أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي محمود - ممر ترامب، إعادة تشكيل موازين القوى في جنوب القوقاز وإيران














المزيد.....

ممر ترامب، إعادة تشكيل موازين القوى في جنوب القوقاز وإيران


حسين علي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8432 - 2025 / 8 / 12 - 08:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


‏وقعت أرمينيا وأذربيجان في البيت الأبيض بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اتفاقية السلام الدائم، واحترام السيادة الإقليمية المتبادلة، وتعزيز التعاون الاقتصادي، وفتح مجالات السفر.
اتفاقية السلام تحتوي على (ممر ترامب للسلام) ويربط أذربيجان بنخنجوان، حيث سيسهم الممر في تعزيز الاستثمار والتجارة بين البلدان الثلاثة، وكان اقتراح الولايات المتحدة تولّي الإشراف على الممر لمدة قد تصل إلى 100 عام، فإن إقرار ممر TRIPP، الذي يربط جزأين من أذربيجان ويقطع إيران عن أرمينيا خطوة استراتيجية مهمة لأمريكا وتركيا.
تعني كلمة TRIPP طريق ترامب للسلام والازدهار الدوليين Trump Route for International Peace and Prosperity.
هذا يعني ضربة إستراتيجية لايران، لانها ستفقد ممرها البري الوحيد الذي يربطها بروسيا وأوروبا الشرقية عبر ارمينيا وجورجيا (حلفاء روسيا).
أما أذربيجان سيصبح لديها اتصال بري مباشر مع إقليم نخجوان، ستنقل البضائع عبر محافظة سونيك داخل الأراضي الأرمينية، في السابق كان الأذريون وبالأخص سائقو الشاحنات يحتاجون لعبور الحدود إلى ايران للوصول إلى الإقليم.
شيء آخر ذو دلالة رمزية كبيرة لأذربيجان، إذ أن أقليم نخجوان او (ناختشيفان) هو معقل عائلة علييف، التي تحكم اذربيجان منذ 1993، من خلال الاب حيدر علييف وابنه إلهام علييف.
كما ان الاتفاقية من شأنها أن تزعزع استراتيجية روسيا وإيران لإبقاء البلدين في حالة صراع دائم، وتمثل مكسبا استراتيجيا للولايات المتحدة بعد نجاح حرب ١٢ يوم، لإعادة ترتيب موازين القوى الإقليمية وتهميش نفوذ الدب الروسي.
في الواقع، ستُمثل هذه الاتفاقية مكسبًا استراتيجيًا واضحًا للولايات المتحدة بعد نجاح حرب الأيام ١٢ عشر التي شنتها إسرائيل، وقد هيأ ضعف الردع الإيراني الظروف لإعادة ترتيب موازين القوى الإقليمية، كما أن تهميش النفوذ الروسي في جنوب القوقاز من شأنه أن يؤكد تحولًا أوسع في موازين القوى.

* من غير المستغرب ان يكون هناك يوماً ما ممر TRIPP في غزة، فمصير ممر فيلادلفيا لن يكون افضل من مصير ممر نخجوان.

الاتفاقية رحبت بها ايران وسط مخاوف استراتيجية سياسية مستقبلا، حيث صرح ‏مستشار خامنئي السيد علي اكبر ولايتي بعد الاتفاقية " أصبحت الحدود الغربية لإيران جاهزة للأختراق الأمريكي - الأسرائيلي"
مستشار السيد خامنئي، علي أكبر ولايتي قال " إن إيران بالتعاون مع ‎روسيا، أو بدونها، ستمنع الممر الأميركي في القوقاز، وإنه "سيكون مقبرة لمرتزقة" ترامب."
حديث ولايتي حول ممر زانغزور تضمن تساؤلاتٍ مشبعة بالمعاني : "هل جنوب القوقاز منطقة بلا صاحب حتى يقوم ترامب باستئجارها؟!
إن القوقاز من أكثر المناطق الجغرافية حساسية في العالم، وهذا الممر لن يتحول إلى ملكية ترامب، بل سيكون مقبرة لمرتزقته".
وعن سبب موقف بلاده المتشدد من هذا الملف، "أن هذا الممر يغيّر الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، ويبدّل الحدود، وقد صُمم في الأساس من أجل تقسيم أرمينيا."

أشار ولايتي إلى "الخطوات الحاسمة" التي اتخذتها إيران لإظهار رفضها لإطلاق هذا الممر، قائلا: "عندما أصرت تركيا وأذربيجان على تنفيذ هذا المشروع، نفذت القوات المسلحة الإيرانية، بقيادة الفريق الشهيد باقري (رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة آنذاك)، سلسلة من المناورات العسكرية في شمال غرب البلاد، في إشارة واضحة إلى استعداد إيران وجديتها لمنع هذا الإجراء".
ولايتي أكد أن "تأجير الممر لدولة أخرى كلام ساذج، وترامب يتعمد السذاجة"، موضحا أن هذا "الادعاء، أي استئجار الممر من قبل ترامب في هذه المنطقة من العالم، يشبه أن يأتي شخص من هذا الطرف من العالم ليستأجر قناة بنما! هذا أمر مستحيل ولن يحدث".
وأضاف السيد المستشار " إن التغييرات التي سيحدثها إنشاء ممر زنغزور في حدود إيران، ستجعل طرق اتصالها في الشمال والشمال الغربي محصورة بتركيا، كما أن تنفيذ هذا المخطط سيعرض أمن القوقاز الجنوبي للخطر، ولهذا السبب أكدت إيران أنها، سواء بالتعاون مع روسيا أو بدونها، ستعمل على حماية أمن هذه المنطقة، مضيفاً أنه يعتقد أن روسيا أيضا، استراتيجيا، تعارض هذا الممر. وهنا يشير ولايتي إلى المناورات المشتركة بين إيران وروسيا التي أُجريت في بحر قزوين خلال الأسابيع الأخيرة، ورسالتها الواضحة: "إذا أقدم طرف خارجي على التحرك في هذا الشأن، فسنقف في وجهه".

■ ما هي الأبعاد الستراتيجية لإتفاقية السلام بين أرمينيا وأذربيجان؟؟
▪︎ ما جرى في جنوب القوقاز ليس مجرد اتفاق حدودي، طعنة جيوسياسية في خاصرة طهران.
▪︎ سيكون الممر البري بين باكو ونخجيفان عبر أرمينيا، برعاية أمريكية - تركية.
▪︎ إزالة القيود عن المعاملات الدفاعية مع أذربيجان
▪︎ ستستثمر شركات أمريكية في أذربيجان وأرمينيا بمبالغ كبيرة.
▪︎ إسقاط ورقة الابتزاز الإيراني على خطوط النقل الإقليمية.
▪︎ حصار النفوذ الإيراني شمالًا وقطع شريان اقتصادي وجغرافي حيوي.
▪︎ إدخال أنقرة وواشنطن مباشرة على حدود إيران الحساسة.
▪︎ لطالما فاوضت إيران من موقع الممرات البرية، تستيقظ اليوم على واقع جديد، وهو الطريق الذي كانت تسيطر عليه أصبح خارج قبضتها إلى الأبد.

نقطة نظام : إيران ستعوض خسارتها في الشمال عبر تشديد قبضتها على العراق، اقتصادياً وأمنياً، لتعويض نفوذها المفقود، وهذا يضع العراق أمام خطر أكبر :
- زيادة الضغط لتمرير مشاريع وممرات تخدم طهران.
- توظيف اذرعها المسلحة في العراق، لفرض واقع سياسي واقتصادي جديد.



#حسين_علي_محمود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة لاريجاني إلى بغداد، رسائل استراتيجية في لحظة إقليمية ح ...
- لابوبو بين الموضة ونظريات المؤامرة
- خور عبد الله بين اتفاقيات الأمر الواقع وتحديات الاستقلال الب ...
- دكاترة من ورق، وألقاب بلا معرفة
- الثقافة البائسة، عندما تتحوّل العلاقات الإنسانية إلى دفتر حس ...
- البيدوفيليا، مقاربة أنثروبولوجية-سوسيولوجية في الجذور والأبع ...
- ممر داوود، تفكيك سوريا خدمةً لإسرائيل الكبرى!!
- البعد السياسي والتأثير الرمزي لربطة العنق
- من تل أبيب إلى واشنطن، كيف يوظف نتنياهو وترامب الحروب للهروب ...
- الفرق بين الرغبة الجنسية عند الرجل والمرأة، قراءة سوسيولوجية ...
- في أزمة التفاهة، هل نملك ما نحمي به المجتمع؟؟
- بين طهران وتل أبيب، ما بعد الإثني عشر يوماً
- مازاران، ظلّ السلطة ودهاء السياسة
- طهران ما بعد انهيار النووي وحرب استنزاف لا مهرب منها !!
- من يفوز جائزته الشرق الاوسط
- قصف وايزمان دِلالات إيرانية ورسائل استراتيجية
- ميكافيلية الحاكم من فلسفة السلطة الى تزييف الوعي
- ‏مضيق هرمز الكارت الستراتيجي الاخير لدى إيران
- عملية -الأسد الصاعد- ورسم شرق أوسط جديد
- أطباء يهود عراقيين


المزيد.....




- -جوهرة المستقبل-.. تفاعل على احتضان نيوم للقاء محمد بن سلمان ...
- الهجرة .. مشكلة ألمانيا مع -الدول الثالثة الآمنة-
- ترامب يتطلع إلى محادثات بناءة مع بوتين في قمة تثير مخاوف أوك ...
- -سنيدل- أمام الجنائية الدولية.. هل تصل ليبيا للعدالة الدولية ...
- هوائي غامض بقرية فرنسية.. هل يصعّد -حرب الظل- بين باريس وبكي ...
- اختطاف وقطع رؤوس.. أطفال ريف موزمبيق يستعيدون كوابيسهم
- مدن أفغانية على طريق الحرير التاريخي
- اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا.. صفحة جديدة في تاريخ جنو ...
- انهيار المنظومة الكهربائية في العراق مع تجاوز الحرارة معدلات ...
- لاريجاني يبرم اتفاقا أمنيا في بغداد قبيل زيارة رسمية إلى بير ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي محمود - ممر ترامب، إعادة تشكيل موازين القوى في جنوب القوقاز وإيران