أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم -المعلم الذي وعد بالبحر- درس عظيم في التربية والتعليم وقيمة المعلم















المزيد.....

فيلم -المعلم الذي وعد بالبحر- درس عظيم في التربية والتعليم وقيمة المعلم


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 8404 - 2025 / 7 / 15 - 00:14
المحور: الادب والفن
    


فيلم "المعلم الذي وعد بالبحر" درس عظيم في التربية والتعليم وقيمة المعلم

الفيلم مستوحى من أحداث حقيقية وقعت قبل أشهر من بدء الحرب الأهلية الإسبانية . ومبني على رواية فرانشيسك إسكريبانو( صحفي وأستاذ جامعي ومنتج سينمائي وتلفزيوني ) . الفيلم تكريم لمعلمي الجمهورية ويفتح الذاكرة التاريخية على فضائع الديكتاتورية الأسبانية في عهد الجنرال فرانكو (مرت 84 عاما ولا يزال هناك العديد من المقابر الجماعية التي لم يتم اكتشافها) حين تكتشف أريادنا (لايا كوستا) أن جدها كان يبحث عن رفات والدها الذي اختفى في الحرب الأهلية .
سافرت أريادنا (لايا كوستا) إلى بورغوس ، حيث إكتشفوا مقبرة جماعية ، وربما تجد أثراُ لجثة جدها الذي قتل ودفن في مقابر جماعية بعد سقوط الجمهورية الأسبانية . أثناء إقامتها هناك ، ستتعرف على قصة أنتوني بينيج (إنريك أوكير) ، المعلم الثوري الشاب من تاراغونا ، كان قبل الحرب معلما لجدها. من خلال طريقة تربوية مبتكرة ، عمل هذه المعلم بمنهجية قريبة من نفسية الطفل وبناء على اهتماماته والعمل على تطوير مواهب ومهارات الطلاب الصغار ، وضع لهذا الهدف منهجية فرينيت موضع التنفيذ . عمل الطلبة الصغار دفاتر ملاحظاتهم الخاصة وقاموا بنشرها وتبادلوها مع المدارس الأخرى . المعلم اليساري بدأ في تغيير حياة المدينة وحياة العائلات ، ألهم المعلم أنتوني طلابه وجعلهم مبدعين وحالمين ، وقد أعطى تلاميذه وعداُ في إصطحابهم لرؤية البحر . في نهاية يوليو 1936 ، اختفى المعلم بعد أن أن أختطفه جنود الجنرال فرانكو ، لكن ذاكراه وشخصيته الفريدة وأعماله النبيلة بقيت خالدة في ذاكرة طلابه وعوائلهم . وفي أغسطس 2010 ، عند سفح القبر ، سلط أحد جيران بانويلوس الضوء على شخصية المعلم الذي قتل في عام 1936 والقصة المؤثرة لصاحب الوعد الذي لم يتمكن صاحبة الوفاء به .
تتناوب أحداث الفيلم بين فترتين، واحدة بين عامي 1935 و 1936، قبل الانقلاب الذي أفسح المجال للحرب الأهلية، والأخرى أقرب لعام 2010 . تكتشف أريادنا (لايا كوستا) أن جدها كان يبحث عن رفات والدها اليساري الذي اختفى في الحرب الأهلية . رجل عجوز يجلس أمام شفق حياته يلاحظ صورة لماضيه لا تعطيه شيئا سوى اليقين بموته، بينما تقرأ حفيدته بصوت عال بعض الكلمات التي كتبها منذ أكثر من ستة عقود بحبر مليء بالوهم والأمل . ومع ذلك ، فإن الكلمات التي سرعان ما دفنت بسبب الثقل العنيف للصمت والنسيان . هذه هي الصورة التي تبقى في ذاكرتنا للمعلم الذي وعد بالبحر، وهي مقتبسة من رواية تحمل نفس الاسم لفرانشيسك إسكريبانو بعدسة المخرجة " باتريشيا فونت " .
فيلم يحكي القصة الحقيقية لأنتوني بينيج (إنريك أوكير) ، المدرس الثوري الذي ينتدب من قبل حكومة الجمهورية الثانية إلى بلدة في بورغوس من تاراغونا لتولي مسؤولية المدرسة بعد أن تمت إزالة الكاهن الذي يديرها ، مشحوناُ بالطاقة والأفكار الجديدة ، يطبق في فصوله الأساليب التعليمية الثورية آنذاك التي ابتكرتها سيليستين فرينت – (التي تتمثل مبادئها الأساسية في حرية التعبير والحياة التعاونية والوفاء والتحرر من روتين خلال العمل ). يتوقف طلابه عن رؤية المدرسة كمركز احتجاز يحفظون فيه حتى يموتون من الملل ويبدأون في الاستمتاع بالتعليم . الأفواه مفتوحة ، تضيء الغرفة وتتألق عيون الأطفال بينما يسحب أنتوني الورق من المطبعة الصغيرة البسيطة. الطباعة هي عنصر أساسي في أصول التدريس الحديثة التي نشأت في فرنسا وأراد المعلم التقدمي نقلها الى طلاب تلك القرية الصغيرة ، مع الصحافة ، ينتج الأطفال كتيبات خاصة بهم يسجلون فيها نتائج فضولهم حول الموضوعات التي يختارونها من خلال النصوص والرسومات في منتج تربوي أنساني . على العكس ماكان سائد في السابق ظلام علم أصول التدريس "الأسود" القائم على الضرب والجبن ، ينتقل الآن تطور مبهج وحري لشخصية الطفل إلى الفصل الدراسي ، بناء على الرغبات والميول الفردية . . من ناحية أخرى ، يرى والد أحد ألاولاد أن التقنيات المبتكرة للمعلم الجديد هي مجموعة من الإسراف الذي لا أساس له من الصحة. على الرغم من ذلك ، يسود الواقع على الأحكام المسبقة وسرعان ما يكشف الأطفال عن أنفسهم على أنهم سيول إبداعية وداعمة ومتعاطفة تحول الأبداع إلى فصلهم الدراسي الجديد. يعدهم أنتوني أنه بمجرد انتهاء الدورة ، سيأخذهم لرؤية البحر . تم الإنقضاض على هذا الوعد عندما قام فرانكو في يوليو 1936 بانقلاب ضد حكومة الجمهورية الثانية .
أفضل من ألف يوم من الدراسة الدؤوبة هو يوم مع معلم عظيم " المثل الياباني
لا تعيد المخرجة " باتريشيا فونت " وكاتب السيناريو " ألبرت فال " اختراع نوع الدراما التاريخية في اقتباس رواية " المعلم الذي وعد بالبحر " لفرانشيسك إسكريبانو . لكن رسم الشخصية والتصميم المرئي يخلق حساسية كبيرة وحب النغمات الهادئة في مشاهد المدرسة ومعلمها. ربما هذا هو السبب في أن السقوط بين وحشية الفاشيين والمثل الأعلى الإنساني للمعلم مؤثر للغاية ، دون الانزلاق إلى الشفقة أو التورط في المسارات العاطفية . يتم تقديم صورة" المعلم الذي وعد بالبحر" لعيون المشاهد كشهادة تروي بطريقة شفافة عن جريمة دفنت في مقبرة جماعية . يؤلف المخرج قصة تنتقل بين حاضر مشوه وماض مكتوم ببقايا فاشية لا تزال تخنق أي إمكانية لمستقبل صحي. وهكذا يصبح الأستاذ الشاب نموذجا للمثل العليا لجمهورية ديمقراطية قامت بتحديث إسبانيا إلى حد تحويلها نموذج تقدمي، على الرغم من المعارضة الدينية ( الكنيسة ) لتلك النخب التي جعلت من خضوع الطبقات الشعبية من شأنها أن تكون من أكثر الدول تقدما في العالم . بعد مقتل المعلم ، ترك الوعد باصطحاب طلابه لرؤية البحر معلقا بين ثنايا الفراغ الذي لا يزال ينزف ذاكرة وضمير بلد بأكمله. استخدام الخطين السرديين اللذين يتقدمان بالتوازي ويهمسان لبعضهما البعض تلك الأسرار التي ضاعت في أعماق الوعي ، يمنع كل مشاعر الصور من التركيز في ذروة واحدة. تضيع شخصية لايا كوستا في محاولتها التي تبدو خفية ومحتوية - لكن من المستحيل ألا تكتم العاطفة في مواجهة هذا التمرين للذاكرة الجماعية مضيئة بقدر ما هو ضروري . والتذكير بتلك الرحلة إلى البحر التي تسمى المستقبل .
المعلم اليساري ضحى بنفسه جسدا وروحا من أجل توعية وتثقيف ومساعدة هؤلاء الأطفال الذين كانوا مثله ضحايا لمجتمع غير متكافئ وغير متسامح مبني على دماء ودموع المستغٌلين . ونجح في جعل الأطفال يقعون في حب متعة التعلم والمشاركة في الفصول الدراسية ، اخترع أشياء أخرى كثيرة ، قصصا تربوية شجع من خلالها إبداعهم ، ونقل لهم حبه للأدب وشجعهم على الكتابة والرسم والعناية بحديقة المدرسة التي تم بناؤها معا. لأكثر من 75 عاما ، ظل عمله وشخصيته في ذاكرة طلابه وزملائه السابقين ، بينما كانت عائلته ترغب في معرفة حقيقة مكان وجوده . في عام 2010 ، أثناء استخراج قبر من قتلى الحرب الأهلية في بورغوس ، سيظهر شاهد شخصية مدرس قتل في يوليو 1936 ودفن في تلك الجبال عند سفح القبر. غطى أعمال استخراج الجثث المصور (سيرجي برنال ) لإعادة بناء قصة المعلم من بانويلوس ، لذا بدأ تحقيقاُ وأجرى مقابلات مع الأقارب والطلاب السابقين وقام بتجميع أرشيف موزع بين المجلات التعليمية في ذلك الوقت والصحف المحلية ومجموعات الأرشيف. "المعلم الذي وعد طلابه في رؤية البحر" قصة كفاح المعلم الثوري واليساري لإخراج بعض الأطفال الذين فقدوا الشغف ومتعة التعليم في بلدة صغيرة بسبب الجهل . لقد أراد هذا المعلم الشريف وألانساني أن يخلق جيل ثورس ونشئ متطلع لمستقبل زاهر وأن يكون طلابه الصغار أشخاصا مبدعين وذوي عقول خلاقة . عاملهم بمودة واحترام ، وبالطبع لم يمارس الضرب مثلما كان يمارسه سلفه المعلم وكاهن القرية . كانت الجمهورية تعني نقل قيم جديدة ، وبناء مدارس مختلطة ، وبناء شخصية المعلم محترمة ، و فصل الأيديولوجيات الدينية عن التعليم ، واعتمدت على المعلمين الثوريين المتنورين في خلق ثورة في التعليم وطرق التعليم ، والمعلمون هم الذين يجب أن ينقلوا قيم الجمهورية إلى أهالي القرية . كانت السياسة التعليمية للجمهورية الثانية تعني الدعم الرسمي لحركات التجديد التربوية في بداية القرن العشرين ، ويجب أن تكون شخصية المعلم محترمة ، وإشاعة الديمقراطية في الفصل الدراسي والمدرسة ، حتى يتمكنوا من تحمل المسؤوليات في المستقبل . كان هذا المعلم اشتراكيا ونقابيا شابا ، من مواليد مونت رويج ديل كامب ، تاراغونا ، عمل على أتباع نظريات المعلم الفرنسي سيليستين فرينت (رائد و للعديد من الابتكارات التعليمية الحالية) ، الذي عمل لمدة عامين كمدرس ريفي في بانويلوس دي بوريبا ، بورغوس ، المنطقة القضائية في بريفييسكا ، وتم إطلاق النار عليه بسبب أفكاره الثورية وتأيده الجمهورية وبسبب مقالاته في صحيفة محلية. مثل كثيرين آخرين ، تم إطلاق النار عليه في الأيام التي أعقبت انقلاب عام 1936 ، وظلت قصته منسية تقريبا حتى عام 2010 ، عندما تم فتح قبر لا بيدراجا ، في بورغوس ، على الرغم من أن جثة المعلم "إنتوني ينايجيس" لا تزال مفقودة .
في الخلاصة ، طبيعة الفيلم قطعة أثرية سائدة تستلزم سلسلة من الاستنتاجات حول كيفية تغير التصور الاجتماعي ، أو على الأقل التقدمي . مع الحرب الأهلية التي انتصر فيها الرجعيون، لا يزال له تداعياتها الى اليوم بعد أن تركت جروح لم تلتئم، وهو أمر يلاحظ في الشخصيات المسنة التي كانت تلاميذ بينايجس، ولكن أيضا بأفق سياسي لا يرتبط على الإطلاق بأولئك الذين أرادوا تغيير الأشياء. على الرغم من أن هذه بالفعل قضية مختلفة وأكثر تعقيدا. تم تكليفه بمهمة مدرسة في بانويلوس دي بوريبا ، وهي بلدة في بورغوس يبلغ عدد سكانها حوالي 200 نسمة. وكانت تفتقر الى الخدمات ، بدون كهرباء أو مياه جارية وبالكاد أي طرق .
يقوم المعلم بتنفيذ التعلم القائم على تعزيز الإبداع ومهارات في حل المشكلات . في بيئة التدريب المؤسساتية عمل الطلبة الصغار دفاتر ملاحظاتهم الخاصة وقاموا بنشرها وتبادلها مع المدارس الأخرى . بدأ في تغيير حياة المدينة وحياة العائلات . المعلمون هم الأبطال الحقيقيون لبناء النشئ الجديد وتعلمهم، إشاعة تلك المفاهيم التربوية أمر ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى في المجتمعات التي تبعدنا فيها التكنولوجيا أكثر مما تحررنا ، كان على الطلاب تجربة الواقع ، والتلاعب بالبيئة وفقا لهذا الاتصال ، والسعي لجعل التعلم مفيدا ومحاولة ربط الطالب بتجاربهم الخاصة . في المدرسة قام هذا المدرس التقدمي بأحداث ثورة في المناهج وطريقة التدريس ، في مدرسة بانولوس دفع من جيبه مقابل شراء مطبعة ونشر أبداع الصغار واصدار مجلة خاصة بأنتاجاتهم الأدبية .، بالإضافة إلى مواد من طريقة برينيت التقنية في برشلونة . في الفيلم ، تم ذكر هذا النظام التعليمي المبتكر ، بدون لهجة خطابية ، بدلا من ذلك لدينا بعض ضربات الفرشاة لممارسته في البحث عن التعاون بين الطلاب والسعي للحصول على حرية التعبير عن أنفسهم من خلال منشوراتهم الخاصة. لقد ارتبطوا بمدارس أخرى ذات أساليب مماثلة ، حتى من بلدان أخرى ، وهو أمر أدى إلى التعاون والتضامن وزيادة المعرفة وتحسين فهم القراءة .
قام المعلم بينجيس بالفعل بعمل رائع في المدرسة بطباعة ثلاثة أعداد من مجلة ( الإيماءات) ، ، مع نصوص كتبت من قبل الأطفال . كما صنعوا ما يسمى بدفتر الحياة ، وهو نوع من اليوميات التي كتب فيها جميع الطلاب. تتويجا لهذا البحث عن حرية التعبير ، كانت هناك أخيرا المواد المطبوعة. أقام المعلم علاقة وثيقة مع الأطفال ، حتى خارج ساعات الدوام المدرسي ، ووضع حدا للقواعد وفرض العقوبات ، ونفى كل التأثير الديني من المدرسة . كان بإمكان المعلم أن يختار منصبا أفضل للعام الدراسي 1935-36 ، لكنه قرر البقاء في قرية بانويلوس ، مدركا بالتأكيد للضوء الذي كان يخلقه في المدينة كجزء من الضوء الذي كان ينوي إعطائه للبشرية جمعاء . كانت الضغوط على المعلم هائلة ، وهو ما ينعكس في الفيلم ، يمكنك أن ترى مقاومة بعض الآباء لحضور أطفالهم في المدرسة ، لأنهم أرادوا إشراكهم في الأعمال المنزلية والأعمال الميدانية . حتى أن المعلم ، وهو رجل حيوي ، تجاوز المدرسة في بانويلوس وأنشأ أيضا ما يسمى بأكاديمية الشباب ، والتي شجعت على النقاش حول القضايا الحالية ، بما في ذلك الدين ، تم تنظيم الرقصات أيضا . كل هذا ، إلى جانب آرائه السياسية ، أدى إلى العديد من الإدانات وأكسبه عداوة القوى الرجعية ورجال الكنيسة . في الفيلم ، نتابع رئيس بلدية خجول ، تعاون أخيرا مع الفاشيين بأمان بدافع الخوف .
في 19 يوليو 1936 ، ألقي القبض على المعلم "أنطونيو بينيجيس" في كاسا ديل بويبلو ، وعندما رفض التنازل عن مبادئه وافكاره التقدمية ومناصرة الجمهورية تعرض للضرب بأعقاب البنادق . كما رأينا في الفيلم ، تم اصطحابه مصابا بجروح بالغة ونصف عار في سيارة على مرأى ومسمع من المدينة بأكملها ، ثم أطلق عليه النار ودفن في مكان مجهول . كان التحذير واضحا لأولئك الذين أرادوا تغيير الأشياء . يصل تأثير هذا المعلم والمودة التي أثارها في طلابه إلى يومنا هذا. في عام 2013 ، أنشأت بلدة بانويوس ( جمعية مدارس بينيجيس) ، التي تلتقط إرثه من خلال الترويج لمدرسة مفتوحة ومجانية المتواضعة . دعونا نأنمل أن يلقي إرث هذا المعلم، مثل إرث كثيرين آخرين، والعديد من التيارات التربوية ذات التطلعات التحررية الضوء على الوضع الراهن الرمادي جدا أيضا في مجال التعليم . السيناريو والحوار: السيناريو ، الذي كتبه ألبرت فال ، متين ومنظم جيدا. تتكشف القصة بشكل متماسك ، مما يحافظ على اهتمام المشاهد طوال الفيلم. الحوارات واقعية وعاطفية ، وتعكس بدقة صعوبات وآمال الشخصيات. هناك لحظات من الفكاهة الخفية تخفف التوتر وتزيد من إضفاء الطابع الإنساني على الأبطال. ينقل الفيلم رسالة قوية حول أهمية التعليم والتأثير الذي يمكن أن يحدثه فرد واحد على مجتمعه. موضوعات مثل المثابرة والأمل ومحاربة الشدائد موجودة بشكل بارز. يتردد صدى "المعلم الذي وعد بالبحر" بعمق ، ويذكرنا بقيمة الأحلام وقوة الالتزام والقناعات . فيلم مؤثر وجيد التنفيذ يتميز بأدائه وتوجيهه ورسالته الملهمة. إنه عمل لا يسلي فحسب ، بل يدعو أيضا إلى التفكير في دور التعليم والأمل في حياتنا. يفعل كل هذا بدقة وذكاء للتعامل مع واحدة من أكثر الفترات حزنا في تاريخ إسبانيا ، ودون التوقف عن إدانة الأيديولوجية الفاشية التي فرضت بعد الحرب الأهلية الإسبانية. على الرغم من أغلب أحداثه في الغالب في زمن مضى، إلا أنه يروي أيضا القصة الحالية لامرأة تبحث عن رفات جدها الأكبر في مقبرة جماعية تم اكتشافها حديثا في بورغوس . الممثلة " لايا كوستا" تستمر في إظهار سبب كونها واحدة من أفضل الممثلات في السينما الأسبانية، سواء في توازنها المثالي بين الاحتواء والانفجار أو لاختيارها الدقيق للمشاريع المثيرة للاهتمام والصغيرة والروحية. فيلم يتشابك بين الماضي والحاضر من خلال حبكتين تبنيان قصة عن الذاكرة وأهمية عدم ترك تاريخنا الحديث يقع في غياهب النسيان. تسلط الحبكة السرية الضوء على نضال العديد من الأشخاص الذين ما زالوا يبحثون عن أقاربهم المدفونين دون الكشف عن هويتهم في مقابر جماعية بعد الحرب الأهلية ، في حين أن قصة نضال المعلم " أنتوني بينيجيس " إشادة بالمعلمين الشجعان ودورهم في تربية الجيل الجديد . الفيلم مأخوذ عن كتاب "الكشف عن الصمت: أنتوني بينيجيس" وتم تكييفها للشاشة الكبيرة بواسطة " ألبرت فال " . وكما يفرض الماضي نفسه على الحاضر، فإن جزء الرسالة الذي ينتصر من حيث التحرير والعاطفة هو جزء التعليم وليس الحرب . يحقق ذلك من خلال هيكل عام دراسي مع العديد من الفصول الدراسية الممتعة حيث يتم رؤية طريقة تربوية جديدة حقيقية أثناء العمل في حقل التعليم .


كاتب عراقي



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم - تاكسي طهران - شهادة جريئة ضد القمع والرقابة في إيران
- فيلم - المحطة الأخيرة - يكشف لمحة عن إنسانية الكاتب (ليو تول ...
- الفيلم الأيراني - المسلخ - تصوير حياة الإيرانيين اليومية تحت ...
- - فيلم الحرب - تصوير واقعي وصادم لوحشية وقسوة الحروب ‏
- -طهران للبيع - فيلم يلقي نظرة مؤثرة على التحديات التي يواجهه ...
- فيلم -ضع روحك على يدك وامش- وثائقي عن صمود غزة يتحول إلى مرث ...
- الفيلم الهندي - باجرانجي بهايجران- - يحمل رسائل أنسانية وأخل ...
- الفيلم الكوري - الرابعة مساءاً - دراسة عميقة في السلوك البشر ...
- فيلم - طوارئ- سيرة ذاتية لأنديرا غاندي - متخم بالأحداث التار ...
- - ذبذبات من غزة‏‏- فيلم وثائقي يصور وجع الطفل الفلسطيني الأص ...
- وداعا .. شاعر الوجع العراقي ... موفق محمد ..صاحب - الكوميديا ...
- -الفيلم الجيكي- أمواج- يفتح نافذة على تاريخ أحداث ربيع براغ ...
- - المراهقة-مسلسل يحكي قصة المراهقة المعاصرة في عصر التكنولوج ...
- فيلم - ولد في غزة - صور صادمة بعيون الأطفال لجرح فلسطيني
- فيلم - علي ونينو- خطاب إنساني من أجل التعايش بين الأديان علي ...
- الفنانة - شيرين نشأت - أعمالها تلامس أزمة الهوية الإيرانية
- التطهير العرقي للأرمن في أذرييجان محور فيلم - بين الحدود -
- -هستيريا - فيلم ألماني يتناول حوادث حرق القرآن
- الفيلم البلجيكي ( غير شرعي ) يطرح قضية الأبعاد القسري للمهاج ...
- إستكشاف تأملي مذهل بصريا للفناء والصداقة يجسدها فيلم- الغرفة ...


المزيد.....




- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...
- تنسيق كلية الهندسة 2025 لخريجي الدبلومات الفنية “توقعات”
- المجتمع المدني بغزة يفنّد تصريح الممثل الأوروبي عن المعابر و ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم -المعلم الذي وعد بالبحر- درس عظيم في التربية والتعليم وقيمة المعلم