ميشيل الرائي
الحوار المتمدن-العدد: 8425 - 2025 / 8 / 5 - 14:41
المحور:
الادب والفن
(هوامش على "الإنسان صفر" لعز الدين المدني)
I
هذِهِ المياهُ التي تتظاهرُ بالنَّومِ وتبصقُ غموضَها
انظرْ إلى نفسكَ كشبحٍ لحصصِكَ
سمعتُ اسمَ تلكَ التلةِ: جبلٌ حجريٌّ
تثورُ براكينُ تحت الماءِ
إلا أنَّ هذه المعادلةَ الجسديّةَ تلغي الحقيقةَ
أخطأتْ زهرةُ دوارِ الشمسِ: التفتَت نحوي
سأطلبُ منها أن تتجهَ نحوكَ
من خلالِ صورتكَ
التي تطفو في جميع أنحاءِ الشجرةِ
عندما ندخلُ إلى المعبدِ المهجورِ
سنكونُ معًا مركزَ هذا المكانِ
لم يأتِ طائرٌ ليقدمَ لنا شفرةً من القشِّ
الجسمُ مشتتٌ في غضروفِ الطفلِ الذي يراقبُ الفائضَ من بعيدٍ
الشوارعُ ترسمُ خطوطَ أنفكَ
لا لا أريدُ أن يخبرني أحدٌ كيفَ أكتبُ هذه القصيدةَ
البقعةُ الشارعُ الرصيفُ
أقسمُ أنني في بدايةِ الصفحةِ
أردتُ فقط أن أقولَ إنني أفتقدكَ
بقايا هياكلَ عظميةٍ لحيواناتٍ بحريةٍ
جرفتها الأمواجُ إلى الشاطئِ
قالَ مجهولٌ فينا:
هل ترى ما تجلبه الأمواجُ؟
هذه هي صورةُ ما كنا عليه لأننا الموتُ
تراكمَ عظامٌ تصرخُ
لغةٌ لا نستطيعُ ترميزها
قالَ مجهولٌ فينا:
أليس الجسدُ مجردُ إمكانيةِ وجودِ عظامٍ
مغطاةٍ بإحكامٍ ومنتصبةٍ؟
الجسدُ يحملُ معه جثثًا
وكائناتٍ تعيشُ عليه
إذا تأملنا الأمرَ
فإننا جميعًا أجسادٌ مغمورةٌ في أجسادٍ أخرى
نعتمدُ عليها
هذا ليس عيشًا
ثم أمرَ بذبحِ الماشيةِ
وغادرَ على متنِ قاربٍ إلى الجنونِ
من خلالِ المجهولينَ فينا
فهمتُ أهميةَ الموتِ
يتبع
#ميشيل_الرائي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟