أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليث الجادر - (المشاية) إلى كربلاء وحج سانتياغو: رحلة نحو المقدس عبر العصور














المزيد.....

(المشاية) إلى كربلاء وحج سانتياغو: رحلة نحو المقدس عبر العصور


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8435 - 2025 / 8 / 15 - 00:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1. الجذور التاريخية

المشاية الشيعية

تعود بداياتها إلى زيارة الأربعين الأولى التي قام بها الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري سنة 61 هـ (680م) إلى قبر الحسين في كربلاء، بعد أن دفنه بنو أسد في موقع المعركه التي قتل فيها

ظل القبر معروفًا رغم محاولات الطمس في العهد الأموي والعباسي، خصوصًا زمن المتوكل العباسي الذي أمر بهدمه وحرث الأرض وزراعتها لمنع تحديده.

خلال القرون اللاحقة، استمرت الزيارات الفردية أو السرية، حتى العصر البويهي سنة 945م حيث أعيد بناء القبر وحمايته.


سانتياغو دي كومبوستيلا

يُنسب إلى القديس يعقوب الكبير، أحد تلاميذ المسيح الاثني عشر، الذي تقول التقاليد الكاثوليكية إنه بشّر في هسبانيا ثم عاد إلى فلسطين حيث استشهد في القدس سنة 44م.

الأسطورة تقول إن جسده نُقل بمعجزة في قارب إلى ساحل جاليثيا شمال غرب إسبانيا، ودُفن هناك.

ظل القبر مجهولًا حتى القرن التاسع الميلادي، حين اكتشفه راهب بعد رؤية أنوار سماوية تهبط على التل، ومن هناك بدأ الحج إليه.
2. متى ظهر المسير الجماعي؟

المشاية: تحولت من زيارات فردية أو صغيرة إلى عادة جماعية منتظمة أواخر القرن 18 وأوائل القرن 19م، وهي فترة ضعف النفوذ العثماني في العراق وزيادة الانفتاح على التأثيرات الخارجية.

سانتياغو: بدأ الحج الجماعي منذ القرن التاسع الميلادي، وأصبح ثالث أهم مركز حج مسيحي بعد القدس وروما.

3. التوازي الزمني مع النشاط التبشيري المسيحي

البعثات التبشيرية المسيحية، خاصة البرتغالية الأوغسطينية، وصلت جنوب العراق (البصرة) في أوائل القرن السابع عشر، واستمرت لسنوات.

ظهور المشاية كطقس علني واسع تزامن تقريبًا مع زيادة الحضور الكاثوليكي والبروتستانتي في المشرق، ما يفتح باب الاحتمال لتأثيرات ثقافية متبادلة، ولو على مستوى الشكل الطقسي، دون أن يعني ذلك اقتباسًا مباشرًا.

4. أوجه التشابه بين المشاية وحج سانتياغو

1. المشي كعبادة

كربلاء: المشي مئات الكيلومترات وفاءً وبيعة للحسين.

سانتياغو: المشي الطويل تطهير من الذنوب وتجديد الإيمان.

2. الطريق كفضاء روحي

كلاهما يجعل من المسير نفسه عبادة عبر الدعاء والإنشاد والتأمل.

3. ثقافة الضيافة المجانية

كربلاء: مواكب تقدم الطعام، الشراب، المبيت بلا مقابل.

سانتياغو: بيوت رهبانية تقدم الإقامة والطعام مجانًا أو برمزية.

4. البعد الهوياتي

المشاية: تأكيد الهوية الشيعية في وجه المنع أو الاضطهاد.

سانتياغو: تعزيز الهوية الكاثوليكية في مواجهة المسلمين خلال حروب الاسترداد.

5. أوجه الاختلاف الجوهرية

المرجعية الدينية: شيعية اثنا عشرية مقابل كاثوليكية لاتينية.

البنية المؤسسية: المشاية نشأت شعبيًا خارج سلطة الدولة، بينما سانتياغو تحت إشراف الكنيسة.

العمر الزمني: سانتياغو أقدم بحوالي 900 عام من المشاية الشعبية الواسعة.

6. المعنى الرمزي المشترك

كلا الطقسين يجسد فكرة "السير نحو المقدس"، حيث لا يقتصر الهدف على الوصول إلى الضريح، بل تصبح الرحلة ذاتها وسيلة للتطهر الروحي، واستعراض الهوية الدينية في الفضاء العام.
7. المشاية وسانتياغو كامتداد لظاهرة الحج في الأديان القديمة

مصر القديمة: الحج إلى أبيدوس لزيارة ضريح أوزيريس.

بلاد الرافدين: مواكب دينية لنقل تماثيل الآلهة، مثل موكب مردوخ في بابل.

اليونان القديمة: الحج إلى دلفي وأولمبيا يجمع العبادة بالمسابقات.

الأديان الإبراهيمية: الحج إلى القدس، مكة، كربلاء، وسانتياغو.


القاسم المشترك

المشي أو السفر نحو موقع مقدس لعبور "حدود العالم العادي".

الطريق جزء من التجربة، حيث يختلط الجهد الجسدي بالشعور الروحي.

الضيافة كعنصر أساسي، موجود في الحج القديم والحديث.
خاتمة

المشاية إلى كربلاء وحج سانتياغو هما مظهران حديثان لطقس بشري ضارب في الجذور: السفر نحو المقدس سيرًا على الأقدام. ورغم اختلاف السياق الديني والزماني، يجمعهما أن الطريق نفسه عبادة، وأن الضيافة جزء من الإيمان، وأن المشهد العلني للحشد الإيماني يحمل رسالة هوية وصمود أمام تحديات الزمن.



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد الرقمي: ذروة تطور الرأسمال وانكشاف عبودية القرن الح ...
- توسع ميدان الصراع الرأسمالي في عصر الاقتصاد الرقمي: من الموا ...
- -الاقتصاد الرقمي والإنتاج السلعي: إعادة تأكيد الدور المركزي ...
- الاقتصاد الرقمي كامتداد لرأس المال: نقد إسقاطات الصراع الطبق ...
- ممر زنغزور: المشهد، الأطراف، والمصالح
- اللعبه الكبرى....سيرورة العالم الدولي الجديد
- التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي : لعبة توازنات أم خرق ست ...
- التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي: لعبة توازنات أم خرق است ...
- التوسع الصيني في قطاع النفط العراقي: لعبة توازنات أم خرق است ...
- سكونية الاقتصاد الريعي الخليجي وتجميد التناقضات الطبقية
- هل أفلت النظرية الثورية الماركسية في الاقتصاد الريعي
- قوة العمل بين الاقتصاد السلعي والاقتصاد الريعي: في تشوّه الد ...
- حزب الدعوة: المنظمة الغامضة
- شهقة ما قبل الوجود
- الإخوان المسلمون: استنساخ استخباراتي بريطاني للماسونية في ال ...
- الإخوان المسلمون: استنساخ استخباراتي بريطاني للماسونية في ال ...
- حماس: الجذر الإخواني والدعم القطري في سياق التوازن مع إسرائي ...
- الإسلام السياسي : أسلمة الرأسماليه
- في تجذير العجز: الرعايه الاجتماعية كآلية لضبط الجماهير
- جهاز استخبارات الحشد الشعبي: البنية، الصلاحيات، والعلاقة بال ...


المزيد.....




- مهمة نتنياهو الروحية تثير غضبا ومغردون يحذرون من مغبة السكوت ...
- من يقف وراء حظر الاحتفالات الإسلامية في خوميا الإسبانية؟
- منظمة: السجن 5 سنوات لزعيم الطائفة البهائية في قطر
- الطلاق المدني في السويد قد لا يكفي – نساء يُجبرن على الذهاب ...
- الاحتلال يصادق على بناء 730 وحدة استيطانية جديدة في سلفيت
- الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء 4 آلاف وحدة استيطانية في سلفيت ...
- الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء نحو 4 آلاف وحدة استعمارية في سل ...
- لبنان: تفكيك مخيم تدريبي لحركة حماس والجماعة الإسلامية
- مصر.. ساويرس يترحّم على القيادي الإخواني عصام العريان ويتفاج ...
- الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء أكثر من 4 آلاف وحدة استعمارية ف ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليث الجادر - (المشاية) إلى كربلاء وحج سانتياغو: رحلة نحو المقدس عبر العصور