لؤي الخليفة
الحوار المتمدن-العدد: 8422 - 2025 / 8 / 2 - 01:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كثرت في الآونة الأخيرة التقارير والمؤشرات السياسية التي تحذر من المستقبل الغامض الذي ينتظر العراق والاحداث التي قد تكون كارثية يشهدها البلد خلال الأيام القليلة المقبلة وربما تؤدي الى حرب أهلية اشبه ما تكون بتلك التي يعيشها السودان او على الأقل تجعله بلد غير مستقر .
والمتابع لما يقال وينشر يجد انها ليست مجرد تحذيرات، بل نداءٌ يشبه دقّ طبول الخطر، وتحمل بين سطوربعضها خوفًا مشروعًا على وطنٍ طالما أنهكته المآسي، كلّما أفاق من كبوة، حاولت أيادٍ مشبوهة أن تجرّه إلى الهاوية من جديد .
واجزم ان ما نراه من تقارير ليس عبثًا. هناك مخاوف حقيقية على أن العراق يقترب من مفترق طرق حاد. الانقسام السياسي، التوترات الإقليمية، استفحال الفساد، وتغوّل السلاح خارج نطاق الدولة، كلها عوامل إذا اجتمعت، لا تحتاج إلا شرارة صغيرة لتُشعل حريقًا كبيرًا سيكون من الصعوبة بمكان اخمادها .
وإزاء ذلك نجد ان ساسة البلد، الغالبية منهم — بكل أسف — باتت تعيش في وادٍ من الامتيازات والمغانم، بعيدًا عن وجع الناس. مشغولون بترتيب تحالفاتهم، صفقاتهم، مقاعدهم، ومشاريعهم العابرة للحدود… لا الوطن في حساباتهم، ولا الدم العراقي يُقلق منامهم. وقد يكون بعضهم يدرك الكارثة المقبلة لكنه يؤجّل أو يساوم على حساب الوقت والناس .ان المخاوف التي يواجهها المجتمع العراقي حقيقية ومواجهتها تحتاج الى وعي جمعي وضغط حقيقي , كما تكون الحاجة ملحة الى
حكومة انتقالية من التكنوقراط أو الوطنيين النزهاء، ربما تكون إحدى الطرق لتجنيب البلد الفوضى. لكن ذلك لن يأتي بقرار من فوق، بل بضغط من تحت — من الناس، من الشارع، من نخبة غير مرتهنة، من إعلام نزيه، من مؤسسات لم تُخترق تمامًا. لا يمكن إصلاح بلد من خارجه، لا بد من جرأة داخلية تُشعل الضوء وتفضح الظلام .
صحيح أن بعض الأصوات تبالغ أو تستخدم خطاب الرعب كأداة لتمرير أجندات خاصة بها أو إعادة تدوير نفسها. لكن هذا لا يلغي حقيقة أن العراق على شفا هاوية ما لم يتحرّك حكماءه الحقيقيون، أو يظهر جيلٌ جديدٌ يؤمن بأن الأوطان لا تُبنى بالشعارات، بل بالدم والصدق والعمل
وان جزء من المقاومة هو ان نرى ونحذر ونكتب , فالكلمة هنا سهم، والصمت خيانة. فلندون ما ينبغي أن يُقال، ولنبقَ على يقظة… فالليل طويل، لكنّ فجرًا ما يزال ممكنًا .
#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟