أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لؤي الخليفة - ساعة جدي














المزيد.....

ساعة جدي


لؤي الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 8266 - 2025 / 2 / 27 - 15:01
المحور: الادب والفن
    


كثيرا ما كان يثير انتباهي تلك الساعة الانيقة التي كان والدي يضعها في جيب معطفه العلوي , وكان كلما ينظر اليها وكانه يراها لاول مرة , وكاني بنظراته تقول انها ليست قطعة معدنية وحسب بل انها ارث يختضر حياة مليئة بالقصص والحكايات , وذات يوم اثار فضولي هذا المشهد الذي يتكرر يوميا لاساله عن السر الذي جعله متعلقا بساعته هذه , نظر الي بعينين حزينتين وقال , بني هذه ساعة جدك , لم تكن تفارقه قط , وكان يضعها في ذات المكان الذي اضعها الان, وبعد تنهيدة مشوبة بالم عميق , قال كنا انا واخوتي صغارا , وحينما نستيقظ في الصباح نجد والدنا قد اتخذ مكانه قريبا من موقد النار الذي كان يعده لنا كعادته كل صباح , فنتدافع نحوه ويضمنا الى احضانه , يلاعبنا وساعته تداعب اجسادنا الغضة ...... وذات يوم ممطر كئيب لم نجد حينما استيقضنا موقد النار مشتعلا كالعادة فتبادر الى اذهاننا نحن الصغار ان والدنا قد يكون متعبا او مريضا , وقمنا بايقاد الموقد وجلسنا كعادتنا حوله , ولم تمضي سوى دقائق قليلة حتى سمعنا صراخ والدتي , صراخ لم نالفه من قبل وكلماتها لم نفهم منها شيئا وزادات حدة صوتها , فما كان منا نحن الصغار الا ان نسرع اليها , كانت خائفة واوصالها ترتجف , دفعت بنا خارج الغرفة , غير اني تمكنت من التسلل صوب والدي الذي كان ممدا كعادته على سريره , ناديته , ضربته وصرخت يا ابتي انا هنا دون ان يلتفت , حاولت وحاولت دون جدوى ... اسرعت صوب ساعته الاثيرة وجئت بها وصرخت , هذه ساعتك , وضعتها امام عينيه المفتوحتين , حينها صرخت اماه لم لا يرد علي والدي ... وماهي الا برهة حتى سمعت اصوات غريبة تدنوا مني , التفت واذا هم ابناء حارتنا , ابعدوني عن المكان عنوة , ورايت غيرهم وهم يحملون صندوقا خشبيا كبيرا ... رفعوا والدي عن السرير ودفعوا به داخل الصندوق وغطوه , وحملوه الى مكان بعيد, على امل ان يعود بعد حين كما اخبرتنا الوالدة , حينما يستعيد عافيته ,, ومنذ ذلك اليوم الحزين وهذه الساعة لا تفارقني ... كنت صغيرا لا اعرف ما يعنيه الفراق , كان غيابه قاسيا على الجميع ... انها ذكرى والدي ياولدي وهي النافذة التي تطل على زمن بعيد حيث كان الحب والامل والتضحية , لتبقى ساعته في جيب معطفي صامتة تحفظ الزمن الذي توقف عنده كل شيئ



#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اما فينا من يلقم هذا المعتوه حجرا؟
- وداعا مكرم الطالباني
- لا ابغي نقدا او تجريحا بل اشير الى خطأ
- ((محاكم تفتيش )) تلوح في الافق بعد فتاوى الذبح والسلخ !!
- ألا تبا للمنافقين وعبدة الدرهم والدينار
- معتصمو الساحات ... لا تذعنوا لكل ما يقال ولما لا يعقل !!
- اي قائد يحتاجه العراق اليوم ؟
- متظاهروا الانبار ... هلا اعدتم حسابات شهر مضى ؟
- رفقا بالعراق فهو اسمى من زجه في نعراتكم الضيقة !!
- صواريخ غزة اوصدت الابواب امام التهديدات الاسرائيلية لايران
- (( صناعة العدو )) سياسة امريكية باتت بموازاة الصناعات الاخرى ...
- هل حقا ثمة ما يخيف في قانون البنى التحتية ؟
- وما فائدة التغيير السياسي اذا لم يصاحبه تغييرا ثقافيا ؟
- عدم الاستقرار في العراق سيستمر طالما وجد ساسة مأجورين
- قادة قطر وحكاية الضفدع الذي اراد ان يصير ثورا !!
- حلم الكرد الموعود والخطاب غير المتزن
- كي لا يتوهوا ان العراق رقما سهلا في المعادلة
- حكومة بغداد .. كفى تهافتا وضعفا ولا توغلي اكثر
- تخبط وسوداوية القائمة العراقية ستودي الى حتفها
- اية ثمار تلك التي جناها العرب من ربيعهم ؟


المزيد.....




- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...
- كتاب -رخصة بالقتل-.. الإبادة الجماعية والإنكار الغربي تحت مج ...
- ضربة معلم من هواوي Huawei Pura 80 Pro.. موبايل أنيق بكاميرات ...
- السينما لا تموت.. توم كروز يُنقذ الشاشة الكبيرة في ثامن أجزا ...
- الرِّوائي الجزائري -واسيني الأعرج-: لا أفكر في جائزة نوبل لأ ...
- أحمد السقا يتحدث عن طلاقه وموقفه -الغريب- عند دفن سليمان عيد ...
- احتفال في الأوبرا المصرية بالعيد الوطني لروسيا بحضور حكومي ك ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لؤي الخليفة - ساعة جدي