أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مشتاق الربيعي - المرأة بين مطرقة المجتمع وسندان التشريع














المزيد.....

المرأة بين مطرقة المجتمع وسندان التشريع


مشتاق الربيعي
Mushtaq alrubaie


الحوار المتمدن-العدد: 8414 - 2025 / 7 / 25 - 02:14
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عانت المرأة، ولا تزال، تحت وطأة عادات وتقاليد متجذّرة تلتف حول عنقها، وتكاد تخنق كل تطلعاتها نحو الحرية والكرامة. نشأت في مجتمع ذكوري بامتياز، يرى دونيتها مسلّمة، ويُشرعن التمييز ضدها عبر تأويلات ضيقة للنصوص الدينية، رغم أن الإسلام في جوهره دين عدل ورحمة، كفل للمرأة مكانة إنسانية رفيعة وحقوقًا واضحة في مختلف المجالات.

لكن هذا لم يمنع المجتمع من استخدام الدين أداةً لقمعها، واستغلال العادات كسلاح لتهميشها، وإقصائها من الحياة العامة، وتقييد دورها باعتبارها “تابعًا” للرجل لا أكثر. تكرّست هذه النظرة في سلوكيات وممارسات تمثّل أبرزها في قضايا ما يُسمى بـ”جرائم الشرف”، حيث تُحمّل المرأة وحدها وزر الجريمة، ويتم تبرئة أو تجاهل الطرف الذكوري الذي غالبًا ما يكون الجاني الحقيقي. أيُّ شرف هذا الذي يُداس على جثث النساء؟ وأيُّ عدالة تنتصر للجاني باسم “الغيرة” و”الكرامة” الزائفة؟ وجرائم الشرف بلا شرف

ثم أتت الطامة الكبرى: تعديل قانون الأحوال الشخصية، وهي خطوة لا تمت للأخلاق أو العدالة بصلة، لا في جوهرها ولا في توقيتها. هذا التعديل الذي حصل يفتقر إلى البعد الإنساني، ويتجاهل الحقوق التي ناضلت المرأة عقودًا من أجلها – يعيدها خطوات إلى الوراء، ويكرّس التبعية

نحن لا نعادي الدين، بل نرفض استخدامه كذريعة لتمرير قوانين تمييزية. نطمح أن يكون للمرأة قانون يحميها لا يقيّدها، يعترف بها كإنسان كامل الأهلية، لا ككائن ناقص تحت وصاية دائمة.

إننا نأمل من مجلس النواب الموقر، أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والتشريعية، وأن يسن قوانين تصب في مصلحة المرأة والطفل وتعزز مكانتها في المجتمع، لا أن يعيد إنتاج الماضي بقوالب جديدة.
فالتحرر الحقيقي ليس في الشعارات، بل في التشريعات التي تحفظ للمرأة كرامتها، وتؤسس لمجتمع قائم على المساواة والعدالة
ولا يمكن لمجتمع أن ينهض ونصفه مقموع ومُهمَّش. إن كرامة المرأة ليست منّة من أحد، بل هي حق أصيل، وإذا أراد المشرّع أن يُصلح، فعليه أن يبدأ بالإنصاف لا بالتقييد، وبالاعتراف بحقوقها لا بتأبيد ظلمها. فليس هناك أخطر من ظلمٍ يُمارَس باسم القانون، ولا أبلغ من حرية تُنتزع رغم كلّ القيود



#مشتاق_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألوان الحب وجمال العشق
- العلاقات المسمومة
- الحب لا يقتصر للحبيب فقط
- فسحة امل
- الحب فوق القانون
- بعض هداية الرب بشر
- حب الذات لا يهزم
- الأرواح البريئة
- كن إنسان بين الناس ومن اجل الناس
- حتما بحاجة إلى وعي اكثر
- ينبغي إنصاف المرأة
- بغداد لن تكون قندهار
- حبيبي يا وطني
- محطة التاسع من نيسان
- لمحة عن الديمقراطية
- السلة الواحدة
- لماذا الشباب بلا عمل
- من قال الدكتاتورية لقد انتهت
- المرأة أيقونة الحياة
- نحو عراق مزدهر


المزيد.....




- في مدينة تحكمها العصابات، ناجية من الاغتصاب تربي طفلاً أُمرت ...
- تمساح ضخم يهاجم امرأة فجأة ويسحبها تحت الماء.. نزهة تتحول إل ...
- دراسة جديدة: الكروموسوم X الثاني لدى النساء.. ما دوره المحتم ...
- “بيع” العاملات المهاجرات… اتجار بشر مستمر تكرّسه الكفالة
- اغتصاب وعنف وتحرش.. تفاقم جرائم قتل النساء في كينيا
- من النزوح إلى الزراعة.. حكايات نساء في لبنان حوّلن الحرب إلى ...
- النيابة الإسرائيلية توجه تهمة لامرأة كانت سعت لاغتيال نتنياه ...
- دراسة كبرى: هذه الكربوهيدرات تطيل عمر المرأة الصحي بنسبة 37% ...
- امرأة مسنة متهمة بالتخطيط لقتل رئيس الوزراء الإسرائيلي بقاذف ...
- معاقبة مهاجم يونايتد وريال مدريد السابق بسبب -العنف الإعلامي ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مشتاق الربيعي - المرأة بين مطرقة المجتمع وسندان التشريع