مشتاق الربيعي
Mushtaq alrubaie
الحوار المتمدن-العدد: 8410 - 2025 / 7 / 21 - 08:06
المحور:
قضايا ثقافية
لا تسمّم روحك بعلاقات منتهية الصلاحية، فهل فكّرت يومًا ماذا يحدث لجسدك إذا تناولت وجبة فاسدة؟ سيُخبرك جسدك حينها بشعورٍ مفاجئ من إعياء، فقدان للشهية، حمى، قشعريرة، وربما يصل بك الحال إلى التسمم. هكذا تمامًا تفعل العلاقات المسمومة بروحك قبل جسدك؛ إنها تُنهك قلبك، تسرق سلامك، وتتركك مُحمّلًا بخيبة أمل وأوجاع خفية.
المشكلة أنّ “مرآة الحب العمياء” تجعلك تُغلق عينيك عمدًا عن كل الأعراض المميتة، فتتمادى في البقاء وسط الألم، وتضغط على نفسك حتى تصل إلى مرحلة الانفجار. قد تجد نفسك تُبرّر أفعال الآخر، وتُقنع نفسك بأن الأمور ستتحسّن، بينما الحقيقة أن هذه العلاقة تُميت فيك كل ما هو حيّ.
علامات العلاقات المسمومة
• عندما يُشعرك الطرف الآخر بأنك لا تكفي.
• عندما يغيب الاحترام المتبادل وتتحول الكلمة الطيبة إلى ندرة.
• عندما تُصبح طاقتك مُستنزفة بعد كل لقاء أو حوار.
• عندما تشعر بأنك دائمًا مُلام، حتى على أخطاء لم ترتكبها.
• عندما تغيب الثقة وتكثر الشكوك، ويصبح قلبك مثقلًا بالريبة.
كيف تتعامل مع هذه العلاقات؟
1. اعترف بالواقع: أصعب خطوة هي أن ترى الحقيقة كما هي، دون أعذار.
2. ضع حدودك: لا تسمح لأحد أن يعبر حدود احترامك لنفسك.
3. اختر الانسحاب بوعي: المغادرة ليست هروبًا، بل شجاعة لحماية قلبك.
4. رمّم نفسك: امنح نفسك الوقت للشفاء، للقراءة، للتأمل، وللعودة إلى حب ذاتك.
5. تعلّم الدرس: فكل علاقة مسمومة تمنحك درسًا عن قيمتك وما تستحقه حقًا.
تذكّر دائمًا أن حب الذات ليس أنانية، بل هو أصدق أشكال القوة. لا تستمر في علاقة تستنزفك فقط لأنك تخاف الوحدة؛ فالوحدة مع سلام داخلي أجمل من ألف علاقة مشوهة.
“لا يليق بالعلاقات المسمومة إلا البتر… فمجاملة الأفاعي جريمة!”
كما قال ديستويفسكي.
#مشتاق_الربيعي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟