مكسيم العراقي
كاتب وباحث يومن بعراق واحد عظيم متطور مسالم ديمقراطي علماني قوي
(Maxim Al-iraqi)
الحوار المتمدن-العدد: 8429 - 2025 / 8 / 9 - 16:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقالة على (شرف) حديد وعباية والحوشي, الذين اصبحوا قادة مليشيات (مغاومية حسينية زينبية مغدسة) في ثنائية الدولة والعصابجية تحت اعلام القدسية والديمغراطية الزائفة!
0—اقوال ماثورة
1-- ثنائية الشيخ - الحوشي واية الله-حديد وعباية: الى دولة تحالف الفوضى
2-- من النماذج القبلية إلى المليشيات المنفلتة
3-- البعد النفسي للظاهرة
4-- التنافر المعرفي… حين يتعايش رجل الدين والعشيرة و(الدولة) والمجرم في عقل واحد
(0)—اقوال ماثورة
-- إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه. وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع إلى أن انتكث فتله. وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته.
علي بن ابي طالب-وقد ظهر ان التجارة بعلي والحسين وزينب تجارة رائجة عبر التاريخ!- ولابد من قطع دابر كل من يستخدمهم اجتماعيا او سياسيا او عنفيا او ماليا او اعلاميا!
--يا آية الله شلون آية
وتعتز بِحْدَيِدْ وبعْبايَة
عبدالحسين ابو شبع - يا آية الله شلون آية- كامل القصيدة في الموقع https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=503752
-- «الظلم في أي مكان هو تهديد للعدل في كل مكان.»
مارتن لوثر كينغ الابن (Martin Luther King, Jr.)
--«إن الشّيء الوحيد الذي علينا أن نخافه هو الخوف ذاته.»
فرانكلين د. روزفلت (Franklin D. Roosevelt)
--«الديمقراطية هي أسوأ أشكال الحكم، باستثناء جميع الأشكال الأخرى.»
ونستون تشرشل (Winston Churchill)
--«إنّ أي شكل من أشكال الحكومة إذا أصبح مدمرًا للأهداف الأساسية، فمن حق الشعب تغييره أو إلغاؤه.»
توماس جيفرسون / إعلان الاستقلال (نص من إعلان استقلال الولايات المتحدة، مرتبط بأفكار جيفرسون)
(1)
ثنائية الشيخ - الحوشي واية الله-حديد وعباية: الى دولة تحالف الفوضى
قصة عصابجية اية الله الحكيم مع حديد وعباية اللذان مثلا جهاز امن وقمع له, معروفة ويمكن قرائتها من مصادر مختلفة وقد ارخ الشاعر اليساري ابو شبع تلك العلاقة في قصيدة عصماء وتعتبر من المعلقات التي يجب تعليقها على استار ضريح الامام علي يوما ما.
في البنية القبلية التقليدية، يُفترض أن شيخ العشيرة هو المرجع الأعلى للأعراف والقيم، وصاحب الكلمة التي تحسم النزاعات وتضمن العدل بين أفراد عشيرته. لكن في بعض الحالات المنحرفة، يتحول هذا الدور من حامي القيم إلى غطاء اجتماعي لممارسات خارجة عن القانون.
هذا الامر كان قبل الحصار وبعدها جاء شيوخ التسعينات الذين كانت الدولة تستخدمهم في محاولاتها للبقاء والسيطرة على الشعب بعد ان ترك النظام العلم والمعرفة والعمل والفكر والثقافة وانتقل الى الحملة الايمانية وبناء القصور والشعب والاطفال يموتون من الجوع ونقص الادوية!
تظهر هنا الثنائية الخطيرة: شيخ يعلن أنه ليس على وفاق مع بعض المجرمين وربما يطردهم كذبا من العشيرة حتى لايتحمل نتائج اعمالهم ، لكنه يتعاون معهم سرًا في صفقات إرهاب وفساد وابتزاز الآخرين، سواء كانوا من أبناء عشيرته أو من خارجها.
هذا التناقض يخلق بيئة رمادية، حيث يُستغل النفوذ القبلي لتبرير أو التغطية على الجرائم، بينما تُرفع شعارات الشرف والكرامة لإخفاء دوافع المال والسلطة.
المشكلة تتفاقم حين يتسرّب هذا النمط من السلوك إلى مؤسسات الدولة نفسها مع من احتلها بعد صعود صدام للسلطة وبعد عام 2003 من ذات القوى الريفية البدوية المتخلفة واعلى مثال على ذلك هو ابن جناجة نوري المالكي الذي نهب الموازنات واسس الحوشية له وهو الحرس الثوري العراقي وحتى قبل فتوى المرجع السستاني الذي افتى بالجهاد الكفائي تحت ظلال الجيش والشرطة – ولم تنتهي فتواه الكفائية على الرغم من اندحار داعش ورغبة ايران باخراج الامريكان لتاتي هي براحتها بلا قلق لتحتل العراق..
والسيد السستاني لايفتي بجهاد كفائي ضد الفساد لان ثنائية اية الله- حديد وعباية انتقلت له!
ان الدولة، التي يفترض أن تكون الحَكَم العادل، تبدأ باتّباع نفس الأسلوب: أمام الإعلام تُظهر رفضها للمليشيات والفوضى وتعنفص بحصر السلاح بيد الدولة مع ان السلاح هو من يحصر الدولة، وبينما تقوي وتمول تلك المليشيات وهناك اجهزة اعلامية ماجورة تعيد تكرار الاكاذيب عن القدسية وقادة النصر وتحرير القدس وطرد الاحتلال الامريكي الذي جاء بهم (وهم مجرد قوات استشارية تدعم امن العراق المستباح من قبل المليشيات والارهاب المصنع من قبلهم فالفساد والارهاب وجهان لعملة واحدة) وفي الخفاء تسمح للمليشيات المنفلتة بأن تعمل بحرية، فتقتل، وتنهب، وتروّع المواطنين، في ظل نظام ضعيف ومتواطئ.
ومع نجاح الانقلاب الايراني بعد عام من انتخابات عام 2021 اصبح اعلى منصب في العراق هو مجرد مدير عام عند المليشيات يجتمعون به وهو صاغر يجلس في زاوية من ذلك الاجتماع! ويملون عليه مايفعل وما لايفعل نظير تركه واخوته ينهبون معهم مال العراق والاجيال!
كما فعل ثالث القوم الذي يسبونه (إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه. وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع إلى أن انتكث فتله. وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته).
ويتم اهانته علانية كما فعل ابو علي العسكري وكما تم اهانة مصطفى الكاظمي في رسالة للعالم والشعب العراقي باننا من نحكم العراق والكل خدم لنا فلايفكر احد بمس سلطاتنا ومصالحنا واننا من يحكم بغض النظر عن نتائج الانتخابات المكلفة التي واجبها فقط منح شرعية دولية لهم مقابل بيع العراق بارخص الاثمان لكل من هب ودب!
(2)
من النماذج القبلية إلى المليشيات المنفلتة
في حالات الضعف المؤسسي، ينتقل هذا النمط من العشيرة إلى نطاق الدولة، خاصة حين يكون النظام السياسي نفسه هشًا أو فاسدًا وقد تم تصميمه على تلك الشاكلة. تتحول مجموعات الضغط القبلية والدينية المسيسة والعصابات المحلية إلى مليشيات مسلحة تحت اغطية الدين والمذهب والحسين ( هيهات منا الذلة ولايوم كيومك ياابا عبد الله الذي حولوه الى رمز لابا فرهود وصك) وزينب ( التي لن تسبى مرتان)، وعلي ( ولاعيد وطني او عيد تاسيس الدولة ولاعيد ليوم تاسيس الجمهورية ولكن هناك عيد الغدير الاغر!) تعمل بمزيج من الغطاء الاجتماعي والدعم المباشر من جهات نافذة في الدولة ترى ان حجم الدولة اكبر من قابلياتها وامكاناتها وقيادتها امر لم تكن تحلم به ولكنه جاء صدفة على يد الامريكي الذي سلمهم الجمل بما حمل مع وليهم الايراني لتدمير العراق جملة وتفصيخا.
ولذا فهي تحتاج الى بلطجية لحماية نظام الفساد والارهاب والعمالة وتدمير كل شيء بسرعة في العراق حتى لاينهض ولو بعد الف عام!
النظام السياسي المهزلة في هذه الحالة يلعب دورًا مزدوجًا:
علنيًا: يعلن رفضه للممارسات الخارجة عن القانون، ويؤكد على احترام الدولة وسيادة القانون!
فعليًا: يترك المجال مفتوحًا للمليشيات كي تعمل، بعد ان اضعف ونخر الأجهزة الأمنية واغرقها بالمليشيات الماجورة التجسسية و كنتيجة تحالفات سياسية وانتخابية بعد ان تحولت المليشيات الى دول متكاملة –جيوش واعلام واقتصاد الفساد واحزاب تدخل العملية الانتخابية وهذا ضد الدستور ذاته, في نموذج لانظير له في العالم!
مما يوضح ان اي نظام ديمقراطي حقيقي لن يطبق بسهولة في العراق الا بعد تعبيد طريق العراق جيدا عبر القضاء على كل الاحزاب العميلة وتحالفاتها ومليشياتها والشبكات التجسسية ومصالحها وتطهير الموسسة الدينية والامنية من الجواسيس والعملاء والفاسدين والمخربين بلا رحمة واعادة كل مانهب وسحق كل من اجرم وتامر وتجسس ولو كان يرتدي الف عمامة او يتمسك باستار الكعبة!
غياب العدالة وتآكل الثقة
في ظل غياب العدالة والمساواة، يتحول القانون إلى أداة انتقائية: يُطبق على الضعفاء ويُعطل أمام الأقوياء.
شيوخ العشائر سابقا ممن منحهم الاحتلال الانكليزي الاراضي لقاء تعاونهم معه وتعاونهم في قمع ثورة العشرين اصبح بعضهم من المتحالفون مع مجرمين يفرضون الإتاوات ويستحوذون على الأراضي وعلى ارواح الناس.
الدولة – في مراحل مختلفة- اضعفت نفسها من اجل ان تستفيد من الثقل الاجتماعي والسياسي لهولاء الشيوخ وتضمن بذلك استمرار الفوضى لابتزاز الشعب واشغاله –مع وسائل اخرى بعد عام 2003 في اطار التخطيط الايراني مثل الزيارات المليونية والعراق عطشان وقليل الكهرباء من اجل (المثهب) وسادة غم المغدسة, وابتزاز الخصوم والتحكم بالمشهد.
النتيجة هي انهيار الثقة الشعبية في المؤسسات، وانتشار شعور أن العدالة لا يمكن الحصول عليها إلا عبر القوة أو الولاء لفئة مسيطرة.
(3)
البعد النفسي للظاهرة
هذه الظاهرة يمكن فهمها نفسيًا من خلال مفاهيم مثل:
1. النفاق الاجتماعي–السياسي: حيث يُظهر الشخص أو المؤسسة موقفًا علنيًا مختلفًا تمامًا عن الممارسات الحقيقية، بهدف كسب الشرعية والهيمنة والنهب والسيطرة.
2. الازدواجية الأخلاقية (Moral Disengagement): وهي آلية دفاع نفسي تتيح للفرد تبرير أفعال إجرامية باعتبارها ضرورية أو خدمةً لمصلحة أكبر.
3. اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (Antisocial Personality Disorder): الذي يتميز بتجاهل حقوق الآخرين، واستغلالهم، وعدم الشعور بالذنب.
4. سيكولوجية الجماعة القمعية: حيث يُختزل الضمير الفردي لصالح ولاء أعمى لزعيم أو قوة، حتى وإن كانت الممارسات مخالفة للقانون والأخلاق.
5. النفاق الاجتماعي الممنهج (Institutionalized Social Hypocrisy)، وهو نمط سلوكي تنخرط فيه جماعات أو أفراد في إظهار موقف أخلاقي أو قانوني علني، بينما يتبنون سلوكًا معاكسًا في الخفاء يخدم مصالحهم.
6. الازدواجية الأخلاقية (Moral Duality): هذه الظاهرة تشير إلى أن الفرد أو الجماعة قد تتبنى سلوكين أو معيارين أخلاقيين متناقضين. في حالة شيخ العشيرة أو النظام السياسي، يُظهر سلوكًا خارجيًا أخلاقيًا (الخطاب عن العدل والمساواة) بينما يتواطأ داخليًا مع سلوكيات غير أخلاقية (العنف والفساد).
7. اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (Antisocial Personality Disorder): بعض او كل الأفراد في الميليشيات أو الجماعات المنفلتة قد يظهرون سمات من هذا الاضطراب، مثل عدم الشعور بالندم، والاندفاع، واستغلال الآخرين، وعدم الاكتراث بالمعايير الاجتماعية أو القانونية.
8. الفساد المؤسسي (Institutional Corruption): هذه الظاهرة ليست مرضًا نفسيًا فرديًا، بل هي مرض اجتماعي وسياسي يُصيب المؤسسات. في هذه الحالة، يصبح الفساد جزءًا من هيكل النظام، وتتعايش معه الفئات المختلفة، مما يؤدي إلى تآكل مفهوم العدل والمساواة.
9. ثقافة الإفلات من العقاب (Culture of Impunity): عندما يُفلت الأفراد من العقاب على جرائمهم، حتى لو كانت هذه الجرائم علنية، فإن هذا يُرسخ شعورًا بأن القوانين لا تنطبق على الجميع. هذا يُقوّض العدالة ويشجع على ارتكاب المزيد من الجرائم.
في العراق، ساهمت عوامل عدة في تضخيم هذه الظاهرة:
ضعف مؤسسات الدولة بعد 2003، وفتح المجال لقوى قبلية ومليشياوية لملء الفراغ الأمني.
تسييس العشيرة، حيث دخل شيوخ العشائر في تحالفات مع أحزاب أو مليشيات مقابل نفوذ وامتيازات.
(المجاهدون) السابقون من عملاء وجواسيس ايران وبرزان وغيرهم.
التدخلات الخارجية، التي غذت المليشيات بالمال والسلاح، وحوّلت بعضها إلى أدوات لأجندات دولية.
ثقافة الإفلات من العقاب، مما شجع على تكرار الجرائم، وعمّق الإحساس أن القانون لا يحمي إلا من يمتلك القوة أو الحماية السياسية.
الضجيج السياسي والاعلامي والديني والتعتيم على مايحدث في الكواليس وغياب اسس الدولة وفعاليتها والمسيرات المليونية من اموال الدولة من اجل تمرير قرارات ومخططات قوضت الدولة.
هذه الثنائية رجل الدين والمليشياوي او – شيخ العشيرة: الذي "يتبرأ" علنًا من المجرمين ويتعاون معهم سرًا – حين تنتقل إلى الدولة، تتحول إلى تحالف منظّم بين السلطة الرسمية والعصابات المسلحة.
النتيجة هي دولة بوجهين:
وجه قانوني أمام الإعلام والمجتمع الدولي.
ووجه فوضوي واقعي يترك المجال للفوضى والنهب والعمالة للخارج.
مواجهة هذه الظاهرة تتطلب إصلاحًا مؤسسيًا جذريًا، وفصلًا حقيقيًا بين السلطة العشائرية والدينية والمليشياوية والسلطة السياسية، إضافة إلى إرادة سياسية لمحاسبة الجميع بلا استثناء.
لم يعد بعض شيوخ العشائر اليوم او بعض رجال الدين رموزًا للشرف وحل النزاعات والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل تحوّل بعضهم إلى لاعبين مزدوجي الوجه. أمام الناس يعلنون رفضهم للمجرمين داخل عشيرتهم، لكن في الخفاء يتعاونون معهم يدًا بيد، ليمارسوا الإرهاب والابتزاز ضد الآخرين، تحت غطاء "العادات والتقاليد".
اما المؤسسة الدينية فهي صامتة حتى عن كل الابتذال الذي يحصل في الممارسات الدينية والظواهر الطارئة التي تهين كرامة العراقي والمثهب ذاته!
غياب العدل والمساواة هو المحرّك الرئيس لهذه الكارثة. القانون يُطبق على الضعيف، أما القوي أو صاحب النفوذ، فينجو بلا عقاب. من لا يخاف من القانون، يخاف من الرصاصة أو من تهديد مباشر، وهذا يخلق بيئة يسودها الخوف والولاء القسري لجماعات مسلحة أو نفوذ خارجي.
النتيجة في العراق واضحة:
رجال دين وشيوخ عشائر متحالفون مع مجرمين.
مليشيات تتلقى أوامر من خارج البلاد.
دولة بوجهين: وجه رسمي أمام العالم، ووجه فوضوي في الشارع.
شعب فقد الثقة بالقانون، فلجأ إلى السلاح أو الاحتماء بجماعة نافذة.
(4)
التنافر المعرفي… حين يتعايش رجل الدين والعشيرة و(الدولة) والمجرم في عقل واحد
في المجتمعات التي تعاني من هشاشة الدولة، مثل العراق، تظهر تحالفات غريبة تجمع بين شخصيات يفترض أن تكون متناقضة. رجل الدين او شيخ العشيرة، الذي يعلن أمام الملأ أنه حامٍ للقيم والأعراف، قد يجد نفسه في تحالف سري مع مجرمين من أبناء مذهبه او عشيرته، يستخدمهم في الابتزاز والسيطرة، بينما ينفي علنًا أي صلة بهم. هذه الازدواجية ليست مجرد خطة سياسية أو تكتيك نفعي، بل لها جذور عميقة في علم النفس الاجتماعي، ويمكن تفسيرها من خلال مفهوم التنافر المعرفي (Cognitive Dissonance).
ما هو التنافر المعرفي؟
هو حالة من التوتر النفسي تحدث عندما يحمل الفرد أو الجماعة معتقدين أو قيمتين متناقضتين في الوقت نفسه. للتقليل من هذا التوتر، يلجأ العقل إلى تبريرات أو تحريفات للواقع تتيح استمرار التناقض دون الشعور بالذنب أو فقدان الصورة الذاتية الإيجابية.
كيف يحدث في سياق العشيرة والدولة؟
عند شيخ العشيرة: يعيش حالة التنافر بين صورته المعلنة كـ"حامٍ للشرف" وسلوكه الفعلي في دعم المجرمين. لتقليل التنافر، يقنع نفسه بأن ذلك "من أجل حماية العشيرة" أو "لردع الخصوم".
عند الدولة: تتبنى خطابًا رسميًا ضد المليشيات والفوضى، لكنها تسمح لهذه الجماعات بالعمل إذا كان ذلك يخدم مصالح سياسية او فرهودية أو توازنات داخلية. هنا، التبرير يكون باسم "الاستقرار " أو "تفادي الحرب الأهلية" او حماية (المثهب).
عند المواطن: يرفض في قرارة نفسه الظلم والفساد، لكنه يتعاون مع الفاسدين أو المجرمين او قد ينتخبهم لضمان أمنه الشخصي ومصالحه، ويبرر ذلك بأنه "أمر واقع لا يمكن تغييره".
الأثر النفسي والاجتماعي
استمرار هذا التنافر المعرفي عبر الأجيال يؤدي إلى:
1. تطبيع الازدواجية: يصبح النفاق الاجتماعي سلوكًا مقبولًا بل ومطلوبًا للبقاء.
2. انهيار الثقة: المواطن لا يصدق خطاب الدولة، ولا يثق بالقانون.
3. تآكل القيم: تختفي الفروق بين الصواب والخطأ، وتُستبدل بمقياس "القوة" و"المصلحة".
في العراق، هذا التنافر المعرفي الجماعي بين القيم المعلنة والسلوكيات الفعلية هو ما يسمح ببقاء نموذج تحالفات الشيخ والمجرم، نموذج ايه الله–حديد وعبائة, والمليشيا والدولة، تحت مظلة "الضرورة" أو "المصلحة". إنه مرض نفسي اجتماعي يتطلب مواجهة جذرية عبر إصلاح النظام، وتعزيز الشفافية، وإعادة تعريف القيم بحيث لا تقبل التبرير المزدوج.
#مكسيم_العراقي (هاشتاغ)
Maxim_Al-iraqi#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟