أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الخليفة - عدم الاستقرار في العراق سيستمر طالما وجد ساسة مأجورين















المزيد.....

عدم الاستقرار في العراق سيستمر طالما وجد ساسة مأجورين


لؤي الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 17 - 17:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بداية القرن الماضي وبالتحديد في العام 1907 التقى رئيس وزراء بريطانيا انذاك " هنري كامبل با نورمان " بمسؤولي سبع من الدول الاوربية التي كانت تعاني من تدهور كبير في اقتصادياتها واوضاعها الداخلية , وقال مخاطبا اياهم ... " اتريدون ان نبقى في القمة ام نستمر في السقوط نحو الهاوية " , فرد الجميع ... " بكل تأكيد القمة افضل " هنا طاب كامبل من معاونيه توزيع خارطة على الحضور كان قد اعدها مسبقا, فيما اتجه هو صوب خارطة كبيرة كانت معلقة على الجدار مشيرا الى دائرة خطت باللون الاحمر , وقال تأملوا هذا المكان جيدا ... في هذا المكان توجد كل مقومات القوة والنجاح لاقامة الدولة المتكاملة بدءا من الثروات والمعادن الهائلة التي تحويها والموقع السيتراتيجي وانتهاءا بشعوب المنطقة التي تجمعهم مشتركات عدة قد تكون اهمها اللغة والجغرافيا والدين ... دول هذه المنطقة مشتته وشعوبها يعضهم الجوع وجل وقتهم يخصصونه للبحث عن الماء والخبز ... في هذا المكان يوجد كل ما نحتاجه نحن وبما يضمن لنا البقاء على القمة , وهذا لن يتحقق الا من حلال العمل على بقاء دول المنطقة هذه ضعيفة مشتته جاهلة باثارة النزاعات فيما بينها لتبقى في حالة من عدم التوازن والا نجعلها تشعر بالاستقرار , وانتم خير من يعلم ان الاستقرار هو من يجلب النهضة , واؤكد لكم ان نهضتهم ستكون على حسابنا نحن وستخنقنا ... وقد كانت الخارطة للمنطقة العربية .
واليوم وبعد مرور حوالي المائة عام على هذا اللقاء , يرى المراقب للوضع العراقي ان البلد غير بعيد عن مثل هذا المخطط فثمة دول وقوى كانت تعمل دون كلل في هذا الاطار وقد تصاعدت وتيرته بعد عام 1958 حيث لم يسمحو للبلد ان يعيش استقرارا كي يبني نهضته ومما يؤسف له وجود البعض ممن يسهل لهؤلاء المضي قدما في مخططاتهم التأمرية ... ولو عدنا قليلا الى الوراء لوجدنا ان عام 1963 شهد انقلابا اسودا قاده حزب البعث ضد حكومة عبد الكريم قاسم الوطنية , وما ان ابعد هذا الحزب عن السلطة حتى عاد ثانية في العام 1968 ليطيح بحكومة وطنية اخرى كانت تعد لانلخابات نيابية ودستور دائم وقانون للاحزاب ... ولا اجد ضرورة لتفصيل ما جرى في تلك الحقبة المظلمة ذلك ان الجميع يعلم ان حربا ضروسا نشبت مع ايران وتم غزو الكويت وكان حصيلتيهما اكثر من مليون عراقي قتيل ومثلهم معوق ... لتأتي بعدها امريكا وتضرب لمرات عدة كل ما كنا نملكه من بنى تحتية ومنشات صناعية ... فصرنا دون ماء ولا كهرباء , بدون غذاء او دواء وراح الموت يحصد بالاف العراقيين وخاصة الاطفال الذين راح البعض يتاجر بهم بعد ان كان يكدس جثامينهم في المستشفيات ويستعرض بهم بين الفينة والاخرى في شوارع بغداد ... وعدنا كما قال وزير خارجية امريكا هنري كيسنجر وقت ذاك لطارق عزيز وزير خارجية العراق الى القرون الوسطى حيث الفوانيس والجِول والمهافيف ... هذا ناهيك عما كان النظام يمارسه من عمليات قتل واعدامات ومقابر جماعية وهدم للقرى والتهجير ... واستمر الحال يسوء والمأساة التي حملها لنا البعث تكبر وتشتد حتى صرنا في عام 2003 هذا العام الذي اعطى النظام والحزب الحاكم الضوء الاخضر للغزو الامريكي للعراق .
ورغم تلك المعاناة الطويلة التي تكللت باحتلال بغيض جثم فوق صدور العراقيين , كان ثمة امل يراودهم بعد سقوط الصنم ان ينحو البلد منحا جديدا , ويستفيد القادة الجدد من التجربة المرة السابقة التي استمرت نحو اربعين عاما ... ان يعمل الجميع بروح الفريق الواحد ليعوضوا هذا الشعب المسكين بعض من معاناته والامه ولكي يهنأ بموارده الجمة ... غير ان الحال صار يسير نحو الاسوأ , وما هو اكثر ايلاما انه ليس ثمة امل في ان يشهد اي تحسن سيما وان هناك من هو مستعد بل وجاهز ليبيع نفسه وخدماته لمن يدفع وبغض النظر عمن يكون شريطة ضمان مصالح شخصية ضيقة او منصبا ... وكان هؤلاء خير عون لتلك الدول التي لا تريد استقرارا للعراق وخاصة بعض من دول الجوار التي باتت تمتلك العديد من تلك الاوراق تلوح بها بين الحين والاخر ... فأي امل يرتجيه المرء من اناس صاروا يحرصون على تنفيذ كل ما يطلب منهم الاجنبي لقاء دراهم معدودة , فنراهم تارة يهددون باغراق البلاد بالدم وتارة بتمزيقه ودفعه الى المجهول ... فكانوا حقا اليد الضاربة للاعداء الذين لا يريدون لنا سوى الفوضى وعدم الاستقرار ... لقد بات المواطن على دراية تامة من هو الوطني الغيور على بلده من العميل الذي لا هم له سوى تنفيذ ما يؤمر به وهدم ما يمكن هدمه ... وعطل هؤلاء كل ما كان يمكن تحقيقه فيما لو عمل الكل لخدمة الوطن والشعب , حتى استعصى الامر على من كان يريد البناء حقا فعجز عن بناء مدرسة ... فكيف الامر اذا كان البناء الذي نريده هو بناء وطن دمرته الحروب ومزقته الخلافات وهجر ابنائه في الشتات يستجدون هنا وهناك وبلدهم هو الاغنى في العالم .
لقد اشتدت وطئة الهجمة الشرسة ضد بلدنا في الاونة الاخيرة وبالذات بعد انعقاد القمة العربية , ذلك ان البعض من دول الجوار تجددت مخاوفه من ظهور العراق ثانية كقوة محورية وفاعلة في المنطقة , وراحوا يلعبون ثانية على الورقة الاثنية والطائفية ومن خلالعملائهم الذين بواسطتهم تمكنوا من ايقاف عملية البناء والتنمية طيلة الاعوام الماضية في بلد يملك كل مقوماتها ... وازاء ذلك , ولطالما ان الامور حسبما يبدو خرجت من اطارها ولن تستقم , فأن على الحكومة الحالية ,حكومة الشراكة الوطنية التي اثبتت فشلها بكل جدارة استغلال فترة العامين المتبقيين من عمرها واختيار احد حلين لا ثالث لهما وهما اما الذهاب الى حكومة اغلبية تتحمل مسؤولية وطن وشعب وتؤمن له حاجاته ومتطلباته وخدماته الضرورية بتفان واخلاص وانهاء المهازل المقرفة التي نعيشها كل ساعة ومحاسبة المقصرين والمفسدين ... وهذا الحل حسبما اعتقد هو افضل من الاخر الذي يحتاج الى شجاعة فائقة لمصارحة الشعب عن عجزها وعدم استطاعتها اداء واجباتها وفشلها في مسعاها رغم كل ما بذلته من جهود وتترك الساحة لمن هو اجدر وقادرعلى أدارة شؤون البلاد ادارة سليمة ...
وبالمقابل فأن على الطرف الاخر ان يكون هو الاخر شجاعا ويطبق اقواله الى افعال ويسحب الثقة عن الحكومة او يصمت وينصرف للتعاون الجدي في بناء الدولة والتوقف عن اطلاق البالونات الفارغة التي بات يمقتها المواطن ويعرف دوافعها .



#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قادة قطر وحكاية الضفدع الذي اراد ان يصير ثورا !!
- حلم الكرد الموعود والخطاب غير المتزن
- كي لا يتوهوا ان العراق رقما سهلا في المعادلة
- حكومة بغداد .. كفى تهافتا وضعفا ولا توغلي اكثر
- تخبط وسوداوية القائمة العراقية ستودي الى حتفها
- اية ثمار تلك التي جناها العرب من ربيعهم ؟
- العراق .. خطوات الى الوراء واستبعاد العودة للشراكة الوطنية
- من يقف وراء التفجيرات وقتل العراقيين ؟
- بدعة الاقلمة ودورها في تأجيج الخلافات السياسية
- هل نجح النظام السوري في دفع الجامعة العربية الى المكان الخطأ ...
- الامتناع العراقي و (( مفاتيح الارهاب )) التي لم تزل بيد النظ ...
- هل ستوقد (( الفدراليات )) شرارة حكم شمولي جديد في العراق ؟
- لكي لا نجعل من الفدراليات بوابة لتقسيم العراق !!
- دعوة وسائل الاعلام لمقاطعة تصريحات المسؤولين والنواب
- تجنبا للفساد ... احذفوا الاصفار دون تبديل العملة
- أهي حرب بسوس جديدة تخوضها الكتل السياسية العراقية ؟؟
- الدستور العراقي ... أتعديل ام كتابته من جديد ؟
- ميناء بوبيان ... لا خيار امام العراقيين سوى الغاء وقبر المشر ...
- مستقبل اوربا بين فكي النازي الجديد والاسلامي المتطرف ...
- في ضوء استجواب مفوضية الانتخابات ... رشقوا البرلمان ايضا


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الخليفة - عدم الاستقرار في العراق سيستمر طالما وجد ساسة مأجورين