أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - قمة ألاسكا : من فراغ علني إلى صفقة كبرى














المزيد.....

قمة ألاسكا : من فراغ علني إلى صفقة كبرى


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8436 - 2025 / 8 / 16 - 20:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انعقد لقاء القمة بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في الخامس عشر من آب/أغسطس 2025 في مدينة ألاسكا الأميركية، وسط أجواء إقليمية ودولية متوترة، تتداخل فيها الحرب المستمرة في أوكرانيا مع أزمات الشرق الأوسط وتوترات العلاقة بين روسيا والغرب. ورغم الزخم الإعلامي الذي رافق اللقاء، بما في ذلك الاستقبال الرسمي المهيب لبوتين على الأراضي الأميركية، فإن التصريحات العلنية بعد الاجتماع لم تُظهر أي نتائج ملموسة. ترامب وصف اللقاء بأنه "منتج"، لكنه أشار إلى أن "لا صفقة حتى تكون هناك صفقة"، بينما تمسك بوتين بمطالبه المتعلقة بوقف توسع الناتو كشرط أساسي لأي تسوية.

هذا المشهد الظاهري أثار تساؤلات عديدة: هل انتهى اللقاء فعلًا بلا نتائج؟ أم أن ما قُدِّم للعلن يخفي في جوهره تفاهمات جرى التوصل إليها في الكواليس؟

الفرضية التحليلية

القواعد المعروفة في الدبلوماسية الدولية تشير إلى أن القمم الكبرى لا تُعقد للبحث عن حلول أولية، بل تأتي غالبًا كتتويج لاتصالات ومفاوضات سرية سابقة. ما بدا "فراغًا" في الإعلان العلني هو، على الأرجح، انعكاس لرغبة الطرفين في إبقاء التفاهمات الفعلية خلف الأبواب المغلقة، بانتظار اللحظة السياسية المناسبة للكشف عنها أو تنفيذها عمليًا.

بناءً على ذلك، يمكن قراءة قمة ألاسكا باعتبارها مرحلة تحضيرية لصفقة كبرى تشمل أكثر من ملف: أوكرانيا، إيران، وغزة، مع ما يحمله ذلك من انعكاسات مباشرة على أوروبا والنظام الدولي ككل.

المتن التحليلي

أولًا: أوكرانيا

من غير المرجح أن يتنازل بوتين عن مكاسبه الميدانية، أو يقبل بتسوية تُعيد أوكرانيا إلى وضع ما قبل الحرب.

السيناريو المرجح هو استمرار الحرب كأداة تفاوضية، مع إمكانية إدراجها ضمن حزمة ترتيبات أكبر تتعلق بالاعتراف بحدود جديدة أو ضمانات أمنية متبادلة.

أوكرانيا مهددة بأن تتحول إلى ورقة مقايضة في تفاهمات موسكو–واشنطن، بعيدًا عن إرادة كييف نفسها.


ثانيًا: إيران

تمثل إيران نقطة تلاقٍ وصدام في آن واحد: واشنطن تسعى لتقييد نفوذها الإقليمي ومنعها من التقدم نوويًا، بينما تراها موسكو شريكًا استراتيجيًا.

التفاهم الممكن قد يشمل تحديد سقف النفوذ الإيراني مقابل ضمانات بعدم التصعيد، أو مقايضة نفوذ إيران في ملفات معينة بمرونة في ملفات أخرى.

إدراج إيران في التفاهمات يعكس إدراك الطرفين أن الملف لا يمكن فصله عن معادلات الأمن الإقليمي والدولي.


ثالثًا: غزة

الوضع في غزة بات ورقة ضغط أساسية في الشرق الأوسط، حيث تتداخل مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل مع النفوذ الإيراني والدعم الروسي غير المباشر.

إدراج غزة في حوار ألاسكا يعني أن الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي يُنظر إليه كجزء من معادلة النفوذ الكبرى، لا كقضية منفصلة.

من المحتمل أن يتم ضبط الصراع في غزة كجزء من تفاهمات أوسع حول الاستقرار الإقليمي.

رابعًا: الأثر الأوروبي

أوروبا هي الخاسر الأكبر من أي صفقة ثنائية بين موسكو وواشنطن، إذ ستُهمَّش عن طاولة التفاوض رغم كونها الطرف الأكثر تضررًا من الحرب في أوكرانيا.

التهميش الأوروبي يعكس عودة إلى منطق الثنائية القطبية، حيث تُدار الملفات الكبرى بين العاصمتين فقط، فيما يُترك للحلفاء موقع التابع.

السيناريوهات المستقبلية

1. صفقة كبرى معلنة:
إعلان إطار تفاهم شامل يتضمن ترتيبات أمنية في أوروبا، وضبط للنفوذ الإيراني، وحلول مرحلية في غزة.

2. صفقة ضمنية (الأكثر ترجيحًا):
تفاهمات تُنفّذ عمليًا دون إعلان رسمي، عبر خطوات تدريجية في الميدان السياسي والعسكري.
3. فشل المفاوضات:
استمرار إدارة الأزمات عبر التصعيد والتهدئة المرحلية، دون الوصول إلى صياغة نهائية للتوازنات.

الانعكاسات المحتملة

على أوكرانيا: خطر فقدان استقلالية القرار وتحولها إلى ورقة مقايضة.

على أوروبا: تراجع الدور الاستراتيجي، وزيادة التبعية للولايات المتحدة.

على الشرق الأوسط: إدخال ملفات إيران وغزة في معادلات التفاوض الكبرى، بما يعيد تشكيل ميزان القوى الإقليمي.
على النظام الدولي: تعزيز موقع روسيا كقوة مفاوضة لا يمكن تجاوزها، وتكريس الثنائية القطبية مع الولايات المتحدة.

الخاتمة

قمة ألاسكا لم تكن فراغًا سياسيًا كما بدت في ظاهرها. بل على العكس، ما أُعلن من غياب للنتائج العلنية يخفي وراءه تحضيرات لصفقة كبرى قد تعيد تشكيل المشهد الدولي في السنوات القادمة. الصفقة المرجوة ليست مجرد حل لأزمة أوكرانيا، بل إعادة رسم لتوازنات النفوذ عبر ثلاثة مسارات متوازية: تثبيت المكاسب الروسية في أوكرانيا، ضبط التوازن مع إيران، والتحكم بالصراع في غزة. كل ذلك يجري بعيدًا عن إرادة الأطراف المباشرة، في مشهد يعيد للأذهان منطق الصفقات الكبرى بين القوى العظمى التي تُدار فوق رؤوس اللاعبين المحليين.



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمميه النضال الطبقي في الاقتصاد الريعي
- أعطني شرطياً نزيهاً.. وأضمن لك حصار السلطة الفاسدة
- (المشاية) إلى كربلاء وحج سانتياغو: رحلة نحو المقدس عبر العصو ...
- الاقتصاد الرقمي: ذروة تطور الرأسمال وانكشاف عبودية القرن الح ...
- توسع ميدان الصراع الرأسمالي في عصر الاقتصاد الرقمي: من الموا ...
- -الاقتصاد الرقمي والإنتاج السلعي: إعادة تأكيد الدور المركزي ...
- الاقتصاد الرقمي كامتداد لرأس المال: نقد إسقاطات الصراع الطبق ...
- ممر زنغزور: المشهد، الأطراف، والمصالح
- اللعبه الكبرى....سيرورة العالم الدولي الجديد
- التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي : لعبة توازنات أم خرق ست ...
- التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي: لعبة توازنات أم خرق است ...
- التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي: لعبة توازنات أم خرق است ...
- سكونية الاقتصاد الريعي الخليجي وتجميد التناقضات الطبقية
- هل أفلت النظرية الثورية الماركسية في الاقتصاد الريعي
- قوة العمل بين الاقتصاد السلعي والاقتصاد الريعي: في تشوّه الد ...
- حزب الدعوة: المنظمة الغامضة
- شهقة ما قبل الوجود
- الإخوان المسلمون: استنساخ استخباراتي بريطاني للماسونية في ال ...
- الإخوان المسلمون: استنساخ استخباراتي بريطاني للماسونية في ال ...
- حماس: الجذر الإخواني والدعم القطري في سياق التوازن مع إسرائي ...


المزيد.....




- ما هي -أقصى- طموحات القادة الأوروبيين من قمة ترامب-زيلينسكي ...
- باراك وصل الى بيروت.. الرئيس اللبناني يؤكد أن سلاح حزب الله ...
- هل اقترب الاتفاق؟.. ترامب يشيد بـ-تقدم كبير- بشأن روسيا
- من سيحضر اجتماع واشنطن الحاسم بين ترامب وزيلينسكي؟
- الإمارات تتضامن مع الجزائر وتُعزي بضحايا حادث الحافلة
- الخرطوم.. اتهامات لخلية أمنية -إخوانية- بارتكاب انتهاكات
- غالانت ولابيد ينضمان لمظاهرات -وقف الحرب- ويردان على نتنياهو ...
- سوريا.. انتحاري يفجر نفسه عند مخبز في مدينة حلب
- زيلينسكي يشيد بقرار -الضمانات الأمنية-.. ويعول على التفاصيل ...
- جريمة مروعة.. مقتل لاعبة جودو مصرية برصاص زوجها


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليث الجادر - قمة ألاسكا : من فراغ علني إلى صفقة كبرى