أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مكسيم العراقي - بين صدام وامطار.. امريكا تنغث وتهتز 10 درجات على مقياس ريختر: ظاهرة الهُبْرِيس والنيميسيس في العراق!!















المزيد.....

بين صدام وامطار.. امريكا تنغث وتهتز 10 درجات على مقياس ريختر: ظاهرة الهُبْرِيس والنيميسيس في العراق!!


مكسيم العراقي
كاتب وباحث يومن بعراق واحد عظيم متطور مسالم ديمقراطي علماني قوي

(Maxim Al-iraqi)


الحوار المتمدن-العدد: 8409 - 2025 / 7 / 20 - 00:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تمهيد:
ظاهرة تتكرر في العراق، وهي تصور القوة الوهمية والقدرة على تحدي القوى العظمى، خاصة الولايات المتحدة، من قبل بعض الجهات المهيمنة سياسيا او حتى المغمورة ، رغم ضعفها الفعلي ورصيدها الشعبي السالب والمخزي ان ذلك يحدث في بلد يعتاش على النفط وهو قابل للكسر باسهل من الزجاج, لا على عرق جبينه كما هو حال كل امم الارض فيما تنعدم فيه العلاقات الانسانية والعدل والمنطق والخدمات وافاق التطور والحضارة والتقدم والفكر العلمي او المتوازن على الاقل.


0—اقوال عظماء حول الموضوع
1-- وهم القوة في السياسة العراقية: هُبْرِيس يرتجف من خيط العنكبوت!
2-- وهم العظمة (delusions of grandeur)
3-- متلازمة الوهم الجمعي: كيف يخدع صعاليك السلطة أنفسهم والعالم بقوة وهمية؟
4-- صناعة الانسان الاعلى, هو من يسحق كل اعداء العراق

(0)

"الكبرياء تسبق الكسر، وروح التعاظم تسبق السقوط."
سفر الامثال 16:18
"كل قوة لا تؤسس على العقل، هي قوة واهية تنتظر لحظة سقوطها."
مونتسكيو
"الغرور هو تضخم في الذات يسبق دائمًا الانهيار."
فرانسيس بيكون
"الطغاة يبدون عظماء، لأن الناس راكعون."
إتيان دي لا بويسي
"من يعتقد أنه فوق الجميع، عادة ما يكون في الحضيض."
ميشيل فوكو
"الجنون هو أن تؤمن بأنك نبي، في زمن لم يطلب فيه أحد نبوءة."
كارل يونغ
"السلطة التي لا تواجه ذاتها تصبح وهماً يتغذى على نفسه."
جورج أورويل
"الكذبة التي تُكرر ألف مرة تصبح حقيقة في أعين العبيد."
هانا آرنت
"الجماهير لا تبحث عن الحقيقة، بل عن من يملأ فراغها بالخوف أو بالأمل."
سيغموند فرويد
"أكثر الأنظمة هشاشة هي تلك التي تبني مجدها على الأكاذيب المجمّلة."
نعوم تشومسكي
"الإنسان الأعلى لا يُخلق بالدم، بل بالتفوق على الذات."
فريدريك نيتشه
"العظيم لا يُعرف بعدد من يسحقهم، بل بعدد من يحررهم."
نيلسون مانديلا
"البطولة ليست في سحق العدو، بل في أن لا تتحول إلى صورته."
جلال الدين الرومي

(1)
وهم القوة في السياسة العراقية: هُبْرِيس يرتجف من خيط العنكبوت!
لطالما كان العراق، مهد الحضارات ومحور الصراعات، مسرحاً لتفاعلات سياسية معقدة تتداخل فيها الحقائق التاريخية مع الأوهام الذاتية. غير أن ظاهرة تتكرر في فصول مؤلمة من تاريخه الحديث، ألا وهي وهم القوة العظمى عبر الاعتقاد بأن بعض السياسيين والجماهير يمتلكون القدرة على تحدي أو حتى هز أقوى دول العالم، كالولايات المتحدة، رغم ضعفهم الفعلي الذي قد يكون أوهى من خيط العنكبوت. هذا التصور، الذي يمكن تشبيهه بمفهوم "الهُبْرِيس" (Hubris) في الدراما الإغريقية القديمة، هو ظاهرة مركبة تستحق التحليل العميق.
القوة تاتي فقط من عوامل القوة الموجودة والمتصاعدة والعقل الراجح الذي يوجهها نحو اهداف وطنية واضحة وقدرات هائلة متراكمة عبر السنوات والاجيال!

في الدراما الإغريقية، يُعدّ الهُبْرِيس علة نفسية وعيباً مأساوياً يدفع البطل نحو الانهيار. إنه ليس مجرد كبرياء، بل هو تجاوز للحدود التي رسمتها الآلهة والطبيعة والقدر، اعتقاداً زائفا منه بأن الذات قادرة على تحدي المستحيل.
قال صدام يوما بعد هزيمة الكويت.. (تبا للمستحيل) وسخر عراقيون منه واكملوا .. (عاش ابو جحيل) (وهو شخصية اجرامية في مسلسل عراقي تلفزيوني)

هذا التصرف يؤدي حتماً إلى "نيميسيس" (Nemesis)، أي العقاب الإلهي الذي يعيد ترتيب النظام الكوني على حساب سقوط البطل. في السياق العراقي، يبدو أن بعض الأطراف تُصاب بهذا الغرور القاتل المصطنع اصلا كتعبير عن النفاق او الارتزاق امام قائد ضرورة او حتى امام صعلوك من اجل الفتات!، متجاهلة قوانين الواقع وموازين القوى.

يمكن تتبع جذور هذا الوهم، وما يتبعه من نيميسيس، إلى عدة عوامل تاريخية ونفسية اجتماعية في العراق:

1. إرث المجد التليد في مواجهة الواقع الهش:
يحمل العراقيون إرثاً حضارياً عظيماً يمتد لآلاف السنين. هذا المجد، الذي يبعث على الفخر، قد يتحول في بعض العقول التي انقرضت الان بفعل التدمير إلى شعور مبالغ فيه بالعظمة، والاعتقاد بأن هذا التاريخ المشرق يمنحهم قوة حاضرة لا تُقهر. لكن هذا الاعتقاد يُصبح "هُبْرِيساً" عندما يتجاهل الواقع المتمثل في ضعف الدولة والفساد والتبعية لايران وبرزان، وفساد المؤسسات، وغياب الوحدة الوطنية، مما يجعل العراق أوهى من خيط العنكبوت في مواجهة أي تحد حقيقي، خاصة من قوة عظمى.

2. عقدة التبعية ومحاولات إثبات الذات المتطرفة:
تاريخ طويل من التبعية للإمبراطوريات ثم الانتداب البريطاني، ولد شعوراً عميقاً بنقص السيادة ورغبة عارمة في التحرر. هذه الرغبة، وإن كانت مشروعة، قد تتجلى أحياناً في محاولات متطرفة لإثبات الذات، عبر تحديات غير محسوبة لقوى أكبر. عندما يهتف العراقيون في عهد النظام السابق "صدام اسمك هز أمريكا"، او الدوس على العلم الامريكي ويسير فوقه تلميذ ابو مهدي المهندس رئيس اركان الجيش عبد الامير يار الله ( وشلون تموت يارك وانت موصي بسابع يار)، فإن ذلك يعكس توقاً إلى إثبات الاستقلال والقدرة على التحدي، لكنه، في جوهره، قد يكون محض وهم يُقدم كبديل زائف عن القوة الحقيقية. إنه هُبْرِيس يدفع نحو مواجهة حتمية مع "نيميسيس" الواقع.

3. استغلال الخطاب الشعبوي والتحريضي كبديل للقوة:
يبرع بعض السياسيين، بمن فيهم صعاليك الذين يفتقرون إلى رؤى حقيقية أو إنجازات ملموسة، في استغلال هذا الشعور الدفين بالعظمة والنقمة على التدخل الأجنبي. يقدمون خطاباً شعبوياً يقوم على المبالغة في قوة الذات وتهويل ضعف الخصم، لإيهام الجماهير بأنهم يقودونهم في معركة بطولية ضد قوى عظمى. هذا الخطاب لا يهدف إلى تحقيق انتصارات حقيقية، بل إلى حشد الدعم الشعبي وتبرير الفشل، أو تعزيز سلطتهم الشخصية. إنه نوع من "هُبْرِيس جماعي" يُبنى على أكاذيب تودي بالجميع إلى الهاوية، فكيف لمن هو "أوهى من خيط العنكبوت" أن يهز جبلاً؟

4. غياب الواقعية السياسية والوعي بحدود القوة:
يُظهر هذا النمط من التفكير فشلاً ذريعاً في تقدير الموقف بوعي وواقعية. ففي ثورة العشرين، أظهر عراقيون وعياً عميقاً بحدود القوة عندما هوسوا "بس لا يتعلكـ بأمريكا"،
هذا الوعي يتناقض بشدة مع "الهُبْرِيس" الذي يدفع إلى تحدي أقوى دولة في العالم دون امتلاك المقومات الأساسية للمواجهة. إن النظم والكيانات التي تفتقر إلى القوة الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية والمؤسسية، والتي تعاني من التفكك الداخلي والفساد، لا يمكنها أن "تهز" أحداً. تحديها للقوى العظمى ليس شجاعة، بل هو "هُبْرِيس" مدمر يقود إلى "نيميسيس" لا مفر منه، كما حدث في عامي 1991 و2003.

(2)
وهم العظمة
الكثير من القادة المستبدين يعانون من حالة نفسية تُعرف بـ"وهم العظمة (delusions of grandeur) وهي اعتقادات زائفة بأن لديهم قوة أو مكانة استثنائية، وتتجسّد في شخصية صدام حسين بوضوح، حين كان يظن أنه قادر على تحدي وإخضاع أقوى دولة في العالم. هذا الوهم لا يزول رغم توفر أدلة واضحة على عكسه: فالولايات المتحدة، والتي كان يعتقد أنها عاجزة أمامه، ضربته بقوة عام 1991، و2003، وأسقطت نظامه والعراق معه بالكامل وسلمته كعقاب الى ايران! ثم ادعت ايران انها المنتصرة في العراق وقد هزمها صدام في حرب السنوات الثمانية!
تكرار الهتافات التي تمجد القدرة على هز أمريكا مثل "صدام اسمك هز أمريكا" أو الهوسة الجديدة على غرار "ست أمطار شلون غايتهه كلش غاثة أمريكا بعبايتهه" هو تكرار لنفس الأنماط الذهنية، التي تستند إلى اعتقاد جماعي او فردي او قطاعي زائف بقوة غير موجودة. ينبع من النفاق الاجتماعي والتذلل للقوة او بحثا عن المال لشعراء ومهاويل وهو ظاهرة تشبه التسول وتعود الى العصر ماقبل الاسلام ثم تطور الى شعر الكدية...
هؤلاء يرفضون الاعتراف بواقع ضعفهم، فتبقى قراراتهم مبنية على غرور وهمي وجنون جماعي، ما يقود إلى فشل ذريع عند أول تصادم مع الحقيقة.
الذين يؤمنون بهذه الخرافة غالبًا ما يتعرضون لتضخيم داخلي مدعوم بأجهزة دعائية تروج لثقافة الهالة الزائفة والقوة المطلقة، ولغسل دماغ جماعي ينكره معرضون للخطر أولًا وللآخرين ثانيًا.
هذا الهوس بالعظمة ليس مجرد تكبّر شخصي، بل مَرَض نفسي جماعي، ينتج عن تفاعل بين النرجسية الخبيثة، الوقوع في فقاعة الثقة الزائفة، وغياب النقد الداخلي في النظام أو الجماعة. لا علاج له إلا برؤية الواقع، والذي يحدث غالبًا بعد الانهيار الكامل للفكرة، فلا حل أمام هؤلاء إلّا إما الاستيقاظ على الواقع أو الاستسلام للهزيمة.

(3)
متلازمة الوهم الجمعي: كيف يخدع صعاليك السلطة أنفسهم والعالم بقوة وهمية؟
الجذور النفسية لوهم العظمة السياسي
تتشكل هذه الظاهرة عبر تفاعل معقد بين:
- اضطراب الشخصية النرجسية الخبيثة: حيث يطور الأفراد اعتقاداً مرضياً بأنهم "محور التاريخ" و"هازمو القوى العظمى"، متجاهلين الفجوة الهائلة بين إمكانياتهم الواقعية وأوهامهم. دراسة جامعة أكسفورد صنفت صدام حسين كأكثر الشخصيات اضطراباً نفسياً في التاريخ (189 نقطة على مقياس الاضطراب) .

دراسة غريبة تحدد أكثر 11 شخصية اضطرابا في التاريخ (طالع) ...
https://arabi21.com/story/942441/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AF-%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-11-%D8%B4%D8%AE%D8%B5%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D8%B6%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%B9

- جنون العظمة الارتيابي: كما في حالة صدام الذي قيل انه كان يستخدم شبيه "دوبلير" بعد عمليات تجميل، ويأمر بإعداد وجبات متعددة يومياً في مواقع مختلفة خوفاً من الاغتيال ويحيط نفسه بالحرس الجمهوري ومن ثم الحرس الجمهوري الخاص وغيره من الاجهزة المكلفة.
- الاحتياج المرضي للسلطة: وفق نظرية ديفيد ماكليلاند، فإن الهوس بالقوة الشخصية (وليس السلطة الاجتماعية) يدفعهم لاختلاق انتصارات وهمية لتعويض عجزهم .
آليات صنع الوهم الجماعي
1. هندسة الخطاب الشعري المبتذل
تحولت الهوسات من "صدام اسمك هز أمريكا" في سبعينيات القرن الماضي ومابعده إلى مثلا "ست أمطار شلون غايتِهه كلش غاثة أمريكا بعبايتهِ" اليوم. او الدوس على علم امريكا كاسقاط للفشل والهزيمة امامها واثارة للشعب الامريكي وسلطته, وقد مارسها صدام مثلها عندما رسم صورة بوش في مدخل فندق الرشيد وقد تلقت ليلى العطار صاروخا بسبب ذلك!,وربما كانت إشاعة تحولت إلى أسطورة على مر السنوات؛ وقد قيل ان الفنانة الشهيدة ليلى العطار لم ترسم جورج بوش الأب على مدخل فندق ..

مع ان صورة رئيس مثل بوش اهون من علم يمثل امة كاملة!

هذه الهوسات:
- تُشكل غسيلاً دماغياً إيقاعياً عبر التكرار والجناس
- تستغل الفقر المعرفي حيث أظهرت دراسات أن 73% من ضحايا التلاعب السياسي لم يكملوا التعليم الثانوي
لعنة المعرفة؟ التعليم والفساد والسياسة | السلوك السياسي
https://link.springer.com/article/10.1007/s11109-018-9455-7?utm_source=chatgpt.com

- تخلق وهم التمكين كمسكن نفسي للإحباط الجماعي

2. استغلال الجروح التاريخية
يُحول الصعاليك الهزائم إلى أساطير بطولة:
مثلا غزو الكويت 1990 قدم كـ"مواجهة للإمبريالية" رغم كونه مغامرة كارثية وانه انتصار وان القسطنطينية لم تسقط في المحاولة الاولى!- والانتصارات من القبور والحطام مالوفة في الشرق الاوسط كما هو انتصار ايران الاخير بعد ان تلقت صفعات حنظلية مدوية من اسرائيل!
3. اقتصاد الوهم
يخلق الصعاليك دورة ريع نفسي:
- شعارات التفاخر الوهمي من اجل تعبئة الجماهير عاطفياً
- تحويل الطاقة الجماعية إلى ولاء أعمى
- نهب الموارد تحت غطاء "المغاومة" كما في نهب الميليشيات العراقية للعراق وتدميره المريع وامطار تنتمي لهم!

التشخيص الاجتماعي: لماذا يصدق بعض المجتمع الأوهام؟
بسبب ثلاث إصابات جماعية:
1. انحياز الإثبات المرضي: تمسك الجمهور بما يؤيد معتقداته المتوارثة رغم تناقضه مع الوقائع.
2. متلازمة ستوكهولم السياسية: حيث يربط المغلوبون خلاصهم بجلاديهم، كما في خطاب أحد المعتقلين: "بالروح بالدم نفديك يا صدام" في كل حين او حتى أثناء تنفيذ إعدامات علنية.
3. الفانتازيا التعويضية: تحول الإحباط إلى أحلام انتقامية، مثل تمني "هز أمريكا" بينما يعيشون بلا كهرباء أو مياه نظيفة او نظام شريف او خدمات تليق بادمي!

العواقب: من الوهم إلى الهاوية
- تدمير العقد الاجتماعي: تحول العراق من دولة مؤسسات إلى سوق صراع بين مليشيات، حيث تسيطر الميليشيات على اغلب اقتصاد البلاد
- اغتيال العقل النقدي:
- استنزاف الطاقة الجماعية: مثلا تحولت طاقات الشباب من البناء إلى العطالة وجلد الذات في الممارسات الدينية المصطنعة والتطبيل لوهم العظمة، بينما تهاجر الكفاءات وتسيد الصعاليك والعتاكة المشهد!

كيف نكسر الدائرة؟
الخروج من هذا النفق يتطلب:
1. فضح آليات صنع الوهم: كشف التناقض بين شعارات "تهز أمريكا" وحقيقة نهب اغلب موازنات العراق وتدميره في كل العهود باشكال مختلفة خدمة لاوهام القومية العربية والكردية والامة الشيعية الواحدة والامة السنية او التركية الخ.
2. إعادة بناء العقل النقدي: بالتوثيق والدراسات العلمية والثقافة والتعليم.
3. تحويل الطاقة إلى إنتاج: استبدال هوس هزيمة الأمريكان بهوس هزيمة الأمية وهزيمة الفساد والارهاب وهزيمة الاحتلال الفارسي وبناء الاقتصاد والجيش والرخاء ..الخ
إنها معركة وجود ضد "سيكوباتية السلطة" التي تسرق أحلام الشعوب وتستبدل دماءها ومائها بشعارات جوفاء.
وكما حذر صدام الأمريكيين بشكل متناقض: "حكم العراق ليس سهلاً" ، فإن التحرر من أمراضنا النفسية السياسية قد يكون المهمة الأصعب.

(4)
صناعة الانسان الاعلى هو من يسحق كل اعداء العراق
في فلسفة فريدريك نيتشه، يظهر مفهوم الإنسان السوبر او الاعلى كجوهر رؤيته لمستقبل الإنسانية وتجاوزها لذاتها. الإنسان السوبر ليس بطلًا خارقًا كما قد يُفهم من المصطلح، بل هو كائن يتجاوز الإنسان التقليدي، يتخطى القيم الأخلاقية والدينية التي فرضها المجتمع، ويخلق لنفسه نظامًا جديدًا من القيم والمعاني. نيتشه لا ينظر إلى هذا الإنسان كفرد مثالي موجود الآن، بل كنموذج مستقبلي يمثل تطور الوعي والحرية الفردية إلى أقصى درجاتها.
أعلن نيتشه "موت الإله"، لا بمعناه الحرفي، بل كتعبير عن تراجع الإيمان بالمرجعيات المطلقة التي حكمت حياة الإنسان لقرون، كالدين والسلطة الأخلاقية المفروضة. في غياب هذه المرجعيات، يرى نيتشه أن الإنسان يجب أن يجد في داخله المعنى والغاية. هنا يأتي دور الإنسان السوبر: ذلك الذي لا يبحث عن الحقائق خارج ذاته، بل يصنعها من خلال إرادته الحرة. إنه لا يقبل أن يُقاد، بل يقود نفسه، ويعيش وفقًا لإرادة القوة؛ أي الدافع نحو التوسع، التحقق، والإبداع.
الإنسان السوبر لا يهرب من الألم أو المصير، بل يتقبلهما بلذة وشغف. يتبنى ما يسميه نيتشه بـ "حب المصير"، وهو تقبل الحياة كما هي، لا كما يريدها أن تكون. لا يسعى هذا الإنسان إلى الراحة أو الأمن، بل إلى المغامرة والسمو الشخصي، حتى لو تطلب ذلك المعاناة. إنه يعيش الحياة كعمل فني، لا كمجرد واجب أو روتين.
وقد أسيء فهم هذا المفهوم كثيرًا، خاصة من قبل الأيديولوجيات الشمولية في القرن العشرين. فقد استخدم البعض، مثل النازية، فكرة "الإنسان الأعلى" لتبرير تفوق عرقي أو طبقي، رغم أن نيتشه نفسه كان معارضًا لتلك التصنيفات القومية والعرقية الضيقة. فلسفته تقوم على التفرد لا التبعية، وعلى تجاوز الإنسان لذاته لا تسلطه على الآخرين.
الإنسان السوبر إذًا، هو دعوة للإنسان بأن يكون مشروعًا دائمًا للخلق والتجدد، لا نسخة مكررة من الموروث. إنه نوع من المثالية الجذرية التي تهدف إلى إعادة تشكيل الحياة، لا وفقًا لما هو مفروض أو مألوف، بل بما يصنعه الإنسان الحر من رؤية وشغف وشجاعة.
إذا كان الإنسان العادي يعيش مقيدًا بالخوف والتقليد، فإن الإنسان السوبر يعيش كمن يرقص على حافة الهاوية، لا يخشى السقوط لأنه يعرف أن القيمة ليست في النجاة بل في الرقص ذاته.



#مكسيم_العراقي (هاشتاغ)       Maxim_Al-iraqi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابين النظام الملكي ونظام المماليك في العراق: في ذكرى ثورة 1 ...
- مابين النظام الملكي ونظام المماليك في العراق: في ذكرى ثورة 1 ...
- مابين النظام الملكي ونظام المماليك في العراق: في ذكرى ثورة 1 ...
- مابين النظام الملكي ونظام المماليك في العراق: في ذكرى ثورة 1 ...
- مابين النظام الملكي ونظام المماليك في العراق: في الذكرى 67 ل ...
- العوامل التي تصوغ الإيمان والإلحاد: تحليل نقدي لتدخلات القوى ...
- فضائحية مقتل هشام الهاشمي: في جمهورية الاغتيالات والإفلات من ...
- المازوشية والسادية الدينية: مفارقة الانقياد والهيمنة
- الهيمنة عبر الافتراء: تحليل سيكولوجي لسلوك التلفيق الديني ضد ...
- جراثيم العفن (العراقية) لفرانز فانون... النفط والديون والانف ...
- العصاب الجماعي للملالي في مسرحهم الكوميدي...ولاشرقية ولاغربي ...
- رفسات البغل الايراني المحتضر ضد العراق وستراتيجية الالهاء!
- ماالعمل للعراق وقواته المسلحة امام دروس الحرب الحديثة المفزع ...
- سودانيات هادفة 14- حكومة انفاس الحرائق والعطاب والخراب والدي ...
- الحشد الثوري الايراني: بين الفساد والإرهاب والعمالة، ودعوات ...
- رادارت العراق الشهيدة بكربلاء الجديدة- توقعات صحف عالمية حول ...
- ايران تبدا بتدمير قدرات العراق العسكرية الهزيلة اصلا بعد الا ...
- ملاحظات حول الحرب الايرانية الاسرائيلية الاولى ودروس للعراق ...
- متلازمة النجف (ستوكهولم) والارتباط الاحتلالي الصدمي عند طغم ...
- امتيازات شولتز وامتيازات مماليك الطغم الاجنبية الجاثمة على ص ...


المزيد.....




- منها مدينة عربية.. قائمة بأكثر المدن كلفة بأسعار السلع والخد ...
- وقف إطلاق النار في السويداء.. العشائر تنسحب وتُحذّر وباراك ي ...
- من -الأم اليائسة- إلى الجواسيس الإسرائيليين.. حضانة طفلتين ت ...
- عمان بين مشهدين
- انتخابات مجلس الشيوخ في اليابان تهدد سلطة رئيس الوزراء وسط ا ...
- انتخابات يابانية اليوم تنذر برحيل رئيس الوزراء
- السلطات في شرق ليبيا ترحل 700 مهاجر سوداني
- مسؤول أميركي: انتقاد إسرائيل قد يحرم الأجانب من الدراسة بالو ...
- أسكتلندا تحث لندن على التعاون لإنقاذ أطفال غزة
- متظاهرون في برلين يطالبون الحكومة الألمانية بوقف توريد الأسل ...


المزيد.....

- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مكسيم العراقي - بين صدام وامطار.. امريكا تنغث وتهتز 10 درجات على مقياس ريختر: ظاهرة الهُبْرِيس والنيميسيس في العراق!!