أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - لؤي الخليفة - وما فائدة التغيير السياسي اذا لم يصاحبه تغييرا ثقافيا ؟














المزيد.....

وما فائدة التغيير السياسي اذا لم يصاحبه تغييرا ثقافيا ؟


لؤي الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3856 - 2012 / 9 / 20 - 15:30
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الاحتجاجات الصاخبة اثناء التظاهرات التي خرجت الى الشوارع وما رافقها من اعمال عنف كردة فعل على الفيلم المسئ للاسلام , اشرت العديد من علامات الاستفهام , ربما تكون ابرزها هي ان الدول الخليجية عموما والسعودية وقطر خصوصا واللتين تعتيران وكرا للسلفية والوهابية والتطرف الديني والممولين الريئيسين للارهاب والارهابيين ,كانت بمنأى عن اية مظاهر احتجاج او استنكار سوى اشارات خجولة هنا وهناك ... وبعيدا عن دول الخليج , يبقى السؤال الاهم وهو لم كل هذا العنف ؟ والى متى يستمر الانفلات غير المبرر وتبقى العواطف تحرك هذا البعض وتدفع بهم الى سلوك اقل ما يقال عنه انه هستيري ينم عن جهل مطبق والتفكير بعقلية قرون مضت لا تتناسب مطلقا مع قيم الحضارة وروح التطور التي يفترض الا نكون بعيدا عنها ؟؟ .
وان تمكن هذا البعض من لفت انتياه العالم الى الحيف الذي اصابهم نتيجة الاساءة والاهانة التى وجهت الى نبيهم ومقدساتهم , الا انهم ومع شديد الاسف فشلوا في سلوك الطريق القويم , ذلك ان ردود فعل المسلمين التي استهجنت ونددت بمظاهر العنف تلك جاءت قبل التنديد بها من قبل الرأي العام العالمي ... وكان حري بأولئك الغلاة المتشددين ان يعوا ان هذا الفيلم ليس اول اساءة توجه للمسلمين ولن تكون الاخيرة , فسبق ان قام نفر ضال متعصب ممسوخ الجذور بحرق القران وتدنيسه اضافة الى ممارسات مهينة عديدة اخرى , ومن هنا جاءت الدعوات للاغلبية المتنورة من المسلمين ان تكون الاحتجاجات سلمية حضارية ذلك ان ردة الفعل المتشنجة تبقى الاداة التي يسعى اليها غلاة المتشددين المعادين للاسلام لعكس صورة اكثر سلبية للمسلمين وخاصة في المجتمعات الغربية لاجندات معروفة ... اضف الى ذلك ان الاغلبية المسلمة حرصت على الدعوة الى الوسطية واستيعاب المرحلة والى التحاور وتقريب وجهات النظر بين الاديان وقطع الطريق امام كل اخرق متعصب كمن اخرج الفيلم او ذاك الذي احرق الانجيل امام المتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة .
مما لاشك فيه ان مخرج الفيلم نجح في ايصال الرسالة التي كان يهدف اليها فخلال ساعات معدودات زارت موقع اليوتيوب اعداد هائلة وهائلة جدا لمشاهدمه , ونجح ايضا في استفزاز مشاعرالبعض من المسلمين وحدث ما حدث وكان له ما اراد عندما خرج اؤلئك المتشددين كقطيع من الوحوش لم يصمد امامهم سور او جدار او رجال شرطة وراحوا يحرقون ويقتلون وينهبون ... واخيرا وليس اخرا حرص المخرج ان يبين للرأي العام العالمي ما نفسه المريضة من ان المسلمين ليسوا سوى مجموعة من المتعصبين لا يتوانوا من اللجوء الى العنف والقتل بمجرد استفزازهم .
وتبقى علامة الاستفهام الاكثر لفتا للانتباه والتي تقفز بقوة امام المتابع للاحتجاجات هي شراستها وحدتها في بلدان ما يسمى بالربيع العربي , كما في ليبيا ومصر وتونس واليمن اضافة الى السودان التي تنتهج حكومتها تزمتا دينيا بعض الشئ , مما يشير الى ان هذه الدول التي ضربتها رياح التغيير وغيرت نظمها الديكتاتورية باخرى ديمقراطية وربما ثورية كما يتصور او يدعي البعض , لم يتمكن القائمون على نظمها , افراد كانوا او احزابا او تكتلات من استيعاب حالة التغيير هذه , ووقعوا في ذات الخطأ لمن سبقوهم في الحكم , وفاتهم اشاعة ثقافة الاعتراف بالاخر ومشاركته في السلطة واستحالة بناء حياة سياسية ناجحة وفق نظام احادي الجانب يتنكر لحقوق الاخرين ولماضي البلد وحضارته وثقافته , كما اننا لم نشاهد احد من المسؤولين فيها وقد انبرى ليضع حدا لمحاولات البعض من اصحاب الفتاوي والتصريحات غير المسؤولة ومحاولاتهم المتواصلة في تطويق الحريات وضرب قيم المجتمع المتوارثة ... فأربكت الديمقراطيات الناشئة في هذه البلدان المشهد السياسي فيها وزادته تعقيدا حينما استغلت الديمقراطية بصورة سلبية معاكسة لمفهومها وراح البعض وبالذات اؤلئك الغلاة والجهال يبثون تصوراتهم وقناعاتهم من ان البلد لا يمكن ان يبنى الا من خلال الاملاء والاكراه دون ان يلتفتوا الى تنوع المجتمع ومكوناته , ودون ان يتعضوا من تجارب سابقة فشلت فشلا ذريعا رغم استمرارها لعقود عدة كما حدث في العراق سابقا ويحدث الان في سوريا ... ذلك ان سياسة العنف والقتل وجز الرقاب وان طالت فلن تدوم وعلى اؤلئك الذين وجدوا انفسهم على رأس السلطة ان يضعوا نصب اعينهم ان الثورات الحقة هي ثورة الثقافة والوعي والديمقراطية لا ثورة العصي والهراوات وادوات الذبح ... ثورة العدل والمساواة والحرية بعيدا عن استبداد ذوي العقول المتحجرة ممن يسعون الى تكريس الجهل والغيبيات .



#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدم الاستقرار في العراق سيستمر طالما وجد ساسة مأجورين
- قادة قطر وحكاية الضفدع الذي اراد ان يصير ثورا !!
- حلم الكرد الموعود والخطاب غير المتزن
- كي لا يتوهوا ان العراق رقما سهلا في المعادلة
- حكومة بغداد .. كفى تهافتا وضعفا ولا توغلي اكثر
- تخبط وسوداوية القائمة العراقية ستودي الى حتفها
- اية ثمار تلك التي جناها العرب من ربيعهم ؟
- العراق .. خطوات الى الوراء واستبعاد العودة للشراكة الوطنية
- من يقف وراء التفجيرات وقتل العراقيين ؟
- بدعة الاقلمة ودورها في تأجيج الخلافات السياسية
- هل نجح النظام السوري في دفع الجامعة العربية الى المكان الخطأ ...
- الامتناع العراقي و (( مفاتيح الارهاب )) التي لم تزل بيد النظ ...
- هل ستوقد (( الفدراليات )) شرارة حكم شمولي جديد في العراق ؟
- لكي لا نجعل من الفدراليات بوابة لتقسيم العراق !!
- دعوة وسائل الاعلام لمقاطعة تصريحات المسؤولين والنواب
- تجنبا للفساد ... احذفوا الاصفار دون تبديل العملة
- أهي حرب بسوس جديدة تخوضها الكتل السياسية العراقية ؟؟
- الدستور العراقي ... أتعديل ام كتابته من جديد ؟
- ميناء بوبيان ... لا خيار امام العراقيين سوى الغاء وقبر المشر ...
- مستقبل اوربا بين فكي النازي الجديد والاسلامي المتطرف ...


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - لؤي الخليفة - وما فائدة التغيير السياسي اذا لم يصاحبه تغييرا ثقافيا ؟