

هذا التهميش لا يليق بتاريخ المرأة العراقية، التي كانت في طليعة النهضة في محطات عديدة من تاريخ الوطن، وكانت حاضرة في التعليم، والإعلام، والإدارة، والمقاومة، وحتى في ساحات النضال الوطني.

من هنا، بات من الضروري أن تتحرك الدولة، والمنظمات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني، بجدّية ومسؤولية لإعادة الاعتبار لدور المرأة وضمان العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات.

الطلاق وتداعيات تعديل القوانين:

وفقًا لإحصاءات عام 2024، سجّلت المحاكم العراقية حوالي 72,842 حالة طلاق مقابل 320,459 حالة زواج، ما يعني أن نسبة الطلاق بلغت قرابة 23%. هذه النسبة المرتفعة تشكّل جرس إنذار حقيقي، يعكس هشاشة البنية الأسرية، ويثير تساؤلات حول الاستقرار والدعم المؤسسي للأسرة، خاصة للمرأة التي غالبًا ما تتحمل العبء الأكبر بعد الانفصال.

تتزايد المخاوف المجتمعية مع تصاعد الجدل حول تعديل قانون الأحوال الشخصية، رغم الرفض الشعبي والسياسي، ورفض منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، بل وحتى المجتمع الدولي.

ذلك لأن التعديلات المطروحة تُعدّ مجحفة بحق المرأة والطفولة، ومخالفة للقوانين الوضعية والسماوية التي تحفظ كرامة الإنسان وتصون حقوقه، وتضمن توازنًا عادلاً داخل الأسرة والمجتمع.



المرأة ليست فريسة:

من المؤلم أن تُجبر المرأة في العراق على تقديم تنازلات تمس كرامتها في أماكن العمل، أو في الحياة العامة، وكأنها فريسة سهلة في مجتمع يفتقر أحيانًا للحماية القانونية والإنسانية الكافية لها.

هذا الواقع المؤلم يتطلب من السلطة التشريعية وقفة جادة، لإصدار قوانين عادلة وواضحة تُنصف المرأة، وتحميها من الاستغلال والتمييز، وتعيد لها مكانتها الطبيعية التي تستحقها، لا كمجرد تابع، بل كعنصر فعّال وشريك حقيقي في التنمية.



عودة إلى الجذور الحضارية:

جدير بالذكر أن العراق كان سبّاقًا في تقنين العدالة، من خلال مسلة حمورابي، أول مسلة قانونية عرفها التاريخ، والتي وُضعت في عصور ما قبل الميلاد، واحتوت على تشريعات متقدمة حتى بمقاييس اليوم.

فإذا كان ماضينا مشرّفًا بهذا الشكل،
أليس من الأولى أن يكون حاضرنا أكثر إشراقًا وعدلا ?



#مشتاق_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد لن تكون قندهار
- حبيبي يا وطني
- محطة التاسع من نيسان
- لمحة عن الديمقراطية
- السلة الواحدة
- لماذا الشباب بلا عمل
- من قال الدكتاتورية لقد انتهت
- المرأة أيقونة الحياة
- نحو عراق مزدهر
- نظرة على الأغنية العراقية
- ان اردنا التغيير
- ملامح نهاية الديمقراطية
- شر البلية ما يضحك
- الاختلاف بالرأي لايفسد للود قضية
- العراقيون تحت مطرقة الاحزاب
- مظلومية المرأة
- الإنسانية اولا
- عراق المحبة
- الحكواتي
- نحن أمة ميتة وأكرام الميت دفنه


المزيد.....




- دراسة: تدمير آثار الملكة حتشبسوت لم يكن بسبب كونها امرأة
- الناشطتان الإيرانيتان نرجس محمدي وشيرين عبادي تطالبان بوقف ف ...
- بليز ميتروويلي أول امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البر ...
- جلسة نقاش عن حلقة بنلف في دواير من بودكاست راقات
- أول امرأة وأفريقية تتولى المنصب.. كيرستي كوفنتري تتسلم المفت ...
- “بالخطوات” التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2025 عبر ...
- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر.. الشروط وطريقة ال ...
- ما هي طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزائر ...
- تأثيرات مذهلة لدموع النساء.. هذا ما يحدث حين تبكي المرأة


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مشتاق الربيعي - ينبغي إنصاف المرأة