مهدي النفري
شاعر ومترجم
(Mahdi Alnuffari)
الحوار المتمدن-العدد: 8416 - 2025 / 7 / 27 - 16:57
المحور:
الادب والفن
يسكنني المزاج ككائن غريب لا يسألني إن كنت مستعدًا ولا يعبأ إن كنت واقفًا على قدميّ أم غارقًا في دهشة العالَم. كأنني في لعبة المراجيح تدفعني الروح يومًا نحو الضوء فأمد يدي للجمال ألمس النقاء وأتنفس الأمل كطفل يكتشف العالَم أول مرة.
ثم في لحظة يطيح بي إلى أعماق البئر فلا صوت يصعد ولا نور يتسلّل. فقط الانتظار، أعد الأيام القادمة على أمل أن تنتشلني من هذا الضياع الذي لا يشبهني. كل شيء من حولي يتحوّل دون إنذار، الألوان تتبدل والروائح تبهت والوجوه تصير مرايا لا تعكس شيئًا سوى ارتباكي.
لا أحد يرى المزاج حين يقسو ولا أحد يسمعه حين يهمس. هو الذي يقرّر متى أكون أنا ومتى أكون ظلي. لكن رغم كل شيء ما زلت أقاوم. أسترق لحظات النقاء كلما مرّت أزرعها داخلي على أمل أن تنمو من جديد. فأنا أعرف كما أعرف نفسي حين تهدأ أن الأشياء التي تهوي يمكنها أن ترتفع وأن الأرواح التي تغرق تعرف كيف تتعلّم الطفو مهما طال الغياب.
***
ما زلت أغازل الشغف القديم للغة
لعلّي أستنشق من بين حروفها ظلّاً من طفولتي الضائعة.
فليست اللعبة أن تلامس ما تريد وجهًا لوجه ولا أن تقف أمام المرآة منتظرًا أن تردّ لك الغياب بصورة.
أنت هناك في البعيد، تمارس طقوسك بصمت كما لو أنك تعانق الضباب برجاءٍ أن يثمر وجهًا في أقصى الأفق.
#مهدي_النفري (هاشتاغ)
Mahdi_Alnuffari#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟