مكسيم العراقي
كاتب وباحث واكاديمي
(Maxim Al-iraqi)
الحوار المتمدن-العدد: 8385 - 2025 / 6 / 26 - 10:07
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
(1)
في 24 حزيران 2025 تعرّضت عدة منظومات رادار عراقية من طراز AN/TPS-77 الأمريكية الصنع لأضرار بالغة إثر هجوم بطائرات مسيّرة انتحارية استهدف معسكر التاجي وقاعدة الإمام علي.
وقد الخبير د احمد الشريفي ان تكلفة الرادار الواحد ب 195 مليون دولار!
الهدف الرئيسي من استهداف الرادارات هو تعطيل قدرات الرصد الجوي العراقية وخلق “نفق” جوي يسهّل عمليات استهداف لاحقة ضد قواعد أميركية أو مواقع عراقية دون إنذارات مبكرة. ضرب الرادارات يحدّ من قدرة منظومات الدفاع الجوي المحلية على اعتراض الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، ويزيد من هشاشة الأجواء أمام الأطراف المهاجمة، خصوصًا إذا جاءت من مسار غير متوقع.
وقال الشريفي ان الهدف هو اضعاف الجيش حيث تم في الماضي ضرب سلاح الجو لتحجيم قدراته!
وزارة الدفاع كانت ملزمة بضمان تأمين هذه الأهداف الحيوية عبر:
1. تكثيف دوريات الاستطلاع والتنصّت الإلكتروني للكشف المبكر عن إطلاق الطائرات المسيّرة.
2. ترصين الرادارات وحمايتها بملاجيء او خرسانة او حتى أكياس رمل وابعاد خزانات الوقود عنها ونشر دفاع جوي محلي باي شكل لان تلك الأهداف ثمينة جدا!
3. نشر نظم دفاعية طبقية (إلى جانب الرادارات الرئيسة)، تشمل أقمارًا صناعية محلية!! ( وهل يفعل ذلك نظام الفساد؟) أو متعاقدة، وأنظمة رادارية متنقلة قادرة على تغطية الثغرات.
4. تنسيق أفضل بين قيادات العمليات وقوات حرس الحدود، لضمان تحسّن إجراءات الحماية حول المنشآت المحيطة.
5. ضبط الحدود والسيطرة على معسكرات الفصائل ومواقعها في كل مكان وجرد أسلحتها وعتادها وصواريخها وطائراتها.( هو الحكومة ماتعرف عددهم واسمائهم وجنسياتهم انوب تعرف معسكراتهم وخصوصا في جرف الصخر!!)
6. تحسين التنسيق مع الاستخبارات العسكرية وباقي الأجهزة الأمنية المخترقة من ايران وذيولها لتبادل المعلومات الآنية عن تحركات العدو المحتملة.
7. معاقبة المقصرين في الحادث ومحاكمة المنفذين واعدامهم وتغريمهم قيمة الرادارات مع تكاليف النتائج الكارثة لما حدث.
8. معاقبة المقصرين في الجيش ووزارة الدفاع والحكومة والبرلمان في عدم وجود دفاع جوي قطري ومحلي ونقطوي! وترك تلك الأهداف الثمينة بلا حماية ولو بالحد الأدنى.
المصدر:
مباشر.. ضربات الوداع تصل العراق | #المنعطف مع هارون رشيد يوم 24 حزيران 2025
عراق 24 - ضيوف الحلقة: د. أحمد الشريفي - خبير أمني وعسكري د. فرات الموسوي - رئيس مركز العراق للطاقة
مباشر.. ضربات الوداع تصل العراق | #المنعطف مع هارون رشيد
https://www.youtube.com/watch?v=K_Zof8rUs1I
(2)
الهدنة التي تمّت بعد 12 يومًا من التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران جاءت بمثابة انفراج مؤقت، ولكن تحليلات الصحف العالمية تصفها بـ«الهشة» وتؤكد أن استدامتها رهينة بعدة عوامل سياسية واستراتيجية. فقد توقفت العمليات العسكرية وجاءت الهدنة بإشراف الولايات المتحدة، لكن في الوقت ذاته ما زال الطرفان يتحركان بحذر خوفًا من تجدد العنف. -Financial Times- أكدت أن هذه الهدنة “هشة” ومؤقتة، إذ رغم إيقافها لتبادل الضربات، إلا أنها معرضة للانهيار السريع في حال حدوث أي انتكاسة أو خرق للاتفاق[1].
الولايات المتحدة، بقيادة ترامب، لعبت دور الوساطة الفاعل. فقد تُوّجت هذه الهدنة بالاعتماد على "دائرة ضيقة من المستشارين" ومبادرات عبر وسائل التواصل، مما يشير إلى تحول نحو الدبلوماسية بعد فترة من الضغط الأقصى. وأشارت -AP News- إلى أن هذه الخطوة تمثل "تحولًا مهمًا في السياسة الأمريكية" بعد ضرب المواقع النووية الإيرانية[2]، عبرفكرة تعزَّزت بعد إعلان ترامب أن واشنطن ستبدأ محادثات مع المسؤولين الإيرانيين في الأسبوع المقبل[4].
من منظور ما بعد الهدنة، تُعتبر الخطوة بداية لمسار تفاوضي واسع، خاصة فيما يتعلق بالملف النووي. بحسب -AP News-، الضربات على المنشآت النووية أرجعت تقدم البرنامج الإيراني بعدة أشهر فقط، مما يفسح المجال أمام مسار تفاوضي موسع يشمل ملفات مثل غزة وأوكرانيا[2].
على صعيد الاقتصاد العالمي، تفاعل السوق بشكل إيجابي محدود؛ فتراجع أسعار النفط بنسبة 6٪ كان مؤشراً إيجابيًا، لكنه كان مصحوباً بحذر الأسواق من هشاشة الهدنة. وغطّت -Reuters- هذا التحوّل، مشيرًا إلى أن السوق فضّل التريّث لإعادة تقييم مدى دوام الهدنة[3].
من جانب آخر، يرى خبراء أن هذه اللحظة تحمل فرصة للدبلوماسية، لكنها محفوفة بالمخاطر. فقد أكّدت -PBS NewsHour- أن "الدبلوماسية والحوار والتحقق هي أفضل خيار لضمان السلام"، في حين شككت --Financial Times-- في قدرة الهدنة على منع إيران من التسارع في مسارها النووي بمجرد انتهاء الضغط العسكري[1][5].
ان الهدنة الراهنة يمكن اعتبارها إنجازًا مؤقتًا مدفوعًا بدبلوماسية أمريكية نشطة، وقد تفتح أفقًا لتفاوض أوسع إذا جرى دعمها. ومع ذلك، تظل هشاشة الاتفاق ومخاطر تسريع البرنامج النووي الإيراني والعوامل الاقتصادية المحدودة, عوامل قد تعيد المنطقة إلى نقطة الصفر في أي لحظة.
المصادر:
1. PBS NewsHour – “Israel‑Iran ceasefire holds as Trump lashes out at both sides” at 24.06.2025
2. https://www.pbs.org/newshour/show/fragile-israel-iran-ceasefire-holds-as-trump-lashes-out-at-both-sides
3. AP News – “This is what could happen next after an Israel Iran ceasefire” at 25.06.2025
https://apnews.com/article/330d6d6d1a8939c0c8866941992f65c5
4. Reuters – “Oil prices 6% as Israel Iran ceasefire reduces Middle East supply risk” at 25.06.2025
https://www.reuters.com/business/energy/us-crude-oil-futures-fall-over-3-trump-announces-israel-iran-ceasefire-2025-06-23/
5. AP News – “Trump says US and Iranian officials will talk next week as ceasefire holds” at 25.06.2025
https://apnews.com/article/israel-palestinians-iran-war-latest-06-25-2025-a18dbde29c3e564063fd0d9a9e84d0c1
(3)
تقاريرمراكز ابحاث عالمية حول الحرب التي وقعت بين إسرائيل وإيران، من 13 إلى 24 يونيو 2025، تتناول الموضوع من جوانب متعددة: عمليات المخابرات والاستخبارات، خسائر الاقتصاد والبنية التحتية، التكتيكات الحربية، وتقييم الانتصار ومن تلك المواضيع:
العمليات الاستخباراتية للموساد
في 13 يونيو، أطلقت إسرائيل حملتها المعروفة بـ "Operation Rising Lion"، باستخدام طائرات بدون طيار زرعت داخل إيران وأجهزة تجسس متقدمة لاستهداف رادارات وأنظمة دفاع جوي. بحسب CSIS في تقرير -Ungentlemanly Robots-، تزامن التخريب الاستخباراتي مع الضربات الجوية لتشويش دفاعات إيران وتنفيذ أول هجوم منظّم ضد المنشآت النووية [2].
التنفيذ العسكري – الحملة الجوية المشتركة
إسرائيل استهدفت منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، بما في ذلك مختبرات، وأنظمة تخصيب متقدمة، عبر ضربات دقيقة مع دعم استخباراتي من الموساد [4].
الولايات المتحدة في 22 يونيو نفذت عملية "Operation Midnight Hammer"، باستخدام 125 طائرة منها طائرات B وصواريخ كروز و14 قنبلة MOP فائقة القوة، استهدفت المنشآت النووية تحت الأرض [3].
CSIS أكّدت أن هذه الضربات باستخدام تلك القنابل تعدّ الأشد تأثيرًا منذ عقود، مع دمار ملموس لكنها لم تؤد إلى القضاء الكامل على البرنامج الإيراني [3].
الخسائر الاقتصادية والبنية التحتية
في إيران توقّف نشاط التخصيب النووي وتم تدمير محطات طاقة ومواقع مدنية تسبّب بخسائر اقتصادية تقارب 24–35 مليار دولار (6–9% من الناتج المحلي)، إلى جانب تعطّل الكهرباء وازدياد التضخم العام [4] [7].
في إسرائيل انخفضت مؤشرات البورصة وتكبّدت أضرار مادية تقدر بحوالي 1.5 مليار دولار.
الرد الإيراني وأساليب الحرب المعاكسة
أطلقت إيران أكثر من 400 صاروخ باليستي تجاه إسرائيل وقاعدة العديد، بعضها اخترق أنظمة الدفاع الجوي رغم القبة الحديدية، مستهدفة تل أبيب ومناطق اخرى ومناطق مدنية، [2].
من هو المنتصر؟
عسكريًا حقّقت إسرائيل والولايات المتحدة هدف تعطيل الجزء الأكبر من البرنامج النووي لفترة محدودة، لكن إيران لم تُقهر عسكريًا [1] [2] [3] [4].
اقتصاديًا إيران تكبّدت خسارة فادحة غذّت شعورًا داخليًا بالضغط الاجتماعي، بينما تضررت إسرائيل بأقل من نظيرتها وتجاوزت الصدمة.
استراتيجيًا وسياسيًا هذا التصعيد عزز موقع نتنياهو وترامب داخليًا [2] [7].
ان الضربات المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة كانت هجمات قوية أعاقت البرنامج النووي الإيراني بشكل مؤقت وظهر تعاون استخباراتي عميق بين الطرفين. روسيا والصين حذرتا من مخاطر إشعاعية مستقبلية، لكن الحرب انتجت اضرارا بليغة وليس الانهيار الكامل لايران.
إيران قد تعود إلى تطوير البرنامج النووي عبر طرق سرية ووكلائها الإقليميين. المرحلة القادمة تعتمد على ما إذا كانت التحركات العسكرية سيتبعها استراتيجية دبلوماسية دولية تشمل قيودًا نووية وأطر ضمان دولية.
المصادر
1. CSIS – “Ungentlemanly Robots: Israel’s Operation Rising Lion and the New Way of War” (13–19 يونيو 2025)
http://www.csis.org/analysis/ungentlemanly-robots-israels-operation-rising-lion-and-new-way-war
2. CSIS- – “What Operation Midnight Hammer Means for the Future of Iran’s Nuclear Ambitions” (21–23 يونيو 2025)
http://www.csis.org/analysis/what-operation-midnight-hammer-means-future-irans-nuclear-ambitions
3. ISW – -Iran Update: Special Report, June 24, 2025, Evening Edition-
http://www.understandingwar.org/backgrounder/iran-update-special-report-june-24-2025-evening-edition
4. The Wall Street Journal- – “The Pillars of Iran s Regime Are Damaged, Not Destroyed” (24 يونيو 2025)
http://www.wsj.com/world/middle-east/the-pillars-of-irans-regime-are-damaged-not-destroyed-fc052656
5. Business Insider – “Bombings set back Iran s nuclear program, but likely didn t kill it” (24 يونيو 2025)
http://www.businessinsider.com/bombings-set-back-iran-nuclear-program-likely-didnt-kill-it-2025-6
6. Washington Post- – “U.S. initial damage report: Iran nuclear program set back by months, not obliterated” (24 يونيو 2025)
http://www.washingtonpost.com/national-security/2025/06/24/us-iran-bomb-assessment-nuclear-sites-not-destroyed
7. Project on Nuclear Issues, CSIS- – “The Fallout Factor in Targeting Iran’s Nuclear Program” (23 يونيو 2025)
http://www.csis.org/analysis/fallout-factor-targeting-irans-nuclear-program
#مكسيم_العراقي (هاشتاغ)
Maxim_Al-iraqi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟