أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مجموعة -الكوخ- محمد حافظ














المزيد.....

مجموعة -الكوخ- محمد حافظ


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8441 - 2025 / 8 / 21 - 08:53
المحور: الادب والفن
    


الأدب الجيد هو الذي يحدث المتعة في التلقي، فتشده اللغة، الشكل الذي قدم به العمل، الموضوع المطرح الذي يقودنا إلى زمن الأحداث، عنوان المجموعة "الكوخ" يشير إلى العزلة/ الفقر، وهذا له علاقة بحالة الفلسطيني بعد الهجرة التي اجبر عالها عام 1948، وهنا ننوه إلى أن المخيم يتشكل من مجموعة أبنية تفتقد لأدنى مقومات الحياة السكنية، فالسقوف لا تحمي من حرارة الشمس الحارقة، ولا من المطر المتساقط، يضاف إلى ذلك (قلة الحيلة) لمعالجة وإصلاح هذه السقوف، مما يزيد من الألم الواقع على ساكنيه المخيم.
يضاف إلى ذلك أن الواقع البائس جاء بعد حياة مترعة بالهناء والراحة، وهذا ما زاد من قسوة الحال، فمن السهل التنعم بالحياة بعد شقاء، لكن من الصعب حدوث الشقاء بعد هناء، هذا الواقع تم رصده في قصة العنوان "الكوخ" التي افتتح بها القاص المجموعة، وهذا ما جعل القصة قاسية المضمون، مما ترتب على القصاص إيجاد مخففات تسهل على المتلقي تناول القصة والمجموعة القصصية، فكانت اللغة الأدبية الناعمة أحدى وسائل التخفيف: "وقد دارت في رأسها خيالات وأفكار سرحتها في آفاق بعيدة... إلى تلك القرية المزروعة في سفح واد من وديان فلسطين، وإلى ذلك البيت البسيط في الطرف الغربي منها، وتلك الطريق المعشوشبة دائما والتي تؤدي إلى رأس النبع في أعلى الوادي... طالما سارت بها لتملأ الجرار أو تغسل الثياب" ص4، ا للافت في هذا المقطع تخفيفه على بطلة القصة وعلى المتلقي في آنا واحد، فكلاهما وجد المتعة، السعادة في تلك الذكريات، وبهذا يكون القاص قد أوصل جمال/ هناء فلسطين للمتلقي بصورة غير مباشرة، من خلال أحداث القصة،.
في قصة "الناس والبحر" يقدمنا القاص من أدب الحيوان من خلال أحداث تجري لسمكتين حاولتا الاستعانة بسمكة كبيرة لتنقلهما إلى مكان آمن، في البداية تطلب منهما التعلق بذيلها، لكن ما أن تهزه حتى تندفعان بعيدا عن السمكة الكبيرة، فتطلب منهما الدخول إلى فمها حيث يمكنهما البقاء في أمان، لكن هذا الطلب ما هو إلا خدعة/ طريقة لإقناع الضحيتين بأن الأمن والأمان والسلامة تكمن في جوف القوي/ الكبير، وبعد دخولهما، تبدأ عملية (هضمهما) لكن أحدى السمكتين تتشبث بأسنانها بأمعاء السمكة الكبيرة وهذا يؤدي إلى تمزيقها من الداخل، لتخرج ورفيقتها من موت محتم.
اللافت في القصة الرمزية التي تحملها، فالاستعانة بقوي تعني ابتلاع القوي لمن استعانة به، وهذه الفكرة أكدها "ميكافيلي في كتابه "الأمير": الاستعانة بدولة قوية يعني ابتلاع تلك الدولة القوية للإمارة، والاستعانة بمرتزقة يعني تخريب الأمارة" فالقاص في هذه القصة يقودنا إلى نتائج الثورة العربية الكبرى، وكيف أن استعانة العرب الضعفاء بالغرب القوى أدى إلى ابتلاع الغرب للمنطقة العربية بكاملها، وما نعيشه الآن من بؤس وتجزئة وتشرذم ما هو إلا ناتج عن ذلك (التحالف).
قصة "النجاة" يتحدث فيها القاص عن أهمية الإرادة في الوصول للهدف، رغم ضخامة التضحيات، فنجده يستعين بقصة "إرنست همنغوي" الشيخ والبحر" اللافت في هذه القصة أنها جاءت على لسان امرأة، وكأن القاص يقول إن الأدب هو وسيلة تعبئة القارئ ـ إن كان رجلا أم امرأة ـ بالقوة/ الأفكار/ المعنويات، فظهرت ساردة القصة في الخاتمة بهذا الحال: "وكنت أشعر بأن شيخ البحر قد استقر فتيا في أعماقي" ص44، وبهذا يكون القاص قد قدمنا من قصة عالمية وعرفنا عليها، كما أعادة إنتاجها بصيغة قصة عربية وبصوت امرأة، كتأكيد على أن الأدب يخدم كل البشر/ الناس بصرف النظر عن جنسهم وجنسيتهم وأماكن تواجدهم.
إذا ما توقفنا عند القصص السابقة، نجد أن القاص استخدم القص الخارجي/ العلمي في "الكوخ، الناس والبحر" وأنا القاص في "الطيور المهاجرة" ونلاحظ أنه لم يسم أبطال القصص وجعلها غير معرفة، لكن في بقية القصص "الطيور المهاجرة" بدأ يسمي الشخصيات، فبدا القاص وكأنه قرر أن يكون أبطال قصصه شخصيات (معروفة) للقارئ فسماها لنا، كما نجده يركز على المرأة/ الأنثى في أكثر من قصة، وهذا يشير إلى قناعة القاص بدور المرأة وفاعليتها في الحياة، فقصة "الطيور المهاجرة تحدث فيها عن انتحار فتاة، كإشارة إلى قسوة المجتمع على الأنثى/ المرأة التي يتعامل معها من منطق سادي/ ذكوري.
قصة "مشوار" جاءت على شكل خواطر/ مشاعر أكثر من كونها قصة، فركز القاص على رسم الإحساس أكثر من تناوله لأحداث: "الشارع يلهث من لفح الشمس...في هذه المدينة شوارع سوداء، تدوسها عربات وسيارات" 85 و86.
في قصة "المشبوه والذئاب" يتناول فساد العلاقات الاجتماعية القائمة على المصلحة المادية، فهي قصة اجتماعية بامتياز.
آخر قصة في المجموعة "القنبلة" قصة المقاومة، لكن طريقة إنهاء القصة جاءت (مستعجلة) فبدت نهايتها غير مكتملة، وكان يمكن إضافة المزيد من الأحداث إلى القصة لتكون أكثر إمتاعا وجمالا.
وإذا عودنا إلى أول قصة "الكوخ" التي تتحدث عن اللجوء والموت في الخيام، وربطناها بخاتمة المجموعة "القنبلة" نصل إلى طرفي الخيط الذي يربط المجموعة، اللجوء/ التشرد/ هجرة الوطن مكرها، تؤدي إلى المقاومة.
المجموعة من منشورات اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، عمان/ الأردن، الطبعة الأولى 2002.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان مرقى الغزالة مراد السوداني
- ديوان غزة قصائد الصهيل والهديل سامي عوض الله البيتجالي
- رواية قطة فوق صفيح ساخن مراد ساره
- رواية أبناء السماء يحيى القيسي
- رواية نهر يستحم في البحيرة يحيى يخلف
- الأعداد في قصيدة الطوفان صلاح أبو لاوي الطوفان
- الثورة في قصيدة -يأتي الصباح- سامي عوض الله (البيتجالي)
- الشاعر سميح محسن في ديوان (اخلع سماءك وانتظرني): تجسيد لفكرة ...
- الشكل والمضمون في كتاب أزاهير وقوارير محمد حافظ
- أنا الشاعر في ديوان -شجر اصطفاه الطير- عمر أبو الهيجاء
- المرأة في مجموعة -الأخوات الحزينات- نجاتي صديقي
- المكان في مجموعة -حين تموت المدن- صلاح دهني
- عزوف الحياة في قصيدة -خذ روحي إليك- علي البتيري
- الشعبية في رواية خرفيش محمود عيسى موسى
- الاستعمار الاستيطاني في رواية -الحريق- محمد ديب، ترجمة سامي ...
- البياض المطلق في -أمي- مراد السوادني
- التسلية في قصة -معضلة الزنزانة رقم 13-
- الشعر وتقديم الواقع في قصيدة- طفلان يبتسمان-
- غزة في رواية -سلالة من طين، غزة الباكية- قمر عبد الرحمن
- الواقع والتغيير في -خطابات الإسكندر- فيصل زريقات


المزيد.....




- الذكاء الاصطناعي بين وهم الإبداع ومحاكاة الأدب.. قراءة في أط ...
- مخيم -حارة المغاربة- بطنجة يجمع أطفالا من القدس والمغرب
- بصمة الأدب العربيّ: الدّكتورة سناء الشّعلان (بنت النعيمة)
- باب كيسان.. البوابة التي حملت الأزمنة على أكتافها
- -بدونك أشعر أني أعمى حقا-.. كيف تناولت سرديات النثر العربي ا ...
- نذير علي عبد أحمد يناقش رسالته عن أزمة الفرد والمجتمع في روا ...
- المؤرخة جيل كاستنر: تاريخ التخريب ممتد وقد دمّر حضارات دون ش ...
- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مجموعة -الكوخ- محمد حافظ