سامي ابراهيم فودة
الحوار المتمدن-العدد: 8437 - 2025 / 8 / 17 - 22:32
المحور:
القضية الفلسطينية
أيها القادة،
لقد نزف الصبر حتى جفّت عروقه، واحترقت قلوب الناس بنار الجوع والخذلان، ولم يبقَ في قوس الصبر منزع. غزة اليوم تئنُّ تحت الركام، تُشيّع أبناءها بين الجوع والموت،
فيما أنتم تُديرون قراراتكم من قصور بعيدة، غير آبهين بدماء تُسفك وأرواح تُزهق. لقد جعلتم من دم شعبنا وقودًا لبقائكم، ومن معاناته ورقةً في صفقاتكم.
إن الاحتلال ماضٍ في مشروعه الجهنمي "جدعون"، مشروع الترحيل والتهجير، الذي يحوّل غزة إلى سجن كبير مقسّم إلى كنتونات محاصرة، ويدفع الناس نحو هجرة "طوعية" ليست سوى نفي جماعي وتطهير صامت. ولولا سوء إدارتكم وطيشكم السياسي وقراراتكم المرتجلة، لما وجد العدو ثغرة ينفذ منها، ولا ذريعة يُبرّر بها مخططاته.
أنتم اليوم تتحمّلون المسؤولية كاملة عن فتح الباب لهذا الكابوس، وعن وضع مستقبل غزة وفلسطين على مقصلة الإعدام.
إنكم، بتجاهلكم لآلام الناس وإصراركم على التفرد بالقرار، تتحولون من فصيل مقاوم إلى شريك مباشر في الجريمة. وما لم تتداركوا الموقف بقرار شجاع يعيد البوصلة إلى حضن الوطن ويحمي ما تبقى من غزة، فإن التاريخ سيسجل أسماءكم في خانة المتواطئين لا القادة.
هذا نداءٌ أخير وتحذير صريح: غزة لن تسامحكم إن خنتم دماءها، وفلسطين لن تختزل في فصيل واحد، والتاريخ لا يرحم من باع الوطن.
غزة أكبر منكم…
فلسطين أبقى منكم…
والدم الذي يسيل اليوم إمّا أن يكون عهدًا يلعنكم إلى الأبد، أو صحوةً تُعيد الطريق إلى شعبكم ووطنكم.
#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟