أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الخليفة - خور عبد الله : السيادة ليست ورقة تفاوض














المزيد.....

خور عبد الله : السيادة ليست ورقة تفاوض


لؤي الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 8416 - 2025 / 7 / 27 - 15:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في لحظة من لحظات الانكسار السياسي التي مرت على العراق، وُقّعت اتفاقية خور عبد الله مع دولة الكويت، مدفوعة بظروف الاحتلال الأمريكي عام 2003 وما تبعه من فراغ سياسي وتشظٍ في القرار الوطني. واليوم، وبعد مرور سنوات، تعود هذه القضية إلى الواجهة، لا بوصفها نزاعًا حدوديًا فحسب، بل كجرح مفتوح في جسد السيادة العراقية، ووصمة عار في جبين من وقعوا دون تفويض من الشعب.

خور عبد الله ليس مجرّد مسطح مائي يقع جنوب البصرة، بل هو شريان بحري استراتيجي، يربط العراق بالعالم عبر منفذه البحري الوحيد تقريبًا. التنازل عنه أو تسليمه يعني اختناقًا اقتصاديًا محتملاً، وتقليصًا للنفوذ العراقي في الخليج العربي، وتحول العراق إلى دولة شبه مغلقة من جهة البحر.

من الناحية القانونية، ترتكز الكويت على قرارات مجلس الأمن، وخاصة القرار 833 لعام 1993، الذي رسم الحدود بناءً على توصيات الأمم المتحدة. إلا أن هذا القرار أتى في ظرف استثنائي، عقب غزو للكويت، وفي سياق إضعاف العراق بكل وسيلة. وفوق ذلك، فإن ما وقع عليه بعض المسؤولين العراقيين لم يكن يمثل إرادة الشعب ولا إجماع مؤسساته الدستورية، بل جرى بضغط دولي وسط فوضى الاحتلال.

وهنا يُطرح السؤال الكبير: هل تملك الحكومات المؤقتة أو الضعيفة شرعية التخلي عن أجزاء من التراب الوطني؟ وهل يمكن اعتبار توقيع يُنتزع في زمن الخضوع ملزمًا للأجيال اللاحقة؟ الجواب، من وجهة نظر قانونية، محل نظر وجدل، خاصة إذا ما وُجد رفض شعبي واسع، كما هو الحال اليوم.

ما يُثير الألم والريبة، أن ما فعلته الكويت يشبه – إلى حدٍّ بعيد – ما فعله الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، حين ادّعى شراء الأراضي بطرق قانونية، ليُكسب الاحتلال غطاء شرعيًا زائفًا. الفرق أن إسرائيل كانت تسعى لطمس الحقيقة بقوة السلاح، بينما تسعى الكويت لتحقيق أطماعها ببطء، عبر وثائق واتفاقات و"شرعيات شكلية"، لكن النتيجة واحدة: الاستيلاء على أرض ليست لهم.

والأدهى من ذلك، أن الكويت غير مضطرة جغرافيًا للتشبث بهذا الممر، فهي تملك ساحلًا ممتدًا لمئات الكيلومترات على الخليج العربي، ولديها من المنافذ البحرية ما يكفي لتأمين تجارتها وأمنها، من دون الحاجة للزحف نحو خاصرة العراق البحرية الوحيدة. وهو ما يعزز شعور العراقيين بأن ما يجري ليس عن ضرورة، بل عن نية مبيتة وسعي لتضييق الخناق.

في قلب هذا المشهد، يعلو صوت العراقيين، من سواحل أم قصر إلى بغداد، رافضين التنازل، متمسكين بحقهم، مؤمنين أن السيادة لا تباع ولا تُشترى. وقد عبّر مجلس النواب العراقي، ونقابات مهنية، وكتّاب، وأكاديميون، عن هذا الموقف بصراحة وشجاعة.

إن المعركة القانونية والسياسية حول خور عبد الله لم تُحسم بعد. وكلما اشتد الرفض الشعبي، كلما بات واضحًا أن العاقبة ستؤول إلى مواجهة لا يُراد لها أن تقع، لكنها ستكون حتمية إذا استمر التجاهل والاستفزاز. وهي مواجهة لن تكون في مصلحة الكويت، ولا العراق، ولا حتى الأطراف الإقليمية والدولية.

هذا الخور ليس ماءً فقط... إنه دمعة العراق حين يُخذل، وصوته حين يُخنق، وكرامته حين تُباع. ولن تُمحى حدود الوطن ما دام فيه من يقول: لا. وكلمة لا هذه ستبقى عصية على الانكسار .



#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبض اخير تحت التهديد
- حين يدفن القانون في مضايف العشائر
- غزة ... مرأة العالم المكسورة
- الكلمات التي نجت من الموت ... تكتبنا من جديد
- الطفلة التي تبيع صورة والدها الشهيد *
- حين يصير البيت وطنا ... من يموت لاجله ومن يفر منه
- ترامب ...ثرثرة سياسية في زمن مضطرب
- اسرائيل لن تستقر طالما اعتمدت الحروب واغتصاب الحق الفلسطيني
- الرأي العام يتململ ومخاوف التدخل تتصاعد
- بين ضربات محدودة وحرب مؤجلة ... هل تنفجر المواجهة بين ايران ...
- ايران ... نحن من سينهي الحرب
- ترامب... بين الخطاب الانتخابي والواقع الجيوسياسي
- الرصاص يكسر الجسد لا يكسر الروح ....
- الليلة التي لم يأتي بعدها الصباح
- همسات الازقة المنسية
- مرأة العراق
- مهداة للكرد الفيليين...حين ينفى الاسم !!
- مرتبة متاخرة للعراق في مؤشر الاستطلاعات الدولية !!
- لاتتركوني... فانا مدينتكم
- مدينتي معذرة ... الحياة اخذتني عنك بعيدا


المزيد.....




- روبيو يكشف عن من سيدعمه في انتخابات 2028 ويتحدث عن علاقته بت ...
- بعد ساعات من دعوة ترامب لوقف إطلاق النار.. القصف يتواصل على ...
- ترحيب دولي ببدء عبور قوافل المساعدات إلى غزة
- وزير الخارجية الفرنسي: -دول أوروبية أخرى ستتعهد قريبا بالاعت ...
- -هواوي- تكشف عن منظومة تشغيل الذكاء الاصطناعي بقوة توازي -إن ...
- فرض حظر ليلي على الدراجات النارية شرق السنغال
- جدل بالكاميرون بعد استبعاد أبرز معارض من السباق الرئاسي 2025 ...
- رئيس أفريقيا الوسطى يؤكد ترشحه لولاية ثالثة وسط جدل دستوري
- مروان الهمص.. طبيب فلسطيني اعتقلته إسرائيل وهو على رأس عمله ...
- سد النهضة.. إثيوبيا تستعد للاحتفال وسط اتهامات مصرية سودانية ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لؤي الخليفة - خور عبد الله : السيادة ليست ورقة تفاوض