أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مكسيم العراقي - رأسمالية الدولة عند عمر ورأسمالية العمائم والعتاكة والمافيات في عراق اليوم















المزيد.....

رأسمالية الدولة عند عمر ورأسمالية العمائم والعتاكة والمافيات في عراق اليوم


مكسيم العراقي
كاتب وباحث يومن بعراق واحد عظيم متطور مسالم ديمقراطي علماني قوي

(Maxim Al-iraqi)


الحوار المتمدن-العدد: 8446 - 2025 / 8 / 26 - 11:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تمهيد: ليس هذا المقال ينطلق من منظور ديني بل من منظور تاريخي اقتصادي وهو محاولة لفهم جذور التفكير والتغول الايراني في العراق القائم كراهية الرموز التي حررت او احتلت العراق من قبضة بلاد فارس والتي سحقت الطبقية الحاكمة انذاك مما اوغل في صدروهم لحد اليوم وسيستمر الى الابد!
وفي الدول الحية كان يجب ان تحتفل بقادة التحرير ومن بنى مدنها ومن اغرق البلاد بالثروات والعز والعظمة.. ولكن في العراق يحدث امر خطير عكس كل العالم بفعل تاثيرات بلد اخر لايظهر اسباب كراهيته الحقيقية بل يربطها باحداث مزيفة حتى وان صحت فانها لاتشكل قيمة امام الصورة الاكبر.
ومن اجل ان نفهم ويفهم العراقيون سبب كراهية بلاد فارس وايران الان لمن سلب العراق منهم بعد ان احتلوا بابل العظيمة غدرا وخسة وقاموا بخوزقة رجالها لاول مرة في التاريخ بعد غدر قائد الجيش البابلي جوبارو وهو من اصل فارسي اضافة الى تولي سلطة الدولة رجل دين متعصب كان مهتما بكراهية ابناء الاديان الاخرى!
ولذا يجب ان يتم تسليط الضوء مرة اخرى على ماحدث وكيف يتم الادعاء بعكس المصالح والدوافع التاريخية لهم ويتم التلفيق على رموز التاريخ العرب من اجل تشويه سمعتهم وفق مبدا لفق وباهت!

0—مقولات ماثورة
1—مقدمة
2—اسباب كراهية عمر الحقيقية
3--اجتهادات عمر بن الخطاب بين النص والواقع

(0)
"الأرض أساس الدولة، ومن يملك الأرض يملك القرار."
أرسطو
"الأرض ملك للشعب، ولا يجوز أن تكون سلعة للتجارة والاحتكار."
فلاديمير لينين
"الأرض توفر ما يكفي لحاجات البشر جميعًا، لكنها لا تكفي جشع إنسان واحد."
المهاتما غاندي
"لو أن بغلة تعثرت في العراق لسألني الله عنها: لِمَ لمْ تصلح لها الطريق يا عمر؟"
عمر بن الخطاب
"كان عمر رجلاً عادلاً بكل معنى الكلمة، يهاب عدله الملوك."
توماس كارلايل
"الدولة إذا دخلها الترف والكسل فانتظر خرابها."
ابن خلدون
"ملك بلا عدل، كحديقة بلا ماء."
الفردوسي
"الساسانيون انهارت دولتهم لأن النظام الطبقي سحق العامة، فكانوا أسرع الناس قبولًا للإسلام."
ويل ديورانت
"في عهد عمر بن الخطاب تحولت الفتوحات إلى بناء دولة، وفي عهد علي بن أبي طالب تحولت الدولة إلى رسالة."
جورج جرداق
"العدل أساس الملك."
أفلاطون
"القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه، والضعيف قوي عندي حتى آخذ له حقه."
أبو بكر

(1)
لم يعد يخفى على أحد حجم الخراب الذي يعيشه العراق اليوم؛ خرابٌ لم يقتصر على السياسة والأمن، بل امتد إلى كل ركائز الدولة من أرض وزراعة ونفط وموارد عامة وخدمات وثقافة وصناعة وتعليم. لقد جرى تدمير ما تبقى من "رأسمالية الدولة" التي ورثها العراق من تجاربه الحديثة والقديمة، وتم تدمير شركات الدولة الناتجة في الوقت الذي يتم فيه انتاج شركات الحشد التي لايراقبها احد وتم خصخصة كل شيء بدا من القوات المسلحة بوجود البيشمركة والحشد والمليشيات الى القطاع النفطي الى تحويل الاراضي الزراعية الى سكنية او تم تدميرها بعد قطع الماء من ايران وتقليله من تركيا دون ان تنوح الطغمة الحاكمة التي كانت تنوح على الاهوار ايام ماسموه بالمعارضة الى تدمير المصانع الى زيادة السكان الانفجارية!
فلم تعد الأراضي الزراعية مصدر خير، بل تُركت للبوار والاستيراد الخارجي الذي حوّل لقمة العراقي إلى ورقة ضغط بيد الآخرين. والنفط الذي كان يفترض أن يكون ركيزة للنهضة، صار لعنة تُبدَّد عائداته في صفقات فساد ومحاصصة حزبية. حتى المنازل والاحتياطات المالية لم تسلم من النهب أو الإهمال المتعمد بالتناصف مع شركات النفط التي اممها صدام والبعث وبدا بها الزعيم قاسم.
في هذا المشهد القاتم، تتجلى المفارقة حين نستعيد تجربة عمر بن الخطاب ، الذي فهم منذ أربعة عشر قرناً أن الدولة لا تقوم ولاتستمر إلا برعاية مواردها وحمايتها من الاحتكار والنهب. فقد جعل الأرض الزراعية في العراق ملكاً للأمة كلها، وحمى "رأسمالية الدولة" من أن تتحول إلى غنيمة بيد قلة من المنتفعين. واليوم، في عراق ما بعد الاحتلال والفوضى، انقلب المشهد تماماً: رأسمالية عمائم وعتاكة، تُهدر الثروات وتقتل الزراعة وتدمر استقلال القرار الاقتصادي، لتجعل الدولة رهينة الخارج والفساد معاً.
والى جانب ذلك كان عمر شخصية قاسية لم يكن احد يجروء على ارتكاب الحماقات او الخيانات او النهب – وتلك ظاهرة فريدة في تاريخ العرب- وهو امر يصب في مصلحة قوة الدولة اضافة الى قيامه باجراءات تناقض حتى النص من اجل المصلحة العامة..
ان تشكل شخصية جديدة على هذا النمط يشكل خطرا داهما على المصالح الايرانية والاستعمار الايراني للعراق!
وماجرى خلال 23 عاما في العراق يفهم منه سبب كراهيتهم لعمر وغيره ومايجري الحديث عنه هو محاولة بائسة للتعمية على الاسباب الحقيقية!
كان عمر فاتحا اعلى معنى القوة والاقدام والدولة والعدل في عالم كان قائما على التغالب اما ظالما او مظلوما كما هو عالم اليوم بشكل اخر! ولذا فان كراهيته والدس عليه هو جزء من الحملة لتركيع الامة وجعل شعبها مجرد غسالي اخذية الزوار ومفرجي ارجلهم وطباخي الطعام المجاني لهم مع خدمات مختلفة ستنتهي او انتهت بعد نهب النفط والارض والماء والكرامة الى تقديم الاعراض والاعضاء البشرية للاجانب مع تجنيس الملايين من المحتلين الجدد ممن لاصلة ولانسب لهم بالعراق!

(2)
حين نعود إلى التاريخ الإسلامي المبكر نجد أن ماسمي بالفتوحات لم تكن مجرد انتصارات عسكرية، بل كانت أيضًا تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة. ومن أبرز القضايا التي برزت في هذا السياق موقف الخليفة عمر بن الخطاب من أراضي العراق الزراعية بعد الفتح، وما ترتب على ذلك من سياسات ما زالت تُذكر إلى اليوم.
بعد أن قاد المسلمون جيوشهم في عهد أبي بكر الصديق ، بدأت طلائع ماسمي بالفتوحات تتوجه إلى العراق والشام، إلا أن الانتصارات الكبرى وإسقاط الإمبراطوريات تم في عهد عمر. فبينما كان عهد أبي بكر عهد الانطلاق الأول، جاء عهد عمر ليكون مرحلة التثبيت والتنظيم وإكمال فتح العراق والشام ومصر. هنا برزت قضية الأراضي الزراعية في العراق، المعروفة بأرض السواد، والتي أثارت نقاشًا بين الصحابة. فقد رأى بعضهم أن تُقسّم هذه الأراضي على المقاتلين كما قُسمت الغنائم من قبل، لكن عمر رفض ذلك رفضًا قاطعًا.
كان نظر عمر بعيد المدى؛ إذ أدرك أن تقسيم الأرض سيجعلها تؤول إلى قلة ثم تُباع وتُورَّث، فتضيع مصلحة الأمة. كما أنه رأى أن الأرض تختلف عن الذهب والمتاع، فهي مورد دائم للأجيال، وليست غنيمة عابرة. لذلك أبقى أهل الأرض في أراضيهم يزرعونها ويستفيدون منها، لكنه فرض عليهم الخراج الذي يذهب إلى بيت المال لمصلحة المسلمين جميعًا بهذا سن عمر نظامًا اقتصاديًا فريدًا يوازن بين حق الأفراد وحق الأمة، ويحول دون احتكار الثروة أو ضياع موارد الدولة. بعض الباحثين المعاصرين شبّهوا هذا الموقف بملامح من الاشتراكية، لكن الفارق أن عمر لم يكن ينطلق من فلسفة مادية وإنما من رؤية شخصية تقوم على العدل.
هذه السياسات، إلى جانب ماسمي بالفتوحات، جعلت اسم عمر يرتبط في ذاكرة بعض الشعوب المفتوحة، وعلى رأسها الفرس، بمعانٍ مختلفة. فبينما اعتبره المسلمون رمز العدل والحزم، نظر إليه بعض الفرس على أنه السبب المباشر في سقوط إمبراطوريتهم العريقة. فقد كان سقوط الدولة الساسانية في عهده ضربة قاسية لطبقة النبلاء والكهنة الذين فقدوا سلطتهم وامتيازاتهم. ولأن المجتمع الفارسي كان قائماً على طبقية صارمة، جاء النظام الإسلامي بقيادة عمر ليهدم هذه البنية، ويجعل الناس سواسية لحد ما، ففقدت الطبقات العليا مكانتها، وكان من الطبيعي أن يورث ذلك حقدًا دفينًا على من قاد هذا التغيير.
إلى جانب الجانب السياسي والاجتماعي، كان هناك بعد ديني مهم. ففي عهده بدأ نفوذ الزرادشتية يتراجع، واضطر رجال الدين الزرادشتيون إلى دفع الجزية أو اعتناق الإسلام، وهو ما جعلهم يرون في عمر عدوًا لهم ومحطمًا لمعابدهم. كما أن قضية بنات كسرى الذين وقعوا في الأسر بعد معارك الفتح أثارت شعورًا بالمهانة عند بعض الفرس، خصوصًا أن الروايات الشعبية تذكر أن إحدى بناتهم، المعروفة بشهربانو، تزوجها الحسين بن علي ما وأصبحت أم الإمام زين العابدين. سواء صحت الرواية أو لم تصح، فإنها في المخيلة الفارسي ارتبطت بعمر لأنه هو الذي أشرف على توزيع السبايا، فاعتُبر مسؤولًا عن إذلال بيت كسرى.
ثم جاءت حادثة اغتيال عمر على يد أبي لؤلؤة الفيروزي المجوسي الفارسي لتصب الزيت على النار. ففي حين اعتبر المسلمون هذه جريمة نكراء، احتفى بها بعض الفرس، وعدّوا القاتل بطلًا قوميًا لأنه انتقم من الخليفة الذي قضى على دولتهم. حتى أن بعضهم في عصور لاحقة كانوا يقيمون احتفالات تسمى عمر كشان في ذكرى مقتله. ومع مرور القرون، جاء العصر الصفوي في إيران ليضيف طبقة جديدة من العداء، إذ جعل الصفويون المذهب الشيعي الإثني عشري مذهبًا رسميًا للدولة، ولأجل تمييز أنفسهم عن العثمانيين السنة عززوا فكرة الطعن في كبار الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان. هنا امتزجت الكراهية التاريخية بسقوط الإمبراطورية الفارسية مع الموقف المذهبي من مسألة الخلافة، فصار عمر رمزًا مزدوجًا للعداء: سياسيًا باعتباره من أسقط مجد فارس، ومذهبيًا باعتباره ممن تقدّموا على علي بن أبي طالب في الخلافة.
إذن يمكن القول إن أسباب كراهية بعض الفرس لعمر وأبي بكر وعثمان تعود إلى ثلاثة محاور متداخلة: الأول تاريخي يتمثل في سقوط الدولة الساسانية، والثاني اجتماعي يتمثل في انهيار النظام الطبقي وفقدان الامتيازات، والثالث ديني ومذهبي يرتبط بانحسار الزرادشتية وصعود الإسلام ثم الخلافات حول مسألة الخلافة. ومع الزمن تكرس هذا العداء في الوجدان الفارسي بفعل السياسات الصفوية التي استثمرت هذه القضايا لتأكيد الهوية المذهبية والسياسية لإيران في مواجهة محيطها السني.

(3)
اجتهادات عمر بن الخطاب بين النص والواقع
يعد عمر بن الخطاب (تولى الخلافة من سنة 13هـ إلى 23هـ) من أعظم شخصيات الإسلام بعد النبي ومن أكثر الخلفاء تأثيرًا في السياسة الشرعية والتشريع العملي. امتاز بشخصية قوية وعقلية إدارية مبدعة، وكان يرى أن مقاصد الشريعة ومصلحة الأمة مقدمة على الجمود عند ظاهر النصوص إذا احتاج الواقع إلى اجتهاد. لهذا جاءت قراراته الكبرى انعكاسًا للتوازن بين النص القرآني، والسنة النبوية، وروح الشريعة، ومتطلبات الدولة الإسلامية الناشئة.
ومن ذلك:
1. تحرير العراق وسياسة الأراضي (13–16هـ)
بعد معركتي القادسية (15هـ) ونهاوند (21هـ) سقطت الدولة الساسانية نهائيًا. واجه المسلمون قضية "أرض السواد" في العراق، وهي الأراضي الزراعية الخصبة التي كانت ملكًا للنبلاء الفرس. بعض الصحابة اقترح تقسيمها كغنائم للمقاتلين استنادًا إلى ظاهر الآية:
( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ… ) [الأنفال: 41].
لكن عمر رأى أن هذا النص يتعلق بالمنقولات لا بالأرض الثابتة، ورفض قسمة الأراضي، وأبقى الفلاحين فيها يزرعون، وفرض عليهم الخراج المستمر لبيت المال، إضافة إلى الجزية على القادرين من غير المسلمين. علل ذلك بقوله: "فماذا يبقى لمن يأتي بعدهم؟"، إشارة إلى الأجيال القادمة. وقد وافقه كبار الصحابة مثل علي وعثمان وعبد الرحمن بن عوف.
هذا الاجتهاد كان مطابقًا لروح القرآن في الاية:
( كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ) [الحشر: 7]،
إذ منع تركيز الثروة وحمى الملكية العامة. هكذا وضع عمر نظامًا اقتصاديًا دائمًا، لمصلحة الأمة كلها، مخالفًا للتوزيع اللحظي للغنيمة لكنه منسجم مع مقاصد الشريعة.
2. موقفه من زواج المتعة
كان زواج المتعة مباحًا في بدايات الإسلام، ثم وردت أحاديث كثيرة عن تحريمه يوم خيبر أو يوم فتح مكة. ومع ذلك بقي الخلاف بين بعض الصحابة. فجاء عمر في خلافته ليحسم المسألة وقال: "متعتان كانتا على عهد رسول الله أنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما: متعة النساء ومتعة الحج" (رواه مالك في الموطأ).
المقصود بمتعة النساء هو الزواج المؤقت، وقد استند عمر إلى الأحاديث الصحيحة المحرِّمة، لكنه شدد العقوبة منعًا للبس. أما متعة الحج فالمقصود بها التمتع بالعمرة إلى الحج في سفر واحد، وهو مباح بنص القرآن ( فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ… ) [البقرة: 196]، غير أن عمر رأى أن بعض الناس يسيئون فهمه فنهى عنه إداريًا لا شرعًا. هذا الموقف أظهر حزم عمر في سد الذرائع وتنظيم المجتمع وفق مقاصد الشريعة، حتى لو بدا أنه يخالف ظاهر نصوص معينة.
قضية فدك
فدك كانت أرضًا في خيبر افيئت للنبي سنة 7هـ، وكانت خاصة بالنبي لأنه لم يوجف عليها المسلمون بخيل ولا ركاب. بعد وفاة النبي طالبت السيدة فاطمة ا بإرثها من فدك استنادًا إلى آيات الميراث. لكن أبا بكر استند إلى الحديث: "نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة" (رواه البخاري ومسلم)، فأبقاها فيئًا عامًا.
عمر أيّد أبا بكر في ذلك الموقف، ولم يسلم فدك إلى فاطمة. هنا يظهر جانب الاجتهاد؛ إذ إن ظاهر القرآن يعطيها الميراث، لكن الحديث النبوي خصص العموم، فعُدّ ذلك من التوفيق بين النصوص. ورغم حساسية الموقف، فإنه يعكس تمسك عمر بقاعدة أن المال العام لا يورث ولا يخص به أحد.
3. اجتهاداته في نصوص أخرى
من أبرز مواقفه الشهيرة أيضًا تعطيل حد السرقة في عام الرمادة (18هـ) حين أصاب الناس مجاعة شديدة. مع أن القرآن نص على حد السرقة ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ) [المائدة: 38]، إلا أن عمر اعتبر أن الجوع شبهة تمنع إقامة الحد. هذا اجتهاد إنساني بديع راعى الظروف الاستثنائية.
ومن اجتهاداته أيضًا منع إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة رغم ورودهم في آية المصارف ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ… وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ) [التوبة: 60]. فقد رأى أن الإسلام قد قوي ولم تعد هناك حاجة لشراء الولاءات. هنا تجاوز ظاهر النص لاعتبار تغيّر العلة والظرف.
مدى مطابقة اجتهاداته للقرآن
كل هذه القرارات توضح أن عمر لم يخالف القرآن من حيث المبدأ، بل اجتهد في تفسير النصوص وتنزيلها على الواقع. فهو لم يلغِ آيات الميراث أو الغنيمة أو الحدود، لكنه فهمها في ضوء السياق والمقاصد. ولهذا قال عنه ابن مسعود: "كنا نعد عمر بتسعة أعشار العلم". حتى اجتهاداته التي بدت مخالفة للظاهر، كانت منسجمة مع القاعدة القرآنية: ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) [البقرة: 185]، ومع روح العدل التي كان يرفعها دائمًا.

عند مقارنة هذه السياسات بالاشتراكية الحديثة (التي نشأت في أوروبا القرن التاسع عشر كرد فعل على الرأسمالية الصناعية)، نجد نقاط تشابه: تدخل الدولة لضبط الثروة، حماية الموارد العامة، رعاية الفقراء، ومنع تركز الثروة. لكن هناك اختلافات جوهرية: عمر لم يلغ الملكية الفردية المشروعة، ولم ينطلق من فلسفة مادية بل من إيمان بالشريعة ومقاصدها. كان هدفه تحقيق العدل والكرامة الإنسانية في اطار الظروف انذاك، لا الصراع الطبقي.



#مكسيم_العراقي (هاشتاغ)       Maxim_Al-iraqi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريحات العتاكة بين القوة المزعومة والابتذال
- جمهورية فايمار وجمهورية (الايطار)! ( بحث موجز)
- التنافر المعرفي في العراق: نموذج اية الله-حديد وعباية والشيخ ...
- التقرير الاستخباري التركي ليوم 4 اب 2025: هل تفهم طغمة العتا ...
- نظام ديني فاسد فاسق فاشي متعفن وفق معايير دولية لايفهمها ولا ...
- اردوغان يلغي اتفاق تصدير النفط بعد 52 سنة من طرف واحد!- فمام ...
- الهولوكوست الرهبري: هايبر ماركت الكوت(هبر يلمار كت) انموذجا- ...
- بين صدام وامطار.. امريكا تنغث وتهتز 10 درجات على مقياس ريختر ...
- مابين النظام الملكي ونظام المماليك في العراق: في ذكرى ثورة 1 ...
- مابين النظام الملكي ونظام المماليك في العراق: في ذكرى ثورة 1 ...
- مابين النظام الملكي ونظام المماليك في العراق: في ذكرى ثورة 1 ...
- مابين النظام الملكي ونظام المماليك في العراق: في ذكرى ثورة 1 ...
- مابين النظام الملكي ونظام المماليك في العراق: في الذكرى 67 ل ...
- العوامل التي تصوغ الإيمان والإلحاد: تحليل نقدي لتدخلات القوى ...
- فضائحية مقتل هشام الهاشمي: في جمهورية الاغتيالات والإفلات من ...
- المازوشية والسادية الدينية: مفارقة الانقياد والهيمنة
- الهيمنة عبر الافتراء: تحليل سيكولوجي لسلوك التلفيق الديني ضد ...
- جراثيم العفن (العراقية) لفرانز فانون... النفط والديون والانف ...
- العصاب الجماعي للملالي في مسرحهم الكوميدي...ولاشرقية ولاغربي ...
- رفسات البغل الايراني المحتضر ضد العراق وستراتيجية الالهاء!


المزيد.....




- -العليا للكنائس- تحذر من خطورة مواصلة الاحتلال حفر الأنفاق - ...
- توماس فريدمان: -إسرائيل- تقود نفسها للانتحار بالهجوم على غزة ...
- المسيحيون في إسرائيل يصفون خطط السيطرة على مدينة غزة بـ«حكم ...
- الجيش الإيراني: الحكومة الـ14تسعى بعزيمة راسخة نحو تقدم إيرا ...
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى ويؤدون طقوسا تلمودية
- كنيسة سان جورج مركز الطائفة الأنجليكانية في القدس
- -مؤتمر غزة- يقدم إحاطة تاريخية وسياسية حول المسجد الأقصى
- دعوات لحل تنظيم الإخوان في سوريا.. هل تلجأ دمشق إلى حظره؟
- 57 دولة اسلامية تدين -إسرائيل- وتطالب بحلول فورية
- سوريا ـ الزعيم الروحي حكمت الهجري يطالب بـ-إقليم منفصل- للدر ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مكسيم العراقي - رأسمالية الدولة عند عمر ورأسمالية العمائم والعتاكة والمافيات في عراق اليوم