أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - لاهور شيخ جنكي… صراع الأجنحة البرجوازية والطبقات المهمشة في كردستان














المزيد.....

لاهور شيخ جنكي… صراع الأجنحة البرجوازية والطبقات المهمشة في كردستان


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 22:45
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في كردستان والعراق، لا يُحسم المشهد السياسي لصالح المواطنين البسطاء، بل لصالح أجنحة برجوازية متناحرة، كل جناح مرتبط بمحاور إقليمية، تتقاسم النفوذ والإيرادات، متجاهلة بشكل كامل مصالح الطبقات الكادحة والمهمشة. هذا الصراع التاريخي بين الأجنحة لم يكن يومًا مجرد نزاع على المناصب، بل لعبة مصالح خارجية وداخلية تتحكم بمصير ملايين الناس دون أي تمثيل حقيقي لهم.

السياق التاريخي لصراع الاتحاد الوطني

بعد رحيل جلال طالباني عام 2017، دخل الاتحاد الوطني الكردستاني مرحلة صراع داخلي حاد بين جناحي السلطة: جناح بافل طالباني، المدعوم إقليميًا من إيران وتركيا، وجناح لاهور شيخ جنكي، الذي صعد عبر السيطرة على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية (زانياري). لاهور لم يكن سياسيًا تقليديًا، بل رمزًا للقوة الأمنية والسياسية داخل السليمانية، ما جعله حاكمًا فعليًا على المدينة، بينما بقيت الطبقات الشعبية تتلقى آثار الصراعات النخبوية دون أي قدرة على التأثير.

تميز لاهور عن باقي البرجوازيين في الإقليم بجرأته على مواجهة كل من طهران وأنقرة وأربيل دفعة واحدة، متحديًا الولاءات الإقليمية والمحلية في خطوة نادرة أثارت حفيظة الجميع. لكنه، رغم هذا التميز، لم يتمكن من تحويل نفوذه إلى قوة تخدم الشعب الكادح، بل بقي الشعب كالأداة التي تصطدم بها الأجنحة البرجوازية في صراعها على السلطة.

الطبقات المهمشة بين الولاءات الخارجية والصراعات الداخلية

في هذه المعادلة، لا يهم الأجنحة البرجوازية إلا موقعها الاستراتيجي، الموارد الاقتصادية، والولاءات الإقليمية. الفقراء، العمال، والمزارعون في السليمانية وحولها، يعيشون تحت وطأة ضغط اقتصادي، غياب الخدمات، وتراجع الأمن المجتمعي، بينما صراع الأجنحة البرجوازية يزداد حدة، مدعومًا بخطابات شكلية عن "الإصلاح" و"حماية الأمن". هذه الطبقات تُستغل لتبرير الإجراءات الأمنية والعسكرية، ويُتخذ من حياتهم اليومية ورقة ضغط ضمن اللعبة السياسية.

اعتقال اليوم: سقوط جناح الأمن البرجوازي

فجر الجمعة 22 أغسطس 2025، تم اعتقال لاهور شيخ جنكي بعد عملية عسكرية واشتباكات مسلحة في السليمانية، أسفرت عن قتلى وجرحى بين قوات الأمن. هذا الاعتقال ليس فقط نهاية نفوذه، بل تأكيد على أن صراع الأجنحة البرجوازية لا ينتج إلا تغييرات شكلية على رأس السلطة، بينما الشعب يبقى رهينة هذه الصراعات. تأسيسه لحزب "جبهة الشعب" عام 2024 لم يغير المعادلة، لأن الولاءات الخارجية والقيود الداخلية على العمل السياسي تحدد حدود أي تغيير فعلي لمصلحة الطبقات الشعبية.

الخلاصة: مرآة صادقة للصراع الطبقي

لاهور شيخ جنكي يظل استثناءً بين البرجوازيين المحليين، لأنه تحدى في وقت واحد كل القوى الإقليمية والمحلية، لكنه دفع الثمن بنفس الأسلوب الذي يدفعه الشعب الكادح: الإقصاء والاعتقال والعنف المباشر. مشهد اعتقاله اليوم هو مرآة صادقة للصراع الطبقي في كردستان والعراق: صراع تهيمن عليه الولاءات الإقليمية، يقرر مصائر الناس من فوق رؤوسهم، ويترك الطبقات المهمشة دون أي حماية أو سلطة حقيقية على حياتها اليومية.

يبقى الدرس الأكبر أن الصراع بين الأجنحة البرجوازية، مهما بدا عنيفًا أو متصادمًا، لن يخدم إلا مصالح نخبة صغيرة، بينما يبقى الكادح والمهمش هو الضحية الدائمة لهذا النزاع الهيكلي.



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكتاتورية الحزبين في الولايات المتحدة: ثنائية محاصصية وضرورة ...
- الالتفاف على قرار التأميم: من منجز تاريخي إلى ريع تابع
- -الفائض والريع: تحليل اقتصادي سياسي للمقارنة بين الاشتراكية ...
- -الفائض والريع: تحليل اقتصادي سياسي للمقارنة بين الاشتراكية ...
- التحول الأنتي-إمبريالي في الدولة الريعية
- قمة ألاسكا : من فراغ علني إلى صفقة كبرى
- أمميه النضال الطبقي في الاقتصاد الريعي
- أعطني شرطياً نزيهاً.. وأضمن لك حصار السلطة الفاسدة
- (المشاية) إلى كربلاء وحج سانتياغو: رحلة نحو المقدس عبر العصو ...
- الاقتصاد الرقمي: ذروة تطور الرأسمال وانكشاف عبودية القرن الح ...
- توسع ميدان الصراع الرأسمالي في عصر الاقتصاد الرقمي: من الموا ...
- -الاقتصاد الرقمي والإنتاج السلعي: إعادة تأكيد الدور المركزي ...
- الاقتصاد الرقمي كامتداد لرأس المال: نقد إسقاطات الصراع الطبق ...
- ممر زنغزور: المشهد، الأطراف، والمصالح
- اللعبه الكبرى....سيرورة العالم الدولي الجديد
- التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي : لعبة توازنات أم خرق ست ...
- التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي: لعبة توازنات أم خرق است ...
- التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي: لعبة توازنات أم خرق است ...
- سكونية الاقتصاد الريعي الخليجي وتجميد التناقضات الطبقية
- هل أفلت النظرية الثورية الماركسية في الاقتصاد الريعي


المزيد.....




- جيل Z 212 واحتجاجات الشباب في المغرب: من الفضاء الرقمي إلى ا ...
- بيان مشترك: في الذكرى الثانية لانطلاق طوفان الأقصى العظيم، ا ...
- الجبهة الديمقراطية تدعو لتشكيل وفد فلسطيني موحد للتفاوض مع إ ...
- فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يدعو لجنة القطاعات الاج ...
- تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم تعقد مؤتمرها الحادي عش ...
- الفصائل الفلسطينية: طوفان الأقصى محطة تاريخية بمشروعنا المقا ...
- في الذكرى الثانية لـطوفان الأقصى: المجد للمقاومة والخلود للش ...
- رائد فهمي: سقف الإنفاق الانتخابي محدد قانوناً .. ويجري تجاوز ...
- انتصار صحفيو “الوفد”.. درس في التنظيم
- أكبر مظاهرة مؤيدة لفلسطين في تاريخ ألمانيا


المزيد.....

- كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علم الاعصاب الكمي: الماركسية (المبتذلة) والحرية! / طلال الربيعي
- مقال (الاستجواب الدائم لكورنيليوس كاستورياديس) بقلم: خوان ما ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - لاهور شيخ جنكي… صراع الأجنحة البرجوازية والطبقات المهمشة في كردستان