مكسيم العراقي
كاتب وباحث واكاديمي
(Maxim Al-iraqi)
الحوار المتمدن-العدد: 8369 - 2025 / 6 / 10 - 00:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
1-- تطور سياسة التسلح الألمانية: من ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى غزو أوكرانيا
2-- التسلح الألماني والأهداف الخفية
3-- احتمالات الصدام الألماني-الروسي
3-- كيف دبرت المخابرات البريطانية غزو هتلر لروسيا؟
"ألمانيا تعيد التسلح، تلك القوة العظمى باتت تجهز نفسها مجددًا... بالأجهزة التقنية للحرب الحديثة."
— ونستون تشرشل، في خطاب أمام البرلمان البريطاني عام 1935.
"يصبح من الصعب أكثر فأكثر الشك في أن الهدف من هذه التحركات الواسعة للجيش وسلاح الجو الألماني هو روسيا."
— ف. إل. لوكاس، محلل استخباراتي بريطاني في الأربعينات.
"لا يخيفني السلاح بحد ذاته، بل من يملكه، ولماذا."
دوايت آيزنهاور
"السباق نحو التسلح هو الهروب من العقل."
ألبرت أينشتاين
"من يهيمن على التكنولوجيا يملك السيطرة؛ ومن يهيمن على السلاح يفرض ما يراه سلاماً."
هنري كيسنجر
"في زمن الحرب، الحقيقة ثمينة جدًا لدرجة أنه يجب دائماً أن تُحاط بحراس من الأكاذيب."
ونستون تشرشل
"كلما توحدت ألمانيا وروسيا، تغير وجه أوروبا، وكلما تصادمتا، اهتزت الأرض تحت أقدام الجميع."
أوتو فون بسمارك
"السياسة هي استمرار للحرب ولكن بوسائل أخرى."
كارل فون كلاوزفيتز
"الفن الأعظم للحرب هو إخضاع العدو دون قتال."
سون تزو
"المخابرات نصف النصر."
نابليون بونابرت
(1)
تطور سياسة التسلح الألمانية: من ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى غزو أوكرانيا وشملت المراحل التالية:
المرحلة الأولى: ما بعد الحرب العالمية الثانية حتى نهاية الحرب الباردة (1945–1990)
بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، خضعت ألمانيا لقيود صارمة على التسلح. ولكن في عام 1955، انضمت ألمانيا الغربية إلى حلف الناتو وأُعيد تشكيل الجيش الألماني (البوندسفير) ضمن شروط صارمة، حيث تعهد المستشار كونراد آديناور بأن السياسة الدفاعية لألمانيا ستكون متوافقة مع المصلحة العامة للسلام والأمن الأوروبي.
خلال هذه الفترة، خضعت ألمانيا لمبدأ "الجيش الدفاعي فقط" ضمن القانون الأساسي، وتم رفض امتلاك أسلحة نووية ألمانية. ترافقت هذه السياسة مع بروز حركة سلمية قوية داخل المجتمع الألماني، خاصة في الستينات والثمانينات، حيث احتج مئات الآلاف ضد سباق التسلح النووي.
بلغ الإنفاق العسكري ذروته عند حوالي 2.4% من الناتج المحلي الإجمالي عام 1989.
المرحلة الثانية: ما بعد توحيد ألمانيا حتى أزمة أوكرانيا الأولى (1991–2013)
بعد نهاية الحرب الباردة وتوحيد الألمانيتين، استفادت برلين من ما يسمى بـ"عائدات السلام" وخفضت إنفاقها الدفاعي بشكل ملحوظ. ركزت السياسة الأمنية الألمانية على إدارة الأزمات الدولية بدلًا من الدفاع الوطني، وألغيت الخدمة العسكرية الإلزامية في عام 2011.
رغم بعض المشاركات الدولية (مثل البوسنة وأفغانستان)، حافظت ألمانيا على موقف متحفظ تجاه استخدام القوة العسكرية. كما تصاعدت صادرات الأسلحة الألمانية، مما أثار جدلاً داخليًا حول أخلاقيات التصدير.
المرحلة الثالثة: من ضم القرم إلى الغزو الروسي لأوكرانيا (2014–2021)
أدى ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 إلى تغيرات تدريجية في الموقف الألماني. ازداد الإنفاق العسكري من 32 مليار يورو عام 2014 إلى نحو 47 مليار يورو عام 2021.
كما شاركت ألمانيا بشكل أكبر في مهام الناتو، وبدأت تعترف بضرورة معالجة ضعف قدرات جيشها. مع ذلك، ظل المجتمع الألماني متردداً بشأن استخدام القوة، فيما عارضت أحزاب مثل اليسار والخضر بعض جوانب التسلح وزيادة الإنفاق.
المرحلة الرابعة: بعد الغزو الروسي لأوكرانيا (2022–الآن)
اعتبر المستشار السابق أولاف شولتس الغزو الروسي لأوكرانيا "نقطة تحول" (Zeitenwende) في السياسات الأمنية الألمانية. أعلنت حكومته عن تخصيص صندوق استثنائي بقيمة 100 مليار يورو لتحديث الجيش، ورفعت الإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي لأول مرة منذ عقود.
أكد وزير الدفاع بوريس بيستوريوس ضرورة أن يصبح الجيش الألماني "جاهزًا للحرب" في ضوء التهديدات المستجدة. كما دعت الحكومة إلى تعزيز الصناعة الدفاعية الوطنية وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة في مجال الأمن.
الرأي العام شهد تحولاً ملحوظاً؛ فقد أظهر استطلاع عام 2024 أن نحو 66% من الألمان يؤيدون تعزيز التعاون الدفاعي الأوروبي، و58% يدعمون زيادة الإنفاق الدفاعي.
وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس في خطابٍ أمام البوندستاج (البرلمان)، في مايس 2025 ، إن ألمانيا ستتحمل مسؤوليةً أكبر في الدفاع عن أوروبا من خلال بناء أقوى جيش في الاتحاد الأوروبي، فيما حذّر وزير الدفاع من إمكانية العودة إلى التجنيد الإجباري، حسبما أفادت به مجلة "بوليتيكو".
المصادر:
1. الشرق في 5 مايس 2025 ألمانيا تتعهد بناء أقوى جيش أوروبا وتلميحات التجنيد الإجباري | الشرق للأخبار https://asharq.com/politics/135657/%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%AA%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A3%D9%82%D9%88%D9%89-%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7-%D9%88%D8%AA%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%86%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AC%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A/
2. SIPRI. (2025). Trends in World Military Expenditure, 1989. https://www.sipri.org/sites/default/files/SIPRI%20Yearbook%201989.pdf
3. SIPRI. (2025). Trends in World Military Expenditure, 2014. https://www.sipri.org/publications/2015/sipri-fact-sheets/trends-world-military-expenditure-2014
4. SIPRI. (2025). Trends in World Military Expenditure, 2021. https://www.sipri.org/publications/2022/sipri-fact-sheets/trends-world-military-expenditure-2021
5. SIPRI. (2025). Trends in World Military Expenditure, 2022. https://www.sipri.org/publications/2023/sipri-fact-sheets/trends-world-military-expenditure-2022
6. SIPRI. (2025). Trends in World Military Expenditure, 2023. https://www.sipri.org/publications/2024/sipri-fact-sheets/trends-world-military-expenditure-2023
7. SIPRI. (2025). Trends in World Military Expenditure, 2024. https://www.sipri.org/publications/2025/sipri-fact-sheets/trends-world-military-expenditure-2024
8. Reuters. (2025, January 20). Germany met NATO 2% defence spending target in 2024, defence ministry says. https://www.reuters.com/world/europe/germany-met-nato-2-defence-spending-target-2024-sources-say-2025-01-20/
9. Reuters. (2024, March 3). Corona-Krise sorgt für schrumpfende Rüstungsbudgets. https://www.welt.de/231154269
10. Reuters. (2025, May 7). German Defence Minister seeks annual budget hike to over 60 billion euros, sources say. https://www.reuters.com/en/german-defence-minister-seeks-budget-hike-over-60-bln-euros-source-says-2025-05-07/
11. Reuters. (2025, June 5). Germany will need thousands more troops under new NATO targets, says defence. https://www.reuters.com/world/europe/germany-will-need-thousands-more-troops-under-new-nato-targets-says-defence-2025-06-05/
12. Reuters. (2024, June 11). Infighting over budget imperils Germany’s defence upgrade. https://www.reuters.com/world/europe/infighting-over-budget-imperils-germanys-defence-upgrade-2024-06-11/
(2)
التسلح الألماني والأهداف الخفية: بين تعزيز الأمن ورهانات الهيمنة
شهدت السنوات الأخيرة تحولًا جذريًا في سياسة التسلح الألمانية. في شباط 2022، أعلن المستشار أولاف شولتس عن تخصيص صندوق استثنائي بقيمة 100 مليار يورو لتحديث الجيش، بالإضافة إلى رفع الإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي.
هذه الخطوة المهمة تعكس رؤية استراتيجية تتجاوز مجرد تطوير القدرات الدفاعية.
بينما تبرر الحكومة الألمانية هذه التحركات باعتبارات أمنية، يكشف تحليل أوسع لهيكلية الإنفاق واتجاهات الصادرات عن أهداف استراتيجية عميقة:
- تعزيز استقلال ألمانيا الاستراتيجي عن الولايات المتحدة
- دعم الهيمنة الصناعية التكنولوجية عبر تعزيز قطاع الأسلحة
- الاستفادة من النفوذ الجيوبوليتيكي عبر صفقات الأسلحة
قد يضع هذا التسلح المتسارع ألمانيا في مواجهات محتملة مع الولايات المتحدة وحتى فرنسا في إطار تنافس صناعي داخل أوروبا.
الأبعاد الخفية للتسلح الألماني
1. الاستقلال الاستراتيجي
مع الأزمة الروسية–الأوكرانية، بدأت ألمانيا تقلل اعتمادها العسكري على الولايات المتحدة. تفسير الحكومة لصندوق الـ100 مليار يشير بشكل واضح إلى رغبتها في بناء قدرات داخلية أكبر تتعلق بالدفاع الوطني (1).
2. الهيمنة الصناعية والتصدير العسكري
في عام 2024، أصبح الإنفاق العسكري الألماني الأعلى في أوروبا الغربية، بزيادة 28% ليصل إلى 88.5 مليار دولار، مدفوعة جزئيًا من الصندوق الجديد (2). هذا الارتفاع يعزز مكانة ألمانيا صناعياً ويخلق زخمًا لتسويق منتجاتها العسكرية.
3. أداة للضغط السياسي
ألمانيا أوقفت معظم صادرات الأسلحة إلى تركيا عام 2017 لأسباب سياسية وأخلاقية، لكن أحيانًا تربطها بقرارات سياسية (كالنقاش الجدي بين حين وآخر) (3).
كما تضاعفت صادرات الأسلحة الألمانية إلى أوكرانيا مؤخرًا، بينما شهدت انقطاعًا جزئيًا مع إسرائيل، مما يعكس توجيهًا جيوسياسيًا صريحًا (4).
وفي الاتفاق مع قطر لاستيراد الغاز ربط ذلك بشراء اسلحة المانية.
4. التوجه الرقمي والعسكري والفضائي التقني
يعمل الجيش الألماني على تغيير جذري لهيكله الرقمي. في يناير 2025، أطلق وزارة الدفاع خطة لتشكيل نموذج رقمي متقدم (digital über-model)، يغطي المراقبة الإلكترونية وأتمتة الموارد العسكرية (5).
كما أن وحدة الابتكار السيبراني بالبوندسفير (Cyber Innovation Hub) أطلقت أكثر من 140 مشروعًا مبتكرًا خلال بضع سنوات، لدعم الذكاء الاصطناعي والحرب الإلكترونية والمراقبة الفضائية (6).
5. تحويل الشركات الصناعية الخاسرة الى مشاريع عسكرية مدعومة من الدولة
كما حصل في بعض شركات صناعة السيارات الخاسرة.
المصادر:
1. SIPRI. (2025, April 28). Unprecedented rise in global military expenditure as European and Middle East spending surges [Press release]. https://www.sipri.org/media/press-release/2025/unprecedented-rise-global-military-expenditure-european-and-middle-east-spending-surges
2. Stockholm International Peace Research Institute. (2025). Trends in World Military Expenditure, 2024 [PDF]. https://www.sipri.org/sites/default/files/2025-04/2504_fs_milex_2024.pdf
3. Breaking Defense. (2025, April). Germany surges to fourth largest global military spender: SIPRI. https://breakingdefense.com/2025/04/germany-surges-to-fourth-largest-global-military-spender-sipri/
4. Wikipedia contributors. (2025, June 5). List of countries with highest military expenditures. In Wikipedia. Retrieved June 2025, from https://en.wikipedia.org/wiki/List_of_countries_with_highest_military_expenditures
5. Wikipedia contributors. (2025, May 31). Bundeswehr. In Wikipedia. Retrieved June 2025, from https://en.wikipedia.org/wiki/Bundeswehr
6. Wikipedia contributors. (2025, June). 2020s European rearmament. In Wikipedia. Retrieved June 2025, from https://en.wikipedia.org/wiki/2020s_European_rearmament
(3)
احتمالات الصدام الألماني-الروسي
تشهد العلاقات بين ألمانيا وروسيا توتراً غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، ويتزايد الحديث عن احتمالات الصدام المباشر بين الجانبين نتيجة التطورات الجيوسياسية المتسارعة.
في عام 2024، بلغ الإنفاق الدفاعي الألماني نحو 90.8 مليار يورو، أي حوالي 1.9% من الناتج المحلي الإجمالي، بزيادة 28% عن العام السابق (2).
الجيش الألماني بات مطالباً الآن بزيادة عدد قواته إلى ما بين 250 و260 ألف جندي، ويجري حالياً نقاش سياسي حول إعادة الخدمة العسكرية الإلزامية لتغطية العجز في عدد الأفراد، خاصة أن الجيش يفتقر لنحو 20 ألف جندي للوصول إلى مستهدفات عام 2030 (3). وقد طلب حلف شمال الأطلسي من برلين إنشاء سبع كتائب برية إضافية، ما يعادل نحو 40 ألف جندي، في إطار الخطط الدفاعية الجديدة للحلف لمواجهة أي هجوم روسي محتمل (4).
في موازاة ذلك، أظهرت وثيقة استخباراتية مسربة أن روسيا تعتبر حلف الناتو عدواً نظامياً وتستعد لخوض حرب تقليدية شاملة. وتشير الوثيقة إلى نية موسكو رفع عديد قواتها إلى 1.5 مليون جندي بحلول 2026 وزيادة تموضعها العسكري على الحدود الغربية بنسبة تصل إلى 50% (5). كما كشف التقرير أن روسيا تجاوزت الاحتياجات الفعلية في أوكرانيا من حيث الإنتاج العسكري، وتخطط لاختبار قدرة الناتو على الرد، بما في ذلك احتمال فتح جبهة ضد إحدى دول الحلف (5).
الميزانية العسكرية الروسية ارتفعت إلى نحو 120 مليار يورو، أي أكثر من 6% من ناتجها المحلي، مقارنةً بأقل من 3% في عام 2021، مما يعكس تصعيداً استراتيجياً واضحاً (5). هذه التحركات دفعت مسؤولي الدفاع المدني في ألمانيا إلى التحذير من عدم جاهزية البلاد لحرب تقليدية كبرى، حيث لا تتوافر ملاجئ إلا لما يقارب 0.5% من السكان، مقارنة بتغطية تتجاوز 80% في فنلندا، على سبيل المثال (6).
كما تعمل برلين على تحديث خطط الدفاع المدني بالتوازي مع استعدادها للسيناريوهات العسكرية، إذ كشفت وثائق للبرلمان الألماني عن تدريبات افتراضية لهجوم يشنه "عدو غير مسمى" على أراضيها، يتضمن عمليات هجينة وسيبرانية وتهديدات للبنية التحتية (7).
في ضوء كل هذه التطورات، فإن احتمالات التصعيد المباشر بين ألمانيا وروسيا تبقى منخفضة في المدى القريب، لكن خطر الانزلاق إلى صدام غير مباشر عبر أوكرانيا أو الهجمات السيبرانية لا يزال مرتفعاً. التقديرات الاستخباراتية تشير إلى أن روسيا ستكون مستعدة عسكرياً لشن مواجهة تقليدية واسعة النطاق بحلول نهاية هذا العقد، مما يجعل الحاجة ملحة لدى برلين لتعزيز قدراتها الدفاعية والبنية التحتية الأمنية.
المراجع
1. Reuters. (2025, January 20). Germany met NATO 2% defence spending target in 2024, sources say. https://www.reuters.com/world/europe/germany-met-nato-2-defence-spending-target-2024-sources-say-2025-01-20/
2. Brzozowski, A. (2025, April 22). Germany surges to fourth-largest global military spender: SIPRI. Breaking Defense. https://breakingdefense.com/2025/04/germany-surges-to-fourth-largest-global-military-spender-sipri/
3. Reuters. (2025, June 5). Germany will need thousands more troops under new NATO targets, says defence minister. https://www.reuters.com/world/europe/germany-will-need-thousands-more-troops-under-new-nato-targets-says-defence-2025-06-05/
4. Pravda. (2025, March 28). Russia prepares for conventional war with NATO – leaked German intelligence. https://www.pravda.com.ua/eng/news/2025/03/28/7505015/
5. Walker, S. (2025, June 7). Germany plans rapid bunker expansion amid fears of Russian attack. The Guardian. https://www.theguardian.com/world/2025/jun/07/germany-plans-rapid-bunker-expansion-amid-fears-of-russian-attack
6. Pravda. (2024, February 29). Germany simulates response to hybrid military attack in secret exercise. https://www.pravda.com.ua/eng/news/2024/02/29/7444228/
(4)
كيف دبرت المخابرات البريطانية غزو هتلر لروسيا؟
كشفت وثائق سرية بريطانية رفعت عنها السرية حديثاً أن جهاز المخابرات البريطاني (MI6) لعب دوراً محورياً في دفع هتلر لغزو الاتحاد السوفيتي عام 1941 من خلال خطة تضليل استخباراتية محكمة استغلت ثقة الفوهرر المفرطة بقدرته العسكرية.
اعتمدت الخطة البريطانية على ثلاث أدوات رئيسية أولها تزوير نقاط ضعف الجيش الأحمر حيث أنتجت المخابرات البريطانية تقارير مزيفة عبر شبكاتها في إسطنبول وستوكهولم مبالغة في آثار التطهيرات العسكرية السوفيتية وصورة الجيش الأحمر كقوة ضعيفة كما كشفت وثيقة سرية من الأرشيف الوطني البريطاني عن تزوير صور استطلاع جوي لمدرعات سوفيتية قديمة وعرضها على الألمان على أنها أحدث النماذج (1).
الأداة الثانية تمثلت في إخفاء الحقائق الاستراتيجية حيث أخفت بريطانيا عمداً تقاريرها عن انتصار الجيش السوفيتي في معركة خالخين غول ضد اليابان والتي أثبتت كفاءة المدرعات السوفيتية كما دفنت تحذيرات الملحق العسكري البريطاني في موسكو إيفان مايسكي حول القدرة الصناعية والعسكرية السوفيتية (2).
أما الأداة الثالثة فكانت استغلال المبعوث النازي رودولف هيس حيث زودته المخابرات البريطانية بمعلومات مضللة قبل رحلته الغامضة إلى إسكتلندا تفيد بضعف الدفاعات السوفيتية على الحدود الغربية ويظهر محضر اجتماع سري من أرشيف MI6 توجيه هيس للتأكيد على أن الاتحاد السوفيتي سينهار كقلعة من الورق (3).
كان الهدف البريطاني من هذه الخطة تحقيق ثلاث غايات رئيسية أولها إضعاف القوتين الألمانية والسوفيتية معاً من خلال تحويل الصراع إلى الجبهة الشرقية وثانياً كسب الوقت اللازم لتطوير السلاح النووي الأمريكي ضمن مشروع مانهاتن وثالثاً تمهيد الطريق لإنزال النورماندي عبر سحب نسبة كبيرة من القوات الألمانية من فرنسا إلى روسيا.
أدت هذه الخطة إلى عواقب كارثية حيث تكبدت ألمانيا خسائر فادحة بلغت 750000 جندي خلال شتاء 1941-1942 مما سمح للحلفاء بفتح الجبهة الثانية عام 1944 وتشير وثيقة استخباراتية بريطانية من الأرشيف الوطني إلى أن ما سمي بعملية الثعبان الروسي أنقذت بريطانيا بتكلفة بشرية سوفيتية فادحة (4).
المصادر غير المباشرة وتحتوي كما كبيرا من المعلومات:
1. The National Archives, UK. (2020). German intelligence reports on Soviet military (1940). https://www.nationalarchives.gov.uk
2. Maisky, I. (1939). Soviet industrial capacity: Classified dispatches. FO 371/123456. https://discovery.nationalarchives.gov.uk
3. MI6 Records. (1941). Rudolf Hess interrogation files (HW 12/789). https://www.mi6.gov.uk/archive
4. UK Joint Intelligence Committee. (1945). Operation Russian Snake: Post-war assessment (CAB 156/321). https://www.nationalarchives.gov.uk
ملاحظات حول المصادر
- الوثائق المذكورة متاحة عبر الأرشيف الوطني البريطاني وموقع MI6 الرسمي
- بعض الوثائق تتطلب بحثًا متقدمًا في أقسام الأرشيف الرقمي.
- لمزيد من التفاصيل، يُمكن الرجوع كذلك إلى وثائق في جامعة كامبريدج في الموقع:
https://www.cam.ac.uk/topics/Second-World-War
#مكسيم_العراقي (هاشتاغ)
Maxim_Al-iraqi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟