أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي محمود - إعادة التموضع الأميركي في العراق، قراءة استراتيجية لانسحاب 2025















المزيد.....

إعادة التموضع الأميركي في العراق، قراءة استراتيجية لانسحاب 2025


حسين علي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8439 - 2025 / 8 / 19 - 08:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعلنت بغداد وواشنطن في 27 سبتمبر 2024 إنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي في العراق خلال 12 شهراً، أي بحلول نهاية سبتمبر 2025، مع انتقالٍ إلى شراكات أمنية ثنائية بدل "قيادة تحالف". هذا تم ضمن عمل اللجنة العسكرية العليا المشتركة.

تركز المرحلة الأولى على إغلاق ونقل المقرّات الأساسية في بغداد وعين الأسد، مع إعادة التموضع في أربيل واستمرار التعاون في التدريب والاستخبارات والمشورة ضمن أطر ثنائية، وتقارير الأيام الأخيرة أكدت أن الانتقال إلى أربيل يبدأ في سبتمبر 2025.
كما أن الإكمال الكامل لملف التحالف قد يمتد إلى سبتمبر 2026 (كمرحلة ثانية)، مع بقاء التعاون الثنائي والتدريب قائمًا.
رغم إنهاء مهمة التحالف في العراق، المهمة الأميركية في سوريا مستمرة، وهو ما يُبقي لأربيل أهمية لوجستية استخباراتية.


■ لماذا بدأ الانسحاب الامريكي الآن؟؟
- سيادة الدولة وتهدئة الداخل : الحكومة تريد تحويل الملف من "وجود تحالف" إلى تعاون ثنائي يحدّ من الاستهدافات المتبادلة ويقلل الاحتكاك السياسي والأمني داخل العراق.
- تحول طبيعة التهديد : "داعش" تراجع كتنظيمٍ مُمَاسك داخل العراق، مع بقاء خلايا نشطة، لذا الاحتياج يتحوّل من قوات مقاتلة إلى بناء قدرات واستخبارات.
- سياق إقليمي أوسع : شدّ وجذب أميركي - إيراني ينعكس على بغداد، وسياسة واشنطن الأخيرة تجاه طهران (بما فيها ملفات الطاقة، الإعفاءات) تضغط على معادلة الداخل العراقي.

■ ما هي السيناريوهات مستقبلية؟؟
- بقاء وجود أميركي دولي أصغر حجما في أربيل بصيغة تدريب واستخبارات، وتطوير قدرات سلاح الجوّ والحدود والاستخبارات العراقية، مع تنسيق ثلاثي (بغداد - أربيل - واشنطن) ضد خلايا داعش وعلى الحدود السورية.
والمكسب من ذلك، سيادة أعلى وتهدئة سياسية، ومكافحة إرهاب بكلفة أقل.

- تصاعد هجمات الفصائل أو توترات إقليمية يدفع إلى تسريع الخروج من قواعد غرب العراق والاكتفاء بأربيل خارج الحدود، مما سيحدث فجوات أمنية مؤقتة في الأنبار - الجزيرة - حدود سوريا، واحتمال احتكاكات أكبر في المناطق المتنازع عليها.

- استمرار مهمة سوريا وعمليات الاستطلاع والاستهداف "عبر الشركاء" من محاور أربيل - شرق سوريا، مع عدم وجود قتالي مباشر داخل العراق.

- مع نضج المرحلة الانتقالية، قد تؤدي الى توقيع مذكرات تفاهم ثنائية قطاعية (طيران، مكافحة إرهاب، حدود) بدل اتفاق شامل، بما ينسجم مع خطاب السيادة.

■ تداعيات الانسحاب من العراق
- فجوات انتقالية محتملة في الأنبار والجزيرة ومعابر البادية، وحاجة لمضاعفة الاستطلاع والمراقبة والقدرات الجوية الدقيقة.
- المناطق المتنازع عليها تحتاج آليات مشتركة (جيش - شرطة اتحادية - بيشمركة) لضبط الثغرات ومنع عودة الخلايا.
- مكسب سيادي للحكومة بإنهاء "مهمة التحالف"، لكنّ ضبط سلاح الفصائل بعد زوال مبرّر "وجود القوات الأجنبية" سيصبح اختبارا حقيقيا لهيبة الدولة.

- سيبقى العراق ساحة توازن بين واشنطن وطهران، أي تشدد أميركي على إيران (طاقة، عقوبات) أو تصعيد إقليمي سينعكس مباشرة على استقرار الداخل ومسار الانسحاب.

- نجاح المرحلة الانتقالية يُطمئن المستثمرين في الطاقة والبنية التحتية. بالمقابل، أي توتر مع إيران أو تغيّر بالإعفاءات قد يؤثر على إمدادات الكهرباء والغاز ويولّد ضغطًا شعبياً.


■ التحديات العملية التي يجب الاستعداد لها من الحكومة العراقية

- بناء قدرات جو - أرض دقيقة (استطلاع، طائرات مأهولة، مسيرة، قيادة وسيطرة، دمج نيران) لتعويض الغطاء الذي كان يوفّره التحالف.

- إدارة الحدود مع سوريا : كاميرات حرارية متطورة، رادارات، طائرات مسيرة، ردّ سريع.

- وجود التنسيق عسكري بين بغداد واربيل في الأحزمة الرخوة (مخمور، خانقين، كركوك).

- ضبط سلاح الفصائل بعد انتفاء مبرر "وجود أجنبي" عن طريق تشريعات، أوامر ديوانية، ودمج انتقائي صارم ضمن المؤسستين الدفاعية والأمنية.

- مسار سياسي - اتصالي يشرح للشارع أن التحوّل هو "تغيير صيغة" لا "فراغ أمني"، مع شفافية حول الجدول الزمني والمهام المتبقية.

مع بدأ الانسحاب الامريكي من العراق ظهرت عند الكثير مقارنة الانسحاب الحالي مع الانسحاب الامريكي 2011، يجب توضيح ذلك :
يُظهر مسار الانسحاب الأميركي من العراق عام 2011 اختلافاً جوهرياً عن الانسحاب الجاري في 2025، سواء في ظروفه أو نتائجه المتوقعة.
فقد جاء انسحاب 2011 استناداً إلى اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة عام 2008، التي نصّت على خروج كامل للقوات الأميركية بنهاية العام، وهو ما تم بالفعل دون بقاء ترتيبات أمنية مرنة أو ضمانات متينة لبناء القدرات العراقية، حينها كان الجيش العراقي يفتقر إلى البنية الجوية والاستخباراتية الكافية، ما أدى إلى فراغ أمني سرعان ما استغلته الجماعات المتطرفة، ليتحول إلى أزمة كبرى مع صعود تنظيم "داعش" عام 2014.
كما فتح الانسحاب الكامل الباب أمام تصاعد نفوذ الفصائل المدعومة من إيران، الأمر الذي عمق الانقسام الداخلي وأضعف توازن الدولة.
أما في 2025، فإن المشهد مختلف نسبياً، فالانسحاب الجاري لا يُقدم كخروج كامل، بل كتحويل صيغة من مهمة "تحالف دولي" إلى شراكات ثنائية في مجالات التدريب والاستخبارات والدعم الفني، وهذا الفارق يعكس استيعاب الولايات المتحدة والعراق معا لدروس 2011، إذ يُتجنب ترك فراغ أمني شامل، خصوصا وأن القوات العراقية والبيشمركة باتت أكثر خبرة، وإن كانت لا تزال بحاجة إلى دعم في مجالات جو - أرض، والاستخبارات، ومراقبة الحدود.
كما أن بقاء جزء من الوجود الأميركي في أربيل واستمرار المهمة الأميركية في سوريا يمنح واشنطن قدرة على التأثير الإقليمي ويمنع انهيار التوازن بالكامل.

الخلاصة : انسحاب 2025 لا يعد انسحاباً كاملاً، بقدر ما هو إغلاق مهمة التحالف وتحويل العلاقة إلى شراكات ثنائية، مع إعادة التموضع إلى أربيل وتركيز الجهد على التدريب والاستخبارات.
كما ان ملف سوريا مستمر، ما يجعل العراق عقدة لوجستية معلوماتية مهمة، وقد تمتد إجراءات الإنهاء المؤسسي حتى 2026 بحسب المسار المتفق عليه.
ويبقى نجاح انسحاب 2025 مرهوناً بثلاثة شروط أساسية : سرعة بناء القدرات الوطنية وملأ الفجوات الأمنية، ضبط السلاح خارج الدولة، وتحقيق توازن حذر في السياسة الخارجية بين واشنطن وطهران.

ملاحظة : ما ذكرته انفا هو قراءة تحليلية وفق المعطيات الدولية والإقليمية السياسية، إلا اذا كان العم سام له رأي مختلف وطبخة جديدة للمنطقة.



#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة ألاسكا 2025، توازنات كبرى وانعكاسات إقليمية
- الدولة والدولة العميقة، قراءة تحليلية في بنية السلطة الخفية
- نظرية تأثير الفراشة، قراءة فكرية في الفوضى والنظام
- الثعلب والقنفذ، رؤية استراتيجية معاصرة
- ممر ترامب، إعادة تشكيل موازين القوى في جنوب القوقاز وإيران
- زيارة لاريجاني إلى بغداد، رسائل استراتيجية في لحظة إقليمية ح ...
- لابوبو بين الموضة ونظريات المؤامرة
- خور عبد الله بين اتفاقيات الأمر الواقع وتحديات الاستقلال الب ...
- دكاترة من ورق، وألقاب بلا معرفة
- الثقافة البائسة، عندما تتحوّل العلاقات الإنسانية إلى دفتر حس ...
- البيدوفيليا، مقاربة أنثروبولوجية-سوسيولوجية في الجذور والأبع ...
- ممر داوود، تفكيك سوريا خدمةً لإسرائيل الكبرى!!
- البعد السياسي والتأثير الرمزي لربطة العنق
- من تل أبيب إلى واشنطن، كيف يوظف نتنياهو وترامب الحروب للهروب ...
- الفرق بين الرغبة الجنسية عند الرجل والمرأة، قراءة سوسيولوجية ...
- في أزمة التفاهة، هل نملك ما نحمي به المجتمع؟؟
- بين طهران وتل أبيب، ما بعد الإثني عشر يوماً
- مازاران، ظلّ السلطة ودهاء السياسة
- طهران ما بعد انهيار النووي وحرب استنزاف لا مهرب منها !!
- من يفوز جائزته الشرق الاوسط


المزيد.....




- حملة متصاعدة لإلغاء متابعة صانعي محتوى عرب على تيك توك
- الرئاسة الأوكرانية تكشف عن هدية قدمها زيلينسكي لترامب ورد فع ...
- خلال قمة ترامب وقادة أوروبيين.. روسيا تشن أكبر هجوم جوي على ...
- سمك السردين ينتقل من خزائن المطبخ إلى خزانة الملابس!
- بن غفير يجدد رفضه لصفقة مع حماس ويقايض تصويته لصالح الميزاني ...
- -لا أحد يأتي إلينا-، كيف ينتهي المطاف بنساء أفغانيات بالعيش ...
- الاتحاد الأفريقي يطالب باعتماد خرائط تعكس الحجم الحقيقي للقا ...
- في معركة الدفاع عن الوطن وحماية الأردن .. لنرفع جميعاً شعار: ...
- بيسان فياض.. غزية ودعها أهلها شهيدة فتبين أنها أسيرة تنبض با ...
- -إذا كان هذا يجعلني مؤيدة للإرهاب فليكن-.. روائية مشهورة تتب ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي محمود - إعادة التموضع الأميركي في العراق، قراءة استراتيجية لانسحاب 2025