أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم - طوارئ- سيرة ذاتية لأنديرا غاندي - متخم بالأحداث التاريخية والتعاطف الإنساني















المزيد.....

فيلم - طوارئ- سيرة ذاتية لأنديرا غاندي - متخم بالأحداث التاريخية والتعاطف الإنساني


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 8354 - 2025 / 5 / 26 - 14:31
المحور: الادب والفن
    


‏ فيلم " طوارئ " إخراج وتمثيل (كانجانا رانوت) ، الفيلم يعيد سرد حقبة تعتبر واحدة من أهم المراحل في الديمقراطية الهندية . يركز الفيلم بشكل أساسي على فترة الطوارئ التي استمرت 21 شهرا ، ويعرض أيضا صعود أنديرا غاندي إلى السلطة . الفيلم اثار الجدل في الهند و قد أوقف مجلس الرقابة فيلم الطوارئ قبل عرضه الأول . تأتي معظم الأصوات المعارضة من طائفة السيخ ، وهي أقلية دينية تعيش بشكل رئيسي في ولاية البنجاب الشمالية الغربية ، والتي أكدت بأن الفيلم يقدم صورة سيئة لأعضائها .
‏تعيد المخرجة ( كانجانا رانوت ) رانوت‏‏ النظر في أحد أكثر الفصول تحديدا وإثارة للجدل في التاريخ الهندي - حالة الطوارئ التي فرضتها رئيسة الوزراء الراحلة "إنديرا غاندي" في عام 1975 . يغوص الفيلم في سرد الأجزاء المثيرة في مسيرة غاندي هي أيضا كثيرة ، مثل الحرب الهندية الباكستانية عام 1971 . يبدأ الفيلم بخطاب لجواهر لال نهرو يعبر فيه عن حزنه على ضم الصين لولاية آسام . وتظهر أنديرا غاندي على أنها المنقذة ، حيث طلبت من الأساميين عدم الانخراط في نزوح جماعي ، بينما ، وفقا للتقارير ، سافرت إلى هناك مع إمدادات الصليب الأحمر . يقال إن وجودها هناك هو الحافز للانسحاب الصيني من الأراضي الهندية .
‏ ‏ الفيلم هو درس تاريخي من نوع مختلف . يسرد إنجازاتالراحلة " أنديرا غاندي" المختلفة ، وأهمها تعاملها الماهر مع السياسة الدولية قبل الحرب الهندية الباكستانية عام 1971 وإنشاء بنغلاديش لاحقا . إنها تلك الحقبة الحيوية التي جعلتها رائدة عالميا وعززت مكانتها في التاريخ . في وقت لاحق ، عالجت تمرد السيخ ولكنها دفعت ثمن الإنجاز بحياتها. نراها أيضا تخوض معارك شخصية أخرى، وعلى جانب آخر، ظهرت بأنها أم مفرطة في التساهل مع إبنها الأصغر " سانجاي غاندي " الذي تم تصويره على أنه وريثها السياسي . يتم عرض تعامل سانجاي المتهور مع الشعب ومع خصوم والدته ، وخاصة سعيه في تقليل النسل والولادت من خلال خطة (تعقيم الذكور) ، وتبين أنه ليس لها أي صلة بابنها الأكبر راجيف .
فيلم " طوارئ " وجهة نظر جريئة على حقبة مثيرة للجدل للتاريخ الهندي
‏الفيلم من إخراج (كانجانا رانوت ) التي نحجت في تقمص الشخصية ( أنديرا غاندي) بفضل المكياج الرائع . "إنديرا غاندي" شغلت منصب وزيرة الإعلام في حكومة شاستري ، وفي عام 1966 تم اختيارها من قبل البرلمان كمرشحة لتصبح رئيسة وزراء الهند ، مفضلة على زعيم اليمين " مورارجي ديساي " . تم تعيينها عند وفاة شاستري في 18 يناير 1966 . عملت على إعادة إطلاق خط الإصلاحات الاشتراكية الذي حاول والدها تنفيذه في السنوات الأولى من حكمه . إتخذت مواقف اشتراكية وتقدمية حين شرعت في تأميم البنوك ، وتأمين إجماع الاشتراكيين والشيوعيين في ضوء الانتخابات الرئاسية لعام 1969. في الوقت نفسه ، عملت من أجل إصلاح الأراضي ، ووضع قيودا صارمة على الملكية الخاصة. بالإضافة إلى ذلك ، بدأت برنامجا لتطوير الأسلحة الاستراتيجية ، وبلغ ذروته في أول تجربة نووية للهند في بوكاهران في راجستان . وقررت أن تدخل الهند في الحرب التي أدت إلى انفصال باكستان الشرقية وولادة بنغلاديش ، انتصرت إنديرا أيضا ًفي الحملة الانتخابية اللاحقة التي شهدت انتصارها وفي أغسطس 1971 وقعت معاهدة تعاون وصداقة مدتها عشرون عاما مع الاتحاد السوفيتي ، وقطعت العلاقات مع الولايات المتحدة ، التي كان والدها قد أقامها ، بعد معارضة الرئيس الأمريكي "ريتشارد نيكسون" ، تدخل الهند في باكستان .
لم تحقق إصلاحاترئيسة الوزراء إنديرا النتائج التي كانت تأمل فيها ، بالإضافة إلى التكلفة الهائلة للنصر في الحرب الهندية الباكستانية الثالثة التي كانت مثقلة مع ظهور النزوح الجماعي للاجئين . بالإضافة إلى كارثة المحاصيل في الأعوام 1972-73 ، وأزمة الطاقة في عام 1973 والجهد النووي المتزامن للبلاد والتي جاءت في عام 1974 لتجهز نفسها بالقنبلة الذرية . في عام 1975 ، أدينت بتزوير الانتخابات وحكمت عليها محكمة بمنعها لمدة ست سنوات من الوظيفة العامة. كانت البلاد غارقة في الإضرابات والاحتجاجات والضغوط الانفصالية ، والتي واجهتها إنديرا غاندي بإعلان حالة الطوارئ الوطنية واتخاذ تدابير متطرفة ضد المعارضة، مثل تعليق الحقوق المدنية وإصدار قوانين خاصة لتعطيل حكم المحكمة العليا التي وجهت لها الأتهام بالتزوير، تم سجن الآلاف من المعارضين والنقابيين ، وكذالك القضاء على العديد منهم دون أن يعرف أحد مصيرهم وتم تكميم أفواه حرية الصحافة . في انتخابات 1971-1972 ، ردت الزعيمة على شعار خصومها "القضاء على إنديرا"، بالشعار المضاد "القضاء على الفقر"، وعمل خطة استثمار حكومية تهدف إلى تحسين ظروف أفقر الطبقات الاجتماعية . لم تجد خططها عن التنمية تحقيقا ملموسا ، بل على العكس من ذلك أصبحت الهند أكثر فقرا. ولكن بفضل قدرتها على التواصل وحكمتها ، أقامت إتصالا مباشرا مع الجماهير الهندية ، متجنبا الوساطة التقليدية لأعيان وقادة الطبقة العليا ، الموجودين في كل من المناطق الريفية والحضرية . حصلت أول رئيسة وزراء في الهند إنديرا غاندي على لقب "السيدة الحديدية" من هنري كيسنجر لشخصيتها وطريقة حكمها. خلال فترة عملها كرئيسة للوزراء . برزت بعض اللحظات والمواقف الكبيرة لها ، في مشهد اجتماع إنديرا غاندي مع الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون قبل الحرب الهندية الباكستانية في عام 1971 . عندما يرفض نيكسون تدخلها ويحذرها من مساعدة باكستان الشرقية ، عندها ردت عليه : "لديك أسلحة ، لدينا شجاعة".
أو في مشهد في عندما تركب فيلا للوصول إلى قرية غامضة في ولاية بيهار لمقابلة شاغليها الجائعين ، فإنها تصل إلى المكان الصحيح . تقدم كانجانا رانوت رئيسة الوزراء المثيرة للجدل أحيانا على أنها شريرة ، وحبها الأعمى لابنها المتهور وهو يفعل أشياء فظيعة من دون رادع . يمزج الفيلم بين الحلقات التاريخية والقرارات المثيرة للجدل والعلاقات الشخصية المضطربة لرسم صورة شخصية قوية ومعقدة وإنسانية عميقة . الفيلم تغطية اللحظات الأكثر صلة بتفويض إنديرا ، مثل الحرب مع باكستان ، وإنشاء بنغلاديش ، وصعود وسقوط ابنها سانجاي غاندي ، واغتيالها المأساوي. على الرغم من أن كانجانا تتألق في أدائها ، إلا أن الفيلم يضيع طريقه أحيانا من خلال محاولة إخبار الكثير في وقت قصير ، مما يترك الجوهر الدرامي لحالة الطوارئ غير واضح إلى حد ما .

"الهند هي إنديرا ... وإنديرا هي الهند "
تبدأ الطوارئ‏‏ بلمحات من طفولة إنديرا غاندي، تمتد القصة إلى رحلتها المضطربة حتى النهاية ، وتسلط الضوء على التجارب والمحن المختلفة مثل علاقاتها المعقدة مع والدها ورئيس الوزراء الأول جواهر لال نهرو ، وكذلك زوجها فيروز غاندي .‏‏ تعد حياة أنديرا غاندي الخاصة والمهنية - حتى اليوم - مصدرا للتفكير والإلهام للنساء في جميع أنحاء العالم . كما سنرى ، فإن الأحداث التاريخية المثيرة للجدل والكتابات التي تتحدث عنها تمنعنا من تتبع ملف تعريف لا لبس فيه ، لكنها بالتأكيد لا تزيل سحر هذه الشخصية الفريدة ، وهي المرأة الأولى والوحيدة التي يتم تعيينها رئيسة لوزراء الهند . حكمت بلادها لأول مرة من يناير 1966 حتى 31 أكتوبر 1984 ، وهو اليوم الذي أغتيلت فيه على يد حراسها الشخصيين من عرق السيخ . كان الاستقلال الذي طالبت به المناطق الغنية في الشمال سببا في اضطرابات جماهيرية كبيرة ، ومن بين أكثر المجموعات العرقية إزعاجا برزوا سكان منطقة البنجاب التي يسكنها السيخ . بعد قمع تمردهم بعنف من قبل الجيش في عملية "النجم الأزرق" التي أسفرت عن مقتل أكثر من 600 شخص . لم يمض وقت طويل على انتقام السيخ ، حتى أنتقموا منها حين قام حراسها الشخصيون من السيخ بإغتيالها بإطلاق عدة طلقات عليها أثناء عبورها حديقتها ، كانت قد عادت لتوه من رحلة ترويج انتخابية . كان للخطاب الذي ألقيت في تلك المناسبة كان نذير شؤم : ليس لدي الطموح للعيش طويلا ، لكن لدي طموح لوضع حياتي في خدمة الأمة . إذا كنت سأموت اليوم ، فإن كل قطرة من دمي ستحصن الهند" . غالبا ما كان أنصارها يستخدمون شعار "الهند هي إنديرا وإنديرا هي الهند" - لجميع المقاصد والأغراض ، أصبحت بالنسبة لهم مرادفا للبلاد .
تعرض المخرجة العواقب الخطيرة للغاية للتفرد بالسلطة الغير خاضعة للرقابة . يتم حبس القادة السياسيين ويتم تصنيف جميع المنشقين عن " أنديرا غاندي " ببساطة على أنهم "معادون للوطن".‏ كما عانت وسائل الإعلام وخاصة الصحف التي من المفترض أن تمثل صوت الرجل العادي بشدة بسبب طرق أنديرا غاندي التعسفية . وأصبح الوضع الاقتصادي الهندي أكثر سوءاً ، مما أثار ضيقا عاما تجلى في الإضرابات والاحتجاجات ، والتي قضت عليها الحكومة بقسوة . في 25 يونيو/حزيران من عام 1975، أعلنت حالة الطوارئ . بالإضافة إلى تعليق الديمقراطية ، أعطت ابنها سانجاي قيادة حملة التعقيم الإجباري للرجال الذين لديهم طفلان أو ثلاثة أطفال ، مما أجبرهم على الخضوع لقطع القناة الدافقة القسري . صور الفيلم أيضأ سطوة ألابن (سانجاي غاندي)، وشكل سلطة داخل السلطة ، وكان القوة الرئيسية وراء الوحشية المفرطة لحالة الطوارئ. كان دائما واثقا من الحصول على دعم والدته .
يوضح لنا الفيلم كيف أن إنديرا ، بعد 12 عاما في السلطة ، محاصرة بأفعال ابنها سانجاي غاندي المتهور . يصبح هذا الشاب الطموح والمتغطرس وغير المنضبط السبب الرئيسي في سقوط والدته . يتصرف سانجاي مع الإفلات التام من العقاب ، ويهين الوزراء ويعتقد أنه لا يمكن المساس به ، كل ذلك بدعم ضمني من إنديرا التي أعمتها حب الأمومة وتميزت بأوجه القصور العاطفية في طفولتها . ومع ذلك ، يتغير الأمر عندما تقررإنديرا أخذ الأمور تحت سيطرتها . ولكن حياة سانجاي تنتهي بسقوط طائرته . هناك لحظة مؤثرة للغاية بعد وفاة سانجاي غاندي وسقوط طائرته المروحية. تعاني إنديرا كثيراً ، والأشد قسوة مشاهدتها لجموع من عامة الناس يرقصون ويغنون وهم يحتفلون بوفاة الولد المدلل ( سانجاي) . وجدت محكمة الله أباد أن غاندي مذنبة بإساءة استخدام منصبها في انتخابات عام 1971. لذا إستبعدتها الإدانة من البرلمان ومن أي منصب عام لمدة ست سنوات. تختفي إنديرا غاندي من المشهد السياسي ويبدو أنها استسلمت لنفسها. لكن تجربة في قرية نائية تسمى بيلشي تغير كل شيء ، ترى بنفسها العنف ضد فلاحي الداليت ، وزيارتها لهم تحرك المجتمع وتثير منعطفا إعلاميا وسياسيا غير متوقع . يعيد تواصل ( أندبرا غاندي) مع الفلاحين والناس الفقراء. منذ تلك اللحظة فصاعدا ، لا يمكن إيقاف عودتها . وفعلاً ، تعود في الانتخابات التالية ، وتفوز إنديرا بأغلبية ساحقة وتقود البلاد مرة أخرى . نجحت في الحصول على تعاون من الحكومتين الروسية والفرنسية خلال أزمة عام 1971 مع باكستان. كما أنها تتفوق على الرئيس الأمريكي نيكسون (ألكسندر سكوت يونغ). وبعد بعد انتصار الهند في الحرب ، ارتفعت شعبيتها بشكل كبير. ومع ذلك ، سرعان ما ابتليت البلاد بالإضرابات والضربات ، مما قلل من شعبيتها . في عام 1975 ، خسرت قضية حاسمة في محكمة الله أباد العليا. توضح المحكمة أن فوزها في الانتخابات باطل ، وبالتالي ، سيتعين عليها التنحي عن منصب رئيس الوزراء. ‏
لكنها عادت إلى المشهد السياسي مرة أخرى في الانتخابات الجديدة في يناير 1980. زعيمة المعارضة ، أعادت تنظيم نفسها وفي غضون بضعة أشهر أسست حزبا جديدا . وفازت في الانتخابات وعادت إلى قيادة الحكومة في 14 يناير/كانون الثاني . في فترة ولايتها الثانية تعاملت مع الاشتباكات الشائكة بين الطوائف الدينية والحركات المستقلة. نمت الاضطرابات الداخلية، بينما لم يظهر الاقتصاد أي علامات إيجابية . بالفعل في فترة ولايتها الثالثة ، تصرفت إنديرا بشكل أكثر حزما . بعد فترة وجيزة ، ظهر تهديد آخر: الصراع في البنجاب ، وتحصن الزعيم المتطرف بهندرانوالي في المعبد الذهبي لأمريتسار ، وتقرر رئيسة الوزراء (إنديرا غاندي) التصرف . أطلقت عملية (النجم الأزرق ) عام 1984، وهو تدخل عسكري في المجمع السيخي المقدس ينتهي بمقتل بهندرآنوالي . تم قصف معبد السيخ المقدس بشكل دموي ، مما أسفر عن مقتل المئات من السيخ . تصاعد للعنف في جميع أنحاء الهند .في صباح يوم 31 أكتوبر 1984 ، في الساعة 9:08 صباحا ، نزلت أنديرا غاندي الدرجات الثلاث من السكن للوصول إلى الحديقة . مرتدية الساري البرتقالي ، أحد ألوان العلم الوطني الهندي ، سارت نحو الحارسين المسؤولين عن أمنها ، بينت سينغ البالغ من العمر 34 عاما وساتوانت سينغ البالغ من العمر 21 عاما في الوقت المناسب للتلويح لهم ، أطلق الأول ، وهو يحمل مسدسا ، ثلاث طلقات في اتجاهها ، بينما أطلق الثاني جميع الرصاصات الثلاثين من مدفعه الرشاش ، توفيت إنديرا غاندي على الفور . تسببت أخبار الاغتيال في أعمال شغب ، خاصة في نيودلهي ، حيث قتل الآلاف من المواطنين السيخ انتقاما . وهكذا تنتهي حياة أحد أكثر القادة إثارة للجدل والقوة في البلاد . المخرجة والممثلة " كانجانا " تحدثت عن فيلمها قائلةً : "إنها ليست سيرة أنديرا غاندي. إنها دراما سياسية تعكس فترة رائعة من تاريخ الهند ، على وجه الدقة ، ستساعد جيلي على فهم المشهد الاجتماعي والسياسي للهند اليوم " .
" طوارئ‏‏ " لكانجانا رانوت هو أكثر من مجرد رواية تاريخية ، إنه رحلة سينمائية مكثفة تعيد النظر في الحقبة السياسية المضطربة في الهند تحت قيادة" إنديرا غاندي ". لا ينغمس هذا الفيلم في ‏‏الدعاية‏‏ السياسية ولكنه يقدم بدلا من ذلك سردا غير متحيز لفترة محورية في التاريخ الهندي . الممثلة " كانجانا رانوت" في دور أنديرا غاندي‏‏ - تقدم أداء مبهراً ، حيث تلتقط صوت غاندي ولغة جسده وحضوره . إتخذت كانجانا رانوت نهجا طموحا كمخرجة ، حيث توازن بين التاريخ والدراما السينمائية . السيناريو ، الذي شارك في كتابته ( ريتيش شاه )، يبني التوتر بشكل فعال ولكنه في بعض الأحيان يبالغ في تمثيل الأحداث. ألتصوير السينمائي مذهل ، حيث تم تصميم كل إطار لنقل الجمهور إلى قلب الاضطرابات السياسية والاجتماعية. تكمل نتيجة الخلفية السرد تماما ، مما يزيد من خطورة الأحداث التي تتكشف على الشاشة. تم إضاءة حالة الطوارئ وتصويرها من قبل المصور السينمائي الياباني تيتسو ناجاتا .
‏يمتد فيلم ‏‏"طوارئ‏‏ " إلى حياة أنديرا غاندي من طفولتها في عام 1929 إلى اغتيالها في عام 1984 . يعرض رحلتها كقائدة حازمة تتغلب على التحديات الشخصية والسياسية بينما تقود الهند خلال أزمات مثل حرب تحرير بنغلاديش ، وفرض حالة الطوارئ ، والصراع السياسي الداخل ي. كما يراه الفيلم ، فإن أول تجربة نووية للهند في بوخران في عام 1974 ليست إنجازا ، ولكنها مجرد إلهاء عن حركة المعارضة الصاعدة بقيادة جايابراكاش نارايان (أنوبام خير). إنديرا متهورة بما يكفي لمشاركة الاسم الرمزي السري للاختبار "بوذا المبتسم" مع سكرتيرتها داوان (دارشان بانديا) قبل الحدث بوقت طويل . ننتقل من حدث مهم إلى آخر - الحرب الهندية الصينية عام 1962 ، والحرب الهندية الباكستانية عام 1971 ، والاضطرابات المحلية وإنشاء بنغلاديش ، واتفاقية شيملا ، وعملية النجم الأزرق .الفيلم مقتبس من كتاب بريادارشيني ، و (حالة الطوارئ: تاريخ شخصي) للكاتب "كومي كابور ". في تقرير في الهند اليوم ، زعم الكاتب كابور أن الفيلم قد شوه الحقائق بينما روج لنفسه على أنه يستند إلى كتابها ، دون الحصول على موافقتها كما هو مطلوب بموجب العقد. كما أثارت مخاوف بشأن تصوير الأحداث والشخصيات من التاريخ السياسي الهندي ، زاعماً وجود أخطاء في الحقائق وتصوير مضلل .
في الختام : " فيلم " طوارئ‏‏" محاولة جريئة لإعادة سرد فترة حاسمة في تاريخ الهند ، ويقدم دراما سياسية مكثفة . تعمق الفيلم في الأسباب الكامنة وراء فرض حالة الطوارئ ، بما في ذلك الظروف السياسية والقضائية التي أدت إليها. إن تصوير هذه الفترة هو فتح أعين الجماهير الأصغر سنا غير المألوفة بهذا الفصل من التاريخ الهندي .‏ يقدم السرد في فيلم طوارئ‏‏ تصويرا متوازنا لأنديرا غاندي ، مع التركيز على نقاط قوتها كقائدة مع عدم الابتعاد عن أخطائها. ويسلط الضوء على ذكائها السريع وتفاعلاتها مع قادة العالم وقراراتها التي شكلت الهند الحديثة . كما يقدم الفيلم دروس للسياسة الحديثة ‏،‏ من التلاعب بوسائل الإعلام إلى مركزية السلطة ، يقدم الفيلم انعكاسا للاستراتيجيات السياسية التي يتردد صداها مع العصر الحديث . يمتنع الفيلم عن تمجيد أو تشويه سمعة إنديرا غاندي ، مما يجعله تمثيلا عادلا للتاريخ.



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - ذبذبات من غزة‏‏- فيلم وثائقي يصور وجع الطفل الفلسطيني الأص ...
- وداعا .. شاعر الوجع العراقي ... موفق محمد ..صاحب - الكوميديا ...
- -الفيلم الجيكي- أمواج- يفتح نافذة على تاريخ أحداث ربيع براغ ...
- - المراهقة-مسلسل يحكي قصة المراهقة المعاصرة في عصر التكنولوج ...
- فيلم - ولد في غزة - صور صادمة بعيون الأطفال لجرح فلسطيني
- فيلم - علي ونينو- خطاب إنساني من أجل التعايش بين الأديان علي ...
- الفنانة - شيرين نشأت - أعمالها تلامس أزمة الهوية الإيرانية
- التطهير العرقي للأرمن في أذرييجان محور فيلم - بين الحدود -
- -هستيريا - فيلم ألماني يتناول حوادث حرق القرآن
- الفيلم البلجيكي ( غير شرعي ) يطرح قضية الأبعاد القسري للمهاج ...
- إستكشاف تأملي مذهل بصريا للفناء والصداقة يجسدها فيلم- الغرفة ...
- الفيلم الوثائقي -بين الثورات- محاولة الربط بين الثورتين في ك ...
- -إن شاء الله ولد- فيلم يدين ما يرتكبه المجتمع ضد الأرامل
- ‏ -الخرطوم-فيلم وثائق تجريبي يلتقط بشكل مؤثر مأساة الحرب في ...
- -غزة تنادي- فيلم يكشف لنا وجهاً آخر للمعاناة الفلسطينية
- - حافة التمرد- فيلم يفضح الممارسات العنصرية للشرطة الأمريكية
- -النظام-.. فيلم يجسد رحلة إلى القلب المظلم لأعماق أميركا
- ذاكرة مدينة يوثقها الكاتب العراقي سلام أمان في رواية - أبناء ...
- صرخة إمرأة بوجه العنف المنزلي في فيلم - الحُكم -
- -كعكتي المفضلة-.. حكاية امرأة وحيدة تخوض ثورتها في خريف العم ...


المزيد.....




- وفاة الفنانة المغربية نعيمة بوحمالة عن 77 عاما بعد صراع مع ا ...
- فيلم -8 أكتوبر- يهاجم الاحتجاج ضد الإبادة دعما لأجندة يمينية ...
- هي ثاني أكثر اللغات انتشارا في فرنسا... ما هو واقع تعليم الل ...
- مصر.. مسؤول يحذر من خطورة -ثقافة التريند- على الأمن القومي
- راغب علامة يعلّق على زيارته للرئيس اللبناني
- من المؤثرة البريطانية نيكي ليلي التي استضافها مهرجان كان الس ...
- أسرار باريس | أشباح كواليس الأوبرا
- -التربية-: مدارسنا تحصد جوائز ومراكز متقدمة بمهرجان أفلام ال ...
- الفيلم الهندي -الدبلوماسي-.. دعاية سوداء وإثارة سياسية على ه ...
- المخرج نيكيتا ميخالكوف يدعو إلى فرض قيود على الأفلام الأمريك ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم - طوارئ- سيرة ذاتية لأنديرا غاندي - متخم بالأحداث التاريخية والتعاطف الإنساني