أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - هدى زوين - رجل نزيه في مؤسسة فاسدة… هل ينجو؟














المزيد.....

رجل نزيه في مؤسسة فاسدة… هل ينجو؟


هدى زوين
كاتبة

(Huda Zwayen)


الحوار المتمدن-العدد: 8417 - 2025 / 7 / 28 - 20:13
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


في عالمٍ تتداخل فيه المصالح، وتُطوى فيه الصفحات البيضاء تحت ركام الفساد، يبدو الرجل النزيه وكأنه غريب الوجه واليد واللسان. رجل دخل المؤسسة بسيرةٍ طيّبة، وقلبٍ نظيف، لكنه سرعان ما يجد نفسه في بحرٍ من الأوحال، تحيط به الذئاب من كل جانب، وتُزرع تحت خطاه الألغام، لا لشيء سوى لأنه "مختلف".

في مؤسسات تُدار بالصفقات لا بالكفاءات، ويُصعد فيها من يَعرف لا من يَفهم، يصبح وجود النزيه تهديدًا لا يمكن احتماله. تبدأ النظرات تُطارده، والوشايات تُلاحقه، وتُفرَش أمامه طرق الانكسار: إما أن يُساير الفساد، أو يُقصى بصمت.

تتزين السلطة غالبًا بأقنعة براقة، لكن خلفها وجوه نزعت عنها الرحمة، وداست على الضمير. وجوه تعرف جيدًا كيف تُناور، كيف تتملق، وكيف تحتل النفوذ باسم الولاء، لا باسم الشرف. هؤلاء لا يرون في النزيه إلا حجر عثرة، رجل "مثالي" في زمن الواقعية القذرة، يرفض التوقيع على مخالفة، فيُتهم بـ"الجمود"، يرفض التواطؤ، فيُوصم بـ"العدمية"، يدافع عن الحق، فيُشيطن.
لكن، هل ينجو؟

النجاة هنا ليست بمعناها التقليدي. قد يخسر الرجل النزيه منصبه، وقد يُحارَب، وقد يُعزل، لكن بقاءه نزيهًا هو النجاة الحقيقية. النجاة من أن يتحول إلى واحدٍ من القطيع، أو إلى نسخة مشوّهة ممن جاء ليُصلحهم.
النجاة أن لا يبدّل ضميره، حتى إن كُسر.
أن لا يبيع روحه، حتى إن جاع.
أن يبقى صوته شاهدًا، حتى إن أُسكت.

الرجل النزيه لا يُقاس بما ناله، بل بما رفض أن يناله مقابل أن يخون مبادئه. والمؤسسات الفاسدة، مهما تعاظمت، لا تملك تاريخًا مشرّفًا… بل ماضٍ ملوث، ينتظر رجلًا نزيهًا واحدًا ليفضحه.

قد لا يُصفّق له أحد، وقد لا تكتب الصحف اسمه، لكن الله والتاريخ لا ينسون.



#هدى_زوين (هاشتاغ)       Huda_Zwayen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على دوّامة الزجاج المكسور....
- -الإعلاميون في الظل... حين تصبح الشهادة عارًا والصورة جواز ع ...
- على دوّامة الزجاج المكسور..
- المواطن آخر الهموم… في جمهوريات الشعارات!
- حين تمرض العقول... يُصاب الوطن..
- الحياة تعيد نفسها...لكن الوجوه تتبدل...
- المهرجانات المزيفة: حين تتحوّل المنصات إلى مسارح للتفاهة
- بين وعود السماء ووعود الأرض... أتى الوعد الصادق
- بين الذاكرة الموروثة والذاكرة المبرمجة: صراع الإنسان في زمن ...
- من دفء العلاقات إلى برودة الشاشات..
- غرباء ..في زمن كنا نعرفه.
- لأنّي لم أستسلم... كتبتُ حكايتي على وجه الزمن
- حين تُخترق الحقيقة: الهكر وصوت الإعلامي الحر...
- -لا شرف في الجريمة... صرخة امرأة ضد الصمت-
- أرقام امرأة...كيف تحوّلت حياة النساء إلى جدول حسابات اجتماعي ...
- الإعلامي والصحفي: تشابه الأدوار واختلاف الجذور
- العالم كما هو: بين تفاوت الطرق وتفاوت الأرواح
- الحرية... أن تولد من جديد كل يوم-
- احتضن تفردك: لأنك لا وُجدت لتُشبه أحدًا-
- نقطة البداية: أن تُحبك كما تستحق-


المزيد.....




- التحدث قد يودي بحياتهم.. شاهد كيف يكافح جنود أوكرانيا هجومًا ...
- القميص الأبيض: قطعة كلاسيكية لا غنى عنها.. وهذه أصول تنسيقه ...
- سوريا.. مقتل الشاب يوسف اللباد والسلطات تعلن روايتها للحادث ...
- موريتانيا: خريف اركيز الساحر
- لبنان: الرئيس جوزاف عون يعلن التزامه بسحب سلاح حزب الله وتسل ...
- غزة: معاناة الفلسطينيين مستمرة والجوع لا يزال ينهش أجساد الأ ...
- طهران تطالب واشنطن بالتعويض قبل استئناف المحادثات النووية
- شهيد برصاص الاحتلال خلال هجوم للمستوطنين قرب رام الله
- وقفة تضامنية في برلين دعما لغزة وللمطالبة بإنهاء الحصار
- أسرة فلسطينية تروي تفاصيل رحلة الموت نحو مراكز توزيع المساعد ...


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - هدى زوين - رجل نزيه في مؤسسة فاسدة… هل ينجو؟