لؤي الخليفة
الحوار المتمدن-العدد: 8372 - 2025 / 6 / 13 - 12:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في خضم التصعيد المتواصل بين إسرائيل وإيران، جاءت التصريحات الإيرانية الأخيرة لتثير جدلًا واسعًا حول طبيعة المرحلة المقبلة. فحين تقول طهران بوضوح إن "إسرائيل بدأت الحرب، لكن نهايتها ستكون بأيدينا"، فإنها ترسل رسالة قوية قد تُقرأ على جبهتين: تهديد حقيقي، أو مناورة سياسية محكومة بضوابط الردع.
لكن أي السيناريوهات هو الأقرب الآن؟ هل نحن أمام حرب شاملة فعلًا، أم أنها مجرد ضربة وردّ، كما اعتدنا في السنوات الماضية؟
سيناريو أول: رد محدود ومحسوب
يرجّح أن إيران ستعتمد ردًّا محسوبًا، يوجَّه ضد أهداف إسرائيلية رمزية أو عسكرية. هذا النوع من الرد يحقق لإيران هدف الردع دون فتح أبواب الجحيم، ويمنح إسرائيل الفرصة للرد ضمن الإطار ذاته، في لعبة باتت مألوفة للطرفين.
سيناريو ثانٍ: تصعيد تدريجي
لكن في حال خرج أحد الردود عن السقف التقليدي — كاستهداف مدنيين أو منشآت استراتيجية — فقد تتدحرج الأمور نحو تصعيد تدريجي. هنا تتوسع الجبهات، وتدخل أطراف جديدة على الخط، وتتحول المنطقة إلى ساحة مواجهات إقليمية مرشحة للانفجار في أكثر من نقطة.
سيناريو ثالث: الحرب الشاملة
رغم أن احتمال اندلاع حرب شاملة لا يزال ضعيفًا، إلا أن الخطر قائم. هذا السيناريو يشمل ضربات عسكرية متبادلة في العمق، بين إيران وإسرائيل، مع إمكانية تدخل الولايات المتحدة، أو تصاعد التهديد في مضيق هرمز. تداعيات هذا المسار ستكون كارثية على أمن المنطقة والاقتصاد العالمي.
بين الرد والنار
في العمق، تعرف طهران وتل أبيب أن الانزلاق إلى مواجهة شاملة لا يخدم أيًّا منهما، لذا تبقى المواجهة السياسية والميدانية منضبطة – حتى الآن – وفق قواعد ردع مدروسة.
لكن الخطر الحقيقي يكمن في الخطأ غير المقصود، أو التهور المتعمد، حيث تكفي شرارة صغيرة لإشعال الهشيم.
كلمة أخيرة
من بيروت إلى طهران، ومن تل أبيب إلى بغداد، تترقّب العواصم القرار التالي. في منطقة كتب تاريخها مرارًا بالنار، لا يزال الأمل قائمًا بأن يكون الحسم بيد العقل لا القصف.
#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟