أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مشتاق الربيعي - حين تتحرر المرأة يتحرر المجتمع














المزيد.....

حين تتحرر المرأة يتحرر المجتمع


مشتاق الربيعي
Mushtaq alrubaie


الحوار المتمدن-العدد: 8445 - 2025 / 8 / 25 - 13:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا يزال العقل الجمعي في مجتمعاتنا محكومًا بعقلية ذكورية متجذرة، تنعكس على تفاصيل الحياة اليومية، بدءًا من البيت وصولًا إلى مؤسسات الدولة. هذه النظرة التي تجعل المرأة دائمًا في موقع أدنى، لا تُقَيِّم قدراتها ولا تنظر إليها بوصفها شريكًا كاملًا في بناء المجتمع، بل كثيرًا ما تُحاصرها بالقيود والتنازلات وكأنها هي من تتحمل مسؤولية إخفاقات الواقع.

في ميدان العمل، كثير من النساء يُواجهن تمييزًا مبطنًا، حيث تُقيَّم جهودهن لا بقدر الكفاءة، بل من خلال تصورات مسبقة عن أدوارهن. وفي السياسة، لا تزال الصورة أكثر قتامة؛ فالقوانين والتشريعات التي أُقِرّت في مجلس النواب الموقر مؤخرًا تحمل في طياتها صبغة ذكورية واضحة، مخالفة في كثير من جوانبها لمبادئ العدالة التي أقرتها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية على حد سواء.

إن التخلص من هذه النظرة ليس أمرًا مستحيلاً، لكنه يتطلب إرادة حقيقية، تبدأ بإعادة النظر في الثقافة العامة، وتنشئة الأجيال الجديدة على قيم المساواة والاحترام المتبادل، لا على موروثات التفوق الوهمي لجنس على آخر. كما أن على المشرّع أن يتحرر من قيود الذهنية الذكورية، وأن يُشرّع قوانين تحمي المرأة وتفتح أمامها الأبواب لتأخذ مكانها الطبيعي شريكًا كامل الحقوق في المجتمع.

إن المجتمع الذي يستمر في أسر النظرة الذكورية مجتمع محكوم عليه بالتأخر، أما المجتمع الذي يحقق العدالة بين أفراده رجالاً ونساءً فهو وحده القادر على النهوض والتقدم. فالرجل الحقيقي هو من يكون سندًا للمرأة، لا من يجعلها دائمًا في موقع دفاع، لأن قوة المجتمع لا تُقاس بسيطرة جنس على آخر، بل بقدرة الجميع على الوقوف جنبًا إلى جنب لبناء وطن أكثر عدلاً وازدهارًا.

ومن هنا، لا بد أن نمنح المرأة مساحة أوسع لاختيار شريك حياتها بحرية كاملة، بعيدًا عن سلطة العادات والتقاليد الموروثة التي تفرض الزواج بالإكراه أو تضغط على الطرفين للقبول بما لا يريدان. فالزواج يجب أن يكون عقدًا يقوم على الرضا المتبادل، لا على الإكراه الاجتماعي أو العائلي. ومتى ما تحقق هذا الوعي، سنكون قد خطونا خطوة جادة نحو إنهاء النظرة الذكورية، ووضع الأساس لبناء مجتمع أكثر إنصافًا وتوازنًا.

لذلك نهيب بالمجلس النيابي الموقر أن يتجه نحو تشريع قوانين تُنصف المرأة وتمنحها كامل حقوقها، بدلاً من إصدار تعديلات كقانون الأحوال الشخصية الأخير، الذي جاء مخالفًا ليس فقط لمبادئ القوانين الوضعية، بل وللقيم السماوية كذلك. وقد قوبل هذا القانون برفض واسع من قوى سياسية مدنية واجتماعية، ومن أبناء الشعب العراقي، فضلًا عن المنظمات الحقوقية والإنسانية والأمم المتحدة والجهات ذات العلاقة. إن صوت هذا الرفض الشعبي والحقوقي يجب أن يكون رسالة واضحة: لا مكان بعد اليوم لأي تشريع يعيدنا إلى الوراء أو يُكرّس العقلية الذكورية



#مشتاق_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتذار طريق النضج والمسؤولية الاجتماعية
- احترام الرأي وتقبل الرأي الآخر
- اغتيال الطفولة بأسم القانون
- حين يصبح الحبيب صديقًا… وتصبح الصداقة عشقًا
- أسلوبك بالكلام اهم من الكلام نفسه
- الديمقراطية لا تبني بالقمع
- العنف الأسري
- الصراع ما بين القلب والعقل
- الإنسانية ليست دينًا، بل رتبة يصل إليها بعض البشر”
- المرأة بين مطرقة المجتمع وسندان التشريع
- ألوان الحب وجمال العشق
- العلاقات المسمومة
- الحب لا يقتصر للحبيب فقط
- فسحة امل
- الحب فوق القانون
- بعض هداية الرب بشر
- حب الذات لا يهزم
- الأرواح البريئة
- كن إنسان بين الناس ومن اجل الناس
- حتما بحاجة إلى وعي اكثر


المزيد.....




- انتصار تاريخي للفتيات الإيرانيات في كرة اليد
- ميرتس يدعو إلى انتخاب امرأة لمنصب رئيس جمهورية ألمانيا
- فيتامين -د- أثناء الحمل يعزز القدرات المعرفية للأطفال
- السعودية.. امرأة تنشل حقائب نسائية بمراكز تجارية والأمن يكشف ...
- عمل غير متوقع يجعل منه -بطلًا-.. فيديو ينتشر بسرعة هائلة لسا ...
- أنقذوا مروة عرفة.. مروة تستحق الحياة والحرية
- هبوط اضطراري لطائرة في ألمانيا.. بسبب امرأة -ثملة-
- سوريا ـ خبراء أمميون يدينون العنف بحق الدروز واستهداف النساء ...
- مراسم تشييع الفتاة الفلسطينية مرح أبو زهري في بيزا الإيطالية ...
- منها فيديو موقف مع امرأة مسلمة.. وفاة -القاضي الرحيم- فرانك ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مشتاق الربيعي - حين تتحرر المرأة يتحرر المجتمع