أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكد الجبوري - الولايات المتحدة: العاصمة الكونية لتجارة المخدرات/ الغزالي الجبوري - ت: من الإنكليزية أكد الجبوري














المزيد.....

الولايات المتحدة: العاصمة الكونية لتجارة المخدرات/ الغزالي الجبوري - ت: من الإنكليزية أكد الجبوري


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8454 - 2025 / 9 / 3 - 00:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السؤال العلمي والتعليمي الرئيسي للمقالة:
- هل الولايات المتحدة: ضحية بريئة أم عاصمة عالمية لتجارة المخدرات؟

لا يُعدّ الاتجار بالمخدرات في الولايات المتحدة مجرد مشكلة مخدرات، بل هو بنية سلطة. تتدفق المخدرات في شوارعها لأنها تتدفق أولاً عبر مؤسساتها المالية.

لعقود، أصرت إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية (دي أيه أ) على تقديم نفسها كحصن منيع للبشرية ضد شرّ تجارة المخدرات المُطلق. وقد نجحت واشنطن في لعب دور الحارس الأخلاقي، وبطل الحرب على المخدرات، والشهيد المفترض الذي يتحمل وطأة الجريمة العابرة للحدود. ومع ذلك، يكفي المرء قراءة تقييمات التهديد الوطني للمخدرات لعامي 2024 و2025 لاكتشاف أن هذه الملحمة الهوليودية أشبه بكوميديا مأساوية(). فالولايات المتحدة، بعيدًا عن كونها ضحية عاجزة، تعمل كما يُمكننا أن نُسميها - إذا استخدمنا البيانات الباردة - دولة مخدرات هيكلية، حيث يُشكّل الإنتاج والاستهلاك وغسل الأموال تروسًا محورية في نظامها الاقتصادي والسياسي.

تُصرّح تقارير إدارة مكافحة المخدرات بصراحة(): البلاد مكتفية ذاتيًا من الماريغوانا. ونحن لا نتحدث عن محصول صغير مُخبأ في أقبية الضواحي، بل عن صناعة عالية التقنية قادرة على مضاعفة فعالية مادة (تي أتش سي) خمسة عشر ضعفًا على مدار العقود الأربعة الماضية(). ماريغوانا مُزروعة في المختبرات()، فائقة القوة، مُصممة لضمان ولاء الزبائن(). الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أنه على الرغم من التضخم وارتفاع الجودة، لا تزال الأسعار في السوق غير القانونية ثابتة()، كما لو كانت السوق السوداء الأمريكية نموذجًا مثاليًا للاستقرار الاقتصادي الكلي. والنتيجة: واحة حقيقية للمخدرات في قلب وطن "الحرية"().

الجانب المالي أوضح من ذلك. تُقر إدارة مكافحة المخدرات نفسها بأن مدنًا مثل ميامي ونيويورك ولوس أنجلوس هي بؤر لغسيل الأموال(). هناك، تُجري وكالات العقارات والبنوك وصناديق الاستثمار معجزة تحويل أموال الدم إلى شقق فاخرة مُطلة على المحيط. لكن في حيلة خطابية خادعة، تتهم واشنطن "شبكات مصرفية سرية صينية" بالمسؤولية(). ذريعة تكاد تكون هزلية؛ أقوى نظام مالي في العالم يُعلن نفسه ضحية أشباح شرقية صغيرة، بينما لا تزال أبراج مانهاتن الفاخرة تُضاء بأموال المخدرات().

ومن المفارقات، أن إدارة مكافحة المخدرات تُقدم أوصافًا مُفصلة لعصابات المخدرات المكسيكية والكولومبية وأمريكا الوسطى(). لكن عند وصولها إلى الأراضي الأمريكية، يتلاشى السرد؛ وتبدو الشحنات، كما لو كان سحرًا، وكأنها تتفكك عند عبور الحدود(). صمتٌ يُؤكد ما هو بديهي. في الولايات المتحدة، لا تُكافح تجارة المخدرات، بل تُدار؛ لا تُلاحق، بل تُنظم؛ لا تُقضى عليها، بل تُدار.

وهنا تأتي فنزويلا()، وقد تحولت إلى الشرير المُفضل لدى واشنطن. يُصرّ الخطاب على وصفها بدولة مخدرات(). إلا أن التقارير الرسمية تُفنّد هذا الاتهام(). لا تظهر فنزويلا على خريطة إدارة مكافحة المخدرات كمنتج أو وسيط أو مركز لغسيل الأموال. في الواقع، كارتل الشمس سيئ السمعة هو أسطورة سياسية، واختراع أدبي جدير بمقارنته بوحش بحيرة لوخ نيس. لم يُذكر البلد في خطة (أن دي تي أ)() 2025 إلا في قطار أراغوا، وحتى في هذه الحالة، لا علاقة له بأي شبكة دولية للمخدرات. بمعنى آخر: الدعاية تسبق الأدلة، والخيال يحل محل الحقائق.

وتؤكد الأمم المتحدة()، من خلال مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الأمر نفسه: فنزويلا ليست طرفًا مؤثرًا في الاتجار العالمي بالمخدرات(). لكن الرواية الإمبريالية لا تستند إلى الواقع، بل إلى المنفعة السياسية. خطيئة كاراكاس الحقيقية ليست الاتجار بالمخدرات، بل سيادتها، أي اختيارها مشروعًا مستقلًا، رافضًا الخضوع لوصاية واشنطن.

هنا، يتكشف التناقض الجوهري: الدولة التي تُركّز الإنتاج والاستهلاك وغسيل الأموال تُنصّب نفسها قاضيًا أخلاقيًا للعالم، وتُحمّل الآخرين مسؤولية ما يُشكّل أسلوب حياتها. هذا تمرينٌ في الإسقاط النفسي جديرٌ بكتاب فرويدي(): إلقاء اللوم على الآخرين لتجنب مواجهة الذات، أو إلقاء اللوم على الآخرين دون مبرر لغزو مواردها الطبيعية والاستيلاء عليها.

لذا، عندما تُصنّف الولايات المتحدة فنزويلا دولةً مخدرات، فإنها في الواقع تُصوّر نفسها. إن الدفاع عن كاراكاس من هذه الاتهامات هو دفاعٌ عن مبادئ عالمية: حق الشعوب في عدم الخضوع للأوهام الإمبريالية، والحق في تقرير المصير، وقبل كل شيء، حق الحقيقة في الغلبة على الدعاية.

من الضروري التأكيد على أن تجارة المخدرات في الولايات المتحدة لا تقتصر على مشكلة مخدرات، بل تمتد إلى بنية سلطة(). تنتشر المخدرات في شوارعها لأنها تتدفق أولاً عبر مؤسساتها المالية وشركاتها ونظامها السياسي(). إن التغاضي المتعمد عن هذا التواطؤ الداخلي هو الآلية التي تسمح بتوجيه اللوم إلى الدول ذات السيادة، التي يُسعى إلى إخضاعها من خلال العقوبات والحصار والتهديدات العسكرية.

أخيرا. وباختصار، الولايات المتحدة ليست ضحية تجارة المخدرات؛ بل هي مركزها، ومسؤولها، والمستفيد الأكبر منها. وما دامت تُخفي تواطؤها تحت ستار "الحرب على المخدرات"، فستكون مهمة الشعوب الواعية فضح الأكاذيب، وإدانة النفاق، والدفاع عن سيادة دول مثل فنزويلا. ففي النهاية، ما لا تغفره الإمبراطورية ليس "دولة المخدرات"، بل الكرامة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: طوكيــو ـ 09/01/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة: المجاعة كسلاح إبداعي استراتيجي عسكري. لمحرقة مدنية/ شعو ...
- موسيقى: بإيجاز:(42) بيتهوفن: التحول الفني وتراجع الإنتاج (18 ...
- موسيقى: بإيجاز:(41) فترة انتقالية وتأمل (1810-1811)/ إشبيليا ...
- (لوريتا) في ليلتها الأخيرة الهادئة/ إشبيليا الجبوري - ت: من ...
- القوة العاطفية للمكتبات المستقلة في العصر الرقمي/ إشبيليا ال ...
- يا عشتار عفوك هذا الجمال / شعوب الجبوري ت: من الألمانية أكدا ...
- موسيقى: بإيجاز:(40) بيتهوفن: تأثيرات تراث القداس الاحتفالي/ ...
- موسيقى: بإيجاز:(39) يتهوفن: الأزمة الاجتماعية: القطيعة. شجار ...
- موسيقى: بإيجاز:(38) بيتهوفن: إعلان الهوية: ضميرًا موسيقيًا و ...
- موسيقى: بإيجاز:(37) بيتهوفن:بين المجد والمشقة / إشبيليا الجب ...
- رائحة المطر - هايكو السينيو
- تَرْويقَة: قصيدتان/ للشاعر الكولمبي ألفارو موتيس غاراميلو - ...
- موسيقى: بإيجاز:(36) بيتهوفن: الوضع الاجتماعي والمالي/ إشبيلي ...
- مُثل كونفوشيوسية - هايكو التانكا/ أبوذر الجبوري - ت: من اليا ...
- موسيقى: بإيجاز:(35) بيتهوفن: الحياة الشخصية والمشهد العاطفي/ ...
- مختارات أودافيشا ميري الشعرية - ت: من الإسبانية أكد الجبوري
- موسيقى: بإيجاز:(34) بيتهوفن:الصحة والسمع (1808-1809)/ إشبيلي ...
- موسيقى: بإيجاز:(33) بيتهوفن: حفل الأكاديمية التذكاري
- موسيقى: بإيجاز:(32) بيتهوفن: فيينا تحت الحصار: الغزو الفرنسي ...
- إما أن يكون النضال الايديولوجي ماركسيًا نسويًا أو لا يكون/ ا ...


المزيد.....




- تقرير أممي: جيش ميانمار قتل 7100 من مسلمي الروهينغا منذ انقل ...
- محمد بن سلمان يجدد دعوة السعودية إلى-وقف حرب غزة فورا-.. وإد ...
- ترامب يعلن مقتل 11 -إرهابي مخدرات- بضربة أميركية استهدفت قار ...
- هجوم بسيارة مفخخة يستهدف بوابة معسكر للجيش الليبي في بني ولي ...
- ماكرون: فرنسا والسعودية ستترأسان مؤتمرا لدعم حل الدولتين.. و ...
- طهران تبدي انفتاحها على التفاوض مع واشنطن وترفض أي مساس ببرن ...
- محللون: إسرائيل تسعى لضم الضفة وتهجير سكانها وتصفية قضية فلس ...
- مناقشات إسرائيلية متواصلة لضم الضفة الغربية
- إسرائيل تفرج عن 9 أسرى فلسطينيين من غزة
- ملف غزة يسيطر على النسخة الـ20 من مؤتمر بليد الإستراتيجي


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكد الجبوري - الولايات المتحدة: العاصمة الكونية لتجارة المخدرات/ الغزالي الجبوري - ت: من الإنكليزية أكد الجبوري