مشتاق الربيعي
Mushtaq alrubaie
الحوار المتمدن-العدد: 8404 - 2025 / 7 / 15 - 13:23
المحور:
قضايا ثقافية
في خضم العتمة، حين تضيق الأرض بما رحبت، وتثقل الأرواح بما لا يُقال، تولد فسحة أمل.
إنها تلك الشعلة الصغيرة التي لا تنطفئ مهما اشتدت الرياح، وتلك المساحة النقية التي يختبئ فيها الرجاء بعيدًا عن ضجيج الإحباط وهمسات الانكسار.
فسحة أمل لا تعني تجاهل الواقع أو الهروب من الحقيقة، بل تعني التمسك بخيط النور في قلب الظلام، والإيمان العميق بأن بعد كل عسر يُولد يسر، وأن لكل باب موصد مفتاحًا، قد لا يكون ظاهرًا، لكنه موجود، ينتظر اللحظة المناسبة ليظهر.
هي دعوة لأن نُبقي على قلوبنا يقِظة، وأعيننا مفتوحة، وأن نُحسن الظن بالأقدار، حتى حين تعاكسنا الرياح، وتتأخر الأمنيات.
الحياة ليست طريقًا مستقيمًا، بل ممرات متعرجة، تتوزع بين قمة وسهل، بين أفراح مؤقتة وأحزان عابرة. فيها ما يُفرحنا ويُدهشنا، وفيها ما يُبكينا ويكسرنا.
وقد نظن أحيانًا أن بعض الخسارات نهاية، لكنها في الحقيقة بدايات متخفية، متخفية بحكمة الله، الذي يعلم ما لا نعلم، ويدبّر ما لا ندركه الآن.
فلا تيأس… ولا تسمح للحزن أن يسكن قلبك طويلًا، ولا تظن أن النهاية قد كُتبت فقط لأن الطريق قد أصبح وعِرًا.
ربما خلف كل نهاية موجعة بداية مشرقة، تنتظر من يملك الشجاعة للعبور.
وربما ما تظنه خذلانًا، هو رحمة، وما يبدو لك انكسارًا، هو تمهيد لنهضة أعظم.
الأيام، مهما ثقلت، تحمل في طياتها رسائل خفية، وتغيّرات مفاجئة، ونقاط تحوّل لا نراها إلا حين نعبرها.
ولا أحد يعرف ما يخبئه الغد، لكننا نملك أن نحلم، وأن نؤمن، وأن نمضي، حتى لو تاهت خطانا مؤقتًا.
اجعل من الأمل رفيقك الصادق، ومن الصبر ظلك في لحظات الانتظار.
تذكّر أن الإنسان بلا أمل، مجرد جسد يتنفس، بلا روح، بلا دافع، بلا شغف للحياة.
فالأمل هو تلك الطاقة الخفية التي تُبقي أرواحنا نابضة، وتمنحنا القوة لننهض من تحت الركام، ونبتسم من جديد، ولو بين الدموع.
فالذين لا يفقدون الأمل، هم الذين تُكتب من صبرهم أجمل القصص، وتُصاغ من تجاربهم دروس لا تُنسى.
وفي داخل كل قلب صادق، فسحة صغيرة… لكنها قادرة على حمل نور كبير، يغيّر كل شيء
#مشتاق_الربيعي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟