سامي ابراهيم فودة
الحوار المتمدن-العدد: 8431 - 2025 / 8 / 11 - 10:45
المحور:
القضية الفلسطينية
من يشاهد نتنياهو في مؤتمراته الصحفية يظن للحظة أنه يروي ملحمة انتصارات، لكن ما إن تصغي جيداً حتى تدرك أنك أمام بائع وهم محترف، يخلط الأكاذيب بالادعاءات الفارغة ليغطي على فشلٍ سياسي وعسكري لا تخطئه العين. مؤتمره الأخير لم يكن عرضاً لشروط إنهاء الحرب، بل كان مسرحية مملة، هدفها الرئيسي إنكار التجويع في غزة وتلميع صورته أمام الإعلام الأجنبي.
تفنيد الأكاذيب
إنكار المجاعة: يقول نتنياهو إن الأطفال الهزال في غزة ليسوا جوعى بل "مرضى جينياً"! أي وقاحة هذه؟ العالم كله يرى العظام البارزة على شاشات الأخبار، والمنظمات الدولية تصرخ من تفشي الجوع، لكنه يصر على قلب الحقيقة رأساً على عقب.
تزييف صورة الضحية: يحاول أن يقنع العالم أن المجوعين الحقيقيين هم الأسرى الإسرائيليون، في تجاهل صارخ لآلاف الشهداء والجوعى تحت الحصار.
استعراض البطولة الزائفة: في مؤتمره العبري، أفرط في الحديث عن "إنجازاته" و"رفضه للضغوط" وكأنه نابليون زمانه، لكنه يتناسى أن جيشه غارق في الرمال المتحركة لغزة منذ أشهر، بلا نصر حاسم ولا نهاية في الأفق.
وهم الحسم العسكري: يروج أن احتلال مدينة غزة سيؤدي لسقوط الوسطى، بينما الحقيقة أن غزة كلها تحولت إلى مستنقع يستنزف جنوده.
خيارات حماس
أمام هذا الخطاب المليء بالاستعلاء والوهم، أمام حماس ثلاثة خيارات:
1. الرفض القاطع لأي شروط تمس السلاح أو السيادة.
2. المناورة السياسية عبر طرح شروط مضادة تربط الأسرى بوقف العدوان ورفع الحصار.
3. استراتيجية الاستنزاف، وهي اللعب على عامل الوقت لزيادة الضغط الدولي والإسرائيلي حتى يرضخوا لتسوية بشروط أفضل.
خلاصة ساخرة
باختصار، نتنياهو يريد أن يقول للعالم: "جوع غزة أسطورة، وأنا بطل لا يُقهر، وصفقتي هي الحل الوحيد". لكن الواقع أن أسطورته تتهاوى، وجوع غزة حقيقة موثقة، وأنه في النهاية ليس أكثر من زعيم مأزوم يبيع الوهم لجمهور بدأ يملّ من خطاباته… حتى قبل أن يملّ من حربه.
#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟