أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الخليفة - بدعة الاقلمة ودورها في تأجيج الخلافات السياسية














المزيد.....

بدعة الاقلمة ودورها في تأجيج الخلافات السياسية


لؤي الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3583 - 2011 / 12 / 21 - 20:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعيدا عن عمليات الشد والحذب التي تشهدها العملية السياسية هذه الايام والاتهامات التي يكيلها هذا الطرف او ذاك للاخر وردود الفعل التي غاليا ما تتسم بمصالح شخصية بعيدة عن المصالح الوطنية , وتكرير سيناريوهات ضاق المواطن بها ذرعا , وبعيدا عن السادية التي راح بعض المسؤولين يمارسوها ضد ابناء شعبهم , غير مكتفين بحرمانه من ابسط حقوقه الانسانية ولا اقول الدستورية , ذلك ان الدستور في الاساس جاء هزيلا عليلا ... واخيرا وليس اخرا , بعيدا عن كل ما جعل المواطن عاجزا عن التمييز بين الغث والسمين او بين الصدق والكذب او العدو من الصديق ....
اقول بعيدا عن كل ذلك , فأن الاوصاع المعقدة التي تمر بها البلاد اليوم سببها الرئيسي هو الدستور اصافة الى التدخلات الاقليمية التي لا تريد عراقا قويا مزدهرا , بل عاجزا واهن القوى ... وما يجدر ذكره انه وقبل ان تتفجر الازمة الحالية كانت ثمة دعوات هنا وهناك للاقلمة مالبثت محافظة صلاح الدين ان اججتها بأعلانها المحافظة اقليما وزادت محافظة ديالى الامر سوءا يوم اعلنت هي الاخرى اقليمها , وليصاحب ذلك الانسحاب الامريكي وانهاء تواجده المشؤوم , هذا وغيره الكثير ادى الى اصطفافات سياسية غير مسبوقة ... واذا ما حصرنا الامر فقط بالاقاليم لوجدنا ان ثمة من كان وما يزال يدعو الى الاقلمة بناء على اجندات خارجية , واخر ارادها خيارا وطنيا ودستوريا وثمة من رفضها وعارضها خوفا من الانزلاق في متاهات التقسيم العرقي او الطائفي ... غير ان بدعة الاقاليم ,التي لم تأتي من فراغ باعتباره حق كفله الدستور , لم كل هذا التهافت نحوها وفي هذا الظرف بالذات ؟ .
ان نظرة هادئة وموضوعية لاوضاع البلد العامة وما يجري فيها من احداث منذ الغزو وحتى يومنا هذا , يرى انه وبعد سقوط النظام السابق وما رافقها من فوضى وعدم وجود اي سلطات او قوات امنية لاشهر عدة , كذلك تدخل الدول الاقليمية في الشأن الداخلي وما كان قد اعده المحتل لتدمير البلد ... كل ذلك وغيره الكثير , مهد الطريق لاناس اقل ما يقال عنهم انهم غير اكفاء لاستلام قيادة السلطة والدولة , وقيادتهم البلاد بعيدا عما كان يطمح اليه المواطن واعتمادها التضييق على الكفاءات والنخب الثقافية التي صار صوتها يخفت يوما بعد اخر ليتلاشى تماما سيما بعد الضغوط وعمليات التصفية والاغتيال التي طالت المئات منهم ليقبع في داره من لم يهاجر مبتعدا عما يمكن ان يناله من مخاطر ... وظلت البلاد تتجه نحو الاسوأ والمسؤواين عاجزين عن ايجاد مخرج للازمات المتلاحقة , بل انغمسوا في ملذاتهم والاستحواذ على الغنائم , فكانوا هم في عالم والمواطن في عالم اخر , يوم كان الارهاب يحصد منهم العشرات والعوائل تشرد وتزداد فقرا ... ورافق ذلك ظهور اسماء ومجاميع عديدة وراح يتنامى نفوذها مع الوقت حتى تاه المواطن وهو يريد معرفة اين تقف الحكومة واين يقف هذا المتنفذ وذاك الصعلوك ...
هذه الصورة القاتمة اضفت على الخارطة السياسية مشاكل جديدة لا حصر لها . فالمثقف انزوى بعد ان شهر الجاهل سيفه , والمواطن الغيور لم يستطع مقاومة التيار الجارف , فيما راحت الدول الاقليمية تغذي العمليات الارهابية واللعب على الورقة الطائفية والتي كان للمحتل دور فاعل في تأجيجها , ناهيك عن اؤلئك المرتزقة والخونة ممن كانوا رهنا لاشارات الخارج بغية تقسيم البلاد وتمزيقه وفق الطائفة والقومية , وهم يعلمون انهم يقفون فوق ارض صلبة ذلك ان الدستور هو من كفل حق اقامة الاقاليم , وقد تصاعدت هذه المطالب مؤخرا وبالذات بعد ان تيقنت دول الجوار ان العراق ينتظره مستقبل زاهر بعد عملية التنمية واستغلال موارده التي من شأنها ان تضعه في مقدمة الدول الثرية خلال ثلاث او اربع سنوات اذا ما احسن تنفيذها .
ان عراقا قويا مزدهرا لن يتحقق باقامة الاقاليم والدعوة الى تمزيقه بل بوحدة الوطن ومواصلة عماية البناء , سياسيا واقتصاديا وقيام حكومة وطنية قادرة على مواجهة التحديات وبناء قوات امنية مهنية بعيدة عن التسييس وتعزيز المسار الديمقراطي واقامة علاقات متكافئة مع جميع الدول وعدم السماح للتدخل في الشأن الداخلي ... وكي لا اجافي الحقيقة فان الدعوة الى الاقاليم ستكون خيارا وطنيا والية مشروعة في ظل الوحدة الوطنية لا من خلال الفوضى والشلل الذين شابا العملية السياسية او انطلاقا من مصالح قومية طائفية ممولة من الخارج .



#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نجح النظام السوري في دفع الجامعة العربية الى المكان الخطأ ...
- الامتناع العراقي و (( مفاتيح الارهاب )) التي لم تزل بيد النظ ...
- هل ستوقد (( الفدراليات )) شرارة حكم شمولي جديد في العراق ؟
- لكي لا نجعل من الفدراليات بوابة لتقسيم العراق !!
- دعوة وسائل الاعلام لمقاطعة تصريحات المسؤولين والنواب
- تجنبا للفساد ... احذفوا الاصفار دون تبديل العملة
- أهي حرب بسوس جديدة تخوضها الكتل السياسية العراقية ؟؟
- الدستور العراقي ... أتعديل ام كتابته من جديد ؟
- ميناء بوبيان ... لا خيار امام العراقيين سوى الغاء وقبر المشر ...
- مستقبل اوربا بين فكي النازي الجديد والاسلامي المتطرف ...
- في ضوء استجواب مفوضية الانتخابات ... رشقوا البرلمان ايضا
- ((بوبيان )) تذكرنا بأزمة خليج الخنازير في كوبا
- العراق سيبقى عراقا وشعبه هو من سيقرر قضاياه المصيرية
- ثمة اعوام بين رسالة الزرقاوي وتصريح النجيفي !!
- سوريا ... النظام ينسى من يخالفه الرأي ويتناسى الحقائق
- اذا كان المسؤول او السياسي مجرما فلم لا يعلن ذلك على الملأ ؟
- احرقوه واحرقوا كتبا اخرى معه ...
- عودة ثانية ... لا تهاجموا الدين الاسلامي فقط , فدينكم ليس بخ ...
- عودة اولى ... لا تهاجموا الدين الاسلامي فقط , فدينكم ليس بخي ...
- لا تها جموا الدين الا سلامي فقط ... فدينكم ليس بخير منه ... ...


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الخليفة - بدعة الاقلمة ودورها في تأجيج الخلافات السياسية