أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - هل التحليل الجيومتري الديناميكي في لوحة جبران طرزي يعزز الإيهام البصري؟















المزيد.....

هل التحليل الجيومتري الديناميكي في لوحة جبران طرزي يعزز الإيهام البصري؟


ضحى عبدالرؤوف المل

الحوار المتمدن-العدد: 8418 - 2025 / 7 / 29 - 11:10
المحور: الادب والفن
    


هل التحليل الجيومتري الديناميكي في لوحة جبران طرزي يعزز الإيهام البصري؟


تسود الألوان الدافئة في لوحة الفنان جبران طرزي خصوصاً درجات الأحمر، الزهري، البرتقالي، والذهبي، ما يضفي على بصر المتلقي إحساساً بالحيوية والدفء والأنوثة والبهجة معاً . تدرج الألوان داخل الأشكال يخلق تأثيراً ثلاثي الأبعاد يجعل كل وحدة تبدو وكأنها تخرج من السطح أو تغوص فيه.إذ يعتمد طرزي في هذه اللوحة على تكوينات مربعة داخل إطار منتظم، تنقسم إلى مثلثات ومنحنيات. تظهر خطوط قطرية وشبه منحنيات تُكوِّن ما يشبه الزهور أو الكُثبان أو الأشكال النجمية، وهي تتكرر بتكرارات مدروسة تنقل العين من زاوية لأخرى في حركة دائرية داخلية.كما أنه هناك وحدة في التكرار لكن بتنوع بصري صغير داخل كل وحدة مربعة. هذا الإيقاع المتوازن يُشعر المشاهد بالانسجام البصري، وكأن اللوحة تنبض.فهل الإطار الخارجي متعدد الألوان يكرر فكرة اللوحة، ويعمل كعنصر احتواء بصري يعمّق الإحساس بالتماثل والاحتضان داخل هذه اللوحة تحديداً .

كثافة الألوان الوردية والزهرية توحي بطاقة أنثوية مشعة في هذه اللوحة ربما ناتج عن شاعرية أو قوة الحياة المتجذرة في روح الإنسان. كل مربع هو كأنثى مستقلة بذاتها لكنها في انسجام مع الأخريات أو رمز للجماعة النسائية المتماسكة. لماذا قلت جماعة نسائية ربما توحي بقوة الراهبات أو قوة الأبناء من الإناث أو حتى كل شىء في الطبيعة أنثوياً ، فماذا عن التكرار والتأمل؟وهل التكرار الهندسي المرتب يمكن قراءته كتأمل بصري Zen-like، يشبه الماندالا، مما يدعو إلى تهدئة العقل والدخول في حالة من الصفاء البصري؟

الأشكال تعطي انطباعاً بالتحرك أو الانثناء، مما يخلق توتراً ديناميكياً يجعل العين تتحرك بلا توقف بين الأجزاء. فالوحدات تتكون من مثلثات، شبه منحرف، ومربعات مقوسة الزوايا. والتوازن ملموس في تماثل محوري (Axia Symmetry) أما النقاط المركزية فكل مربع يحتوي نقطة توازن داخلية عبر تقاطع الأشكال، كأنها بوصلة بصرية.
ينجح طرزي في مزج الحسابات الهندسية الصارمة بالحس الجمالي الطفولي والبسيط. هو عمل بصري تأملي لا يخلو من البهجة الحسية والذكاء التركيبي، ويعبر عن لقاء نادر بين الرياضيات والمشاعر، بين البنية والانسياب. فالهيكل الأساسي في اللوحة مكون من مصفوفة مربعة (grid)، تحديدًا 4 صفوف × 5 أعمدة من الوحدات المربعة المتساوية الحجم. كل وحدة مربعة تنقسم إلى أربعة مثلثات أو شبه منحرفات، بعضها يظهر كـ مقاطع منحنيّة. تقاطع هذه الأشكال يصنع ما يشبه شكلاً نجمياً أو زهرياً في المركز. بعض هذه الأشكال تعكس تماثلًا حول محور قطري (diagonal symmetry)، والبعض حول محور عمودي .فالعناصر الجيومترية المكوّنة من المربعات الأساسية هي وحدات البناء، تعمل كإطار حاوي لكل نظام فرعي داخلي. و الأشكال الداخلية مثلثات متساوية الأضلاع ومثلثات حادة الزوايا شبه منحرفات مائلة بزوايا غير متساوية. أقواس ناعمة أو خطوط شبه منحنية توحي بالعمق (تشبه القطاع المقطوع من دائرة).فهل تقاطع الخطوط عند مركز المربع؟ وماذا عن العلاقات الرياضية والبصرية؟
الخطوط القطرية تتقاطع عند مركز المربع، ما يُنتج نقطة محورية.هناك محاور تناظر داخلية داخل كل مربع، وعبر المصفوفة كلها (محور أفقي وعمودي يمران بمركز اللوحة). الوحدة تتكرر بشكل متناوب، ولكن بتغييرات طفيفة في اتجاه الأشكال. كأن كل وحدة هي نسخة مدوّرة أو معكوسة (Rotation & Reflection). أما التماثل (Symmetry) هو تماثل انعكاسي على المحورين الأفقي والعمودي في مركز كل مربع.و تماثل دوراني في بعض المربعات (Rotational symmetry من 180 درجة. والخطوط غير المرئية غير المرئية (Hidden Geometry):عند ربط الزوايا الداخلية لمربعات متجاورة، تنشأ أشكال نجمية سداسية أو ثمانية الزوايا، مما يخلق بُنية خفية توحي بعمق رياضي وجمالي. فهل التحليل الفني الجيومتري الديناميكي يعزز الإيهام البصري؟

الألوان تُستخدم لتعزيز الإيهام البصري بوجود بُعد ثالث وكأن المربعات طيات ورقية ثلاثية الأبعاد (Origami-like). و توزيع الظل والضوء عبر التدرجات اللونية يخلق نقاط توازن هندسي و"وهم مجسّم" في سطح ثنائي الأبعاد. أما التقاء خطوط الطاقة البصرية (Geometric Focus Points) فإن مركز كل وحدة يعمل كنقطة التقاء بصرية. لكن أيضاً عند تقاطع أربع وحدات، تتكون نقاط تقاطع هندسية عليا تشبه النجوم أو المراكز الروحية، ما يشبه الـ Mandala Nodes في الفنون الشرقية.

تُبنى اللوحة على هندسة طبقية من التماثلات، التكرارات، والزوايا المتغيرة بدقة. كل مربع يخفي وراءه نظاماً صارماً من الحسابات البصرية التي تُنتج في النهاية تأثيراً عضوياً نابضًا بالحياة. فطرزي يفتح لنا باباً بصرياً لفهمه من منظور الطاقة، الضوء، البنية المادية، وإدراك العمق، كما لو كان تركيباً فيزيائياً داخل فضاء ثلاثي الأبعاد .فهل الوهم البصري والعمق (Perceived Depth):يتضح من التدرجات اللونية من الزهري الفاتح إلى الأحمر الغامق ليحاكي مبدأ فيزيائي يُعرف بـ" التظليل ثلاثي الأبعاد"؟ أم أن هذا يخلق إيهاماً بعمق مجسم، كما لو أن كل شكل عبارة عن طيّة أو حافة تنثني داخل سطح، رغم أن اللوحة مسطحة.؟
وهل الضوء والظل (Light and Shadow Interaction)كل منهما يعمل ضمن توزيع الألوان يعمل كـ"خرائط ظل" (Shadow Maps)، كما تُستخدم في الرسوم الثلاثية الأبعاد.؟ أم أن كل وحدة تحتوي على "جهة مضيئة" وجهة "مظللة"، مما يخلق استجابة حسية مشابهة لطريقة الدماغ في تفسير النتوءات والانخفاضات المادية. ربما من يقرأ مقالي هذا يظن أنه نوع من الجنون البصري إلا أن طرزي يبدو مهتما بالفلسفات الشرقية والغربية ونظرته تمتد لتساؤلات عن الوجود والكينونة وهذا السر العظيم الذي يختبىء في كل شىء ويريد أن يراه من خلال رسوماته. إذ يشبه هذا تأثيراستخدام التباين بين الضوء والظل لفهم العمق في الفيزياء البصرية. فهل انكسار وانعكاس الضوء (Refraction & Reflection) عند الحواف الحادة والتدرجات المفاجئة في بعض الزوايا تعطي إحساساً يشبه تأثير انكسار الضوء عبر زجاج ملوّن أو منشور.؟

بعض الزوايا تعمل كـ "مرايا زاويّة" تعكس الألوان حولها، خاصة عند التقاء الألوان الذهبية والوردية. في تشبيه كأنك تنظر من خلال بلّورة مُضلّعة (Polyhedral Crystal) فاللون الزهري والأحمر يقعان ضمن الأطوال الموجية الطويلة للضوءهذه الألوان تنقل إحساساً بالحرارة، القرب، والطاقة العالية، فتُثير نشاطاً بصرياً في المشاهد. إن نظرنا إلى اللوحة من منطلق علم الطاقة، فهي لوحة "مُفعّلة" بالترددات الدافئة، وتبعث على الحركة الداخلية في المشاهد. فهل التناظر والاتزان يتزن في توزيع العناصر حول محورين متعامدين يشبه فكرة الاتزان الديناميكي؟ وهل اللوحة هي نظام مغلق ومتوازن (Closed Symmetric System)، لا يفقد طاقته مهما دارت عين المشاهد حوله.؟
الملمس البصري للوحة يوحي بخامات مثل النسيج المطوي أو الورق السميك الملون. أو حتى سيراميك زجاجي ذو سطح مائل وعالي الانعكاس.هذه ليست مجرد لوحة زخرفية، بل تكاد تكون محاكاة فيزيائية لبيئة هندسية ذات أبعاد ثلاثية مخفية، حيث كل لون يحمل طيفاً ضوئياً . كل خط يشير إلى مسار طاقة. كل تكرار هو تموّج داخل "مجال طيفي" مغناطيسي بصري. فالعمل يُترجم قوانين الضوء والكتلة والطاقة إلى سطح ساكن... لكنه يتحرك داخلياً.

فهل من تشكيلات فيزيائية من الطبيعة؟ كأن نقارنه بتراكيب البلورات، أو خطوط الحقل المغناطيسي، أو الأنماط الاهتزازية؟ نُفسّر هذا العمل الفني من خلال مفاهيم المادة، الروابط، البنية الجزيئية، وأثر العناصر الكيميائية على اللون والشكل والإحساس. التحليل الكيميائي لهذا العمل الفني نلمسه في الألوان كمركّبات كيميائية (Pigments as Molecules) في العالم الكيميائي، كل لون هو نتيجة تفاعلات ضوئية مع جزيئات معينة، فالتدرجات في اللوحة توحي بأن اللوحة تمثل طيفاً من المركّبات الصبغية العضوية النشطة. البنية الجزيئية كتماثلات هندسية كل مربع في اللوحة يشبه جزيء عضوي كبير مكوّن من نواة مركزية وحلقات متفرعة. تكرار الأشكال يوحي بوجود بوليمرات ذات وحدات مكرّرة (Repeating Units)، ما يشبه البوليستر أو النايلون. تشبيه مباشراللوحة هي كسلسلة بوليمرية مرئية، كل وحدة منها "مونومير بصري".التفاعلات الكيميائية البصرية (Photo-reactivity) الألوان الزهرية والذهبية تمثّل جزيئات حساسة للضوء (Photochromic). في الكيمياء، هذه الجزيئات تغيّر بنيتها عند امتصاص ضوء معين . اللوحة تُحاكي لوحة تتغير كيميائياً لو تعرّضت للضوء ،مثل العدسات الفوتوكرومية أو الأحبار الحرارية.
من حيث الكيمياء البنيوية ، التماثل الدقيق في الشكل يوحي بوجود روابط تساهمية مستقرة، كأن الشكل مبني من شبكة ذرات مربوطة بثبات. الزوايا المتكررة هي تشابه هندسي مع زوايا الروابط الجزئية كل وحدة في العمل يمكن تصورها كمركّب ذو روابط مشبعة، مستقر في حالته.
الألوان الدافئة ترتبط بطاقة عالية في الكيمياء الروابط المزدوجة تحمل طاقة أكثر من الروابط الأحادية. الصبغات العضوية تكون غالباً "محتبسة للطاقة"، وتُطلقها مع تغيّر الظروف (ضوء، حرارة). اللوحة كيميائياً تمثل حالة نشطة مفعّلة (Activated State)، لكنها محصورة ضمن بنيتها مثل جزيء في حالة شبه مستقر.

شكل بصري هو انعكاس لتركيب جزيئي منتظم، تناظري، مشحون بالطاقة، حيوي اللون، لكنه شديد التنظيم البنائي.هذه اللوحة ليست مجرد تركيب فني بل "جزيء خيالي عملاق"، مشكّل من وحدات صبغية ومركبات عضوية منظمة.فيها روابط تساهمية، طاقة كامنة، طيف ضوئي ملوّن، ومحاور تناظر كما في البلورات. كل مربع = "ذرة" وكل خط = "رابطة"، والكل يعمل كـ جزيء حيّ يتفاعل بصرياً وكيميائياً في كل لحظة.

اللوحة رغم صمتها تتكلّم بلغة التجريد، واللون، والتكرار... وكلها أدوات الفيلسوف لرؤية ما وراء الشكل. كالوجود بين التكرار والاختلاف فالتكرار هنا ليس مُملاً، بل مفعم باختلافات دقيقة. المربعات تتشابه، لكنها لا تتطابق تماماً. هذا ما أشار إليه جيل دولوز في مفهومه: "التكرار ليس تكرارًا بل تفجّر للاختلاف". اللوحة تُمثّل بنية الوجود نحن نبدو متشابهين، نعيش أياماً متكررة، لكن في كل يوم شيءٌ يختلف ضمن طيف خفي من التحوّل. فهل التناظر فيها هو كبحث عن النظام الكوني (Pythagorean Aesthetics)؟
البنية المتناظرة، الخطوط الدقيقة، والوحدات المربعة تذكرنا بأفكار فيثاغورس و"الهارموني الكوني"، حيث الجمال يُولد من النظام العددي والهندسة. كل وحدة هي "عدد"، كل شكل هو "معادلة"، واللوحة كلها = موسيقى بصرية صامتة، تنشد اللانهاية. فماذا عن الحدّ بين العقل والعاطفة وهل هذه اللوحة تُخاطب العقل الهندسي، المنطقي، لكنه مشحون بالعاطفة اللونية الدافئة. كانط تحدث عن الفن الذي يُدهشنا بالعظمة دون أن نستطيع إحاطته بالكامل هذا العمل هندسي لكنه غير مُغلق، منظم لكنه حيّ، يذكّرنا بأن الجمال الحقيقي يتجلى في هذا التوتر بين الشكل والعاطفة. فماذا عن . الرؤية الصوفية للعالم (ابن عربي، لاوتسه)؟ وماذا عن مركزية النقطة في كل مربع، وتكرارها، هل توحي برؤية صوفية؟ أن الكثرة تنبثق من وحدة، وأن التنوّع لا ينفصل عن الأصل. ابن عربي قال: "النقطة أصل الخط، والخط أصل الشكل، والشكل مظهر من مظاهر الواحد". كل مربع هنا هو "كائن"، وكل كائن متفرّع من نقطة مركزية. الوجود الإلهي الواحد.كل مربع يبدو مستقلًا لكنه جزء من منظومة، وكل وحدة تكتسب معناها من الجوار والتكرار. اللوحة تُجسّد فلسفة اجتماعية وهي أن الفرد ليس وحده، بل يتشكّل في نسيج أكبر. الوحدة تعني الانتماء لا الانعزال. كل ذات هي "مربع"، لها زواياها، ولكنها تنعكس في ذات أخرى. فماذا عن الزمن واللحظة ؟
التكرار الشبكي يذكّر بتوالي اللحظات، وكل مربع هو لحظة في تدفق الزمن. لكن الشكل الكليّ ثابت. ما يشبه مفارقة برغسون عن "الزمن المدرك" مقابل "الزمن الميكانيكي". اللوحة تقول: الزمن ليس دقائق تتكرّر، بل تجارب تُعيد تشكيل الذات. فهل الهندسة هي تعبير عن المطلق؟
أفلاطون رأى أن الأشكال الهندسية تعكس "عالم المُثل" – عالم صافٍ، لا يتغيّر. هذه اللوحة ، بتناظرها ودقّتها، تقترح أن هناك جمالًا أعلى، وأن العالم ليس عبثًا، بل له تصميم خلفي، وإن خفي. هذه اللوحة ليست مجرّد تكرارٍ بصري، بل مرآة وجودية تُذكّرنا بوحدتنا وتفرّدنا. تُنذرنا بأن الجمال في التنوّع، وأن التناسق ليس تنازلاً عن الحرية. تُعلّمنا أن الكون قد يبدو فوضوياً، لكن خلفه رياضيات كونية، لونٌ سماوي، ونقطة روحية تُضيء البُنى.

هذه اللوحة حين نتأملها بروحانية متسائلة تُصبح أكثر من عمل بصري. إنها شفرة روحانية، تتشابك فيها رموز البنية والطاقة والنور مع تعاليم الصوفية، البوذية، الفلسفة الشرقية، وحتى كيمياء الروح في الحضارات القديمة. إذ تُحاكي بنية "تفتح داخلي"، وكأن المربعات تمثل بتلات زهرة لوتس روحية، كل واحدة تعكس مستوى من الوعي أو باباً للطاقة.
تشابه المربعات وتكرارها يشبه تماماً بنية الماندالا، وهي تمثيل رمزي للكون في التقاليد البوذية والهندوسية. كل مربع هنا كأنه "بوابة روحانية"، وكل طبقة لون/خط تشير إلى رحلة نحو المركز ، أي الذات العليا. المركز هو نقطة التوحّد، وهو ما عبّر عنه الرهبان بأنه "الفراغ الممتلئ".فماذا عن وحدة الوجود عند الصوفيّة؟
قال ابن عربي: "الكل في الواحد، والواحد في الكل" واللوحة تقدّم هذه الفكرة بصرياً ، كل وحدة مستقلة لكنها متصلة. كل شكل يحمل النواة ذاتها. تنوع في الشكل، وحدة في الجوهر وكأنها تجسيد بصري لفكرة: "الخلق تجلٍّ مستمرّ للواحد، بأشكال لا نهائية."

بما أن اللوحة تتكرّر لكنها غير مملة، تُحاكي مفهوم اللحظة كما في الزن (Zen) فالزمن الروحي واللحظة الحاضرة (الآن) كل لحظة هي نفسها، لكنها تختلف إن أدركتها بوعي.كل مربع كأنه "أنفاس تأملية"، كل لون = ومضة وعي. هي دعوة للثبات، ولكن في مركز متحرك... كالنقطة في وسط الدائرة. أما الصليب الداخلي المتخفي في تلاقي خطوط كل مربع، يوحي ببنية صليبية مقدسة، موجودة في بنية الكنائس القوطية. رمزية التوازن بين الروح والمادة. وفي اللاهوت الصوفي، يُقال إن "اللون والنور والمادة" هي آيات للخالق لا تُقال بل تُرى. وهذه اللوحة الغنية بالشكل، اللون، الإيقاع، التكرار، الطاقة، والتناظر تتيح لنا عشرات المسارات للكتابة، منها الفني، ومنها الفلسفي، ومنها الشخصي والتأملي والروحي، وأيضاً العلمي والمعماري والنفسي.
لبنان -طرابلس في 29 تموز الساعة الثامنة والنصف صباحا 2025



#ضحى_عبدالرؤوف_المل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق الكاتبة في مجتمع متصلب
- هل يُمكن لشعب أن يرث نبياً دون أن يرث رؤيته؟
- الكوميديا السوداء في مواجهة القمع الأنثوي في عصر تيك توك ويو ...
- كم يمكن أن نُفرّط في حرياتنا مقابل الشعور بالأمان
- ما بين قوانين النقد الصارمة و- لعبة العفريتة-
- هل من رسائل مخفية يمكن استنتاجها في رواية أوراق شمعون المصري ...
- سردية اعترافية لراوٍ عاشق ومقاوم في رواية
- عبء الماضي ومهمة المستقبل في قصة الشامة ل ميخائيل شولوخوف
- -حياة غير مكتملة-: حين يُبعث الغفران وسط رماد الحزن
- بارتلبي ورفض عالم هيرمان ميلفل الحديث والكئيب
- تيار الوعي بين الحب والصداقة والعالم الهش في رواية قلب ضعيف ...
- صوفيا رواية حرة تُحلق بنا فوق سماء الغيب
- سردية القهر والانتحار في هلوسات ترشيش للروائي حسونة المصباحي
- بنية القلب الواعي في هندسة العلاقة الإنسانية
- الطيار الذي أسقطه الزمن ق في رواية -لا لون هناك-لمحسن الغمري
- نسمات أيلول- كوميديا اجتماعية تسلط الضوء على تقلبات الحياة ا ...
- رواية -عزازيل و الانتقال بين العوالم المادية والروحية
- -عقد ونصف العقد- لجمانة حداد بين نصل الحبر ومِداد التجربة
- الغيرة الناعمة في الفضاء الثقافي
- هل يمكن للمرأة أن تكون حرّة حقًا في مجتمعٍ لا يتقبل إلا ما ي ...


المزيد.....




- بيان المجلس الأعلى للثورة الثقافية استجابةً للرسالة الاسترات ...
- مستوطن يقتل فلسطينيا شارك بإنتاج فيلم فائز بأوسكار
- سواد القدور الخاوية يوثق في لوحات ظلام مجاعة غزة
- هل نجح الباحثون الأردنيون في توثيق هوية القدس وحمايتها معرفي ...
- كيف أثّر فن وفكر زياد الرحباني في أجيال متعاقبة؟
- الكتابة من تحت الأنقاض.. يوسف القدرة: في الشعر لغة -فرط صوتي ...
- تشييع الفنان اللبناني زياد الرحباني... وفيروز في وداعه
- (فيديو) في وداع الرحباني.. ماجدة الرومي تبكي عند أقدام فيروز ...
- أطروحة دكتوراة عن الديستوبيا في روايات سناء الشّعلان في جامع ...
- -ركعت أمامها وقبلت يديها-.. تفاعل مع أسلوب عزاء ماجدة الرومي ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - هل التحليل الجيومتري الديناميكي في لوحة جبران طرزي يعزز الإيهام البصري؟