أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم - قصة سليمان - إبراز لموضوعات عالمية تتعلق بالهوية والبحث عن الانتماء















المزيد.....

فيلم - قصة سليمان - إبراز لموضوعات عالمية تتعلق بالهوية والبحث عن الانتماء


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 8417 - 2025 / 7 / 28 - 18:47
المحور: الادب والفن
    


قصة سليمان" فيلم من إخراج بوريس لوجكين، يحكي تجارب لاجئ شاب من غينيا. بحساسية عميقة ، ينقلنا الفيلم الى شوارع باريس ، حيث نتعرف على سليمان بطل الرواية الذي يتلاعب ببراعة بتوصيل الدراجات. كل رحلة ليست مجرد عمل ، ولكنها انعكاس لحياته وآماله وذكرياته. سليمان رجل مليء بالأحلام والتوقعات، وله ماض مؤلم قاده إلى البحث عن ملجأ في بلد أجنبي . عرض الفيلم في مهرجان كان 2024 ، من إخراج " بوريس لوجكين ". وحاز بطله على جائزة سيزار للسينما الفرنسية 2025 . المفاجاة كانت فوز فيلم "قصة سليمان" بأربع جوائز سيزار. بما في ذلك جائزة افضل ممثل واعد للشاب الأفريقي "أبو سنكاري " الذي كان مهاجرا بلا أوراق إقامة ولم يمثل من قبل في الحياة الواقعية ، أبو سنكاري يعمل ميكانيكي وصل من غينيا في سن 15 عاما وكان يعيش في أميان لمدة ست سنوات. على الرغم من أنه يعمل بشكل منتظم ، في نفس الوقت الذي تم إختياره للفيلم ، رفض طلب لجوءه مرة أخرى .
"قصة سليمان " ثلاثة أيام في حياة راكب مهاجر من غينيا يتحضرللمقابلة يأمل في الحصول على حق اللجوء . وقد مسّت شخصية سليمان (آبو سنكاري) بصدقها وتعبيرها عن هذه الفئة وما يحيط بها من مصاعب لإثبات وجودها في بلد جديد . وقد استوحاها المخرج من قصة أللاجئ الأفريقي ( آبو )الذي قام بالدور، ورشح لجائزة أفضل اكتشاف ولكن يبدو أنه لا يريد الاستمرار في السينما وإنما يريد العمل ميكانيكًا . وبعد أن أثارت قضيته الرأي العام قُبل طلبه باللجوء بعد رفض سابق . تميّز الفيلم بصدقه وواقعيته وإيقاعه السريع وشخصياته الحقيقية التي تتجاذبها مشاعر شتى متناقضة تفضي بها إلى الكذب أحيانًا بهدف الاستقرار في بلد يؤمن لها عيشًا مقبولًا. قصة سليمان هي القصة العميقة والمحمومة للأيام الثلاثة التي سبقت الامتحان المصيري الذي سيحدد ما إذا كان سليمان يحق له الحصول على الحماية القانونية للجمهورية الفرنسية أم لا . إنها قصة قضايا صغيرة وكبيرة ، وآمال ومخاوف شاب تحركه إرادة عنيدة قد لا تكون كافية. إنها أيضا قصة أكاذيب وسوء تفاهم متبادل، بين أولئك الذين يصلون والغرب المتميز الذي لا يرغب في الترحيب وليس لديه أمل في تقديمه. للحصول على صفة الرعاية، يجب على سليمان إقناع السلطات الفرنسية ولا يمكنه فعل ذلك بقول الحقيقة . ثلاثة أيام هي انعكاس وتوليف لحياة تحتوي على الكثير، حياة نساء ورجال منسيين من كل نوع ودرجة. يخفف الفيلم من وجود بطل الرواية في مجموعة من الحقائق والمضايقات والاستطرادات ، من المشاكل في العمل إلى المخاوف البيروقراطية إلى الصدى العاطفي لأولئك الذين بقوا في المنزل (والدته وشريكته). إنه يبني شعورا عميقا بالفورية من خلال تذكر رموز واقتراحات السينما الأمريكية العظيمة ، الحضرية والقذرة ، منذ بعض الوقت ولكنها أيضا أحدث . إنها مسألة رؤية ، بالإضافة إلى إدانة الآثام الاجتماعية للرأسمالية الجشعة .
قصة سليمان البحث عن الهوية
فيلم المخرج " بوريس لوجكين " قصة سليمان يتمحور حول شاب يبلغ من العمر أربعة وعشرين عاما من غينيا يعمل في خدمة توصيل الطلبات في باريس وينتظر إجراء مقابلة للحصول على حق اللجوء السياسي . للعمل في التوصيل على دراجته ، "يؤجر" سليمان الحساب من مهاجر قانوني يحمل الجنسية الفرنسية . تتركز القصة بأكملها في اليومين السابقين للمقابلة ، حيث يواجه الشاب ألعديد من المواقف ، ما يجعل الفيلم فريدا في الطريقة التي يتم بها التعامل مع موضوعات الهجرة ومقابلة موظفي الهجرة . تحارب " قصة سليمان" إخفاء الهوية المنهجي للمهاجرين وتجريدهم من إنسانيتهم ، بينما تؤرخ لواقع اجتماعي درامي مؤلم ، إنه الجانب المظلم من الحكاية ، حاول المخرج إعادة بناء الإنسانية المفقودة ، وهوس "بوريس لوجكين "السينمائي في الرد على اللامبالاة والإعلام ، السياسي ولا يفتقر فيلمه إلى الرغبة في توسيع النظرة حتى إلى ما وراء بطل الرواية ، وإظهار أسباب الآخرين وصعوباتهم وإحباطاتهم . بينما يركب الدراجة يجوب شوارع باريس لتوصيل طلبات وجبات الطعام ، يكرر سليمان قصته( المصطنعة) لإستعداده الى المقابلة في دائرة الهجرة ، في غضون يومين، يتعين عليه حضور مقابلة طلب اللجوء،. لكن سليمان غير جاهز. قبل ذالك ، ظهر سليمان يطلب من باري وهو مهاجر غيني آالمساعدة ، وهو مفتاح الحصول على الأوراق التي تدعم قصته كون معارض سيايسي في بلده ، وسجن وتعرض للتعذيب ، مقابل مبلغ مادي يدفع له لمساعدته في إنشاء قصة تقنع دائرة الهجرة . قصة سليمان هي البحث عن الهوية. غادر بطل الرواية حياته ، إمرأة أحلامه وأمه المريضة ليقدم لهم مستقبلا أفضل . الآن رجل توصيل ومشرد بلا أقامة وبدون السماح له بالعمل ، يضطر إلى العمل بشكل غير قانوني للبقاء على قيد الحياة ، ويتم استغلاله من قبل مجتمع استهلاكي لا يترك مجالا للأشخاص في وضعه . المخرج الفرنسي بوريس لوجكين بعد فيلمه "الأمل" (2014) الذي تدور أحداثه في الكاميرون، و"كاميل" (2019)، الذي تقع أحداثه في جمهورية إفريقيا الوسطى، يصور فيلمه الروائي الثالث في فرنسا، مع الحفاظ على تركيزه الصارم على أفريقيا. لإظهار مدى عمق مدنيته والتزامه المهني بالقارة السوداء ، يكفي أحد تصريحاته: "أنا أكره الأفلام التي تستخدم إفريقيا كخلفية زخرفية". و "قصة سليمان" هي مجرد قطعة مفيدة أخرى لفهم الكون الأفريقي .قال بوريس لوجكين: " في عام 2020 ، كنت أفكر في صنع فيلم عن شخصية مهاجرة في فرنسا. بصرف النظر عن الأمل ، كان ذلك حقا جزءا من رغبتي في السينما. بالنسبة لي ، السينما مصحوبة بفكرة السفر ، المغامرة ، إنها طريقة لاستكشاف شيء لا أعرفه ، ثم تطورت الفكرة وبدأت في البحث عن قصص اللأجئين القاصرين غير المصحوبين بذويهم في باريس "، وأضاف قائلاً : " كنا نبحث عن رجل توصيل من غينيا . جميع موظفي التوصيل لديهم قاعدة ، مكان يلتقون فيه بأصدقائهم ، ويتناولون الغداء معا. وهذه القواعد تعمل من قبل المجتمعات " .
تبدأ قصة سليمان، المهاجر الغيني، وتنتهي أمام مكاتب الإدارة الفرنسية حيث يأتي ليقول كذبة كبيرة على أمل الحصول على اللجوء السياسي. في غضون ذلك ، يسترجع الفلاش باك مغامراته: وظيفة ساعي لتوصيل الطلبات غير قانوني ، والمواجهات مع الشرطة ، والعملاء والمحتالين الصغار ، وحوادث الدراجات ، والمكالمات الهاتفية ، والنساء اللواتي تركهنً وراءه ( أمه وأخته وحبيبته) ، ومركز الاستقبال المشردين الذي يصل إليه عند حلول الظلام ، والخوف من المقابلة مع ضباط الهجرة التي تقترب بسرعة. سليمان ضحية شكل من أشكال مافيا الهجرة، ولكن في النهاية، من الناحية الأخلاقية دائما يكون الثمن الذي يجب دفعه هو الأهم. تواجه الشخصيات خيارات أخلاقية أكبر من نفسها. مرة أخرى ، سليمان على دراجته بهاتفه ، إنه شخصية غربية في المدينة. نشعر أن هذه ليست طبيعته ولكن الوضع لا يترك له خيارا. إنه يعمل بهوية مزيفة ، ويستعد لرواية قصة ليست قصته. إنه يكذب ولا يناسبه. على اتصال مع الشباب الغينيين ، غينيا بلد متجذر جدا في الإسلام وهؤلاء الشباب لديهم علاقة قوية جدا بالحقيقة والعدالة. الإيفواريون أكثر ثرثرة وأكثر غشا ويحبون السخرية من هذا الجانب الصارم من الغينيين .
الفيلم يصور شخصيته كما لو كان يصنع فيلما وثائقيا. يحبس سليمان في إطار عمل كسجن، نتيجة لمجتمع لم يتوقف أبدا عن استغلاله. شوارع باريس ساحقة: ضجيج السيارات ووسائل النقل العام يغرق صوته، بينما يواصل بلا كلل تكرار تاريخه. سليمان هو رجل التوصيل الذي نلتقي به يوميا والذي نتجاهله بشكل قاطع. يأخذنا المخرج خلال يومين نموذجيين من الشخصية ، مما يجرنا إلى معركة مع الزمن يستحيل كسبها على المدى الطويل . يأخذنا المخرج بوريس لوجكين إلى الحياة اليومية للمهاجر الغيني سليمان الذي وصل مؤخرا إلى باريس . للبقاء على قيد الحياة بدون أوراق ، يقوم الشاب البالغ من العمر 23 عاما بتوصيل الطلبات لشركات مختلفة ( أوبر وديليفيرو )، ويستعد لتقديم شهادته في محكمة النقض في طلبه لتقديم على اللجوء السياسي . والتي ستحدد ما إذا كان سيتم منحه اللجوء السياسي أم لا. بينما كان يجوب مدينة باريس بدراجته لتوصيل الطلبات ، ظل الشاب يكرر قصته لنفسه ، والتي رواها للمسؤولين . يومه لا نهاية له ، وروتينه مريض وخطير (ينام أحيانا في الخارج ، ويعيش على بضعة يورو فقط ويسرقه مهاجرون آخرون ليس لديهم أي خيارات أخرى للبقاء على قيد الحياة). لحسن الحظ ، يصادف سليمان ردود افعال إنسانية ، مثلاُ تعطيه نادلة مطعم آسيوي حلوى ، أويقدم له صاحب متجر آخر قهوة لمحاربة النوم . في المساء، يستقل سليمان حافلة إلى مركز الاستقبال المشردين في الضواحي حيث حجز سريرا للنوم فيه . ليس لديه حقوق ، أيام مرضية ، عطلات ، أو ساعات إضافية مدفوعة. فقط هو دراجته التي اشتراها بالدم والعرق ، وحقيبة التبريد لحمل الطعام . حتى الساعة 10 مساء، عندما يتعين عليه الوصول إلى الساحة بأي ثمن حيث تغادر الحافلة للمهاجرين الذين يأكلون وينامون في أحد الملاجئ البلدية في المدينة. كل يوم ، بعد منتصف الليل ، عليه أن يتذكر ، من خلال ضبط المنبه ، الاتصال لحجز مقعد في الحافلة في المساء التالي في الوقت المناسب. وإذا لم يصل بحلول وقت المغادرة ، فسيتعين عليه النوم في الشارع . مستقبله على المحك، والتعب اليومي الذي يستهلكه، منهك مثل شجيرة شجرة لم تلمس الماء منذ شهور، والرحلة الخطرة التي قام بها من غينيا . منذ وصوله سرا إلى فرنسا ، كانت حياة سليمان (أبو سنغاري) مثل الجحيم . موضوع الفيلم هو الحياة اليومية الصعبة لرجال التوصيل الأفارقة الذين يتجولون في باريس مقابل أجر زهيد. حياة يومية نادرا ما يتم استغلالها في السينما. للتعامل مع الأمر ، أجرى المخرج " بوريس لوجكين " مقابلات مطولة مع العشرات من رجال التوصيل الغينيين ، ومن هذه الشهادات ، "اخترع" قصة سليمان . إنها قابلة للتصديق لدرجة أن فيلمه يتمتع بقوة الفيلم الوثائقي . في الواقع ، من الصعب تفسير رسالة الفيلم بأي طريقة أخرى. وأكثر من ذلك: من الضروري جعل قصة سليمان موضوعا للنضال ضد صعود التجمع الوطني في فرنسا .
الأشارات السياسية في قصة سليمان
في السينما كما في الأدب ، هناك موضوعات حساسة بشكل خاص للتعامل معها. الحياة اليومية لعامل غير موثق وجوده في فرنسا هي واحدة منها. من الصعب التأكد من أن القصة لا تسحقها بعدها السياسي، وأن الشخصيات تفلت من شكل من أشكال الجوهر، يفضي إلى تحويلها إلى رموز لقضية (نبيلة)، على حساب أي تفرد . يتجنب "بوريس لوجكين" أوجه القصور هذه في قصة سليمان، وهو خيال يصوره مثل فيلم وثائقي، وهو نوع يعرفه جيدا. يمزج محتوى الفيلم بين الواقع والخيال: وصل (أبو سنكاري)، مثل سليمان، إلى فرنسا من غينيا، وجزء من السيناريو مستوحى من قصته الخاصة. في غضون ذلك، لا يزال في السينما وفي هذه الأوقات من سحر الفضاء السياسي والإعلامي . ربما تؤدي هذه الظروف التي يعيشها هؤلاء اللاجئون ( الغرباء) الذين يتقاضون أجورا منخفضة أو العاطلين عن العمل الى ارتكابهم للجرائم، مما يولد تحيزا قويا وانعدام ثقة من جانب المواطنين . في الفيلم ، يظهر هذا الشعور بالخوف من الأجانب في الحلقة التي تتم فيها دعوة سليمان لمغادرة الحانة وانتظار توصيل الوجبة في الخارج. هذا لأنه كان من الممكن أن يخيف العملاء بسبب اختلاف لون البشرة .
يقدم الفيلم نظرة حميمة وواقعية على رحلة اللجوء، ولا يسلط الضوء على الصعوبات اليومية فحسب، بل يسلط الضوء أيضا على التصميم والمرونة التي تميز حياة أولئك الذين أجبروا على ترك كل شيء وراءهم. يشكل التناقض بين الحياة الحضرية المبهرة باريس وهشاشة رحلة سليمان الجوهر العاطفي للسرد.من خلال هذه القصة ، تمكن "بوريس لوجكين " من إبراز موضوعات عالمية تتعلق بالهوية والنضال والبحث عن الانتماء. وهكذا يتم اقتراح "قصة سليمان" كترنيمة قوية للأمل، حيث ترمز كل ضربة دواسة لدراجة سليمان إلى مرونته ورغبته الحثيثة في العثور على مكان يسميه الوطن . في قلب "قصة سليمان" يتردد صدى الموضوعات الأساسية التي تتناول تعقيد تجربة اللاجئين بشكل رقيق . من المؤكد أن أحد الزخارف المركزية للفيلم هو مفهوم الهوية ، الذي يظهر بوضوح من خلال شخصية سليمان. تصبح حياته ، التي تميزت بالإستلام والتسليم انعكاسا لبحثه الداخلي . رحلة ليست جسدية فحسب ، بل عاطفية أيضا ، مما يقوده إلى مواجهة ماضيه والتفكير بعد أن أصبج غريباً ومشردأ . يمثل النضال من أجل الاعتراف بوضع اللاجئ جانبا حاسما من السرد. يواجه سليمان ضعفه وانعدام الأمن الذي يأتي مع الاضطرار إلى التكيف مع واقع جديد، حيث غالبا ما ينظر إليه على أنه غريب. يتفاقم هذا الصراع الداخلي بسبب قلقه بشأن المقابلة القادمة ، وهو رمز لأمله في مستقبل أفضل . يعكس التوتر بين الرغبة في الاندماج والخوف من الرفض التحديات التي يواجهها العديد من المهاجرين، مما يجعل لقصته أبعاد أنسانية وعالمية . الوحدة والشعور بالعزلة هي أيضا عناصر تتخلل القصة. على الرغم من السياق الحضري المحموم والمكتظ بالسكان في باريس ، يعيش سليمان في العزلة ، يضخمه الحاجز الثقافي والأندماج المجتمعي، هذا التناقض بين شدة الحياة الباريسية وتجربته الشخصية في التهميش يبرز انعكاسا عميقا للحالة الإنسانية ، ويدعو المشاهد إلى التعاطف مع وضعه .
في المقابة النهائية المؤثرة هي بالضبط حلقة المحادثة بين سليمان والمسؤول للحصول على إذن . هنا بالتحديد يتوقف المهاجر عن التصرف والكذب وسرد القصص المختلقة أمام المسؤولة عن قبول طلبه في اللجوء ويعود إلى نفسه ، معترفا بأنه ليس شخصا مضطهدا سياسيا ولكنه موجود في باريس ليتمكن من دفع تكاليف علاج والدته المريضة. الحق في اللجوء السياسي هو حق أساسي يوفر الحماية للأشخاص المضطهدين في بلدهم لأسباب تتعلق بالعرق أو الدين أو الآراء السياسية أو مجرد الانتماء إلى فئة اجتماعية. بمجرد قبول الطلب ، يتم إصدار إذن العمل والوصول إلى الخدمات الاجتماعية لمقدم الطلب. في الواقع ، كما يظهر الفيلم أيضا ، فإن الحصول عليها والعيش في حالة مزدهرة ليس بالأمر السهل. يتركنا المخرج بأنفاس محجوزة، لأنه لا يخبرنا ما إذا كان سليمان سيحصل على حق اللجوء. وهكذا يترك المخرج النهاية للمشاهد نفسه ، الذي سيتعين عليه اتخاذ القرار بناء على ضميره . هدفها هو جعل الجمهور يفكر في حقيقة أن القانون يمكن أن يتعارض مع أحلام المهاجرين وأمالهم . يتميز الفيلم بالواقعية التي تكشف عن التزام لوجكين القوي بتمثيل حقيقي للتحديات التي يواجهها اللاجئون في بللد الاغتراب . كل مشهد ، كل حوار ، مشبع بحقيقة خام تتزاوج مع حساسية المؤلف ، مما يجعل الجمهور أقرب إلى واقع بعيد في كثير من الأحيان. مع اتجاه يعرف كيفية التقاط الفروق الدقيقة في النفس البشرية . فيلم "قصة سليمان" هو أكثر من مجرد فيلم ، رحلة عاطفية تدعو إلى التفكير في حياة أولئك الذين يعيشون في االشوارع ، بين الأمل والصعوبة. تتعمق رواية بوريس لوجكين في أعماق الروح البشرية، وتسلط الضوء على تجارب لاجئ شاب يحاول العثور على مكانه في عالم غالبا ما ينظر إليه على أنه أجنبي. تمكن الفيلم من الجمع بين الدراما الشخصية والسياق الاجتماعي ، مما يسمح للمشاهدين باستكشاف تعقيد الهوية والتكامل . بالإضافة إلى ذلك ، يقدم الفيلم لمحة عامة عن هشاشة العلاقات الإنسانية في سياقات الأزمات . أثبتت تفاعلات سليمان أنها ذات مغزى، على الرغم من أنها عابرة . تضيف كل شخصية تعبر مسار سليمان طبقة من التعقيد إلى تجربته، مؤكدة على أهمية الروابط البشرية في عملية التكامل . تستفيد "قصة سليمان" من السرد الذي ينفتح على انعكاس أوسع حول موضوعات الهجرة والهوية ، تظل القوة السردية ل "قصة سليمان" محفورة في العقل والقلب، مما يدعو إلى التأمل العميق في الموضوعات العالمية للإنسانية والتضامن .

كاتب عراقي



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم -أنا التي تحمل الزهور الى قبرها- يحكي تجربة المنفى والح ...
- فيلم -المعلم الذي وعد بالبحر- درس عظيم في التربية والتعليم و ...
- فيلم - تاكسي طهران - شهادة جريئة ضد القمع والرقابة في إيران
- فيلم - المحطة الأخيرة - يكشف لمحة عن إنسانية الكاتب (ليو تول ...
- الفيلم الأيراني - المسلخ - تصوير حياة الإيرانيين اليومية تحت ...
- - فيلم الحرب - تصوير واقعي وصادم لوحشية وقسوة الحروب ‏
- -طهران للبيع - فيلم يلقي نظرة مؤثرة على التحديات التي يواجهه ...
- فيلم -ضع روحك على يدك وامش- وثائقي عن صمود غزة يتحول إلى مرث ...
- الفيلم الهندي - باجرانجي بهايجران- - يحمل رسائل أنسانية وأخل ...
- الفيلم الكوري - الرابعة مساءاً - دراسة عميقة في السلوك البشر ...
- فيلم - طوارئ- سيرة ذاتية لأنديرا غاندي - متخم بالأحداث التار ...
- - ذبذبات من غزة‏‏- فيلم وثائقي يصور وجع الطفل الفلسطيني الأص ...
- وداعا .. شاعر الوجع العراقي ... موفق محمد ..صاحب - الكوميديا ...
- -الفيلم الجيكي- أمواج- يفتح نافذة على تاريخ أحداث ربيع براغ ...
- - المراهقة-مسلسل يحكي قصة المراهقة المعاصرة في عصر التكنولوج ...
- فيلم - ولد في غزة - صور صادمة بعيون الأطفال لجرح فلسطيني
- فيلم - علي ونينو- خطاب إنساني من أجل التعايش بين الأديان علي ...
- الفنانة - شيرين نشأت - أعمالها تلامس أزمة الهوية الإيرانية
- التطهير العرقي للأرمن في أذرييجان محور فيلم - بين الحدود -
- -هستيريا - فيلم ألماني يتناول حوادث حرق القرآن


المزيد.....




- مقتل ناشط فلسطيني شارك في فيلم حائز على جائزة الأوسكار بالضف ...
- إسرائيل.. الإفراج عن مستوطن قتل فلسطينيا شارك بإنتاج فيلم فا ...
- بيان المجلس الأعلى للثورة الثقافية استجابةً للرسالة الاسترات ...
- مستوطن يقتل فلسطينيا شارك بإنتاج فيلم فائز بأوسكار
- سواد القدور الخاوية يوثق في لوحات ظلام مجاعة غزة
- هل نجح الباحثون الأردنيون في توثيق هوية القدس وحمايتها معرفي ...
- كيف أثّر فن وفكر زياد الرحباني في أجيال متعاقبة؟
- الكتابة من تحت الأنقاض.. يوسف القدرة: في الشعر لغة -فرط صوتي ...
- تشييع الفنان اللبناني زياد الرحباني... وفيروز في وداعه
- (فيديو) في وداع الرحباني.. ماجدة الرومي تبكي عند أقدام فيروز ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم - قصة سليمان - إبراز لموضوعات عالمية تتعلق بالهوية والبحث عن الانتماء