أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الخليفة - حلم الكرد الموعود والخطاب غير المتزن















المزيد.....

حلم الكرد الموعود والخطاب غير المتزن


لؤي الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3680 - 2012 / 3 / 27 - 22:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حافظ الاكراد طيلة الفترة التي اعقبت عام 2003 على سلوك وخطاب متزنين اكسباها احترام الساسة جميعا سواء اكانوا في البرلمان او الحكومة , بل وصارت كردستان الملاذ الذي يلجأ اليه الساسة لحل مشاكلهم او اي اشكالات اخرى تعيق عملهم , وكان للقادة الاكراد اكثر من موقف ساعد على انهاء العديد من الازمات التي كادت تعصف بالبلاد , فيما كان واضحا الدرب الذي اختطه الساسة الاكراد من خلال النأي بانفسهم عن الخلافات التي تنشب بين هذا الطرف او ذاك ومحاولاتهم لاحتوائه ... غير ان كل ذلك البناء الشامخ هوى او كاد اثر الخطاب الاخير لرئيس اقليم كردستان عشية اعياد نوروز وهجومه العنيف على رئيس الوزراء والثلة التي حوله كما سماها , دون ان يأخذ في اعتباره الظروف والتوقيت الذين لم يكونا مناسبين , فجاء الخطاب غير موفقا وباعد بين المواقف للاطراف الكردية عكس ما سعى اليه الخطاب في توحيد الصف الكردي , بدليل لم نجد من يدافع عنه سوى عدد محدود من نواب حزبه فقط , في حين كان البعض منهم مستاءا من الخطاب , فقد طالبت كتلة التغيير على سبيل المثال عدم زج الاقليم ومصالحه في قضايا شخصية قد تثير الضغينة ضد الاكراد داعيا البرلمان الكردستاني الى حل اي مشكلة مع الحكومة المركزية باعتباره الجهة المخولة فقط وهومن يبت في مثل هذه الامور ... هفوة اخرى حواها الخطاب وهو خلوه من البشرى التي كان رئيس الاقليم واخرون يروجون لها لفترة طويلة قبل الخطاب دون ان يوضح الاسباب سوى بعض كلمات لم تكن اكثر من ان هذه البشرى اتية لا محالة , وقد كان الاولى به ان يصارح الشعب الكردي ويطلعهم على الحقيقة , رغم ان الغالبية العظمى تدرك هذه الاسباب ذلك انه رغم توفر كل مقومات اقامة الدولة الكردية والحق المشروع للقومبة الكردية في انشاء هذه الدولة الا ان الامر يبدو على الاقل في الوقت الحاضر غير مهيء ويبدو انه اشبه ما يكون بضرب من الخيال , ذلك ان الظروف الدولية والاقليمية لا تحتمل المزيد من الضغوط , فالتوتر والاوضاع عير الطبيعية التي تعيشها المنطقة , وخاصة ما يجري في سوريا ومسألة النووي الايراني قد اعادت العالم الى اجواء الحرب الباردة من جديد , بل ووضعته على شفا حرب قد تكون مدمرة ... لذا فأن الاعتقاد السائد لدى بعض الاكراد في العراق عن كون الفرصة مواتية الان لاعلان دولتهم قد يكون صحيحا على المدى المنظور غير انه من الصعب جدا تقدير او معرفة صدى ذلك وردود الفعل للدول الاقليمية الاخرى والتي يسعى الكرد فيها ايضا الى ذات الهدف ... وبغية افشال هذا الاعلان ولكي تجنب نفسها هذا السيناريو فستسارع دون شك الى الاجهاز على هذه الدولة الفتية كي تقطع الطريق على الاكراد هنا وهناك ... .
فتركيا غير مستعدة البتة لقيام مثل هذه الدولة لا على اراضيها ولا في اي جزء من الاقاليم الكردية , فيما الصراع بين الحكومة والاكراد على اشده والحال ايضا لا يختلف عنه كثيرا في ايران , اما سوريا فكانت نظرتها اكثر شوفينية بحيث انها حرمت الجنسية السورية عن الغالبية العظمى من اكرادها , والتنازلات التي قدمتها الحكومة مؤخرا هي مرحلية اقتضتها الظروف الصعبة التي تمر بها وبمجرد ان تستعيد انفاسها سيكون الحديث دون شك مختلفا , وفي ذات الوقت فان المعارضة السورية هي الاخرى تفتقر الى موقف حازم وخطاب واضح بهذا الشأن وتتجنب الحديث عن مستقبل الاكراد وحقوقهم وهذا احد الاسباب التي جعلت اكراد سوريا يتعاطون بحذر مع الحراك الشعبي هناك ... ناهيك عن الخلافات بين الاكراد انفسهم سواء في الاقليم الواحد او فيما بين الاقاليم .
وازاء هذا المشهد الضبابي تبقى اللوحة الوحيدة التي بانت ملامحها بعض الشيء هي اللوحة الكردية العراقية , فهم ينعمون بحرية مطلقة في اقليمهم شبه المستقبل او المستقل حقا اضافة الى دورهم الكبير وكلمتهم المسموعة في الحكومة المركزية وحصولهم على الكثيىر من الامتيازات لم تتوفر الى غيرهم من الكتل السياسية ناهيك عن تصرفهم بموارد الاقليم دون اذن مسبق من المركز ... وربما تكون هذه الامور وغيرها هي التي دفعت بهذا البعض الى السعي للانفصال عن الجسد العراقي .
وفي هذا الخضم جاء خطاب رئيس الاقليم وهجومه على رئيس الوزراء والتي قوبلت بتصريحات متشنجة وقاسية من قبل نواب دولة القانون فرد عليهم نواب الحزب الديمقراطي الكردستاني وحتى الان فالسجال متواصلا ساهمت في زيادة التوترات التي لم تخلو الساحة السياسية يوما منها , وتشير الدلائل الى انه سيتصاعد في الايام المقبلة وحالما تنتهي اعمال مؤتمر القمة العربية , وفيما اذا استمر الوضع على ما هو عليه ودون تدخل الاخرين بغية تهدئة الخلاف فمن غير المستبعد ان يلجأ النواب في دولة القانون الى كشف العديد من الملفات التي ستحرج رئيس الاقليم وستضعه في زاوية ضيقة وحرجة وربما ستؤدي الى اصطفافات سياسية كردية جديدة سيما وان اصداء الخطاب كان فاترا كرديا ولم يلق القبول من بقية الاطراف الكردية وليس كما كان يتوقع رئيس الاقليم , بل العكس تماما كانت هناك انتقادات واسعة له في الوسط الكردي وان لم تطفوا الى السطح ... وبالمقابل فالخطاب لم يكن موضع قبول في الشارع العراقي بأستثناء قلة ممن يتصيدون في الماء العكر وتقتضي مصالحهم الضيقة وانانيتهم صب الزيت في النار لا حبا بالاكراد ولكن بغضا بالطرف الاخر ... وازاء ذلك كان الاجدى بالخطاب ان يعالج الاوضاع المزرية لغالبية العراقيين والالتفات الى معاناته اليومية ومسؤولية القيادة السياسية في ذلك وضرورة ابتعادها عن الخلافات والتي تنعكس سلبا على واقع المواطن اليومية وبصورة مباشرة ... .
فالبلد اليوم ليس بحاجة الى خطب نارية او رنانة لا من هذا الطرف او ذاك ولا الى تصريحات اقل ما يقال عنها فارغة وفجة , بل الى التكاتف والعمل المتواصل لاعادة البناء في شتى المجالات ووفق اسس سليمة وبمشاركة الجميع عربا كانوا ام كردا او تركمان واستغلال ثرواته الهائلة وتسخيرها لخدمة العراقيين ... وكفى خطبا وتصريحات لا تغني ولا تسمن , وعوضا من قتل الوقت في التفكير بكيفية صياغة هذه الخطب الهجومية او الرد استغلوه لوضع خطط تخدم الوطن والمواطن الذي حرم من حقوقه وسرق قوته وهجر من دياره , وقتل عشرات الالاف منه بسبب هذه السياسة المشوهة والمشبوهة .



#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لا يتوهوا ان العراق رقما سهلا في المعادلة
- حكومة بغداد .. كفى تهافتا وضعفا ولا توغلي اكثر
- تخبط وسوداوية القائمة العراقية ستودي الى حتفها
- اية ثمار تلك التي جناها العرب من ربيعهم ؟
- العراق .. خطوات الى الوراء واستبعاد العودة للشراكة الوطنية
- من يقف وراء التفجيرات وقتل العراقيين ؟
- بدعة الاقلمة ودورها في تأجيج الخلافات السياسية
- هل نجح النظام السوري في دفع الجامعة العربية الى المكان الخطأ ...
- الامتناع العراقي و (( مفاتيح الارهاب )) التي لم تزل بيد النظ ...
- هل ستوقد (( الفدراليات )) شرارة حكم شمولي جديد في العراق ؟
- لكي لا نجعل من الفدراليات بوابة لتقسيم العراق !!
- دعوة وسائل الاعلام لمقاطعة تصريحات المسؤولين والنواب
- تجنبا للفساد ... احذفوا الاصفار دون تبديل العملة
- أهي حرب بسوس جديدة تخوضها الكتل السياسية العراقية ؟؟
- الدستور العراقي ... أتعديل ام كتابته من جديد ؟
- ميناء بوبيان ... لا خيار امام العراقيين سوى الغاء وقبر المشر ...
- مستقبل اوربا بين فكي النازي الجديد والاسلامي المتطرف ...
- في ضوء استجواب مفوضية الانتخابات ... رشقوا البرلمان ايضا
- ((بوبيان )) تذكرنا بأزمة خليج الخنازير في كوبا
- العراق سيبقى عراقا وشعبه هو من سيقرر قضاياه المصيرية


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الخليفة - حلم الكرد الموعود والخطاب غير المتزن